د. سامية الشيخ تنصح من لا يرضى بالخوخ:
بكره ترضى بشرابه!
شخصية مثقفة مستنيرة، ترى وتحكم بحيادية وموضوعية، تتفهم الرأي الأول ولكنها تؤيد الرأي الآخر، إنها السيدة سامية الشيخ.... أستاذ مادة النسيج في كلية التربية الفنية بجامعة حلوان.
بدأت حديثها معنا مذكرةً جميع ملاك الرحاب بأن عليهم ألا ينسوا أنهم في مصر، قائلة: هل يعتقد من جاء ليسكن في الرحاب أنه انتقل إلى المريخ؟ نحن نعيش في مصر. فكيف لا تعجبكم الرحاب؟ إنها أفضل منطقة في مصر بالقياس بكل مناطق مصر الراقية.
وتسأل كل من يشتكي ويعترض: "أين كان يسكن قبل أن يأتي للرحاب؟" وكيف يقولون إن الرحاب انهارت؟ وتضيف: أنا لا أرى أي إنهيار فأنا في الرحاب منذ خمس سنوات وهي لا تزال جميلة.. أنا أسميها الرحاب حبيبتي.
"التريقة" وثقافة شعب
س: ما اعتراضك على المعترضين؟
ج: مع بداية انضمامي إلى رحابي، كنت أرى أن المنتدى يجمع الناس على معلومة جادة ثقافية ترفيهية، وشاركت بالكثير، حتى بدأ تفعيل قسم "ما يعجبني وما لايعجبني".. في البداية كان الأعضاء يكتبون الإيجابي والسلبي، وفجأة تحولت الآراء إلى نقد دائم، كل المشاركات أصبحت لا تضم سوى الشكاوى والمبالغات في النقد للرحاب والقائمين عليها. حتى أحسست أني غريبة، هل أنا الوحيدة التي أرى أن الرحاب جميلة؟ هل جميع من في الرحاب كانوا يعيشون في أماكن راقية ثم جاءوا إلى الرحاب فصدموا بالواقع المر كما يزعمون؟ لا أعتقد.. فالرحاب بالفعل جميلة وعندما حاولت الدفاع عن وجهة نظري قوبلت باستخفاف و"تريقة" ففضلت الصمت والانسحاب، ليس ضعفًا او عدم قدرة على الرد وإنما احترمت نفسي!!. فلقد اختفى كل من يوافقوني في الرأي .. أو على الأقل احترموا نفسهم مثلي.. فنحن كشعب - حتى لو كنا على حق- نخشى أن نتكلم خوفًا من هجوم الطرف الآخر لو كان أكثر جرأة، فالحق يضيع أمام الجرأة والصوت العالي، هذه ثقافة شعب. ولهذا فضل الكثير من أعضاء المنتدى القدامى أن يبتعدوا ويتركوه لمن يظنون أن وجهة نظرهم هي الوحيدة التي على صواب، والوحيدة التي تستحق النقاش، ولا داعي لكتابة أي مواضيع أخرى" تافهة" بالمقارنة بما يكتبون.
س:وماذا عن السلبيات في الرحاب؟
ج: الرحاب جميلة، ولو فيها سلبيات تعتبر أقل السلبيات الموجودة في مصر، ويمكن علاجها بطرق أقل حدة. لقد وصل الأمر بالمعترضين لكتابة شعر في سلبيات الرحاب... ما هذا؟ مع أنني أرى أنهم لو شرحوا آراءهم بحيادية وموضوعية بعيدًا عن الطرق التفزيعية المبالغ فيها سيكسبون التأييد، لأني لو قرأت نقطة واحدة غير حقيقية وغير واقعية ضمن أمور حقيقية، فذلك يُفقد الكاتب المصداقية وتجعله يخسر القضية. لنتكلم بموضوعية عن الصيانة ولنتكلم عن الأمن والبوابات ولكن "ماندخلش حابل مع نابل" فتضيع قضيتي، لو ظهر أن طلبًا واحدًا ليس من حقي فسيُنظر في بقية مطالبي بشك وأنها غير شرعية ومبالغ فيها.
س: أي أنك لا تؤيدين الطريقة التي يستخدمها المعترضون؟
ج: لست ضد أن يدافع كل واحد عن حقه، وربما لأنني لم أتعرض في الرحاب لأي شئ سيئ لهذا لا أشكو من الجهاز. ومع هذا فلا يمكن أن أحجر على رأي أحد ولا أسييء لأحد. ولكني أخشى من تجار القضايا والمشاكل الذين يضخمون الأمور ويبتعدون عن المصداقية. إن عدم المصداقية يجعلني لا أقرأ الجرائد ولا أشاهد القنوات الفضائية ولا نشرات الأخبار، فكل ذلك أصبح كذبًا والأخبار تصنع بالفلوس .. أين الصدق؟ لماذا لم يعد أحد يدقق في كل ما يقال؟ يُكتب الخبر ويتناقله الناس دون تمييز.
