د. إيمان السيد: علموا أبناءكم طرق التعبير عن مشاعرهم
كتبت – سالي إبراهيم
طالبت الدكتورة إيمان السيد – استشاري الطب النفسي للأطفال – الآباء والأمهات بتعليم أبنائهم طرق التعبير عن مشاعرهم، ونصحت بالتواصل الدائم مع الأبناء واحترام حزنهم وغضبهم وعدم مصادرة حقهم في التعبير عن أنفسهم.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقتها في المركز الثقافي بنادي الرحاب مساء الجمعة 23-4-2010، ضمن فاعليات حملة "عائلتي أولاً".
ونصحت الدكتورة إيمان بتعليق "بوستر" عليه المشاعر المختلفة في حجرة الطفل وفي الفصل الدراسي، موضحة أن تعليم المشاعر وطرق التعبير عنها للطفل من سنوات عمره الأولى هي من أهم الوسائل التي تساعد على نشأة الطفل في حالة من السواء النفسي، وعلقت بقولها: "المشاعر هي الحياة .. هي نجاحه طفلاً .. ومراهقًا .. وإنسانًا على وجه العموم".
وأضافت: "للأسف الشعب المصري من أقل شعوب العالم قدرة على التحكم في مشاعره".
وأوضحت أن عدم تعلمنا وسائل التعبير عن مشاعرنا، وما نعانيه ككبار من جراء هذا يعطينا حافزًا كبيرًا لأن نعلم وندرب أبناءنا على التعبير عن مشاعرهم وتفهمها والتعامل معها.
وعرضت عددًا من وسائل التوضيح التي يمكن استخدامها من خلال الانترنت، والتي تساعد الطفل من عمر سنتين وحتى سن 6 سنوات على فهم العواطف وتعلم مترادفاتها وكيفية التعبير عنها.
وتظهر من خلال هذه الوسائل, الدمية وهي تبكي لأنها حزينة، أو تضحك لأنها سعيدة أو يبدو عليها القلق، وأشارت المحاضرة إلى أن الطفل يحتاج لهذه الوسائل المرئية أو الملموسة لأنه في سنوات عمره المبكرة لا يستطيع التعبير عن حزنه أو ألمه.
وأشارت الدكتورة إيمان إلى أن الألعاب تساعد الأطفال كثيرًا على التعبير عن أنفسهم، ونصحت الأمهات بلعب "لعبة العواطف" مع أطفالهم أمام المرآة، فتصنع تعبيرات مختلفة تشير إلى عواطف مختلفة أمام المرآة، مع الإستعانة في أحوال أخرى بلغة الجسد، بحيث يقلد الصغير أمه ويتفاعل مع اللعبة مما يساعده لاحقًا على التعبير عن نفسه عندما يشعر بهذه المشاعر في الحقيقة.
وأشارت إلى استخدام الأناشيد والأغاني لتعليم الأطفال المشاعر المختلفة، ولكنها انتقدت نقص أغاني الأطفال العربية في هذا الجانب، فيما تتوفر هذه الأغاني والأناشيد باللغات الأجنبية المختلفة، وضربت مثالاً بالأغنية الشهيرة "If you are happy and you know it, clap your hands".
ونصحت الدكتورة إيمان بالتقليل من اللجوء إلى الكارتون في الأعمار الصغيرة، وأوضحت أنها تفضل برامج الأطفال التي يقدمها أشخاص حقيقيون خاصة لو كانوا أيضًا من الأطفال.
وأشارت إلى أن العرائس التي تخفي الوجه، مثل عرائس "عالم سمسم" تفتقد أيضًا التعبير بالوجه عن المشاعر المختلفة، وهو ما يتسبب في نقص وصول المعلومة وتوصيل المشاعر المختلفة إلى الطفل.
وطالبت الدكتورة إيمان الأمهات والآباء باستيعاب أبنائهم أيًا كان عمرهم وإجراء حوارات يومية ومتجددة معهم، وعدم تركهم فريسة للمشاعر السلبية التى قد تدمر نفسياتهم، ولابد من مساعدتهم واحتوائهم وإشعارهم بالأمان وأنهم سيجدون دائمًا من يستمع إليهم ويحبهم ويحقق لهم ما يريدون.
وشددت على ضرورة عدم إهمال أي سلوك سلبي يصدر من جانب الطفل، ومحاولة التقرب من الطفل ومناقشته ومساعدته على التعبير عما يزعجه حتى نصل إلى الأسباب التي تؤثر في نفسيته وسلوكه، ونحلها قبل أن يفوت الآوان، ويظل الطفل يعاني مدى الحياة من جرائها.
وأشارت إلى ضرورة تعويد الطفل على التفكير بشكل إيجابي، فإذا كان متضايقًا من إحدى مدرساته، ينبغي لفت نظره أنه كان سعيدًا مع 4 مدرسات أخريات، وإذا كان يكره مادة دراسية معينة، فإنه يحتاج لفت نظره إلى أنه متفوق في مادتين دراسيتين أخريين، أو أنه متفوق رياضيًا أو فنيًا.
وأشارت إلى تدريب تقوم به أحيانًا مع الأطفال باستخدام عربات وقضبان لعبة القطار، فتشير للطفل مثلاً على العربة الثالثة في الترتيب، وتقول له: أنت الآن هنا، ثم تشير إلى العربة الأولى وتقول له: تريد أن تكون هنا؟ دعنا نفكر معًا كيف نستطيع تحقيق هذا.
ونوهت إلى أهمية المواظبة دائمًا على استخدام مواد وأشياء ملموسة لشرح الأشياء غير الملموسة لتقريب المعنى للطفل.