"العزال".. ليس دائمـًا قطعة من العذاب بشرط الترتيب المسبق
تحقيق – سالي مشالي الرحاب مدينة جديدة، وأغلب من فيها انتقلوا إليها من أماكن سكنية أخرى، وفيما عدا بعض العائدين من الدول العربية أو الأوروبية وأمريكا، وبعض حديثي الزواج، فإن باقي سكان الرحاب مروا بتجربة (العزال) من أماكن سكنهم القديمة إلى الرحاب، وهناك من اضطر للعزال من شقة في الرحاب ذاتها إلى شقة أخرى أو فيلا في الرحاب أيضًا، ويكاد يجمع كل من مر بهذه التجربة على أنها عذاب في عذاب.."رحابي" التقى عددًا من هؤلاء (المعزلين) ليتعرف منهم على تفاصيل التجربة علها قد تنفع من يحتاج لأن يقوم بهذه الخطوة مستقبلاً مع تجنب الأخطاء.
بالنسبة لمرحلة ما قبل عملية النقل، تنصح رانيا علي – مدرسة - كل من يخطط لنقل سكنه أن يأخذ وقته ولا يتعجل، وبما لا يقل عن 3 شهور كاملة، لأن الأمر يحتاج إلى ترتيب وهدوء أعصاب.
وتوصي رانيا بالاتفاق المسبق مع محلات السوبر ماركت ومولات الكومبيوتر للحصول على عدد كبير من "الكراتين" وتنبه على ضرورة أن تكون هذه "الكراتين" مختلفة الأحجام، بداية من أصغر مقاس الذي قد تحتاجه للأنتيكات أو قطع الزجاج الصغيرة، ثم المقاسات الأكبر فالأكبر حتى تصل لحجم كرتونة الثلاجة والغسالة.
وتضيف: "مهم جداً فرز "الكراتين" قبل استخدامها لأن منها ما قد يكون مقطوعا، أو قد تحتوى على حشرات تنتقل إلى السكن الجديد".
وتقول رانيا:"بعض الناس يلفون أغراضهم في ورق الجرائد وهو ما يستدعي العمل على تجميع كم كبير من أوراق الصحف خصيصاً لهذا الغرض، ولكني أفضل أن يكون اللف باستخدام أكياس الوسادات وفوط الوجه وهو ما سيوفر مساحات أخرى في الصناديق المخصصة للبياضات." ثم تعود فتؤكد: مع مراعاة ألا تكون "الكراتين" التي سيتم لف الأشياء بداخلها عُرضة (للبهدلة).
ترتيب وترقيم
وتشير رانيا إلى أن من الأمور التي تيسر مسألة ترتيب الفرش والعفش أن نُعطي لكل غرفة رقمًا، ويبدأ وضع محتويات كل غرفة في كرتونة تحمل نفس الرقم وهو ما سيسهل مسألة التسكين فيما بعد.
وتنبه رانيا على أمر مهم، وهو تحضير شنطة سفر أو اتنتين لوضع الأشياء الضرورية التي يمكن استخدامها خلال الأسبوع الأول من النقل وحتى يتم تفريغ الصناديق ووضعها في أماكنها، كملابس المدرسة وبعض الأكواب ومتطلبات المطبخ الضرورية والأدوية والأوراق المهمة، بدلاً من البحث عنها وسط كل المنقولات. وتنصح أيضاً بالاستعانة بعدد من الأصدقاء والأقارب وخاصة الرجال، بحيث يتواجد على الأقل، إثنان في السكن القديم، وإثنان على السلم، وإثنان عند سيارة النقل.
أولويات النقل وبالنسبة للسكن الجديد تقول إيناس إبراهيم – ربة منزل: "تركيب التوصيلات المرتبطة بالغسالة والبوتاجاز والتكييفات في السكن الجديد قبل الانتقال إليه أمر في غاية الأهمية لأن الأثاث إذا وُضع في مكانه فإنه يعرقل كثيرًا حركة العمال في الشقة".
وتضيف:"هناك اختلاف في أولوية تركيب النجف؛ فالبعض يرى أن يتم تعليقه قبل النقل، بسبب الثقب في السقف وما إلى ذلك، والبعض الآخر يرى أن يتم تأخير التعليق إلى آخر مرحلة بعد وضع كل الأثاث حتى لا يتم تكسيره بقطع الأثاث الطويلة أثناء النقل" وتنصح إيناس بإبعاد الأطفال يوم (العزال) عند أحد الأقارب لتقليل الجهد وتحسين التركيز.
