الرحاب "المفتوحة" .. رؤية أهل الدار
تحقيق – سالي إبراهيم في أوقات الأعياد والمناسبات مثل عيد الفطر والأضحى وشم النسيم، تستقبل مدينة الرحاب أعدادًا متزايدة من الزائرين بسبب ما تتمتع به من حدائق ومناطق للتنزه، وقد رأينا ذلك الأسبوع الماضي بمنسبة شم النسيم وكتبنا عنه في "رحابي". وقد قام جهاز المدينة مؤخرًا بتوزيع استمارة استبيان يسأل فيها سكان الرحاب عن رأيهم في الطريقة المثلى للتعامل مع بوابات المدينة، وإن كانوا يفضلون أن يكون الدخول برسوم، وإذا كان الأمر كذلك كم المبلغ الذي يرون فرضه كرسوم دخول على الزائرين؟. وقد
اختلفت ردود أفعال قاطني الرحاب تجاه هذا الاستبيان، كما اختلفت ردودهم تجاه الزائرين على وجه العموم ما بين مرحبٍ، أو من يبدي ضيقه ويعترض ويعتبر أن الرحاب ينبغي أن تظل مغلقة على "الرحابيين". موقع "رحابي" أجرى هذا التحقيق لرصد آراء ووجهات نظر سكان الرحاب تجاه هذه القضية.
مفتوحة.. برسم دخول
لا تمانع المهندسة سهام الشريف في استقبال المدينة للزائرين، وترى أن وجود مزيد من البشر في أماكن متفرقة من الرحاب يخلق نوعًا من الحياة، وتضيف:"هم بيجوا لأماكن محددة هي الأماكن العامة والمولات والفوود كورت، وبالتالي ليس لهم ضرر على السكان"، وهي تقترح أن يتم تحصيل قيمة رمزية ولو خمسة جنيهات عن كل سيارة تدخل إلى المدينة للإنفاق منها على مصاريف الصيانة.
ولكنها اعترضت على الجانب الآخر من أن يأتي الزائرون خصيصًا للصلاة في مساجد المدينة، موضحة أنها ترى أن المساجد متوافرة في كل مكان، وبالتالي لا يوجد احتياج حقيقي لاستخدام مساجد الرحاب، وأوضحت أنها في المواسم والأعياد تسافر خارج المدينة وبالتالي لم يسبق لها أن حضرت العيد أو شم النسيم في الرحاب لتقف على حجم الزحام وتقيمه.
نفصل بين نوعين من الزوار
ويبدي د. محمد ماجد الصمدي حيرته من مسألة دخول الزوار إلى المدينة، وأشار إلى الاستبيان الذي وزعه جهاز المدينة يستطلع رأيهم تجاه أمر الزوار، وطالب د. محمد بالفصل بين نوعين من الزوار: الأول هم أقارب سكان الرحاب، وهؤلاء من الطبيعي أن يزوروا أقاربهم، أو زوار قادمين إلى المدينة للتنزه أو التجول في مناطق التسوق.
ويقترح د. محمد أن يكون هناك تنظيم لدخول الزوار إلى المدينة عن طريق صاحب الزيارة نفسه، بان ينزل يستقبلهم، أو يقوم الزوار بتبليغ اسم الشخص الذين حضروا لزيارته، فيتصل به الأمن للتأكد من استعداده لاستقبال الزوار، بحيث لا يدخل إلا أشخاص من المؤكد سبب دخولهم للمدينة.
ولكن لم يستطع د. محمد حل إشكالية أصحاب المحلات ومنطقة المطاعم الذين يحتاجون لمزيد من الزائرين لتحقيق مزيد من الأرباح، وبالرغم من عدم قبوله لفكرة أن تكون المدينة "كومباوند مغلق" وتفضيله أن تظل نقطة مضيئة في سماء القاهرة الجديدة، ومدينة مفتوحة إلا أنه يرى عدم ترك الأمور مفتوحًا بغير حساب، ويضيف قائلاً: "في الأعياد على سبيل المثال كشم النسيم وغيره، وجود الزوار يخلق روحًا جميلة بالمدينة وحالة احتفالية مطلوبة، ولكن زيادة الأعداد عن الحد المقبول قد يسبب مشكلة." ويرى د. محمد أنه في وقت الأعياد على وجه التحديد يستحق الأمر فرض رسم دخول للمدينة ويفترض أن 10 جنيهات على السيارة قد يكون مبلغًا معقولاً وغير مبالغ فيه.
تحديد عدد الزائرين
وتشكو منى عبد الرازق – ربة منزل – من عدم توفر أماكن لانتظار السيارات في فترات الزحام وخاصة الأعياد والمواسم، وترى أن هذا الأمر يضايق بشدة، فليس من المفترض أن يحتل الزائرون الأماكن ولا يجد السكان مكانًا، وهي تطالب بتحديد عدد معين للزائرين في اليوم الواحد، ولا يسمح بدخول سيارات أكثر من هذا العدد، وإذا زاد العدد ينتظرون عند البوابات فلا يدخلوا إلا بعد أن يخرج في المقابل عدد مماثل من السيارات، فيظل العدد داخل المدينة لا يزيد عن حد معين.
المستفيد يتحمل العبء
المهندسة نهاد النجار ترى أن المطلوب من الأشخاص المستفيدين أن يتحملوا الأعباء، وبالتالي فهي ترى أن أصحاب المحال في المركز التجاري ومنطقة المطاعم هم الذين يستفيدون من زوار المدينة، وتقترح أن يقوم أصحاب المحلات بالانفاق على صيانة أماكن الانتظار.
عدد من الدعوات لكل ساكن
وأقترح محمد حسام – طالب – أن يُمنح السكان كارنيهات، وعددًا من الدعوات يعطونها لزائريهم حتى لا يدفعوا رسمًا عند الدخول.
ولكن هذا الاقتراح اعترضت عليه سهيلة إسماعيل – مدرسة – قائلة:"أنه غير عملي، ومش معقول كل ما اهلي يزوروني أنزل اعطيهم دعوات، وكمان الدعوات دي عددها كام؟ وتكفي كام زيارة؟"، وترى سهيلة أن تظل المدينة مفتوحة مع تسجيل أسماء الزائرين وأرقام سياراتهم على البوابات للحفاظ على الأمن، مع التدقيق على عاملات التنظيف اللاتي يسببن مشاكل كبيرة من وجهة نظرها إذا لم يكنّ محل ثقة.
وتختلف الآراء.. وتبقى المشكلة قائمة |