د.منى النادي تحذر: صرخة في وجه الطفل أسوأ من ضربه 7 مرات
كتب أحمد غانم
أكدت الدكتورة منى النادي مدير المركز الثقافي بنادي الرحاب أن الصراخ فى وجه الطفل من قبل الآباء والأمهات يقطع التواصل الإيجابي معه، ويجعل شخصية الطفل مهتزة، ويضع صورة سلبية تظل معه طوال حياته كما أن أثره النفسي أكثر من الضرب 7 مرات.
وقالت الدكتورة منى في محاضرتها بالمركز الثقافي مساء الجمعة الماضي تحت عنوان (مهارات التربية الإيجابية) إن التأنيب واللوم يقتلان الحب، ويزيلان الإنسجام والألفة بين الطفل ووالديه، ويؤديان إلى تفكك العلاقات الأسرية، محذرة من المبالغة في الوعظ لأن المبالغة قد تجعل الطفل يكره الموعظة وتقوده إلى كراهية الواعظ والاحتكاك به، ومن كثرة الموعظة فإنه يسأمها.
وأوصت د.منى الوالدين بالبعد عن المقارنة بين طفلهم وغيره من الأطفال سواء كانوا أقاربه أو زملاءه وأقرانه في المدرسة أو من جيرانه ومعارفه، مما يجعل صورة الطفل عن نفسه في قمة السلبية، ويفقد ثقته في نفسه، ويشعر أن كل من حوله أفضل منه وتجعله يكن الحقد والضغينة بمن تجري مقارنته بهم.
وأشارت د. منى إلى نظرية "الذكاءات المتعددة" لهوارد جاردنز عام 1983 والتي أورد فيها بعض أنواع الذكاء؛ ومنها الذكاء الرياضي (الحساب) المنطقي، والذكاء اللغوي اللفظي، وهذان النوعان من الذكاء يقودان الطفل للتفوق الدراسي، أضف إلى ذلك ذكاء الطبيعة والذكاء الفراغي ويجعلان الطفل ذا خيال واسع، وهناك ذكاء الموسيقى، والذكاء الحركي الذي ينتج عنه ميل لحب ممارسة الألعاب الرياضية، وهناك الذكاء الروحي.
وأكدت د.منى النادي رفضها للعقاب وسيلةً للتعامل مع الطفل، لأنها وسيلة غير تربوية على الإطلاق لتوجيه الطفل، بل هي وسيلة لإشفاء غليل المربي وتربي الطفل على الخوف وتزرع الإزدواجية الشخصية في سلوكه.
واستشهدت الدكتورة منى بقول الله تعالى في القرآن الكريم "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وقول برنارد شو "الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شئ" وقول أديسون "لا يمكن أن تحل المشكلة بنفس العقل الذى أوجدها".
وقالت إن منظومة التغيير مرتبطة ببعضها البعض مؤكدة أن عملية التربية تحتاج إلى طول بال وصبر، وشبهت ذلك بصبر الفلاح الذي يلقي البذرة في الأرض ثم يوليها رعايته وينتظر حتى تنبت ثم تكبر شيئًا فشيئًا أمام عينيه حتى تصل بعد شهور إلى ثمرة ناضجة يقطفها.
وقالت الدكتورة منى إن عملية تربية الأطفال ليس فيها فشل أو إخفاق، ولكن فيها تجارب وخبرات، وإذا كان ما تفعله مع طفلك لا يصلح وأثبت فشله فلتبحث عن وسيلة أخرى، والأمر يحتاج للمثابرة، فأديسون كي يخترع المصباح الكهربائي جرب ما يقرب من 10 آلاف محاولة ملموسة كي يصل للنجاح في النهاية.
وعن الاستراتجيات الإيجابية في تربية الأطفال ركزت الدكتورة منى على بناء الألفة بكافة أنواعها بيننا وبين الطفل مثل الألفة الشكلية في اللبس والحركة، والألفة اللغوية في نبرة الصوت والكلام، وألفة المعتقدات والأفكار، وألفة القيم والمشاعر مستشهدة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "يا غلام إنى أعلمك كلمات" حيث حرص الرسول الكريم على أن يركب الغلام وراءه على الدابة ويحدثه بلغة سهلة وبسيطة ويشعره بالقرب منه كما استشهدت بموقف الرسول مع الصحابي أبو عمير حين واساه في موت عصفوره.
وختمت الدكتورة منى محاضرتها بالقول " أحبوا أطفالكم، امنحوهم حضنًا دافئًا وكلامًا رقيقًا ووقتا أطول.. قبلوهم بكل ود وحاوروهم وافتحوا معهم نقاشًا هادئًا بعيدًا عن العصبية والصراخ غير المفيد..العبوا معهم كلما أمكن ذلك.. دعوهم يخطئون ويتعلمون من أخطائهم.