عرض كتاب (عقل للإيجار)
هل تقود نفسك أم يقودك الآخرون؟
الوصول إلى الهدف من المحاولة الأولى أمر ربما يعتبر سهلاً إذا قسناه بمحاولة النهوض من العثرات التي تمتليء بها الحياة، لنقف مرة أخرى مقررين النجاح، وأهم مقومات الوقوف ثانيًا الرغبة في ذلك، وقيادة مشاعرنا السلبية الناتجة عن السقوط.. كيف ذلك؟ هذا ما يستعرضه كتابنا لهذا الشهر (DON'T LET OTHERS RENT SPACE IN YOUR HEAD ) للكاتب جاري كوكس الذي قال يحكي قصته قائلاً:
في بداية شبابي لم أكن شابًا عاديًا, فلقد عقدت اتفاقًا مع مدير مدرستي الثانوية بعدم حضوري حتى أتفرغ لأعمالي الخاصة.! عملت عدة أعمال بسيطة ولكنها مربحة، وأصبحت أول فرد في العائلة يمتهن صناعة الحلي, بل أصبحت صاحب30 ألف دولار في البنك وعمل يدر عليّ الأموال, تزوجت ممن أحببت بل وحصلت على شهادتي بتفوق.
ولأن الأمور لا تسير على وتيرة واحدة؛ فقد حدث أن فقدت طفلي الأول وانفصلت عن زوجتي وتوالت الأزمات فقتل والدي, ومات جدي وحماي بالسرطان. وتوفي عمي في حادثة طائرة, تحولت حياتي إلى تعاسة وأنا لم أبلغ بعد الحادية والعشرين.
وماذا بعد؟
تساءلت .. ثم ماذا؟ ماذا سأفعل الآن؟ وجدت أن المقدمات البسيطة هي أساس كل شيء، ففتحت النوافذ لأستنشق الهواء, أضأت أنوار المنزل لأكسر الظلام الذي غطى أيامي, حلقت لحيتي, اغتسلت وغيرت ملابسي كاملة, أوقفت سماع الموسيقى الحزينة واستبدلت بها أخرى ذات إيقاع مبهج، وواجهت نفسي: " أين أنا وأين أريد أن أكون؟ أستعنت بإيماني بالله, وأخبرت أصحابي وعائلتي بهذا التغيير وأني قد عدت للعالم, وبادروني بالسؤال:" كيف فعلت هذا يا جاري"؟
لا تؤجر عقلك
الإجابة كانت أن الفرد بإمكانه تحقيق ما يريد عندما لا يسمح لشئ أو لفرد أن يؤثر عليه بطريقة سلبية, فالناس المحيطون بنا يستطيعون التأثيرعلينا بسبب حاجتنا لرأيهم:"هل نحن على الطريق الصحيح؟", وإذا كان مجهودنا أقل من الكمال - وهذا طبيعي - فإننا تلقائيًا ندع أراءهم السلبية تؤثرعلينا، بل نتصرف فعليًا بنفس الاتجاه وكأنهم قد استأجروا عقولنا.
لا شك أن هذا التأثير عملية إنسانية بحتة، ولكن مساحته وقف عليك... خير دليل على ذلك قصة مستثمر ابتاع فندقـًا بعد إفلاس صاحبه لقربه من مهبط الطائرات, الأمر الذي كان مصدر ازعاج النزلاء. كثيرون أرادوا أن يحتلوا رأسه واتهموه بالجنون لاستثمار أمواله في هذا الفندق، لكنه لم يأبه بهم واشترى الفندق ونجح المشروع. وماذا عن الضوضاء؟ لقد استغل الموقف وجعل الفندق كأنه جزءا من المطار, وأصبح العملاء سعداء عند اقتراب كل طائرة, إذ يلوحون للمسافرين عليها.
لهذا يجب أن تتدرب على معرفة كل ما يؤثر عليك، وتقرر ما ستطرد وما سترضى أن يستأجر عقلك, وهذه هي النظرية التي تعمل عليها صناعة الدعاية والإعلان.
