الداعية د. خالد ابو شادي: الإحسان هو غاية كل عبد
كتبت- سالي مشالي
"إحسان الله إلى العبد ... وإحسان العبد إلى الله" كان موضوع المحاضرة التي ألقاها مساء الجمعة 5/ 2/ 2010، الدكتور خالد ابو شادي بالمركز الثقافي بنادي الرحاب تحت عنوان (لهذا أحب ربي).
وأوضح ابو شادي أن هناك خمسة فروق بين إحسان الله إلى العبد وإحسان العبد إلى الله؛ شرحها كما يلي :-
1- إبتداء الله بالإحسان : فالله سبحانه وتعالى هو الذي أنعم علينا بنعمة الحياة، وخلقنا في أحسن صورة، ولم يجعلنا نباتاً أو حيواناً أو حشرة، وأسجد لنا الملائكة. وأكد ابو شادي نعمة الإسلام من بين كل النعم، فهي نعمة النعم، وكفى بها نعمة، وأستشهد بحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – والذي وجهه للصحابة بقوله: "أي الناس أعجب إيمانَا؟ قالوا: أنت يا رسول الله، فقال: ومالي لا أؤمن والوحي يتنزل عليّ، قالوا: فنحن يا رسول الله، قال: وما لكم لا تؤمنون وأنا بين ظهرانيكم، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: قوم يأتون بعدكم فلا يرون إلا صحفًا فيؤمنون بها، فأولئك أعجب الناس إيمانَا "، مشيراً إلى أن أكثر أهل الأرض رفاهية لو عاش مائة عام، فإن رفاهيته لا معنى لها لو كان كافراً ودخل النار وخُلَد فيها.
2- إستمرارية إحسان ربنا إلينا : أوضح أبو شادي من خلال هذه النقطة أن إحسان ربنا إلينا مستمر طوال الوقت، فدقات قلوبنا -التي لا تتوقف إلا بتوقف هذه القلوب عن العمل- هي من إحسان الله الدائم إلينا. والعلم والتعلم والعقل والتفكير، وكذلك وسائل الإنتقال سواء الإبل والخيل قديماً، أو السيارات والطائرات والصواريخ حديثاً، هي من نعم الله المستمرة، وإيضاً إمساكه السماء حتى لا تقع على الأرض، يقول الله تعالى:" ويمسك السماء ان تقع على الأرض إلا بإذنه"، كما أن للملائكة دورَا في حياتنا، وهو دور مستمر الذي لا ينقطع، ذلك كله من رحمة الله بنا، مستشهداً بقوله تعالى: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله".
3- كثرة الإحسان وشموله: وأكثر ما يُعبر عن ذلك الآية الكريمة :"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، مشيراً إلى أن النعمة الواحدة بها مئات النعم، فالعين بها مئات الخلايا، والدم يتجدد في عروقنا باستمرار.. ثم نبه أبو شادي الحاضرين إلى أن كل ما يقدره الله للإنسان هو من النعم، حتى لو كان ظاهر الأمر بالنسبة لنا أنه مصيبة (كموت ابن أو مرض أو غيره) مستشهداً بقصة موسى والرجل الصالح في سورة الكهف، وهي السورة التي حثنا الرسول – صلى الله عليه وسلم - على قراءتها يوم الجمعة، موضحاً أنه عندما يأمرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقراءتها بهذه التكرارية فإن علينا أن نوقن أن بها معلومات نحن بحاجة لمعرفتها.
4- يستمر الله في إحسانه إلينا بالرغم من إستمرارنا في الإساءة ونكران النعم : أغلب الناس يستخدم نعم الله فيما لا يحبه الله ولا يرضاه، وبالرغم من هذا يستمر إحسان الله إلينا ولا يتوقف عند إساءتنا أوارتكابنا الذنوب، وهذا من رحمة الله بنا وإحسانه العظيم علينا.
5- الإحسان من العبد هو في حقيقته إحسان من الله : فالعبد عندما يتوب من ذنوبه لا يمكن أن نعتبر هذا إحساناً من العبد إلى الله، لأن الأمر في حقيقته أن الله هو الذي تاب عليه، وعندما يتصدق العبد فإنما هو يتصدق من مال الله؛ مما منحه الله إياه وأنعم عليه وأحسن إليه به، وبالتالي فإن كل فعل خير يُوفق لفعله الإنسان هو في النهاية من فضل الله وإحسانه على هذا العبد.
وقسم ابو شادي طرق إحسان العبد إلى الله، إلى 3 أقسام :-
1- إتقان العمل : موضحاً أنه لا يقتصر إتقان العمل على العمل الأخروي والعبادات من صلاة وصيام وصدقة، ولكن من الإحسان أن يُتقن كل إنسان مهنته التي يمتهنها في الدنيا والتي يأكل من عائدها ويُطعم ابنائه.
2- استشعار مراقبة الله: مشيراً إلى أن الواجب على الإنسان ألا يعصي الله سراً، لأن الله يرى سره وعلانيته، وعليه ألا يجهر أيضاً بالمعاصي فيكون كالذين سترهم الله ففضحوا أنفسهم.
3- فعل الخير من جنس ما منحك الله: فمن أعلى درجات الإحسان أن تُحسن إلى من أساء إليك، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -:"أفضل الصدقة على ذي رحم كاشح" ، وكاشح هنا معناه المبغض.
وختم ابو شادي اللقاء بالدعاء وأمن الحاضرون على دعائه.