العمل من المنزل
لمساعدة كل من يرغب في البدء في تلك التجربة متجنبا العيوب التي يواجهها من سبقوه بخصوص عدم انتظام الدخل، وعدم القدرة على إدارة الوقت، سلطنا الضوء على كتاب هذا الشهر وهو كتاب
( WORKING FROM HOME) إصدار عام 2001 وفيه تطرق كاتباه بيتر هينجستون، وألاستير بالفور إلى أن في الولايات المتحدة واحدَا من كل ثلاثة أشخاص يعملون من المنزل, أما في بريطانيا فقد رصدت الإحصاءات ستة ملايين شخص يديرون عملهم من المنزل، وفي كل أوروبا بلغت المكاتب المنزلية 20 مليون مكتب يعمل بها 30 مليون شخص.
والآن أصبح حصر الأنشطة التي لا يمكن القيام بها من المنزل أسهل من حصر العدد الهائل من الأعمال الذي تطلقه هذه الخلايا النشطة ( المكاتب المنزلية )، ويقف وراء هذا التيار الكاسح إثنان من العوامل الداعمة:
الأول: اعتماد المؤسسات على مصادر خارجية توفر لها خدمات التسويق والحسابات والصيانة.
الثاني: الثورة التكنولوجية التي تطرح المزيد من مناجم الفرص أمام الجميع.
ثم يطرح الكتاب هذا السؤال: كيف يمكنك أن تصبح واحدَا من هؤلاء؟
لتحقيق ذلك يجب أن تمر بثلاثة مراحل، تليها مرحلة رابعة عامة، هذه المراحل هي:
المرحلة الاولى : التقييم
فعليك أولاً اختبار نفسك لمعرفة مدى استعدادك وموافقة شخصيتك لهذا النوع من العمل، ودراسة ماهية العمل المنزلي بسلبياته وإيجابياته.
المرحلة الثانية : الاستعداد
بخلق الأساس المالي، وتقييم مهاراتك العملية وصفاتك الشخصية ثم اختيار النشاط المناسب.
المرحلة الثالثة : التنظيم
وذلك بتنظيم بيئة العمل وتجهيز المكتب المنزلي وتنظيم إدارة الوقت.
المرحلة الرابعة :العمليات الرئيسية
وهي العمليات التي تحتاجها في إقامة أي عمل سواءً من المنزل أو خارجه.
المرحلة الأولى : التقييم
1. اختبر نفسك :
قبل اتخاذ هذا القرار المصيري بالعمل من المنزل، يجب تقييم مدى استعدادك، وأن تتحلى بالصدق مع الذات، والتلقائية في الاجابة على الأسئلة التالية:
هل لديك الطموح لإدارة أحد الأعمال المنزلية؟
هل لديك فكرة خاصة بأحد الأنشطة تريد تجسيدها في هذا العمل؟
هل لديك القدرة على العمل لساعات غير محددة بمفردك وطبقا لجدول زمني بدون مراقبة؟
هل تراودك مخاوف بشأن كونك المدير المسئول؟
هل تتحلى بروح المخاطرة والثقة بالنفس؟
هل يمثل تحقيق الأرباح الكبيرة أهميةً خاصة بالنسبة لك؟
هل تجيد طرح أفكار مبدعة؟
هل تمتلك علاقات خارجية متميزة؟
هل لديك مهارة التعامل مع الحاسبات وخبرة التسويق والبيع والتعامل مع الأرقام والميزانيات؟
هل تبدع في اتخاذ القرارات وحل المشكلات؟
إذا ارتفعت الدرجات التي ستحصل عليها في نهاية التقييم، فاعلم أن اتجاهاتك وقدراتك بل وفطرتك أيضا تشير إلى إمكانية تحقيق النجاح في مشروعك المنزلي، والعكس صحيح.
2. دراسة ماهية العمل المنزلي:
المزايا والعيوب:
المزايا: لا شك في أن العمل من المنزل يوفر لك أسلوبًا حياتيًا مستقلاًَ، ويمنحك قدرًا كبيرًا من السيطرة على مستقبلك المهني، والحد من ضغوط العمل التقليدي بما في ذلك المرونة في ساعات العمل، وتحقيق قدر كبير من الموازنة بين الحياة العملية والعائلية.
العيوب : على الجانب الآخر فإن العمل المنزلي قد يعرضك للشعور بالضجر والوحدة، وقد تصطدم بصعوبة التحكم في ساعات العمل والراحة والواجبات المنزلية، وعلى المستوى العملي قد تفتقر إلى آليات تقييم المنافسة وضعف العائد المادي في البدايات، وكذلك نقص الدعم التكنولوجي المحترف إن لم تكن توفر هذا الدعم لنفسك.
افعل ولا تفعل :
افعل :
ضع تقييمًا واقعيًا لبيئة المنزل كمكتب منزلي، وناقش هذا الأمر مع أفراد أسرتك.
لا خاب من استشار : استشر أهل الخبرة في كل المجالات التي سترتادها، واسعْ لمهارات جديدة.
حدد أهدافًا واقعية لتجنب الإحباط .
حاذر من :
توقع تحقيق النتائج المنشودة فورًا .
الاستخفاف بقدر الضغوط المتوقعة.
الاعتقاد بأنك تعرف كل شيء.
معركة العمل من المنزل تحتاج إلى أسلحة لضمان النصر (بإذن الله ) منها:
العمل الجاد والإحساس بالمسؤولية والقدرة على البذل حتى في الوقت الذي تفقد فيه الرغبة لذلك.
وجود الدافع والمحرك الذاتي.
الثقة في قدراتك الشخصية.
الرغبة في خوض المخاطر التي تستحق المخاطرة من أجلها.
التمتع بالفطرة الصائبة والمعرفة والخبرة المكتسبة في النشاط الذي تختاره لنفسك.
التزود بمهارات الاتصال المطلوبة ومهارات البيع والأسس الصائبة في تحديد الأهداف وكيفية تحقيقها.
المرحلة الثانية : الاستعداد
( على المستوى المالي والتنظيمي والشخصي )
1. خلق الأساس المالي القوي:
من الأمور المصيرية في العمل المنزلي وضع أساس مالي قوي يحد من المخاطر المالية المحتملة، لتستطيع التركيز على جوانب النشاط الحيوية. ويحتاج الأمر في البداية إلى تقييم وتخطيط الشؤون المالية والحد من بعض النفقات الشخصية، ويفضل أن تتم ادارة العمل المنزلي في البداية بجانب الإستمرار في الوظيفة النظامية (إن أمكن) كمرحلة انتقالية.
وهناك بعض الوسائل التي تساعد في خلق الأساس المالي منها:
القروض: من الصناديق الاجتماعية.
الشؤون البنكية: بفتح حساب مستقل للمشروع المنزلي لسد مستحقات الموردين وتسلم المقابل المادي للخدمة التي تقدمها من العملاء. وكذلك تخصيص راتب شهري لك. وينصح باستخدام الحسابات الإلكترونية التي يمكنك الوصول لها عبر الهاتف أو الإنترنت.
التأمينات الاجتماعية: الانضمام لنظام تأميني صحي واجتماعي يضمن لك أفضل تغطية.
الدخل: عليك ألا تتوقع أن يدر مشروعك دخلاً ثابتًا، لذلك ينصحك المتخصصون بالتدبير المسبق لما يكفي سد احتياجاتك الشخصية والعائلية لمدة 6 أشهر على الأقل.
2. تقييم المهارات العملية:
يمتلك بعض الأفراد – بالفطرة- المهارات العملية الأساسية لنجاح أي مشروع، بينما قد يحتاج البعض الآخر لتنمية هذه المهارات. وأهم هذه المهارات: الإدارة العامة، التخطيط والاتصالات، التسوبق والبيع، إدارة الوقت والأفراد، التفاوض والتفويض، اتخاذ القرار، إجراء الأبحاث . وفي حالة التشكك بشأن بشأن خبراتك في إحدى هذه المهارات فمن الأفضل السعي للحصول على التدريب المختص، أما إذا كنت تفتقر لإجادة مجموعة كبيرة منها فيمكنك إعادة النظر في مغامرتك الجديدة برمتها.
3. تقييم الصفات الشخصية:
مثلما يعتمد نجاح المشروع المنزلي على إجادة المهارات العملية التي سبق ذكرها، فإن الإتجاهات الشخصية والنماذج السلوكية لصاحب المشروع تتنبأ بنوع النشاط الذي يجب أن يسلكه، لهذا فإن تحديد نقاط القوة البارزة في شخصيتك سيكون له دور كبير في حسم اتجاه النشاط. ومن هذه الاتجاهات: القدرة على الإبتكار والتطوير والدعم والتنظيم والتنسيق، ولكل منها دور خاص يختلف باختلاف الإلتزامات الشخصية التي يفرضها النشاط الجديد.
4. اختيار النشاط المناسب:
من أفضل الطرق لاختيار النشاط الذي يتناسب مع مهاراتك العملية واتجاهاتك الشخصية تحديد الأهداف التي ترغب في تحقيقها من خلال إدارة هذا النشاط، وتتضمن:
الأرباح المالية التي ترغب في تحقيقها.
قدر الجهد الذي ترغب في بذله.
نوع العمل الذي يشعرك بالاشباع الذاتي.
وبالتأكيد لديك قائمة كبيرة بالاعمال التي يمكن القيام بها:
1. الخدمات المهنية: الاستشارات والحسابات والهندسة والتدريب والمحاماة.
2. الخدمات الشخصية: مجالسة الأطفال والمسنين ورعاية الحدائق والتجميل وتصفيف الشعر.
3. الخدمات التجارية: الصيانة والكمبيوتر وتصميم الجرافيك والطباعة.