س: بدون تضخيم .. كيف ترين الرحاب؟
ج: لن أتكلم عن السلبيات بل سأقول ما يعجبني في الرحاب؛ إنها منطقة آمنة إلى حد كبير، " لا أتكلم عن السرقة، فهذه حالات يجب أخذها بمنتهى الجدة والتعاون فيها بكل قوة" ولكني أقصد الحياة اليومية العادية، فأنا عندي "اتيليه" في الرحاب أعود منه إلى منزلي في الرحاب أيضًا الساعة الرابعة فجرًا وكأن الرحاب كلها بيتي لا أخشى أن أسير في الشارع في أي وقت من اليوم. أمشي في الشارع وسط جيراني ومجتمعي الذي أعرفه، العمارات نظيفة، نور السلم يعمل، الحدائق جميلة، السلالم ممسوحة، أسعار الخضر والفاكهة والبقالة في السوق والمولات مثلها مثل مدينة نصر، وإذا كان هناك بعض التجار الجشعين فهذا دوري ألا أتعامل معهم. فمثلا انا لاأشتري من خضروات " فلان" لأنه باع أمامنا بسعرين مختلفين لنفس الفاكهة..وأعلمناه أمام الناس أننا لن نشتري منه لأنه يبيع بذمتين.
س:وماذا عن الجهاز؟
ج:عندما انتقلت للعيش في إحدى عمارات مدينة نصر .. كانت العمارة معظمها فاضية.. وكانت الفئران تهاجر من شقه لأخرى عندما يتم شغلها. وكان علينا مكافحة الفئران في العمارة ومايجاورها.
في الرحاب قسم البيئة يرش النمل والفئران باستمرار ولكن هناك من يبالغ في مطالبه، فمثلا إحدى المقيمات بالجوار كانت تشتكي من أن "برص" دخل الشقة، فقلت لها: داخل شقتك مسؤليتك أما خارجها فمسؤولية الشركة.
هناك سؤال أخر: هل شعر أحد في الرحاب بأزمة أنابيب البوتاجاز؟!
لب المشكلة
أرى أن التقصير ليس من الجهاز الإداري ولكن من بعض العمال والقائمين عليهم، والعمالة المصرية معروفه!!، ودورنا كإيجابيين أن نخبر الإدارة بأي تقصير يحدث. أصحاب الشركة (المنمي العقاري للرحاب) أكثر ناس "قلبهم عليها"، يفكرون في الصالح العام أما أي فرد سيأتي بديلاً لهم سيهتم بصالحه الشخصي والباقي" يتحرق"، عندما قررنا الشراء في الرحاب كان سؤال زوجي لمسؤل الرحاب: هل ستبنون وترحلون أم تبنون وتديرون؟ قالوا: سندير، فاشترى. اتحاد الملاك يمكن أن يدير عمارة لكن لا يدير مدينة . المدينة تحتاج إدارة صح، وهم من حقهم أن يكسبوا أيضًا. قرى كثيرة عندما يبني المقاول ويرحل تتحول إلى خرابة.
س: ما نتائج الشكوى المقدمة للنائب العام من وجهة نظرك؟
ج: أخشى أن عاقبة الشكوى للنائب العام ومحاولة تخفيض فروقات عوائد ودائع الصيانة ستقلل مستوى الرحاب، خاصة إذا كان هناك أحد له أغراض "أخرى" في المدينة، يرى أنها البيضة الذهب فيطمع فيها، وساعتها "اللي مارضيش بالخوخ حيرضى بشرابه"
س: وأخيرًا؟
ج: أنا أضحك عندما أقرأ تساؤلات المعترضين عن حديقة ليلاك والمحلات التي بنيت في الحديقة التي أمام البنوك، لا أعرف كيف يتدخلون في هذا؟ ما أراه أن حدودي هي شقتي، لو كنت قد اشتريت شقة في المهندسين مثلا هل كان سيحق لي أن أسأل صاحب العمارة ماذا تفعل في باقي الشقق، أو ماذا تكسب من المحلات الموجودة تحت العمارة؟
س: ألم تشتري الشقة بناء على مخطط فعلي للمدينة؟
نعم ولكن عندما كنت أسأل عن أي منطقة خالية كانوا يقولون: لا نعلم ماذا ستصبح. وأيضًا عندما اشتريت في عام 1998 لم يكن هناك فرق في السعر بين الشقق التي تطل على "الجاردن" أو"الوايد جاردن" أو "رود".. السعر كان ثابتًا لكل الطلات. الذي افتعل الأسعار المتنوعة للوحدات حسب الموقع هم السماسرة والأفراد الذين اشتروا من أجل الاستثمار.. فوجدت الشركة أنها هي الأولى بالأستفاده من التمييز ... وهذا منطقي.
00محمد مصطفى يقول لـ"الإيجابيين فى اتجاه واحد":أتركوها بسلام آمنين