أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - درسان في الشرك .. والنفاق - 2010-05-02


د.عمر القرشي

درسان في الشرك .. والنفاق

• هناك شرك مع الله يخرج من الملة ولا عذر فيه بجهل.. وشرك في عبادة الله
• النفاق أيضًا نوعان: عقدي يخرج من الملة وآخر عملي يصاب به كثير من الناس

كتبت- أمل أحمد
بعد أن تحدث الدكتور عمر عبد العزيز القرشي عن الناقض الأول من نواقض الإيمان وهو الكفر، ينتقل - في درسه الأسبوعي كل أربعاء بمسجد أحمد عفيفي -للناقضين الثاني والثالث وهما الشرك والنفاق، وذلك في درسين متتابعين.

أما الشرك فبينه وبين الكفر عموم وخصوص؛ وكثيرا ما يذكران في الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بمعنى واحد. لكن هناك كفرًا لا يسمى شركًا كالإلحاد لأن الملحد لا يؤمن بالله أصلاً ومن ثم فهو لا يشرك معه أحدًا، وكذلك الردة. كما أن هناك شركًا لايسمى كفرًا، إذا كان من جنس الشرك الأصغر.

شرك مع الله

والشرك منه ما يكون مع الله ومنه ما يكون في عبادة الله، والأول مثل إنسان يتخذ مع الله إلهـًا آخر، والإجماع على أن هذا الشرك لا عذر فيه بجهل لأنه أصل التوحيد وأساس الدين، ويسميه الله تعالى الطاغوت قال تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة" (النحل6) وقال تعالى: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}(البقرة 256)، فعبادة الطاغوت لاعذر فيها.

ومن أمثلة الشرك الأكبر: عبادة آلهة مع الله، أو اتخاذ أنداد لله، من شجر أو حجر، أو قمر أو بشر، أو الجن أو الملائكة أو الحيوانات، أو من قال بأن الله له ولد أو تمثل  في صورة بشر أو اتحد في الإنسان أو حل في الأشياء ومن قال بوحدة الوجود.. الخ، وهذا لا يغفره الله،‏‏ يقول تعالى‏‏: " ‏إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" ‏[‏النساء‏‏ : 48‏] لما في ذلك من اجتراء وتجنٍ على حق الخالق جلَّ جلاله،

فهو الذي خلق ورزق، وهو الذي يحيي ويميت، والمشرك يجحد ذلك، ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه.  لذلك كانت عقوبة المشرك أقسى العقوبات وأشدها ، ألا وهي الخلود في النار قال تعالى على لسان المسيح عيسى بن مريم: "وقال المسيح يا بني إسرائيل أعبدوا الله وربي وربكم إنه منْ يُشْرك باللَه فقد حرَّم اللَّه علَيْه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أَنصار" (المائدة: 72)

وإذا انتهى الإنسان عن هذا الشرك بالإيمان والإسلام انتهت القضية: "إِلا من تَابَ وَآمَنَ وعَمل عَمَلا صَالحاً فَأُوْلَئك يُبدّل اللَّه سيّئَاتهمْ حسناتٍ وَكَان اللَّهُ غَفُوراً رحِيماً (الفرقان70) ، "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين" (الأنفال 38)، فهذا الشرك لا يُغفر إلا بالتوبة عنه والعودة للإيمان والعمل الصالح. ‏

شرك في عبادة الله

وهناك شرك في عبادة الله، أي في أمور العبادة، إذ يتوجه الناس بكثير من العبادات لغير الله، والعبادة لا تقتصر على المعنى الفقهي (طهارة وصلاة وصيام وزكاة وحج) فهذه تمثل 10% من مفهوم العبادة، أما بقية العبادات فهي تمثل 90% من منهاج الحياة " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (الأنعام 162-163)، وفي سورة الفاتحة نكرر في كل صلاة : "إياك نعبد وإياك نستعين"

ويقول أهل اللغة إن الضمير المتصل والكلمات الأقل هي أدل على البلاغة، فلماذا ترك القرآن ذلك وهو الذي يعد المصدر الرئيس للبلاغة؟ من المؤكد أن وراء ذلك حكمة، فقول "نعبدك ونستعينك" تحتمل الإضافة أي نعبدك ونعبد غيرك ونستعينك ونستعين بغيرك، لكن بتقديم المفعول على الفعل تنتفي احتمالية الإضافة، ومثال ذلك قوله تعالى: بل الله فاعبد وكن من الشاكرين (الزمر 66)، فتقديم المفعول يفيد الشمول.

شرك الدعاء: ويوضح الشيخ أن هناك شركـًا في العبادة من أمثلته: شرك الدعاء بأن يدعو إنسان اللهَ بواسطة غيره" فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون (العنكبوت 65)، ومثل هذا الشرك لا يزال موجودًا بين المسلمين، وإذا كانت الآيات قد نزلت في المشركين فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ومثله الدعاء عند قبور الأولياء والصالحين مع الاعتقاد بأنهم ينفعون الأحياء، والله تعالى يقول "أنا أغنى الأغنياء عن الشرك"، وقد نجد في عصرنا أمورًا أكبر من حال المشركين فيما مضى.

شرك الطاعة: ومعناه أن تطيع مخلوقًا في معصية الخالق، فعن عدي بن حاتم أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية:" اتَّخَذوا أَحْبَارهم ورُهْبَانَهم أَرْبابًا منْ دُونِ اللَّه والمسيح ابْن مرْيم وما أُمِرُوا إِلا ليعْبُدوا إِلَهًا وَاحدًا لا إِلَهَ إِلا هُو سُبْحَانَهُ عما يُشْركون"  فقلت له : إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله، وتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم"  رواه أحمد والترمذي وحسنه.

شرك النية أو القصد: كمن كانت نيته - في عمله-  الدنيا وينطبق عليه قوله تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون (هود 15) ويقول الشيخ إن هذا الصنف من الشرك يعد من الشرك الأكبر، لكنه لا يبادر إلى التكفير ويأخذ بالعذر، والأعذار ثمانية منها الجهل والخطأ والتأويل والجنون ومن نشأ ببادية (ومثلها المناطق النائية التي لم يصلها الإسلام) وحداثة العهد بالإسلام.

الحلف بغير الله: فمن المقرر شرعاً أنه لا يجوز الحلف بمخلوق، حتى الأنبياء عليهم السلام ولا الكعبة أو السماء أو الآباء أو الحياة..، ومن الأدلة على خطورة الحلف بغير الله حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بغير الله فقد أشرك. رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد صحيح.

وهناك أمثلة أخرى مثل: التعبد لغير الله في التسمية كأن يسمى الولد: عبد النبي أو عبد الرسول أو عبد الرجال.

والتوكل على غير الله كأن نقول: توكلت على الله وعليك،

وهناك شرك خفي، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال: الرياء"، وعن أبي موسى مرفوعًا: " أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل قال فقولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلم " رواه أحمد.

ومعنى أنه شرك أصغر أنه لا يضاد الإيمان من كل وجه، بل بقيت له صفة الإيمان ولذا لا يسمى كفرًأ.

وكما ذكر الشيخ أكثر من مرة، هناك حكم على العموم وحكم على التعيين، والأخير يعني أننا لا نسقط الحكم على شخص بعينه إلا بعد تبين وتوضيح واستتابة، فقد نجد أناسًا يسجدون عند أعتاب قبر أحد الأولياء، وهؤلاء يمكن التماس العذر لهم بالخطأ والجهل والتأويل، أما من لم يفرق بين العموم والتعيين فإنه يسارع بالحكم على هؤلاء بأنهم كفار مشركون. فهناك إذًا أعذار واستثناءات.

وهذه الأصناف الأخيرة تعد شركـًا أصغر لا يخرج من الملة، يجبرها ويمحوها قول لا إله إلا الله.

النفاق

ويتابع الدكتور القرشي في الحلقة الحادية عشرة من حلقات حقيقة الإيمان الحديث فيشرح الناقض الثالث من نواقض الايمان وهو النفاق.

ورغم أن النفاق كفر ولا شك، بل هو أشنع صور الكفر، لكن الأمر ليس علي اطلاقه، ونحن لا زلنا نقسم هذه المصطلحات كما فهمها سلف الأمة، وهم يقسمونه لنفاق عقدي وهو مناقض للإيمان من كل وجه، ونفاق عملي وهو من "نواقص" الإيمان.

النفاق كلمة مأخوذة من "النفق" الذي له وجهان مدخل ومخرج، وكذلك المنافق.

ويقول الشيخ: عند الرجوع لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  لن نجد النفاق في مكة لأن المسلمين كانوا مستضعفين لا يجدون من ينافقهم، لكن لما تحولوا الي المدينة وقويت شوكة الإسلام وصارت له دولة يحكمها رسول الله النبي الرسول القائد الحاكم ويوطد دعائم دولته، وكان عبد الله بن ابي بن سلول الذي يدعي رأس النفاق ومبتدعه قد أوشك أن يصبح ملكًا علي المدينة قبيل قدوم الرسول، وقد نقشوا له تاج الملك وزينوه فلم يتمكن من ذلك عند هجرة الرسول، هنا بدأ ظهور النفاق، فهو يظهر الاسلام ويبطن الكفر، ثم حاول بعد ذلك بث الشائعات كما في حادثة الإفك للسيدة عائشة حتي أنه روج للشائعة فتكلم بها بعض المسلمين ومنهم حسان بن ثابت

"إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكْتَسب من الإثْم والذي تَولى كبْره منهم لَه عذَابٌ عَظيمٌ" (النور11)، وعندما مات ابن سلول نزلت الآيات تأمر الرسول ألا يصلي عليه ولا علي المنافقين "ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم علي قبره" (التوبة 84) وهذه تعتبر صورة من صور النفاق العقدي.

ولأن النفاق من أشنع صور الكفر فقد فضح الله المنافقين في كثير من الآيات، وتكلم القرآن عنهم في إحدى عشرة آية في سور منها البقرة والتوبة والنساء: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا ولا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون" (البقرة 8-9)، "ألم تر الي الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدًا أبدًا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون" (الحشر11)، وحين حاول التفريق بين المهاجرين والأنصار " لئن رجعنا الي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" (المنافقون 8)، " والذين اتخذوا مسجدا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وارصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون"(التوبة 107)

أما صفات المنافقين وبعض مظاهرهم فقد جمعها ابن القيم في كتابه"مصائد الشيطان".

ورغم أن المنافق نفاقًا عقديًا يُظهر الإيمان ويبطن الكفر، وعمله هذا يناقض الإيمان من كل وجه وهو أشر أنواع الكفر، إلا أننا نعامله بالظاهر منه.

النفاق العملي: أما القسم الثاني وهو النفاق العملي فهي صفات يأخذها المسلم عن المنافق لكنها لا تناقض الإيمان، وهي بقول العلماء لا تخرج من الملة  وتندرج تحت المشيئة الإلهية: إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له "ويعذب المنافقين إن شاء الله أو يتوب عليهم إن الله كان غفورًا رحيمًا" (الأحزاب 24)، وفي حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعُُ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، من كان فيه خصْلَةُُ منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"متفق عليه (اللؤلؤ والمرجان)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف) رواه البخاري ومسلم. وجاء في رواية أخرى عند مسلم:(من علامات المنافق ثلاث ....)

قال الإمام أحمد إن من ابتلي من هذه الخصال بشئ فهو مسلم ناقص الإيمان، أما إذا اجتمعت فيه كل الصفات فيُخشي عليه أن ينسلخ من الإيمان بالكلية، والأمر يحتاج إلى استتابة أو إقامة حجة.

 

عدد الزيارات 168

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا