هبة قطب: أفضل سيناريو للحياة .. أن نبقى أنقياء
كتبت – سالي مشالي
"أفضل سيناريو في الحياة أن نبقى أنقياء" كانت هذه هي الدعوة التي دعتها د. هبة قطب، مطالبةً بالتزام العفة قبل الزواج وبعده من أجل حياة جنسية واجتماعية صحية وسعيدة. وأوضحت أستاذ وعضو لجنة الحكماء بالأكاديمية الأمريكية للطب الجنسي بولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الأمريكية، أن أصحاب التجارب الجنسية قبل الزواج أو أثنائه يخسرون كثيراً من استقرارهم النفسي والعاطفي نتيجة تشويه "قالبهم الجنسي" أو الـ"SEXUAL TEMPLATE" . جاء ذلك في الندوة التي أقامها المركز الثقافي في نادي الرحاب يوم الجمعة 19/3/2010، ضمن حملة "عائلتي أولاً" والتي تمتد خلال شهري مارس وأبريل 2010. وأكدت د.هبة أن مفاهيم الناس عن العلاقة الزوجية أو الممارسة الجنسية خاطئة من وجوه كثيرة، أهمها أنهم يعتبرون أن ممارسة العلاقة الحميمة لا تحتاج إلى تعلم، وإنما يتم الاكتفاء فيه بالفطرة التي يظنون أنها موجودة داخل كل البشر.. وأضافت أن الفطرة كافية فقط من أجل التكاثر والحفاظ على النوع البشري، لكن متعة الممارسة والنجاح فيها وجعلها سبباً من أسباب السعادة لا يمكن تحقيقه بدون تعلم. ورفضت تماماً فكرة التعلم عن طريق التجربة والتي يتهور فيها كثير من الشباب متذرعين بأنهم يحتاجون أن يجربوا بأنفسهم حتى يتعلموا، كما رفضت أيضاً التعلم عبر المواقع المشبوهة وغير العلمية المنتشرة على الإنترنت، وأوضحت أن أغلب كتب الثقافة الجنسية المنتشرة في الأسواق لا يعدو أن يكون تجميعًا لمعلومات مشوهة من مواقع الإنترنت أو على الأكثر كلام غير علمي محمول على آراء وتجارب شخصية. ونفت أستاذ مساعد الطب بجامعة القاهرة أن تكون طريقة التلقي الشفهي من الأصدقاء أو الاقارب هي الطريقة المثالية للتعلم والحصول على المعلومة، موضحةً أن لكل إنسان مع زوجته حالة خاصة وطريقة معينة لا ينبغي تعميمها أو المقارنة بها. وعددّت قطب مساوئ التجارب الخاطئة قبل أو أثناء الزواج كما يلي:- 1- نهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن أن يقصوا على بعضهم البعض التفاصيل الجنسية، وشدد في النهي حتى وصف من يفعل هذا كمثل شيطان يأتي شيطانة على قارعة الطريق والناس ينظرون. 2- من يمر بتجربة مع فتاة – في الغالب مجربة – تكون النتيجة أن ترتسم داخله خريطة معينة ويبدأ قالبه الجنسي في التشوه، ويزداد التشوه بتعدد التجارب، فيصبح عنده سجل سيئ لا يستطيع الفرار منه. 3- عندما يرتبط الشاب المجرب بفتاة غير مجربة يصدم من عدم خبرتها ويتهمها بالبرود الجنسي وينفر منها وقد يهدم البيت لهذا السبب. 4- يعتاد الشاب على عدم إرضاء شريكته في العلاقات غير الشرعية، وتزداد حالة الإهمال هذه مع زوجته "الخام" التي يرفض أن يعلمها ويتوقع منها أن ترضيه وتقوم بالمهمة كما ينبغي دون جهد من جانبه. 5- يقارن الشاب طوال الوقت العلاقة مع زوجته بعلاقاته السابقة أو بالقصص التي سمعها من أصدقائه وأقاربه، ويتجاهل خصوصية كل حالة وكل علاقة حتى بالنسبة للشخص نفسه، وبالتالي تسوء علاقته بزوجته بلا ذنب من جهتها وبدون أسباب وجيهة. وأشارت قطب إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الطلاق الذي يقول فيه: " إن إبليس ينصب عرشه على البحر، ويبعث سراياه، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتيه الشيطان فيقول:مازلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت أنت.. ويلتزمه" ونبهت إلى فرح الشيطان بالطلاق أكثر من فرحه بالزنا، لأن تدمير الأسرة هو تدمير للمجتمع بأكمله، ووصفت التدخين بأنه "المارد الذي يدمر القدرة الجنسية"، مؤكدة أنه من أهم أسباب الضعف الجنسي، لأنه يمنع الدم عن الأوعية الدموية الطرفية، وأوضحت أن النيكوتين والقطران هما أبرز العوامل التي تسبب ضيق الأوعية الدموية الطرفية، في العين أو الأذن أو الأصابع أو الأعضاء التناسلية. كما أن السمنة من أعداء الأداء الجنسي الجيد، إذ أكدت الدراسات أن كل كيلوجرام زيادة في الوزن يتسبب في ضعف القدرة الجنسية بما يوازي 4% لمن تعدى سن الثلاثين، و 8% لفوق الأربعين، و 16% لفوق الخمسين، كما أن عدم ممارسة الرياضة تقلل القدرة بنسبة 10% . وأستطردت: طبعا مش معنى كده إن كل إنسان وزنه زائد عنده ضعف جنسي ... لكن الغرض من هذه الأرقام إيضاح مدى الضرر الذي يلحق بالإنسان نتيجة التدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة، ويختلف الضرر بحسب عوامل كثيرة .. تختلف من شخص لآخر. ونصحت قطب الأزواج بالإهتمام بالحالة النفسية لزوجاتهم، موضحة أن المرأة في الغالب لا تعاني من ضعف جنسي فسيولوجي إلا في حالات نادرة للغاية، ولكن ضيقها النفسي من زوجها أو إحساسها بعدم إهتمامه بها وعدم مراعاتها ينعكس على العلاقة الحميمة بينهما، واستشهدت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"رفقاً بالقوارير". مشيرة إلى أن القارورة هي من أرق أنواع الزجاج (أشبه ما يكون بزجاج اللمبة الكهربائية)، ولذلك فإن مراعاة الرقة في التعامل معها ينعكس على كل جوانب الحياة. وناشدت الأزواج أن يتوقفوا عن ممارسة ثقافة "النكد" و"الحرب" و"التحدي"، وهذه بعضها متوارث، والبعض الآخر نتيجة عوامل إجتماعية متنوعة، مشيرة إلى أن العلاقة الزوجية ينبغي أن تكون (الأسفنجة) التي تمتص كل ضغوط الحياة، ومن خلال النجاح فيها يكون الإنسان أكثر هدوءًا، أعلى إنتاجيةً، مستقرًا نفسياً، وعلى مستوى عالٍ من اللطف، متمنية أن نتعامل في مجتمعاتنا مع الجنس بما يستحق من اهتمام وأن نقتدي بالغرب في إستخدام مفهوم (فن ممارسة الحب) لأنه غريزة خلقها الله بداخلنا ونحتاجها، وكلما اتقننا ممارسته كلما أنعكس هذا على كل جوانب حياتنا بشكل إيجابي.
|