اختيار السيارة
أما منال السيد – مدرسة - فتنصح بضرورة العناية بالترتيب والنظام قبل النقل، بحيث تكون الأشياء موضوعة في شنط محددة ويوضع على كل شنطة أو كيس لاصق بمحتوياته، لأن هذا سيوفر قدرًا كبيرًا من الوقت.
وتضيف منال إنها وقت النقل قامت بترقيم "ضلف" ورفوف دولاب الأولاد، ووضعت محتويات كل رف في كيس مستقل ووضعت عليه "لاصق" بحيث أنه بمجرد النقل لم تحتج سوى أن تخرج الملابس من الكيس وتضعها في مكانها، بل حتى لم تحتج لأن تعيد "تطبيقها".
وتشدد إيمان محمد – مهندسة – على ضرورة الإهتمام باختيار سيارة نقل الأثاث، وذلك نتيجة تجربتها في النقل أو (العزال) أكثر من مرة، فالسيارات الكبيرة المغلقة هي – في رأيها- أسوأ اختيار، لأن العمال الذين يقومون بنقل الأثاث هم في الغالب شباب عاطل، يأتي بهم أصحاب سيارات النقل من الشارع، وبالتالي فهم غير متخصصين في نقل الأثاث، فإذا كانت سيارة النقل مغلقة، فهي في الغالب مظلمة من الداخل، ومن الصعب التأكد من كيفية وضع الأثاث بها سواء من جانب العمال أو من جانب أصحاب الأثاث أنفسهم، فيتم "دربكة" قطع الأثاث فوق بعضها البعض بإهمال ولا مبالاة، وبالتالي تسقط أرضاً مع أي حركة من السيارة أو "مطب" في الطريق، وهو ما يؤدي إلى وصول الأثاث إلى المنزل الجديد مجرد "خردة".
وتلفت رانيا عبد العظيم – محامية - إلى أن بعض قطع الأثاث قد تكون كبيرة، ومن المستحيل نقلها إلى الشقة الجديدة على السلم أو في المصعد "الأسانسير" ولذلك فمن المهم قياس طول وعرض قطع الأثاث ومداخل العمارة وباب الشقة وأبواب الغرف قبل البدء في عملية النقل، وإلا سنجد أنفسنا مضطرين نظرًا لضيق مدخل العمارة أو باب الشقة أو باب الغرفة، لادخالها عن طريق ونش، لتدخل قطعة الأثاث من شرفات الشقة.
فإذا عرفنا أن القطعة ستدخل من الشرفة، ينبغي خلع ضلف الألوميتال حتى لا تتعرض للكسر ولتوسعة المكان، وهو ما قد يحتاج إلى عامل متخصص وفي هذه الحالة يُفضل أن نضع ذلك في اعتبارنا بدلاً من إضاعة الوقت في البحث عنه عند الحاجة. لا للكراكيب
فيما تقول جيهان إبراهيم – ربة منزل : "لا داعي أبداً لشراء أي شيء قابل للكسر، مثل المرايات أو التحف قبل النقل ولكن يُفضل بدء شراء هذه الأشياء بعد نقل الأثاث الرئيسي والكبير، ومهم جداً نقل كل ما هو قابل للكسر (مثل الصيني والتحف والمرايات) في السيارة الخاصة، ولا يُوضع في سيارة النقل، كما أن قطع الأثاث الغالية والقيمة التي نخاف عليها تحتاج أن نقوم بلفها قبل الشحن بأكياس فقاعية (bubble wraps) حتى تحفظها من التجريح.
وتضيف جيهان: "التخلص من كل الأشياء القديمة أوالزائدة عن الحاجة ضروري، فشعاري (اللي ما استعملتوش لمدة سنة عمري ما هاستعمله، يبقى حد تاني أولى مني بيه)
ومن النصائح المفيدة التي قالتها شيرين عبد التواب – ربة منزل - أنها كانت تضع مسامير كل سرير أو دولاب في كيس وتقوم بربطها بشريط لاصق في رجل السرير وبالتالي لا تبحث عنها وقت التركيب. |