طاقة الحب والسلام في خمس قواعد
كتبت: سمية مصطفى صباح السبت27/3/2010، وفي المركز الثقافي بنادي الرحاب تواصلت فعاليات حملة "عائلتي أولا" بحضور د. أشرف عبد الله و د. صباح السويدان وندوة بعنوان " طاقة الحب.. العفو والسلام" .
تحدث د. أشرف عن طاقة الحب والعفو والسلام وآثارها على الإنسان وهي في الأصل نابعة من البيئة المحيطة بالإنسان؛ فأفعالنا كلها انعكاس للبيئة حولنا, كذلك الرضا عن النفس والتصالح معها. وهنا أضافت دكتورة صباح أن ممارستها للأعمال التطوعية والخيرية كانت من أهم الأسباب التي جعلتها في حالة رضا وتصالح مع الذات، فليس هناك أروع من رسم البسمة على كل وحه عبوس. كذلك تأتي في المقام الأول علاقتنا مع الله تعالى فهو السلام ومنه السلام وكل صفاء وارتياح يأتي من اتصالنا الروحاني مع الله.
في إحصاء نشرته الصحف ظهر أن مصر بها أعلى نسبة طلاق في العالم! وهذه كارثة في حد ذاتها، وبالتعمق وتحليل الاحصائية نجد أن الشباب يحتلون أكبر شريحة من نسبة الطلاق. هذه النسبة ليست نتيجة عيب في العلاقات الاجتماعية ولكنها البداية؛ فالأبناء يعتمدون على الأهل اعتمادًا كليًا، وما يأتي بسهولة يصبح من السهل التخلي عنه. إن فمعظم زيجات الشباب يتكفل بها الآباء ولا يبذل المتزوجون جهدًا فيها، وبالتالي يقل الإحساس بالمسئولية تجاه البيت الذي تكونّ حديثًا.
حق الاختلاف مكفول
" أدبني ربي فأحسن تأديبي" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الصلاة كفيلة بتربية الإنسان؛ فهي منهج كامل متكامل يغطي كل مواطن القصور في الشخصية ويسمو بها لأرقى مستويات التعامل البشري وهي تشتمل على أهم مبادئ علم النفس: 1- من حق كل إنسان أن يكون مختلفًا, لقد خُلقنا مختلفين، وهنا نتكلم عن الآباء الذين يريدون أن يكون أبناؤهم نسخًا طبق الأصل منهم، ومبدأ الاختلاف عنهم مرفوض قطعيًا!. لقد منحنا الله حق الاختيار والاختلاف فكيف تحرم أنت أبناءك منه؟!, هذا الأمر يولد عداءً داخليًا في التعامل ويضعك في مأزقين كل منهما أسوأ من الآخر: فإما أن يعاملك أبناؤك كما تريد ولكن بنفاق ليتجنبوا سخطك عليهم، أو أن تكون في شجار دائم معهم. نظرًا لعدم تقبلك فكرة الاختلاف، ولعدم قدرتهم على كونهم نسخة منك. وعلى نطاق أوسع من العائلة نجد أن عدم تطبيق مبدأ الاختلاف في التعليم يؤدي لفشل كثير من الطلاب, فالطلاب منهم السمعي ومنهم البصري أو الحسي، ومناهج التعليم تفتقر لكثير من الوسائل التي تلبي احتياجات كل اختلاف. كذلك إن لم تفرق في تعاملك بين أبنائك الذكور والإناث سيكبر كل منهم وبداخله عقدة تقص؛ فالبنات بحاجة لاهتمام، أما الأولاد فبحاجة للثقة، ولو حصل العكس يحس الولد أنه بنت لفرط اهتمامك به، والبنت كأنها ولد لأنك لا تشبع عاطفتها واحتياجها للاهتمام."أنت فريد من نوعك ولن يأتي مثلك إلى هذا الكون شخص آخر" تفكرّ في تلك الكلمات وطبقها في حياتك وتذكر أنه لولا الاختلاف ما عمرت الأرض.
تقبل الخطأ
2- من الطبيعي أن نخطئ, حاول تقبل أخطاء أبنائك، ولا داعي لردود الأفعال القاسية تجاه أي خطأ, أو تصور أن كل فعل يجب أن يكون محسوبًا بالورقة والقلم ولا مجال للخطأ. أنت بذلك تنشد المستحيل، فكل ابن آدم خطاء وخير الخاطئيين التوابون، وأنت إن لم تخطئ لن تتعلم, فما الخبرة إلا حصيلة أخطاء الحياة, والله تعالى يعلم أننا نخطئ ولذلك أوجد لنا التوبة : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " وتعاملك مع الخطأ يجب أن يكون كالتالي: أ- لا تعط محاضرات ولا توبخ بشدة ب- استمع لتعليقهم واعطهم فرصة للدفاع عن أنفسهم ت- العفو فأنت نفسك تخطئ أما إن وقعت في خطأ تأنيب أبنائك بقسوة فسيكبرون و بداخلهم احساس بالخزي والذنب وعدم الثقة في أنفسهم. ث- استخدم أسلوب التعريض، وهو أن توصل لهم النصيحة عن طريق رواية قصة أو موقف يحمل المعنى الذي تريد توصيله. ج- الاعتراف بأخطائنا فكل الناس تخطئ ح- السماح لهم بتصليح أخطائهم:" اتبع السيئة الحسنة تمحها".
3- من الطبيعي أن تطلب المزيد, نحن في علاقتنا مع الله نتطلع إلى المزيد دائمًا، وباب الطلب مفتوح لنا في جميع الأوقات، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد يتضرع له بالدعاء والطلب، وقد منحنا الله حق الطلب فكيف تحرم أبناءك منه؟ إن الطفل يجب أن ينمو وبداخله خاصية طلب المزيد، وهذا لا يعني أن جميع الطلبات ستكون مجابة ولكننا لا نكف عن الدعاء والطلب من الله, ولاحظ أن البنات أكثر خجلا في الطلب أما الأولاد فطلباتهم تصل عنان السماء, كن مرنًا وتقبل طلباتهم بسعة صدر وإن لم تستطع تحقيقها فوضح لهم ذلك بهدوء وعقلانية فلا تكن أبًا ينشد المثالية من أبنائه، ولا تكن أبًا متسامحًا معطاءًا أكثر من اللازم، ولكن كن معتدلا منطقيا في تعاملك.
4-كما أن من حقك أن تقول "لا" وأن تعبر عن رأيك, فمن حق أبنائك أن يعارضوك الرأي ومن حقهم قول "لا" والتعبير عن آرائهم ومتطلباتهم ولكن فيما لا يتعدى حدود القيادة العامة للأسرة، فأنت قائد الأسرة، والقرار النهائي يعود لك ولا يضر إن وضعت آراءهم في عين الاعتبار، ولكن القرار النافذ لك أنت، وبذلك تشعرهم بالأمن.
5-من الطبيعي أن تشعر بمشاعر سلبية, ولكن هنا تأتي أهمية اطلاق العنان للمشاعر السلبية والتنفيس عنها لأن كتمانها يؤدي للانفجار. ليس من الخطأ أن نشعر بالسلبية ولكن الأهم أن ندعها تنطلق في المكان والوقت المناسبين وبالطريقة المناسبة. طبق ذلك على نفسك لتكون قدوة لأبنائك, ولا تحاول أن تدفعهم للمشاعر السلبية كأن تتوقع فشلهم في شيء يقدمون عليه، كأن تقول لابنك وهو يقود الدراجة " سوف تسقط" فتستفزه للسقوط, ولكن كن ايجابيًا، وجههم للهدف الرئيسي المحدد وركز طاقاتك على الهدف المحدد ولا تستخدم الألفاظ السلبية في حوارك معهم, دع أولادك يعبروا عن مشاعرهم بطريقة هادئة وبحب، لأنك إن لم تستمع لهم بهدوء الآن فسوف تستمع لاحقا لثورتهم وصراخهم. لذلك كن في حالة سلام نفسي وتقبل الأمور ببساطة وودّ . |