4. البيع المباشر : البيع كوكيل للكتب والمنتجات المنزلية.
5. التصنيع والهوايات: تصنيع الخزف والحلي والملابس وطباعة النسيج والرسم.
6. التوريد: توريد الغذاء وخدمات الإشراف على الحفلات.
المرحلة الثالثة : تنظيم بيئة العمل
إن تحويل المنزل إلى مقر للعمل والحفاظ على الحياة المنزلية طرفان لإحدى المعادلات الصعبة التي تتطلب قدرا من التخطيط الجيد والمرونة، وللقيام بذلك كن واضحًا حول بعض النقاط:
هل يمكنك اتخاذ مكان منفصل في المنزل لأداء العمل؟
هل سيتطلب عملك إجراء مقابلات مع العملاء داخل المنزل؟
هل يتضمن أداؤك للعمل إحداث بعض الآثار السلبية في المنزل كالضجيج أو الأبخرة؟
هل يقتضي عملك إستصدار التصاريح القانونية والصحية من الجهات المختصة؟
ثم نبدأ بالتنفيذ مع مراعاة بعض الأولويات:
1- خصص أكبر وأفضل مساحة ممكنة للعمل، فموقع العمل له أهمية بالغة وخاصة عند استقبال العملاء إذ يجب إعطاؤهم الإنطباع بالجدية والاحتراف.
2- تأكد من تهيئة أفضل الظروف بالموقع، وخاصة ظروف الإضاءة والهواء المتجدد ودرجة الحرارة المناسبة والألوان والمشهد العام والهدوء.
3- عند تنظيم معدات العمل يجب أن تنتبه لانسيابية سير العمل وأفضل المواقع التي تمنحك النشاط والهدوء.
4- حدد القدر الذي ترغب في إنفاقه على تجهيز المقر ولا تنساق وراء إغراءات سوق المهمات المكتبية، وذلك بتحديد المتطلبات الأساسية التي تحتاجها مثل: المكتب والخزانة، والأجهزة الالكترونية كالكمبيوتر والطابعة والشبكات والهاتف والانترنت والفاكس.. الخ.
كيف يمكنك إدارة الوقت بمفردك؟
إدارة الوقت هي كلمة السر لنجاح الحياة الشخصية والعملية معًا، ومن أهم التقنيات الناجحة لإدارة الوقت:
1- حاول تحديد أفضل الأوقات والظروف التي تحقق خلالها أعلى إنتاجية في العمل والتزم بها.
2- لا تنس أن الاحتفاظ بالحالة الصحية الجيدة يمنحك مزيدًا من الطاقة لمواجهة التحديات وبذل التفكير الإبداعي.
3- التخطيط المسبق يساعدك على الاستفادة القصوى من الوقت.
4- تحكم في الوقت الذي تستغرقه الاتصالات التلفونية والبريدية والالكترونية، وكن حاسمًا مع كل ما يصرف تركيزك عن العمل.
5- ضع هيكلا لأولويات المهام والتزم به:
أساسية ( تنفيذ حاجات العملاء )
روتينية (المهام اليومية)
قضايا كبرى (الفرص والتحديات)
6- لا تتردد في الإستعانة ببعض المصادر الخارجية لبعض المهام مثل أداء وظائف الحسابات والسكرتارية والتوصيل.
7- تعامل بقسوة مع الأوراق المكتبية، تخلص من كل ما لا يلزمك ونظم ملفاتك أولاً بأول.
كيف تحقق التوازن بين العمل والأسرة:
مما لا شك فيه أن مشروعك المنزلي سيؤدي إلى كثير من التغيرات في نمط حياتك العائلية، وإذا لم تنجح في تحقيق التوازن بين ظروفك العائلية والعملية فقد تحبطك النتائج في كليهما لهذا :
1- حدد ساعات العمل وناقش مدى ملاءمتها مع أفراد أسرتك، وعرّف جميع أصدقاءك وأفراد عائلتك بها والتزم بجدول العطلات العائلية.
2- ضع خطة بأولويات المهام العائلية والتزم بها حتى لا يسرقك وقت العمل.
3- فوض أفراد الأسرة للقيام ببعض المسؤليات المنزلية واحتفظ لنفسك بقدر ملائم منها.
4- تعامل مع التزاماتك الاجتماعية بما يناسب ظروفك الجديدة.
5- شارك أفراد العائلة تقييم أدائك ونتائجك واحتفل معهم بها.
6- اطلب من أفراد عائلتك مساعدتك في بعض مهام عملك.
المرحلة الرابعة : العمليات الرئيسية
( وهي نفس الخطوات التي تحتاجها في العمل خارج المنزل)
القيام بالأبحاث السوقية.
تسعير المنتجات.
الدعاية والإعلان .
تقنيات البيع .
إدارة الحسابات.
وأخيرا .. امنح النشاط الذي تقوم به مشاعرك وولاءك وحماسك وستجد أنه يبادلك هذا كله بالنجاح والرضا الذاتي.