أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - الشيخ بلال عبد المحسن وحديث عن اسم الله الخافض الرافع - 2010-05-10


الشيخ بلال عبد المحسن

الشيخ بلال عبد المحسن وحديث عن اسم الله الخافض الرافع

* لله سبحانه وتعالى  موازين في رفع  مكانة العباد أو  خفضهم تختلف عن  موازين البشر؛  فقد يكون إنسان  ذا مكانة عالية  بين الناس في  الدنيا لكنه يأتي  يوم القيامة ذليلاً  مهينًا

كتبت- أمل أحمد

عن اسم  الله الخافض الرافع كان حديث الشيخ  بلال عبد المحسن في موعد الدرس الأسبوعي بمسجد أحمد عفيفي بالرحاب يوم الأربعاء الماضي بعد أن اعتذر الداعية خالد عبد الله عن الحضور، وقد قدم الشيخ بلال للموضوع ببيان أهمية معرفة الله عز وجل، فهي بداية تربية  قلوب المؤمنين وعقولهم، ويكون ذلك بمعرفة أسماء الله الحسنى.

وقد أمر الله عباده أن يعرفوا أسماءه ليدركوا معناها "ذَلك لتَعْلَموا أَنَّ اللَّه يَعْلَم ما في السَّماوات وما في الْأَرض وأَنّ اللَّه بكُل شيءٍ عليمٌ اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم"( المائدة 97-98)

وبإدراك معنى هذه الأسماء تتحقق معية الله، فتعلم أن الله معك ومطلع عليك وناظر إليك وهو الرازق وهو القوي المتين وهو من نتوكل عليه ونلجأ إليه، فإذا تحققت هذه الأسماء والصفات عندنا فقد نشأ الضمير الذي يقود الإنسان لعمل الخير عن رغبة واقتناع، ومن عرف أسماء الله تعالى فسيترك المعاصي ولن يفعل شيئًا يغضب الله إرضاءً لله، ومن هنا قيل لا يدخل الجنة من لايعرف الله.

مر سيدنا  عمر بن الخطاب على راعٍ للغنم فأراد  أن يختبره فطلب منه أن يبيعه شاة  فقال الراعي إنه لايملك الغنم فقال عمر بعني إياها فإذا رجعت لسيدك  قل له إن الشاة أكلها الذئب، قال  الراعي إذا كان سيدي لا يراني فإن  الله يراني، فأعجب عمر بأمانته  وكانت النتيجة أن اشترى عمر  الراعي واعتقه واشترى له الغنم أيضًا. فالضمر يردع الإنسان عن المعصية  أما من لم يرتدع ومضى في طريق الشهوات فإن الشريعة تزجره وتحكم تصرفاته وتعاقبه.

موازين  الخفض والرفع

ومن أسمائه تعالى: الخافض الرافع، وقد سمى الله تعالى  يوم القيامة أيضًا بهذا الاسم" إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة" (الواقعة 1-3) لنعلم أن لله سبحانه وتعالى موازين في رفع مكانة العباد أو خفضهم تختلف عن موازين البشر؛ فقد يكون إنسان ذا مكانة عالية بين الناس في الدنيا لكنه يأتي يوم القيامة ذليلاً مهينًا، وفي الخبر من رواية أبي هريرة " عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة إني جعلت نسبًا وجعلتم نسبًا فجعلت أكرمكم أتقاكم وأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان وأنا اليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم أين المتقون أين المتقون". ويقول إبن الأثير "إن الخافض هو من يخفض الجبارين"، وكل من تأخذه العظمة ويظن أنه فوق الناس يخفضه الله. ومن يتكبر على الله يخفضه الله " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون، فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون"(فصلت 15-16) وفي المقابل يرفع الله الصالحين.

وهناك رفع  دنيوي فقد يهب الله المال لواحد من البشر" نَحْن قَسَمْنا بَيْنَهم معيشَتَهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنيَا وَرفَعْنَا بَعْضَهم فَوْقَ بَعْضٍ دَرجاتٍ لِيَتَّخِذ بعْضهمْ بعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون". (الزخرف32). وهذا الرفع ليست له دلالة على رفعة الآخرة.

فالرفعة تكون بأمور منها:

الإيمان والعلم

قد يرفع الله بالعلم مكانة إنسان في الدنيا  لكنه لا يزن عند الله جناح بعوضة، لأنه لا يعرف الله. فالعلم لابد أن يقترن  بالإيمان الذي يورث الخشية من الله، وهذا ما رفع جيل الصحابة رضوان الله عليهم، وجعلهم سادة الأمم " يَرْفَع اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا منكُم وَالَّذِين أُوتُوا الْعِلْم دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بمَا تَعْمَلُون خَبِيرٌ" (المجادلة 11). إن كل من له صلة بالله يشعر برفعة الله. وقد يحس بعضنا بذلك، فمن منّ الله عليه بالالتزام بالدين يحس برفعة المؤمن. ولقد كان عبد لله بن مسعود راعي غنم مغمور في قريش، وكان يخاف أن يمر على مجالس قريش لهيبته لهم، فلما أسلم أحس برفعة المؤمن، وتحول الخوف إلى إقدام، وقد انتدب نفسه يومًا ليُسمع قريشًا القرآن فخرج عليهم وقرأ عليهم القرآن فاغتاظوا وآذوه، فلما قال له الصحابة: ذلك ما كنا نخشى عليك قال: ما كان أعداء الله أهون عليّ من نفسي، أي انهم هينون في نظره لا رفعة لهم، كما أن نفسه هينة عنده في سبيل تبليغ دعوة الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ضحك الصحابة يومًا من دقة ساقيه أي نحافتهما، إنهما أثقل عند الله من جبل أحد.

ومن أمثلة  من رفعهم الله بالعلم أبو زكريا  الأنصاري، فقد عاش في صعيد مصر  حتى سن الخامسة والخمسين لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وقد أرسل ابنه للدراسة في الأزهر ولما عاد لبلده خطب خطبة أثرت في والده، فقرر الأب أن يرتحل للدراسة في الأزهر في هذا السن، ورفع الله مكانته بالعلم حتى صار شيخًا للأزهر وكبير مجتهدي المذهب الشافعي. ومثله خالد بن عبد الله الأزهري فقد عاش أميًّا حتى سن السادسة والثلاثين، وكان عاملاً يصلح مصابيح الأزهر ويضع فيها الزيت، فوقع منه الزيت ذات يوم على طالب بالأزهر فاحتد الطالب وقال له ياجاهل، فقرر طلب العلم حتى أصبح من أكبر علماء النحو والصرف.

وقد كان الإمام مالك إمام أهل المدينة، وكان يجل حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويهابه، فوضع الله مهابته في قلوب الناس. وقد زار هارون الرشيد المدينة والتقى الإمام مالك وطلب أن يسمع منه حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتواعدا على موعد، وانتظر هارون فلم يأت مالك فأرسل له رسولا أن الخليفة ينتظرك وقد تأخرت كثيرًا فرد مالك بأن قال لرسول الخليفة قل له إن مالك انتظرك كثيرًا، فإن العلم لا يأتي ولكن يؤتى إليه، فجاء هارون ولم يغضب لذلك، فقد عرف أهل العلم قيمة ما يحملون، ورفعهم الله بإيمانهم وعلمهم.

التواضع

فما  تواضع  أحد لله إلا رفعه الله، والمقصود ما توضع أحد لعباد الله إرضاءً لله  إلا رفعه الله، ومن ذلك خفض  الجناح للناس" واخفض جناحك لمن  اتبعك من المؤمنين" وللوالدين" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" وقضاء حوائج الناس، وقد كان صلى الله عليه وسلم حين يكون في عمل مع أصحابه؛ كان يختار أشق الأعمال فيحملها عنهم. ومن مثلة تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه حين دخل مكة فاتحًا لم يدخلها في زهو المنتصرين بل دخلها خافض الرأس، ورأسه في وسط رحله.

القرآن

إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين، فمن تمسك بالقرآن قولا وعملا رفعه الله، ومن تركه خفضه الله. ومن عجائب رفعة القرآن لأهله أن عددًا من أئمة القراءات كنافع وعاصم كانوا من العبيد، وكان الإمام نافع إذا قرأ القرآن خرج من فمه الطيب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاه في منامه وقرأ القرآن في فمه.

والأمثلة  كثيرة، فالخفض والرفع ليس حالة إنفرادية.

كيف نتخلق بهذا الاسم؟

وينصح الشيخ  بلال بأن يكون لهذا الاسم – كما  لسائر أسماء الله الحسنى- أثر في نفوسنا وأن نأخذ منه حظًا ونصيبا: بأن نخفض الجناح لمن عرف الله ولكل من عرفنا فيه خيرًا، وأن نخفض الجناح للوالدين، يقول العلماء في شرح "وبالوالدين إحسانـًا" إن القرآن أتى بمصدر الكلمة وهي إحسان، لأن المصدر يستغرق الزمن كله، على خلاف ما إذا قلت: أحسن أي في الماضي، ويحسن في الحاضر.

وفي الرفع: أن يرفع المسلم أهل الطاعة وأن يرتفع على أهل المعصية إلا إذا كانت نيته تأليف قلوبهم، وأن يعظم القرآن فمن أوتي القرآن فرأى أن أحدًا أعظم منه فقد حقر ما عظم الله. 

 

عدد الزيارات 183

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا