سكان الرحاب.. هل يشترون احتياجاتهم من المدينة؟
بعض السكان: أسعار الخضر والفاكهة في السوق غالية لكن المضطر يركب الصعب
الأوكازيون يجذب سكان الرحاب وكثيرًا من الزوار للتسوق في المول
كتبت: نسمة جاد
"بجنيه ياقوطة" نداء لا يسمعه سكان مدينة الرحاب، ولا يتمنون أن يسمعوه كون أغلب قاطنيها قد هربوا من المناطق السكنية المفتوحة والعشوائية إلى الرحاب باعتبارها مدينة أقرب إلى الكومباوند المغلق بعيدًا عن ضوضاء القاهرة وزحامها، لكن هذا لا يعني أنهم لا يتمنون شراء مستلزماتهم من الخضروات والفاكهة والملابس وغيرها من متطلبات الحياة اليومية بأسعار تلك المناطق. هل الأسعار في الرحاب مبالغ فيها أو تفوق كثيرًا مثيلاتها خارج الرحاب؟ وما مبررات أصحاب المحلات؟ هل دفعت فروق الأسعار بين الرحاب وخارجها بعض الملاك لمقاطعة أسواق المدينة وشراء بضائعهم من خارجها أم أنهم يرون في ذلك تضييعًا للوقت والجهد و"بناقص كام جنيه زيادة".. "رحابي" تجولت في منطقة السوق والمولات لتحقق في الموضوع..
"سيدة على عبد العاطى" (مديرة منزل) تقول: أعمل بمنزل أحد سكان مدينة الرحاب منذ سبعة أشهر وألاحظ ارتفاع الأسعار بالنسبة للخضار والفاكهة واللحوم والأسماك، إذ يصل سعر كيلو الطماطم مثلا إلى 2,50 جنيه بينما سعره بمحل سكنى بالوايلى لا يتعدى 75 قرشًا أو جنيها على الأكثر، أما اللحوم فيصل سعر الكيلو فى الرحاب إلى 55 جنيهًا و65 جنيهًا للبتلو وأنواع معينة من اللحوم، أما كيلو الأسماك فيصل سعره إلى 15 جنيهًا وبعد التنظيف والشوى يصل إلى 19 جنيهًا بينما السمك فى السوق المحلى يتراوح سعر الكيلو بين 10 جنيهات و 12 جنيهًا فقط.
وتؤكد سيدة أن أصحاب المنزل الذى تعمل لديهم يشترون كل متطلباتهم من داخل المدينة كما أن أخوات "المدام" اللاتي يسكن أيضًا فى المدينة يشترين متطلباتهن من السوق، حتى الملابس يشترينها من المول وهذا يعود إلى مستواهن المادى المرتفع.
وعن مستوى جودة السلع الغذائية والإستهلاكية فى مدينة الرحاب قالت سيدة إنها تضاهي مثيلاتها الموجودة بالأسواق الأخرى.
ويرجع "سمير" صاحب محل للخضار والفاكهة بسوق الرحاب ارتفاع الأسعار في المدينة مقارنة بغيرها إلى الإيجارات المرتفعة للمحلات، وعندما قلنا له إن ارتفاع الايجارات ينطبق أيضًا على المحلات الموجودة بالمولات داخل المدينة ورغم ذلك فإن أسعارها معقولة ولا تختلف كثيرًا عن غيرها خارج الرحاب فقال هناك فرق بين محلات الخضار والفاكهة ومحلات الملابس والهدايا والعطور وخلافه من السلع التي لا تتعرض للتلف بمرور الوقت، فنحن نسبة التالف لدينا كبيرة وهو ما يجعلنا نضع نسبة ربح معقولة نعوض بها خسائر التالف ورغم ذلك فعلى حد علمي فإن أسعار سلع المولات بالرحاب تفوق مثيلاتها بالخارج باستثناء أوقات الأوكازيون سواء الصيفي أو الشتوي فهي فترة الإقبال والزحمة التي تشهدها المولات أما بخلاف ذلك فالمول "بيهوي ومفيش زباين".
ودخلنا سوبر ماركت المحمل بالمدينة لنسأل عن الأسعار ومدى الإقبال عليها فقال أحد الباعة: أسعار السلع الإستهلاكية بالسوبر ماركت لدينا موحدة بجميع الفروع باستثناء فرعنا الجديد بالتجمع الخامس حيث توجد به تخفيضات بمناسبة الافتتاح لكنها لفترة محدودة وستعود الأسعار به مثل باقي الفروع في جميع أرجاء القاهرة.
وعن مدى اقبال سكان الرحاب على التسوق من المحمل يقول البائع: أغلب سكان الرحاب يفضلون التسوق من المحلات الكبيرة مثل محلنا لأنهم يجدون لدينا كل شئ وبجودة عالية وماركات مختلفة ومتنوعة وأسعار مقبولة وهو ما يغري السكان بدلا من التنقل في السوق من مكان لآخر، وهو ما يعد إرهاقًا لا يفضله كثير من الجمهور.
دخلنا سوبر ماركت آخر لنسأل عن الأسعار ومدى الإقبال، فسرد لنا أحد الباعة أسعار عدد من السلع الإستهلاكية، ورغم صعوبة التحقق من نسبة الزيادة بالضبط بسبب اختلاف أسعار الصنف الواحد حسب الشركة المصنعة، فقد لاحظنا وجود زيادة في الأسعار وعلى سبيل المثال سعر كيلو زيت دوار الشمس 18 جنيها، مقارنة بـ 13,5 خارج الرحاب، والزبدة الصفراء22 جنيها، مقابل 20، والأرز5 جنيهات مقابل 3 جنيهات، والجبنة الفلمنك 45 جنيها مقابل 40، والجبنة الرومى 40 جنيها مقابل 36.
وتقول" أم أكرم"سورية تعيش بمدينة الرحاب إن الأسعار بالمدينة أغلى من الأسواق الخارجية ولكن بارتفاع بسيط لكن ما يميز الرحاب هو أن كل ما أحتاجه من متطلباتي اليومية أحصل عليه بسهولة لقرب السوق من منزلي وإحساسي بالأمان .
وترجع أم أكرم سبب ارتفاع الأسعار نوعا ما إلى ارتفاع إيجار المحلات وما يدفعونه من خدمات نظافة وأمن يتحملها أصحاب هذه المحلات.
بينما تؤكد مدام "تيسير عبد الله "مهندسة ومن سكان الرحاب أن أسعار الخضار والفاكهة فى سوق الرحاب مضاعفة أو 3 أضعاف مثيلاتها فى الخارج لذا فأنا لا أشتري منه إلا عند الضرورة وأنا غالبا أشتري متطلباتي من سوق ذاكر حسين بمدينة نصر .
وتقترح مدام تيسير على جهاز المدينة توفير عربات لجلب الخضروات إلى إصحاب المحلات بالرحاب بأسعار أقل فى النقل وتسهيلات فى السداد حتى يستطيعوا أن يبيعوا لجمهور الرحاب بأسعار مثل الموجودة في غير الرحاب.
وإذا كانت أسعار الخضر والفاكهة مرتفعة، فيبدو أن الملابس ليست كذلك، إذ تضيف مدام تيسير بقولها أنا أحرص على شراء ملابسي أنا وأولادي فى الأوكازيونات الصيفية والشتوية من المول التجارى بالمدينة حيث يتميز بجودة عاليه للملابس وأسعار مناسبة.
ويشير "فريد فتحى حسن" عامل بفرن بالرحاب إلى أن كثيرًا من ساكني المدينة يعملون بمدينة نصر ومصر الجديدة ويقومون بشراء متطلباتهم من هناك.
وعن أسعار المخبوزات بالرحاب يقول فريد يبدأ سعر كيلو البقسماط من 14 إلى16 جنيها حسب نوعه والـ3 كيزر بجنيه، و4 أرغفة الفينو بجنيه، أما العيش البلدى فثلاثة أرغفة بجنيه.
وبالمقارنة بأسعار خارج الرحاب يقول فريد يبدأ سعر كيلو البقسماط من 10 جنيهات إلى12جنيها حسب نوعه و4 الكيزر بجنيه، و7 أرغفة فينو بجنيه، أما العيش البلدى فأربعة أو خمسة أرغفة بجنيه ( حسب الوزن).
ويؤكد الحاج "حسن" الجزار - مالك لمحل جزارة أنه لا يوجد اقبال على المحل لشراء اللحوم البلدية معللا ذلك بأن هناك عادتين لا يستطيع الأفراد تغييرهما بسهولة وهما الجزارة والحلاقة فمن الصعب أن يغير المستهلك الجزار الذى يتعامل معه وكذلك الحال مع الحلاق، وحيث إن معظم سكان الرحاب قادمون أصلا من خارج المدينة وكونوا صداقة وألفة من نوع خاص مع كل من الجزار والحلاق، فإن أغلبهم لم يغير محل الجزارة ولا محل الحلاقة الذي تعود لسنوات على التعامل معه.
وعن أسعار اللحوم لديه يقول الحاج حسن: سعر كيلو الكندوز 55 جنيهًا والبتلو 75 جنيها والضاني 55 جنيها، وتزداد حركه البيع والشراء فى أول خمس أيام من كل شهر بعد قبض المرتبات، وبمقارنة الأسعار يقول الحاج حسن" في خارج الرحاب يبلغ سعر كيلو الكندوز48 جنيهًا والبتلو 60 جنيها والضانى 45 جنيها.
وفي جولتنا مررنا على أحد محلات الكباب والكفتة والمشويات فسألناه عن الأسعار فقال صاحبه دون أن يذكر اسمه: سعر كيلو الكباب 90 جنيها، وكباب الضأن 110 جنيها، وريش الضأن 120 جنيها، وكيلو كبد وكلاوي 110 جنيها، وكفتة ضأن 70 جنيها، سجق70 جنيها، والفرخة المشوية32 جنيها, وموزة ضأن 30جنيها، والنيفه 85 جنيها.
وتقول مدام "غادة" محاسبة وتسكن فى الرحاب: أنا أقوم بشراء الخضروات والفاكهة من سوق ميدان الجامع بمصر الجديدة ولكننى أحيانا أشترى من سوق المدينة بدلا من الذهاب إلى مصر الجديدة أو مدينة نصر كما أن جودة المنتجات هنا لا تختلف عن الموجود خارج الرحاب رغم ارتفاع الأسعار هنا ولكنى أشترى من السوبر ماركت بالمدينة احتياجات البيت كالمعلبات (المشروبات الغازية، العصائر، النسكافيه، الجبن ، الزيت، السكر، السمن، المكرونة، الأرز، مساحيق التنظيف) بفارق يترواح ما بين 25 قرشا إلى جنيه أو جنيهين في كل صنف على الأكثر عن مثيلاتها بالسوبر ماركت خارج الرحاب وهى زيادة بسيطة لا تستحق معاناة الشراء من خارج السوق.
أما بالنسبة للملابس فأحرص على شرائها من داخل المول التجاري بالمدينة نظرًا لجودتها العالية وأسعارها المناسبة كما يأتي أصحابى وأقاربي من خارج الرحاب لشراء ملابسهم من المول خاصة وقت الأوكازيون حيث تكون هناك تخفيضات مناسبة.
وتقول "هبة أنور" بائعة بمحل ملابس إن سعر البلوزة يبدأ من175 جنيها حتى225 جنيهًا حسب الموديل، وسعر الحجاب يتراوح من 100 إلى 245 جنيهًا، والإكسسوار من65 إلى200جنيها، وأدوات التجميل من 10جنيهات إلى 65 جنيها حسب الماركة. ويحرص سكان الرحاب على شراء ملابسهم من المول التجاري وجلب أصدقائهم من خارج الرحاب نظرًا للجودة العالية وخاصة فى الأوكازيونات، حيث يبدأ الأوكازيون الصيفي من شهر أغسطس وحتى سبتمبر والشتوى من فبراير إلى مارس.
أما بالنسبة للهدايا ولعب الأطفال فيؤكد "مصطفى" بائع بمحل أن سعر الدبدوب يتراوح ما بين 130 إلى 235 جنيها، وعربات الأطفال تتراوح أسعارها بين 35 و165 جنيها حسب نوع السيارة كما توجد ألعاب أخرى يصل ثمنها إلى 300 جنيه وهى أسعار يراها غير مرتفعه ومناسبة لسكان المدينة.
مكافحة الغلاء فى الرحاب - فكرة عملية