ياسمين أبو الحسن مدربة الحياة والعلاقات: اعرف نفسك قبل أن ترتبط بغيرك
كتب: أحمد غانم
المهندسة ياسمين أبو الحسن تخصصت في التدريب في مجالٍ يعد جديدًا في مصر لكنه معروف دول الغرب منذ ما يقرب من 30 عاما، إنه مجال" الحياة والعلاقات" وهو مجال لا علاقة بينه وبين الطب النفسي. تقول ياسمين: أنا أتكلم مع العميل عما يريده؛ فهو الذي يقرر ماذا يريد وكيف سيحقق مراده، وبالطريقة التي تناسبه، وبالتالي فهو يتحمل نتيجة اختياره في الحياة.
وأوضحت مدربة الحياة والعلاقات في محاضرتها ( شريك الحياة بين الحلم والحقيقة) التي ألقتها بالمركز الثقافي بنادي الرحاب مساء الجمعة 12-3-2010 أنه من الخطأ أن يتصور الشاب المقبل على الزواج أنه سيرتبط فقط بالإنسانة التي اختارها قلبه وملكت عليه عقله وجوارحه فأحبها ويرغب في الزواج منها بغض النظر عن أهلها وأقاربها وعائلتها ومدى تقبلهم له أو تقبل أهله لأهلها، فالتوافق لا ينبغي أن يقتصر فقط على الشاب والفتاة ولكنه يتسع ليشمل باقي أفراد العائلة حتى يكتب لهذا الزواج النجاح والاستمرار، فالزواج معناه أوسع من ارتباط زوج بزوجة فحسب، لأنه يقوم على وجود علاقات وتواصل بين العائلات.
وقالت ياسمين أبو الحسن إن هناك برنامجًا أمريكيًا لتدريب العلاقات قبل البحث عن شريك الحياة، فمن الواجب أن أعرف (أنا مين وعايز إيه) حتى نتجنب الوقوع في الطلاق بعد ذلك، خاصة وأن الدراسات تقول أن 69 % من أسباب الطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية تعود إلى أن رؤية كل من الزوجين للحياة مختلفة، فقد يكون الزوج ماديًا جدا ويسعى بكافة الطرق لإسعاد زوجته ماديًا في حين أنها إنسانة رومانسية لا تهتم بالماديات وترغب في الدفء والحنان والكلمات المعسولة، وهنا لن يستطيع أي منهما أن يغير من نفسه ويتحول فجأة إلى إنسان آخر مختلف، وبالتالي تستحيل الحياة والعشرة ويحدث الطلاق.
وحذرت المهندسة ياسمين الشباب والفتيات من الوقوع في مصيدة الخطوبة القائمة على اختيار غير واعٍ ينتج عنها فيما بعد مشكلات غير قابلة للحل، ويصبح فسخ الخطبة هو الحل الوحيد للخروج من هذه المصيدة.
كما حذرت من الانخداع بالشكل الخارجي والمظاهر بعيدًا عن الغوص في جوهر الشخص الذي أمامي، ومعرفة طباعه جيدًا، وقيمه وعاداته وتقاليده حتى لا أفاجأ بعد الزواج بأمور لم أكن أعلمها ولم تظهر في فترة الخطوبة، لأني كنت أركز فقط في المظاهر والشكل.
وقالت مدربة الحياة والعلاقات إن أي شاب أو فتاة لابد له من شبكة علاقات اجتماعية حتى يتسنى له اختيار شريكة حياته، وهذه الشبكة تكون في إطار علاقات الأهل والأقارب والعمل والنوادي والأماكن العامة المفتوحة كالشارع وغيره، لأن العريس لن يهبط من السماء.
وهنا حدث اعتراض من قبل بعض الحضور مؤكدين رفضهم للاختلاط بدعوى البحث عن عريس أو عروس.
وأوضحت المهندسة ياسمين أن الإنسان قد يعجب كل يوم بفتاة ما، لكن ليس معنى ذلك أنها تصلح زوجة له، فالزواج موضوع آخر يحتاج لمواصفات مختلفة باعتبار أنه ِعشرة تدوم سنوات وسنوات، وتحتاج إلى صبر كل طرف على الآخر، وأن يكون هناك هدف مشترك تقوم عليه الحياة فيما بينهما.
وحذرت ياسمين من الإقدام على الارتباط لمجرد الخوف من عدم تكرار الفرصة مرة ثانية؛ فتوافق الفتاة على أول شاب يطرق بابها، أو يتقدم الشاب للزواج من أول فتاة ينجذب لها أو يدق لها قلبه دون تفكير عميق أو تأنٍ في الاختيار كما حذرت من الزواج القائم على الشفقة أو العطف مؤكدة أن هذا النوع من الزواج سريعا ما يفشل.