لا يوجد طفل عنيد .. أنت من يصنعه!
كتبت / سمية مصطفى
أقيمت بنادي الرحاب ندوة تربوية توعوية بعنوان " الطفل العنيد وكيفية التعامل معه" حاضرت فيها الدكتورة إيمان يوسف. غلب على الندوة الحضور النسائي فيما عدا رجل واحد.
تحدثت الدكتورة عن معلومة قد تثير دهشة القراء، لكن أثبتتها الدراسات النفسيه الحديثه وهي أنه لا يوجد طفل عنيد!! وإنما يوجد أب وأم لا يجيدان التعامل مع طفلهما الصغير.
تخيل نفسك وهناك من يريد إجبارك علي فعل مايريده هو بالطريقه التي يريدها في الوقت الذي يريده...فماذا ستفعل؟ هذا ما يحدث للطفل بالفعل! ولذلك فإن أغلب الأطفال تجدهم متصلبين في الرأي، جامدين في التفكير، لا يحبون فعل إلا ما يريدون، مما يثير غضب الوالدين فيصفان هذا الطفل بأنه عنيد، والواقع أنه ميل طبيعي عند أغلب الأطفال، يجب أن يتقبله الآباء من الطفل في سن ما بين 3-7 سنوات.
الطفل العنيد طبيعي
العناد صفة طبيعية جدًا عند الأطفال، وكل طفل عنيد إلى حد معين، لأن من طبيعة الطفل أن يختبر البيئة المحيطة به لكى يعرف حدوده. فالأطفال لا يعرفون حدودهم، ومهمة الأبوين أن يضعا لهم تلك الحدود.
الطفل منذ صغر سنه يكتشف أنه شخصية مستقلة وله القدرة الذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه، وكذلك القدرة على الاعتراض على أى شئ لا يعجبه، يبدأ ذلك عندما يبدأ الطفل فى اكتشاف العالم من حوله ويُقابل كثيرًا بعبارات مثل: لا تفعل ذلك، أو لا تلمس هذا. عندئذ يقلد ويبدأ فى الاعتراض ويحاول أن يفعل ما يريده بغض النظر عما يقوله أبواه. هنا يبدأ دور الأبوين فى تهذيب طفلهما، وكلما كان ذلك مبكرًا كلما كان أفضل.
ما الحل؟
أما إذا زاد العناد عن الطبيعي فيعتبر ذلك من "اضطرابات السلوك" وهي شائعة عند الأطفال، وجميع الأطفال يمرون بفترة سلوك العناد، ومن الممكن أن يبقى هذا السلوك ثابتًا لدى بعض الأطفال، وعادة يعاند الطفل أمه لأنه يريد أن يلفت انتباهها لتحقيق رغبة معينة مثل أن تشترى له لعبة ما، أو يصر على أن يرتدى أحد الأثواب عنادًا لوالدته. وهناك بعض الأطفال يعاند نفسه أيضًا خاصة إذا غضب من أمه، وخاصة حينما تطلب منه تناول الطعام، فيرفض ويصر على عدم تناول وجبته بالرغم من أنه يتضور جوعًا، ولكنه يتنازل عن عناده إذا تجاهلت الأم سلوكه وتركته على راحته.
أسباب عناد الأطفال
وتضيف الدكتورة إيمان يوسف:إن سلوك العناد هو عبارة عن رد فعل من الطفل إذا أصرت الأم على تنفيذ الطفل لأمر من الأوامر ، كأن تطلب منه أن يلبس ملابس ثقيلة خوفـًا عليه من البرد، بينما يريد هو أن يتحرك ويجرى والملابس الثقيلة تعرقل حركته، ولذلك يصر على عدم طاعة أوامرها.
وأحيانًا يلجأ الطفل إلى الإصرار على لبس ملابس معينة يختارها لنفسه، لأنه يريد التشبه بأبيه مثلاً أو أخٍ أكبر، أو أنه يريد تأكيد ذاته وشعوره بأنه شخص مستقل وله رأى مخالف لرأى أمه وأبيه, ويرفض الطفل أي لهجة جافة من قبل والديه وخاصة اللهجة الآمرة، ويتقبل الأسلوب اللطيف، والرجاء الحار لتنفيذ ما يطلب منه، أما إصرار الأم بقوة على تنفيذ الأوامر فإنه يجعل الطفل يلجأ إلى العناد والإصرار على ما يريده هو وليس ما يُطلب منه.
طفلك عنيد أم لا؟
وتوجه د. إيمان خطابها للأم قائلة: بإمكانك التغلب على هذه المشكلة في حال معرفتك ما إذا كان طفلك تنطبق عليه صفة العناد الشديد أم لا بإجابتك عن هذه التساؤلات التالية:
هل يفقد طفلك توازنه ويتعكر مزاجه بسهولة؟
هل يجادل الآخرين دائمًا وبحدة؟
هل يتعمد مضايقة الآخرين بتصرفاته؟
هل يتحدى الأوامر في أغلب الأوقات؟
هل يلوم الآخرين ( إخوته ) فيما وقع هو فيه من أخطاء؟
هل يصر بشدة على الانتقام ؟
إذا كانت إجاباتك معظمها بنعم يجب أن تتدربي على التالي:
تدريبات للأم
1-ينبغي ألا نقابل مقاومة الطفل بمقاومة مضادة، لكن علينا أن نتفاهم معه ونحرص على اقناعه، ونشجعه حتى يتدبر الأمر ويفهم كيف يتصرف في كل أموره بصورة سليمة ومنطقية.
2- الابتعاد عن صور الحماية الزائدة و التدليل المفرط فهي تعود على الطفل بنتائج سلبية.
3- عدم إرغام الطفل على القيام بسلوكيات معينة في الأكل أو الملبس، أو مراعاة أصول الذوق واللياقة (الإتيكيت)، فهذا الخضوع المتكلف قد يدفع الطفل للخروج عليه ويقوده للتمرد على ما هو مهم فعلاً.
4- عدم تفضيل الأم أو الأب لأحد الأبناء أو البنات، فإن ذلك التفضيل يكون في غالب الأحيان سببًا في عناد الطفل.
5- تنمية تبادل الآراء بين الأ طفال حتى يشعر الطفل بالقيادة حينًا والتبعية حينًا آخر.
6- تجنبي إعطاء أوامر كثيرة في نفس الوقت.
7- يجب أن تثبتي عند إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد ذلك.
8- يكون الأمر لعمل شئ يعود على الطفل نفسه بفائدة وليس القيام بعمل شئ للآخرين، أي تجنبي أن تقولي للطفل أن يعطى كأسًا من الماء لأخته مثلا.
9- يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها الأوامر.
10- تجنبي اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل.