قوس الطموح
• الطموح هو الحافز الذي يشعل النجاح والمجازفة بداخلك.. ويحولك من شخص عادي إلى آخر غير عادي.
• الطموحون يظهرون غالبًا حين تجتاح العالم تكنولوجيا جديدة أو طريقة تفكير جديدة
• الناجحون يتعلمون من نجاح الآخرين ومن أخطائهم الخاصة.
• الذين لا يتوقفون عن التعلم أبدًا .. هم الذين يتحركون للأمام.
• إذا أردت الصعود.. ضع رؤيتك لما يبدو مستحيلاً، وابدأ خطواتك .. بما هو متاح.
• انتهاك القيم هو أقصر الطرق التي تؤدي إلى السقوط
ونحن صغار ؛ حين كنا ندرس في المدرسة قصص عظماء التاريخ، أو نرى شخصية ناجحة مشهورة في التلفاز كنا نحلم أن نصبح مثل هؤلاء، وتبدأ نبتة الطموح التي ُغرست مع الميلاد بداخلنا في النمو ، ولكي نرعى هذه النبتة علينا تعلم معنى الطموح وكيف نستخدمه لانجاز الأشياء العظيمة لأنفسنا ولعائلتنا ولعملنا.
في استعراضنا لكتاب الشهر (THE ARC OF AMBITION ) لكاتبيه جيمس شامبي ونيتين نوهريا، سنتعرف على القدرات الجوهرية التي يمكن أن تأخذنا لأعلى قوس الطموح لنرى هل لدينا تلك القدرات أم بإمكاننا اكتسابها؟
الطموح أصل كل إنجاز
جميعنا يحلم بعمل شيء ما خاص؛ تأسيس شركة إنترنت جديدة، كتابة رواية أو الدخول إلى عالم السياسة. وبغض النظر عن حجم الهدف، فنحن نصل إليه بالطموح. ذلك الطموح، كما ظهر بدراسة تاريخ الناجحين العظماء، يتبع منحنى يمكن توقعه.
منحنى قوس الطموح ليس بالضرورة واحدًا للجميع؛ فعند البعض قد يكون ارتفاعه قليلاً، مثل " سام والتون " الذي لم يفتح أول محلات "وال مارت" حتى بلغ من العمر 44سنة، أما بالنسبة لآخرين، فارتفاع المنحنى قد يكون سريعًا، وكثيرًا ما يكون في عمر مبكر يثير الدهشة مثل "مايكل ديل" الذي بدأ تصنيع كمبيوترات شخصية حسب المتطلبات الخاصة بالزبائن في حجرته ببيت الطلبة أثناء دراسته في المرحلة الجامعية، ثم أصبح من أغنياء العالم.
الجزء الأول للقوس هو ارتفاع الطموح، الحلم الأول، والمثابرة والشجاعة التي يجب أن يتمرن عليها الفرد في السعي لذلك الحلم. أما القسم الثاني للقوس فيغطي قمة الطموح. عندما يحاول الفرد بناء شيء ما أكبر من نفسه؛ يمكن أن تكون تجارة، جامعة، أو بلد بأكمله. أما القسم الثالث فيواجه تدهور الطموح، حين يجب على كل ناجح أن يتعامل مع أقسى تحدياته.
وبدراسة سير الناجحين، وفهم ما الذي يجعلهم يحققون مثل تلك الإنجازات يمكنك أن تتعلم الطريقة المثلى لتحقيق طموحاتك الخاصة، مهما كانت.
المبتكرون.. وأصحاب رأس المال.. والداعمون
الطموح هو الحافز الذي يشعل النجاح والمجازفة بداخلك، ويحولك من شخص عادي إلى شخص غير عادي. والأفراد الطموحون يظهرون غالبًا حين تجتاح العالم تكنولوجيا جديدة أو طريقة تفكير جديدة.
وفي أثناء هذه الأوقات تظهر ثلاثة نماذج من الطموحين هم : المبتكرون، والرأسماليون، والداعمون.
• المبتكرون هم المبدعون الحقيقيون الذين يبدعون تكنولوجيا جديدة. إن ظهور التكنواوجيا الجديدة يجعل أي مجال، قديم نسبيًا، مجالاً مهجورًا من الناحية الفنية.
• أصحاب رأس المال وهم يأتون بعد ذلك، ليسوقوا التكنولوجيا الجديدة بشكل نشيط جدًا، لدرجة أن تنشأ الحاجة لبناء بنية تحتية جديدة تمامًا لاستيعاب توزيع تلك التكنولوجيا. على سبيل المثال، فقد أعاد أصحاب رأس المال بناء النظم الإلكترونية لدولة متقدمة ثلاث مرات في السنوات السبعين الأخيرة، وأوجدوا استخدامات جديدة للابتكارات؛ بدءًا من التلغراف إلى التليفون إلى القمر الصناعي ووصولاً إلى الإنترنت.
• الداعمون وهؤلاء يجئ دورهم آخرًا، وهم المديرون المحترفون في التجارة والأعمال ومسؤولو المتاحف والمنتجون الفنيون، الذين يستخدمون تلك التكنولوجيا الجديدة وينظرون إلى الداخل بدلاً من الخارج؛ أي ينظرون لحاجات العميل، ومع الوقت يفقدون رغباتهم المبدعة، فتأتي مرحلة جديدة حيث يبتكر المبتكرون وتعيد الكرة نفسها.
قوس الطموح
يمكن تقسيم الارتفاع والانخفاض في قوس الفرد من الطموح إلى سلسلة من المراحل، هي:
رؤية مالا يراه الآخرون: يبدأ القوس عندما يرى أحدهم ما لا يراه الآخرون ببصيرة جديدة مبدعة. ويحول الشخص الطموح الفكرة إلى شيء ممكن تحقيقه بالإيمان بالفكرة وبأن "العمل الشاق" هو الطريق لتحقيقها.
اتباع الطريق بإخلاص: كثيرًا ما يأتي النجاح بعد سلسلة من" العمل الشاق" والنكسات، ولتحقيق النجاح يجب أن تتعلم أن تكون عنيدًا مثابرًا، لديك التفاؤل والأمل بأن "الفرصة " ستحين.
اقتناص اللحظة: يتحول الحالمون الواقعيون إلى منجزين عندما تلوح في الأفق "الفرصة" التي كانوا ينتظرونها فيثبون بسرعة وينتهزونها.
تلطيف الطموح: في نقطة ما على طول القوس، عندما تكون قريبًا من القمة تواجه خطر فقد التوازن. إن مفتاح المحافظة على توازنك بنجاح هو أن تعد أهدافًا طموحة واقعية يمكنك تنفيذها فعلا.
الحث والإلهام بهدف أكبر: للاستمرار في الصعود بطول ارتفاع القوس، تحتاج إلى تحويل طموحك الشخصيّ إلى هدف أوسع وأعم فائدة حتى تستطيع أن تستقطب آخرين وتحثهم على أن ينضموا ويساهموا في تحقيق الأهداف.
إياك وانتهاك القيم: عندما تصل إلى نقطةٍ تغريك بأن تختصر الطريق لتصبح متقدمًا أكثر بطرق غير أخلاقية، توقف وقيّم النتائج، فانتهاك القيم هو أقصر الطرق التي تؤدي إلى السقوط أسفل القوس.
الحفاظ على السيطرة بالتخلي عنها: الطريق الوحيد للحفاظ على السيطرة هو بالتنازل عن بعض منها. لا تستمتع بممارسة السلطة على من حولك فالخوف يحبط المشاعر ويدمر العمل الجماعي.
تغير أو تحجر: التغيير والتجديد أمر حتمي، لا تكتفي بما أنت فيه و إلا فإن المنافسة ستلقى نجاحك بعيدًا.
المغادرة وأنت في القمة: يتقدم العمر بنا جميعًا ونموت، متى خلفت ميراثًا دائمًا، لا تتردد في الابتعاد بلباقة وزهو.
رؤية ما لا يراه الآخرون
لقرون، كان الطيران البشري وهمًا جذابًا. في الأسطورة الإغريقية، حاول دايدالوس وإبنه أيكاروس الهرب من السجن فصنعا أجنحة من الريش ولصقوه بالشمع، وتمكنا من الطيران إلى صقلية. لكن إيكاروس، ورغم تحذيرات أبيه، طار قريبًا من الشمس فذاب الشمع من حرارتها فسقط في البحر ومات. إن الأسطورة تدل على أن العقل المبدع يمكن أن يحقق المستحيل إذا هو رأى ما لا يراه الآخرون وتجنب خطر الغرور. إن قصة دايدالوس وأيكاروس هي نموذج للطموح.
تحقيق المستحيل
الطامحون المنجزون الناجحون هم من يتجاهلون حدود القديم ويمتلكون شجاعة استكشاف الجديد .. يرون أشياء لا يراها الآخرون.. يرون ما بعد قناعات الحاضر . قد يكون هذا الشيء "نيزك"، كما في النظرية النسبية لألبرت أينشتاين، وأحيانًا ما يكون بسيطًا كأخذ صيغة مألوفة ومعروفة وتحويلها إلى شيء ما جديد.
الطامحون المنجزون الناجحون هم من لديهم رؤية واضحة للعالم ،متحررين من الخوف من العقبات. فعندما يرى الآخرون الحواجز، فإن الناجحين وحدهم من يجدون طرقًا للالتفاف حولها، ويكملون أحلامهم الطموحة بالعمل؛ يجدون طريقًا للتصرف؛ إما بمواجهة العقبة، أو بأخذ أولي الخطوات المتتالية حولها.
الطامحون المنجزون الناجحون هم من يجترأون على السفر في وجه عدم التصديق.
فكر في حالة الإخوين "رايت" اللذين حققا ما حلم به الآخرون؛ طيران الإنسان.. إنهما طورا وسيلة المواصلات والحرب لكل الأزمان. نشآ الأخوان رايت في أوهايو ولم يتخرجا أبدًا من المدرسة الثانوية، لكن كانت لديهما بالفعل البراعة كميكانيكيين. وفي 1894م قرأ الأخوان عن أول رحلة ناجحة بطائرة شراعية، وقررا أنهما يريدان اختراع شيء مشابه. طوال السنوات القليلة التي تلت، ظلا يجريان تجارب بأشكال مختلفة حتى وجدا أخيرًا طريقًا لإقلاع طائرة شراعية. ولم يتوقفا هناك، بل ركزا ثانية على طيران "آلي". وفي 17 ديسمبر، 1903م نفذا أول رحلة جوية آلية في العالم. وبحلول عام 1908 كان لديهم عقد مع "هيئة الحرب" لصنع طائرات يمكنها أن تطير بمعدل 40 ميلاً في الساعة.
اتباع الطريق بإخلاص
الأمر يحتاج شخصية قوية، والكثير من قوة الإرادة للتمسك بحلم تحت ظروف عادية؛ فالنجاح - ببساطة - لا يأتي بسهولة، إنما بالمثابرة و القدرة على الاستمرار، فما بال بإرتقاء قوس الطموح؛ إن الأحلام والإصرار يتحدان لينتجا العظمة.
ويكفيك أن تعتبر برحلة "نيلسون مانديلا" لتفهم الطريق إلى الإنجاز والنجاح. حلم مانديلا بتحويل مجتمع جنوب أفريقيا العنصري إلى مجتمع ديمقراطي متعدد الأجناس. استمر إصراره لنيل ذلك الحلم في بلده، واصل الكفاح بالرغم من عذابات شديدة مر بها هو وأهله، إذ يقس فس السجن 27 سنة. وكان الوصول .. في مايو 1994.. عندما أصبح رئيسًا لجنوب أفريقيا.
التفاؤل يمكن تعلمه
إن استمرارية التحرك نحو الهدف حتى ولو بخطوات صغيرة سيجلب النجاح في النهاية. وهذه الاستمرارية تحتاج عقلاً متفائلاً، يبقي يقظًا لاقتناص الفرص، كم أن النظر إلى العثرات باعتبارها حالة مؤقتة يساعد على عدم التطبع بالهزيمة والفشل.
هذه بالضبط الميزات التي حافظت على حلم مانديلا حيًا وهو حلم"جنوب أفريقيا متحدة"، حتى عندما تعرض للسجن بسبب أنشطته السياسية في سجن منفرد ت في جزيرة لا يمكن الهروب منها تحت رقابة أمنية مشددة.
لقد رفض التعميم واعتبر أن وضعه مجرد هزيمة مؤقتة، بالرغم من أنه استمر 27 سنة.
كما رفض التعميم بأن كل البيض عنصريون.. مما سمح له بكسب تأييد من داخل دعم في المجتمع جنوب الأفريقي الأبيض.
ورفض التعميم والتطبع بالهزيمة بالرغم من حبسه في أقصى الدرجات الأمنية فاستمر في رؤية نفسه زعيمًا لقومه .
وفي النهاية – بالتفاؤل- وصل إلى هدفه.
ويمكنك أنت أيضًا أن تتعلم التفاؤل؛ فقط يتطلب الأمر منك القيام بمجهود متضافر لتغيير نظرتك للأشياء. نسبة كبيرة من النجاح، ربما تقدر بـ60%، مسألة موقف، تفكير إيجابي، وأن ترى بخيالك أن الأشياء لا بد وستنتهي نهاية طيبة. باقي النجاح هو" بالمثابرة " التي تجلب الحظ السعيد.
اقتناص اللحظة
في وقت ما، في الطريق لأعلى قوس الطموح، ستأتي اللحظة التي تحدق فيها الفرصة في وجهك. إن التصرف الذي ستتخذه في تلك اللحظة سيحدد ما إذا كنت ستنجح أو أن تستمر في مجرد الحلم . لاقتناص اللحظة يجب أن تكون مستعدًا، إن التحضير بالعمل الجاد استعدادًا لتلك اللحظة هو الذي يمكّن من ارتفاع مؤشرات احتمالات النجاح لصالحك.
ولكن.. كيف ستتعرف على الفرصة؟ لن تتعرف على "الفرصة" إلا إذا حصلت كسبقًا على المعرفة المناسبة، إن المعرفة تمكنك من التفرقة بين ما قد يبدو في ظروف مختلفة "أخطارًا حمقاء" وما يمكن أن يكون "فرصًا مقبولة". بالمعرفة وحدها ما قد يبدو لآخرين مثل أخطار متهورة، يكون في الواقع - عند شخص مستعد - مخاطر مدبرة وموزونة.
عندما نتحدث عن انتهاز الفرص فإن التوقيت أمر حاسم ؛ لا يمكنك أن تنال الفرصة الصحيحة في اللحظة الخطأ، ولا أن تظل الفرصة تتسكع حولك بينما أنت متردد انتظارًا للحظة المناسبة. عندما تزود الجرأة بحاسة توقيت ذكية، ورؤية لا يراها الآخرون، يظهر الطموح ويتألق.
الناجحون الطموحون يصنعون بنيانهم الخاص، فالفرصة لا تظهر من لا شيء، يجب أن تبحث عنها،وتخلق بنيانك الخاص.
الناجحون الطموحون يفكرون على مستوى كبير بينما يفكر الآخرون على مستوى صغير.
الناجحون الطموحون يتفاءلون بينما يكتفي آخرون بالنظر إلى ما تحت أرجلهم.
الناجحون الطموحون يتعلمون استخدام الحواس الحادة لملاحظة الاتجاهات المشحونة بالفرص، فملاحظة الاتجاه مهارة أخرى يمكنك تطويرها. وأفضل وسيلة لذلك التركيز على التطورات الجديدة مع الحماس لإمساك الموجة القادمة مبكرًا.
تلطيف الطموح
هل هناك وجود لشيء اسمه "طموح شديد جدا"؟ الإجابة بالتأكيد هي نعم، هذا الطموح الجامح المطلق يمكن أن يؤدي إلى حماقة تاريخية. القدرة على المشي على حبل عالٍ - أي المخاطرة بالكل دون فشل- أمر نادر في مجال الأعمال. يجب أن تتحكم في حدودك الخاصة وألا يتم إغواؤك بالفرص التي تذهب بالعقل مهما كانت الإغراءات. لا تصدق أنك لا تفشل و إلا ستدفع ثمنًا فادحًا مقابل الوهم المضلل للذات.
بداية العمل في تنفيذ الحلم يجب أن يدفعه طموح مؤسسه وخياله وقوة ثقته في ذاته، لكنه لا يمكن أن ينجو ويستمر إلا إذا انتبه صاحبه إلى كيفية التنفيذ ومتابعة العمليات اليومية، فالعمل مكانه أرض الواقع. فأصحاب التجارة والأعمال الطموحون يصبحون في ورطة عندما يطلبون من موظفيهم أن يحصلوا على نتائج معينة ثم لا يحددون أو يتابعون كيف يتم الوصول إلى تلك النتائج.
عليك أن تدرك أنك تحتاج إلى الواقعية والالتزام وأنت تصعد درجات الإنجاز، فجميعنا يريد أن يكون: أكثر مالاً وقوة ومتعة، لكن للنمو حدود حقيقية.
حقائق قد تقتل الأحلام
الناجحون غالبًا ما يعانون من خطر الغرق في الأنانية والغرور ، فهم يزهون بكونهم أناسًا نشطين موهوبين، لكن الغرور قد يقتل الأحلام. يجب أن تبتكر قائمة "حقائق قتل الأحلام" إذا اعتزمت الإقامة عند أو بجانب قمة قوس الطموح. قائمتك ينبغي أن تتضمن الآتي:
الوقت: هناك فقط عدد من الساعات المحددة في اليوم، والقرارات المتخذة بعد 48 ساعة بلا نوم نادرًا ما تكون صلبة. عليك أن تدرك أن الوقت سيحُدُك، فاعمل خلال حدود وقت معقولة.
الموهبة: يجب أن تصبح خبيرًا في التعرف على أناس آخرين ذوي موهبة. لأنك إذا رفضت إسناد العمل إلى آخرين، ستجد نفسك منهكًا، والنجاح يتسرب من بين يديك.
الحماس: كن مدركًا أنه عندما تصل إلى القمة قد تفقد الحماس، فحافظ على حماسك الأول الذي بدأت به.
المخاطرة: لا تتوقع السيطرة على القمة للأبد، أنت دائما في خطر أن شخصًا ما بفكرةٍ أفضل أو إضافةٍ أفضل سيلحق بك ويتفوق عليك.
الحث والإلهام بهدف أكبر
الأفراد الذين يصلون إلى القمة الاستثنائية عادة ما يتقاسمون حس "الهدف الواضح الكبير"، هدف يتعدى المال ويتجه نحو البحث عن مستوى رفيع من الجودة. الغرض الصحيح والنية السليمة يمكنهما أن يقوداك إلى حياة ثرية، إذ إنهما يحفزان أناسًا كثيرين على العمل معك من أجل تحقيق هدف حيوي يعطيهم كلهم معنى لعملهم.
فالحاجة للـ "معنى" تدفع كل إنسان للابتكار، للبناء، لمتابعة الإنجاز. العديد من الناجحين نظروا لأهدافهم كرسالة وتابعوها وحملوها كالأمانة. الطموح الهادف سينجو حتى مع المشقة الكبيرة، بينما الطموح الأقل سموًا يمكن أن يموت بسرعة.
وليس بالضرورة أن يكون هدفك مبالغًا فيه حتى يصبح ذا معنى.فهديتك إلى العالم قد تكون توكيل سيارات أمين أو متجر أدوات محل ثقة.
هناك ثماني طرق عملية ترقى بطموحاتك إلى مستوى أسمى:
• حقق التميز في أي شيء تقوم به.
• أخلق قيمة كبيرة.
• اهتم بمكانة الفرد.
• حسن الحالة البشرية.
• اخلق المتعة والبهجة.
• اخترع المستقبل.
• استخدم المكاسب من أجل الصالح العام.
• حسن البيئة.
إياك ومخالفة القيم
أنصاف الحلول لها تأثير سييء على الطموح؛ حتما ستواجه مواقف عليك فيها أن تختار ما بين الصواب والخطأ فقط.. إما هذا أو ذاك، وقد يحملك القرار الصحيح ثمنًا باهظًا، في حين يكون الخطأ سهلا. لكن استقامتك وضميرك والتزامك.. أمر أثمن من أن يهدر على مراهنات ذات مدى قصير. فعندما تنتهك القيم الأخلاقية أو النبيلة التي تدعي إيمانك بها فأنت تتجه نحو فخ الإنزلاق من سبيء إلى أسوأ.
إن قوة القيم الأخلاقية التي نتمسك بها تلقن المرء القيام بالأفعال الصحيحة حتى في الوقت الذي قد لا يتوقع فيه ذلك. القيم القوية يمكن أن تساعد على وضع " أسس عمل تضمن أن يعامل العملاء بعدل"، ومكافأتك هي اكتساب ولائهم، وتمكنك من تطوير "قانون سلوكيات الشركة" الذي يضم أشياء ثابتة مثل طريقة الرد على شكاوى العملاء، طريقة استقبالهم،..، إنك بهذه الطريقة تحافظ على ما هو أغلى بكثير من المال؛ صورة الشركة وسمعتها.
وعليك أن تعلم جيدًا أن الضمير الحي والنزاهة الكاملة لا يتعارضان بأي حال من الأحوال مع النجاح والتفوق، بل على العكس، ستجد أنه كلما اتسعت سمعتك كشخص قوي الشخصية متمسك بمبادئه، كلما احتشد الآخرون إلى جانبك وأحيانًا يأتونك من أماكن غير متوقعة. لكن تذكر أنه حتى ذوي المبادئ الراسخة وأفضل الناس خلقًا قد يخطئون أحيانًا، فإذا فعلت ذلك كن واثقًا أن التصحيح سيثمر عن نتائج إيجابية.
حافظ على ما أنت عليه بالتخلي عنه!
التعلق بالسلطة إغراء صعب أن يُقاوم، لكن يبقى تقاسم السلطة الطريقة الوحيدة لإتاحة فرصة النمو الكاملة أمام أي مؤسسة، بما فيها الأسرة. فإذا حلت الشراكة محل الاستبداد تحررت الإمكانيات والطاقات البشرية المشاركة؛ إن سلطتك تنشأ بصفة أساسية من كونك قادرًا على أن تحث الآخرين. لا تفترض أن لا أحد غيرك يمكنه أن يتلاءم مع طموحك الخاص وكفاءتك ورؤيتك، بل ابحث عنهم، ستجدهم كمستشارين أمينين، مستقلين عنك وربما حتى أذكى منك. دربهم على أن يخبروك ما تحتاج أن تتعلمه، لا ما تريد أن تسمعه. لكن أبدًا لا تدعهم يُنسوك أنك الشخص المسئول أخيرًا عن أقسى وأهم القرارات.
إن محاولة إدارة كل صغيرة وكبيرة في المؤسسة أمر غير قابل للتحقق من وجهة نظر عملية. قد يبدو أحيانًا أن الاستبداد يثمر، لكن ذلك حقيقي فقط على المدى القريب. إذا كنت قاسيًا بالقدر الكافي، يمكنك أن ترعب الناس فيقوموا بعمل أي شيء تطلبه منهم. لكن الطغاة، سياسيين كانوا أو تجاريين، مآلهم في النهاية إلى العزلة الشديدة التي لا تمكنهم من رؤية الواقع. عند ذلك، فإن أقواسهم للطموح حتمًا ستنحني جنوبًا. ما تحتاجه حقًا هو أن تكون محاطًا بأفراد يقومون ببذل أفضل ما عندهم لتحقيق أهدافهم .. وأهدافك.
"بتحفيز الأفراد لمسؤولية لا حد لمداها، ومكافآتهم بمدح لا حد لمداه" يستطيع القائد الطموح أن يغرس الإخلاص الذي يحقق تمكين القوي العاملة. في واقع الأمر، عند مستوى معين، الاشتراك في السلطة يمكن أن يغير طريقة إدراك الأفراد لأعمالهم. فيشعرون أن قدرهم مرتبط بقدر الشركة، وهو ما يعتبر في حد ذاته تشابكًا مع قوس الطموح الخاص بقائدهم.