لابأس من مستأجر جيد
نحن نتفاعل مع الأمور بتأثير مستمر من ثقافتنا وآبائنا وأجدادنا ودراستنا وديننا وجيناتنا الوراثية, ولا نستطيع تغيير تأثيرها جميعًا، لذلك دعنا نركز على التأثيرات البيئية فبإمكاننا أن نغيرها و نحدّثها:
لا أنسى وأنا صغير حين كنا نلعب "بنك الحظ" مع جدي وكانت خسارتي فادحة, فألقيت النرد بطريقة غاضبة سيئة, ففاجأني جدي بأن طوى الرقعة وقال: " نحن لا نلعب هكذا " وظننت أنه سيعاود اللعب مرة ثانية بعد قليل, ولكن لم تكن هناك فرصة أخرى.. واستوعبت الدرس, الدرس أن جدي لو كان اعطاني فرصة لاصلحت من سلوكي.. ولكن ليوم فقط، أما ما حدث فيعني أن عليّ أصلح من سلوكي على الدوام ودون وعد مني بذلك.
إن وجود سبب للتغيير ليس كافيًا, لكن قيمة السبب هي التي تخلق العزيمة حتى لا تيأس أبدًا. إن البرمجة العقلية تتسبب في مواصلة السلوك، السلبي والإيجابي، متناسين أحيانًا السبب الذي أدي بنا الى ذلك السلوك، وكناضجين يجب علينا مراجعة معتقداتنا وخبراتنا السابقة لنرى ما إذا كانت مفيدة أم لا. إذا لم تعد كذلك فقد حان الوقت للبحث عن دروس جديدة لاستبدال تلك السيئة.
لا تستطيع تغيير ما لا تعترف به
أسوأ ما أراه هم أولئك الذين يحضرون الندوات أو يقرأون كتبًا تقدم معلومات قيمة ولا يتعدون- عقليًا - غلاف الكتاب أو باب القاعة؛ فحياتهم العملية في اتجاه آخر، وهذا يعكس الفجوة بين التعلم والفعل, فالإيمان بالشىء يعني انتقاله من مستوى الاعتقاد الذهني إلى مستوى الاعتناق الذاتي, البعض يرفض التصديق لأن الفكرة الجديدة ببساطة تتطلب فعلا, وهذا يتطلب خروج الفرد من منطقته الآمنة مباشرة إلى التغيير، حيث مستوى جديد من المجهود وعدم الراحة، وهناك مشكلة أخرى؛ أن الاعتراف والتغيير يعني إقرارك بأن ما تفعله أصبح دون جدوى وهذا الاعتراف فوق قدرات البعض وهو ما يؤدي ببساطة إلى الانكار(سواء عن وعي أو لا).
إن إنكار المشاكل يقيك بعض التغيير والقلق على المدى القريب ولكنه لا يقدم حلا ثابتًا لها. وخاصة عندما لا تتلاقى نتائجك مع أهدافك، فالأكثر منطقية أن تتغير أو على الأقل أن تفتح عقلك وصدرك لأي جديد.
في أحدى الدورات واجهت فريق المبيعات بنتائجهم المنخفضة وسرعان ما كانت الإجابة من معظم الفريق" إننا لا نفارق الهاتف طوال اليوم" والقليل منهم من طلب النصح والارشاد. خبراتي تؤكد أن القلة - الأقل تبريرًا- هي الأجدر دائمًا على النمو والتميز, فالأكثرية لا تريد أن تعترف بخطأها، والأسباب متعددة.
إن إدراك المشاكل يتطلب عملية تفكيرية منظمة تتضمن عقلا متفتحًا وشخصية متواضعة، وأن تكون أمينًا مع نفسك، وأن تعلم أن الأعذار مضيعة للوقت, فهي عائق لاجتياز التحديات وحاجز يحجب رؤية ما نحتاج تغييره. توقف عن إلقاء اللوم على من حولك لتبرير فشلك, خذ نفسًا عميقًا وردد "أنا المسؤول عن أعمالي وعواقبها".
في واقعة شهيرة مشى قائد الطائرة بعد الهبوط مباشرة لمؤخرة الهيلوكوبتر دون مراعاة اجراءات الهبوط, والنتيجة أن فقد ذراعه (هذا ما يحدث عندما لا يعترف الناس بالحقائق), وذلك مع علمه بدوران المحرك لفترة بعد الهبوط وأن الشفرات حادة بما يكفي, وعجبًا فقد كان لديه القدر الكافي من التبجح ليقاضي صانع الطائرة, وحجته أن لافتة التحذير لم تكن بالحجم الكافي ليراه! وهل كان بحاجة إليها لو اتبع الإجراءات؟!
ولا يكفي الاعتراف بالخطأ وحده؛ فهناك مستويات وأنواع مختلفة من الاعتراف؛ فالمدخنون يقرون كل الإقرار بضرر التدخين وأنهم سيتوقفون عنه يومًا ما، ولكن الاختلاف بين ( يجب أن أقلع عن التدخين ) و(سوف أقلع عن التدخين حالاً) هو الفارق.
نتائجك أهم من كبريائك
الآن .. خذ نفسًا عميقًا، ودوّن نتائجك السلبية؛ فلأن تحسن نتائجي أهم من كبريائي فإني أنوي أن أعترف:
• ربما أكون مخطئًا بشأن ...
• يجب أن أضع في اعتباري....
لا تتردد اكتب قائمة بافكارك الجديدة.
عندما تمنحك الحياة ليمونًا .. لا تشرب عصيرها
نادرًا ما يرى الإنسان الجانب المشرق لحدث سيء عظيم, بسبب التوقيت والخبرات والشخصية، ولكن الإيمان بالله فقط هو المصدر الأساسي للرؤية السليمة ومواصلة الحياة, بسبب الاعتقاد أن كل ما هو مقدر وحدث بالفعل فهو الخير.
فكبر حجم الليمونة ( الذي يعني مدى سوء المشكلة وزيادة الوقت اللازم لتجاوز الألم الناتج عنها) هو نفسه الذي يتوقف عليه حجم العصير الذي تستخلصه منها, فالخبرة الناتجة من المشكلة تعتبر فوزًا بعد مرورها مع "الوقت"، وما يدعو للتفاؤل أن "الوقت" نسبي وليس مطلقًا، فالبعض يتعدى المشكلة بسرعة، والبعض لا يحل مشاكله بالمرة، فلا تستغل التوقيت الشخصي كعذر للسكون الأبدي بل يتحتم عليك القيام بكل ما يجعلك مستعدًا للتحرك، فخطوات بسيطة تختصر الاستعداد في أيام بدلا من شهور, فإذا مات عزيز لك فمن حقك أن تبكي حتى تدرك أن الوقت لا يشفي الجروح، ولكن أنت بإيمانك بالله والوقوف على الأسباب تستطيع أن تمتص الصدمة وتستمر في الحياة.
ولنا الاختيار أن نترك للوقت أن يداوي جروحنا ولكن أولاً لن يكون لنا أي تحكم في الموقف ومن الأفضل أن نكون في موضع القيادة بدل أن نقع في مهب الأحداث، وهذا له ثمن وهو الراحة، فأنت تختار الطريق الأصعب لتخرج نفسك من الوضع الحالي، وثانيًا بتركك نفسك للزمن كي يداويك فأنت تترك جراحك تحتل مساحة كبيرة في رأسك لمدة طويلة ربما تطول حتى الموت.
ولهذا يجب أن تتحلى بعقل مبادرٍ للحلول، اجعل تصرفك فعلا وليس رد فعل. لست بحاجة للبحث عن الماء في شهر حار ولكن املأ الخزان قبل ذلك.
متسابق مبتسم في البداية.. لا يصل إلى النهاية
من يقول إن النجاح سهل إنما يبسط الأمور لدرجة غير واقعية، فإن سمعت من يقول: "الأحلام تتحقق إذا آمنت بها" لا تصدقه. وإذا اعتقدت أن طفولتك الحزينة عائق مباشر لنجاحك, فأنت مخطئ أيضًا، فهذه أعذار واهية حتى" لا تحاول". أعلم أنك مستعد لدفع ثمن النجاح ولكن شريطة أن تعلم ما الثمن!
الاستعداد للماراثون يستغرق شهورًا من التركيز البدني والعقلي، ولن يتسنى لك الدخول في سباق الأسبوع لمجرد سماعك الخبر، ولكن ابدأ بميل أو اثنين، إنها بداية حسنة والبقية تأتي, ولو نظرت ماذا يحدث عند خط النهاية ستجد أن من وصلوا إليه يتساقطون او يزحفون والدموع ملء أعينهم لا يصدقون أنهم وصلوا لخط النهاية.
بغض النظر عن وجود خطة لهدفك فيجب عليك التقدم ولو ببطء، فإنك تتقدم وستصل, يجب التركيز على النهاية في البداية وأن تطور من خطة الوصول.
استمد قوة من التشاؤم
تعلم أن التركيز على الأفكار السلبية لا يؤدي إلا للنتائج السلبية, ولكن لا بأس بالقليل من التشاؤم لتوقع الخطر ومنع حدوثه، فتجنب حوادث الطائرات المروعة ما هو إلا تركيز على أفكار سلبية قد تحدث، أو حدثت بالفعل, وبالاستعداد لهذه المواقف فإن الطائرة تكون في حال أفضل أو آمنة منها...ترى أيهما أكثر أمانًا أن تطير مع قائد قد مر بظروف سيئة أو ركز عليها أو أن تكون أكثر تفاؤلاً و تطير مع شخص لم يسبق له المرور بها؟ عندما يشير مؤشر الوقود إلى المنتصف فإنه لا يرى النصف المملوء ولكن يدرك أن نصف الوقود قد استهلك فهي علامة تحذير أولى لتضع الأمر نصب عينيك. لست بحاجة لحدث سيء يحدث لك على وجه التحديد ولكن عليك اكتساب الخبرة من حوادث الآخرين.
ربما قابلت من شارف على الموت أو حُكم عليه بالموت اكلينيكيًا، ثم عاد إلى الحياة, هل لاحظت كيف يستمتع بكل لحظة ويقدر ثمنها؟ هذا يعلمك أن تكون أكثر مودة نحو من لا تحب فقدهم.
وعلى المستوى العملي فإن هذا الاتجاه في التفكير يجدي أيضًا. ماذا لو كان عملك يعتمد على عميلين أو عدد محدود من العملاء؟ ستعمل على ألا تفقد أحدًا منهم، بل على اجتذاب عملاء جدد.
وماذا عن التأمين؟ إنه وسيلة مباشرة للتركيز على حوادث تمت ونريد تجنبها أو على الأقل الحصول على تعويض في مقابلها, إنها خطة طموحة لاحتمالات متشائمة.
نحن نرى ما نفكر فيه
كنت أعيش في بيت صغير ضيق وازداد الأمر سوءا بزواجي. سافرنا إلى آسيا وكانت رحلة ذات طابع سلبي لكنها غيرت ادراكي, لقد ساعدتني كثيرًا على تقدير ما أمتلك (بيتي الصغير)، بغض النظر عن صغره أو كبره، لدرجة جعلتني أحب هذا المكان, لقد عبر عن ذلك "ويليام شكسبير" بقوله" لا شيء جميل أو قبيح.. إنما هو ما نفكر فيه" وهذا يساعدنا على أن نفهم أن رؤية الأمور ادراكٌ شخصي، بل إنه اختيار لا يتم التخطيط له عادة ويتأثر بالثقافة والدين وما حولنا.
• من الثقافات المؤثرة بعض الأمثال التي تصيب بالسلبية مثل " المصائب لا تأتي فرادى" فأي حدث يأتي بعد أول مصيبة، نعتبره مصيبةً أخرى. عليك ألا تقبل التفسير التشاؤمي وعندها لن تستمر في السقوط, عض على شفتيك قبل أن تتلفظ بهذا القول, إنها وسيلة لوقف مشاعرك من الاندفاع إلى المستوى الأسوأ, لو أن ادراكك يأتي بنتائج غير مرجوة .. ببساطة غيّر ادراكك.
أربع خطوات للتغيير
سوف نرقم أربع صفحات بالتسلسل:
• الصفحة الأولى هي الخطوة الأولى وهي أن نحدد سلوكًا معينًا وسبب تغييرنا له.
• الخطوة الثانية ستكون على الصفحة الرابعة: نخرج أفكارنا السلبية على الورق لنراها نصب أعيننا, لكل فكرة فعل، ولكل فعل نتيجة. تغذية الأفكار السلبية تأتي بنتائج غير مرجوة والعكس صحيح. يجب أن نعرف ماذا تخبرنا أفكارنا السلبية. والنتائج التي تسببها تلك الصفحة هي المادة التي تشغل رأسك ويجب طردها. ضع للصفحة عنوان:" معتقدات أو أفكار معوقة".
• الخطوة الثالثة ستكون على الصفحة الثانية ؛ إنها دفعة من الطاقة وعنوان الصفحة " أفكار ومعتقدات مقوية"
• الخطوة الرابعة تقع على الصفحة الثالثة: املأ صفحتك بالخبرات الإيجابية والخطوات العملية بكل التفاصيل حتى تستطيع أن نحياها في أي لحظة.
أهمية المنطق
إضافة عبارة" لا مشكلة" في حياتك ثم تصديقها. عمليًا عليك أن تضع شيئًا في مخيلتك وتتعايش معه كأنه حقيقة ثم تخرجه إلى الواقع, فالعقل اللاواعي في الجهاز العصبي لا يستطيع أن يخبرك بالفارق بين الخيال والواقع, والحقيقة أنك رسمت صورة في عقلك ورغم أنها ليست حقيقية فإنك ما زلت تتفاعل معها حتى بمجرد تخيلها. وبتدريب الجهاز العصبي يمكنك أن تفعل نفس الشيء مع العقل: إعداده للعالم الواقعي من خلال الخيال.
تبرير الكذب على النفس
الكذب العمد على النفس هي رسائل مخالفة للواقع تستخدم كبداية لتحويل عقلنا إلى شيء مفيد, فالمشاعر لا يمكن السيطرة عليها، لذلك فهي آخر ما تتغير وهي الأكثر صعوبة، والأسهل منها هي الكلمات فابدأ بها، غير من كلمات متشائمة إلى أخرى متفائلة ثم فكر بها, أنت تصدق كل ما على الصفحة الرابعة وهو أصل مشاكلك وسبب الصعوبة في التغيير، وبعد التحول لمحتوى الصفحة الثانية من التفكير الإيجابي فإن التحدي هو أن نصدق ما نكتبه.
وحتى المشاعر الطيبة ليست كلها مفيدة, هناك فارق بين مشاعر تحبها وأخرى مفيدة, قد تكون لك خبرات سيئة لكنها مقوية للخطة الحالية, عندما أفكر في فعل شيء بسرعة وأحب فعله ولكني لا أريد لأي سبب فإن عليّ أن أحدث نفسي سريعًا عن عواقب عدم فعله فأجدها أسوأ بكثير. عندها أشرع في العمل حتى أنهيه، وكل ما فعلته هو أنني اخترت الشعور بالاحساس الذي سينتابني بعد عدم الفعل، فطفلك مثلا لن يستجيب للتهديد بالعقاب حتى لو كان يعرفه ما لم يكن قد أحسه من قبل، وقرر أن يتجنب ذلك الاحساس السيء.
من المهم أن يكون هناك قانون للتحكم في المشاعر:
1- معرفة سبب مشاعرك السلبية يمكنك من التغير لأنه أصبح شيئًا ماديًا.
2- أوقف مشاعرك التي لا تنسجم مع أهدافك, وأعد تعريف هدفك بمصطلحات الدوافع العاطفية التي تريد أن تحقق من أجلها الهدف.
3- تدرب على أن تحول ما فهمته إلى نموذج فعلي, إيقاف عاطفة معينة –خاصة السلبية منها- قد يكون نوعًا من التحدي. ولست بحاجة إلى ممارسة هذا مع كل مشاعرك ولكن يكفيك أن تبدأ.
4- يجب أن تحدد سبب تفاعلك مع الموقف بطريقة معينة.
5- تعلم أن تحدد المشاعر السلبية التي تدفعك لتصرف ما واطردها.
راوغ عقلك بدلاً من أن يراوغك
اعتدت مرارًا أن أفعل شيئـًا بكل طاقتي؛ تدربت على عدم النوم لثلاثة أيام متصلة وبعدها أصبح من السهل عدم النوم ليومين. من المدهش أن نعرف ما يمكن لنا فعله عندما لا نترك فرصة لشيء ما أن يؤجر مساحة في رؤوسنا.
مثال آخر: أن تسمع شخصا ما يتكلم عنك ولا تسأل ماذا كان يقول؟ أن تكون دائمًا على خشبة المسرح، تشغل الناس بدل انشغالك بهم..لا تسأل واستمر في طريقك.
إن المشاعر والأمزجة بوسعها أن تتغير لحظيًا ولكنها تتغير دون وعي منك, ماذا تفعل عندما يصرخ أحدهم" حريق... حريق"؟ ستندفع بكل قوتك مهما يكن ما تفعله, فكر أيضًا كم من المرات أوقفتك حالتك المزاجية عن هدفك؟ يحدث هذا يوميًا, عندما تتتحكم في أهوائك وعواطفك ينفتح لك عالم من الفرص للتحرك نحو أهدافك، بمرور الوقت عند شعوري بالإكتئاب فإني لا أسمح لمزاجي أن يلغي ميعادًا يجب أن أذهب إليه.
الثبات على التغيير الذي وصلت إليه هو غاية هدفنا، لكنه صعب لأننا نركز على تغيير النتائج, والحل أن نركز على العملية التفكيرية.
أنت تشعر .. إذًا أنت تصدق
أولا: من الطبيعي أن تحكمك عواطفك.
ثانيا: عوطفك من القوة بحيث تستطيع أن تقود سلوكك لتصل إلى نتائج تتوافق مع معتقداتك.
ثالثا: مع التدريب الجيد والبصيرة يستطيع الانسان أن يستخدم عقله للسيطرة على عواطفه وتحويلها إلى علامات إرشادية، ولفعل ذلك عليه أولا أن يفهم منبع هذ العواطف.
إن عواطفنا تتحكم فينا لأننا نصدق ما نحس به، وهذا ما يخلق عالمنا الواقعي, عادة ما يتفاعل الناس مع أي مثير فتحدث المشاعر( التي لا تنتج نتيجة لقرار واعٍ ) وهي تقودنا على الأغلب للطريق الخاطئ.
أخيرًا .. الحياة رحلة و ليست هدفا
خلال هذه الرحلة قد تواجه الفشل بسبب قلة خبراتك أو طموحك الجامح وحماسك غير المدروس, فإذا حققت العديد من أهدافك في زمن يزيد عما توقعت أصابك الإحباط, وإن كان الثمن الذي دفعته للوصول للهدف أكبر مما خططت له شعرت بالإحباط وإن كانت مواجهتك مع تحدٍ أكبر بعد الوصول إلي الهدف الاول أصابك الإحباط! انتبه فسوف تبرمج نفسك على ألا تكون سعيدًا أبدا.
فنحن نشعر بالإحباط إذا اعتقدنا أنها النهاية, لقد تعلمنا أن سعادتنا مرتبطة فقط بما وصلنا إليه, ولكن لا تنسى أن العديد من الطرق تتفتح عندما تغلق غيرها، أعد النظر للطرق الموصلة لأهدافك واعلم أن الأهداف اليومية عليها أن تصب في الأهداف الكبرى المستمرة.