في الواقع، لا قائد لشركة يستطيع أن يمتلك القدر الكافي من الإبداع، والمعرفة، والوقت لاتخاذ القرارات الصحيحة بمفرده. لذا فإن بقاءك يعتمد على بذر وحصاد عمل الآخرين بالتضحية بمظهر السلطة. ولكنك في الواقع تكون قد حققت هدف السلطة.
الأحلام والطموحات
لكي تحقق الأفضل، يجب أن تخلق الظروف التي تسمح للعاملين لديك أن يتابعوا أحلامهم الخاصة وطموحاتهم، تعامل معهم كأفراد من حقهم أن يتبعوا أكثر أفكارهم تشويقًا. عليك أن تدرك أن التوازن السليم بين الحرية والسيطرة يرسيان القاعدة للوصول إلى القمة؛ فتقاسم السلطة يطلق مستوى جديدًا للأداء عند الجميع. وعندما تدخل في شراكة مع أفراد فريقك الأساسيين في تحمل بعض المسؤوليات، ستكتشف سريعًا أن الوحدة الكاملة أكبر من مجموع أجزائها. فأعظم فرصة يطلق بها عنان الإنجاز هي تحمل المسئولية، فلا شيء يتم إنجازه إلا حين يتقدم أحدهم ويقول: أنا المسئول ويمكنكم الاعتماد عَلَيّ.
تحرك أو تحجر!
معرفة كيف ومتى تستجيب للأحداث هو سر تغيير الأشياء إلى الأفضل؛ ففكرة أنه بإمكانك القيام بالأعمال بسرعتك الخاصة وطريقتك ذاتها هي محض وهم؛ تخيل الذي سيحدث إذا فتحت محلاً صغيرًا في قرية قديمة منعزلة يخدم السكان المحليين فحسب، وفجأة ينشئ مقاول منتجعًا بأماكن للتزلج لمستثمرين كبار. كيف ستنقذ نفسك؟ ربما الإجابة هي ترك البلدة، أو ربما تجدد مجالك وتعرض قطعًا أثرية. شيء واحد مؤكد، هو أنك ستضطر للتغير.
التجارة والأعمال تتغيران باستمرار، سواء أردت ذلك أم لا. عندما تواجه منافسة قاسية، ليس الحل أن تعلن الهزيمة، لكن "إعادة التنظيم".
وقبل أن تفاجأ بالمنافسة عليك معرفة ماذا يوجد بالخارج؟ ذلك يعني أنه عليك أن تكون دائم اليقظة للعالم خارج أسوار منظمتك. وإن كان من غير السهل أن تعرف كلاهما: متى وكيف تواجه تحدٍ يؤثر على تواجدك في السوق، فعليك أن تتعلم كيف تكتسب حسًا عاليًا في مجالك وأن تصبح خبيرًا في ملاحظة الاتجاهات واقتناص الفرص قبل منافسيك. وهكذا، لا تصبح ضحية التغير.
وأكثر التحديات تكرارًا للشخص الطموح هو كيفية التصرف وقت الهزيمة؟ فعندما يحدث ذلك وتسقط من القمة، لا ينبغي أن تفترض أن عليك أن تعود إليها فورًا، فقد تحتاج إلى بعض الوقت لتقييم ما حدث. وإذا تمكنت من التعلم من أخطائك، ستبقى في الارتقاء بطول قوسك للطموح. وخاصة إذا تقبلت التغيير ببساطة وتحركت قدمًا دون أسف أو أسى.
اعتزل وأنت في مجدك
بالرغم من أننا لانحب مواجهة الحقيقة، إلا أننا بالتأكيد لسنا خالدين، كذلك هو الحال بالنسبة لبقائنا كقادة. فالخروج بلياقة وبهاء أثناء وجودك في قمة قوس الطموح أفضل من تزحلق سريع من القمة للأسفل. إن الذين يغادرون وهم- بعدُ - متحكمون هم الأقرب بكثير لترك ميراث دائم وعلامة واضحة وبصمة مميزة ممن يتم سحبهم إلى الخارج.
قرر كيف تريد المغادرة، وعندما يجئ الوقت، افعل ذلك بلياقة.