أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - خالد عبد الله: كيف يكون ذكر الموت باعثًا للعمل الصالح؟ - 2010-05-24


الشيخ خالد عبد الله

خالد  عبد الله: كيف يكون ذكر الموت باعثًا للعمل الصالح؟

هناك أناس يستعدون ليوم الرحيل وكأنه يوم عرس، يتجهَّزون له بأفضل الأعمال، وينتظرونه على شوق أحر من الجمر.. فهل نكون منهم؟

كتبت- أمل أحمد

كيف يمكن أن يكون ذكر الموت محركًا وباعثًا  للعمل الصالح؟ حول هذه النقطة كان درس الداعية الأستاذ خالد عبد الله يوم السبت الماضي بمسجد  أحمد عفيفي بالرحاب. إن القلوب تحتاج باستمرار أن تستيقظ من غفلتها، وليس هناك ما يمكن أن يوقظها وينبهها أكثر من استصحاب ذكر الموت.

إن المسافر يأخذ معه حوائج السفر وما يصلح لمنزل الإقامة المقبل، ويبادر بالعمل حتى لا تقع لها المفاجآت، فما بالنا والسفر للآخرة بعيد والزاد قليل! إن من نظر لما هو أبعد من موضع قدميه زاد في الجد وأحسن اختيار الزاد.

وكل امريء على ما قدَّم قادم وفيما شيَّد مقيم، فلينظر كل منا ماذا قدم لنفسه. إن ذكر الموت حق ذكره يظهر أثره واضحًا في الأعمال، فما الذي يظهر على أعمالنا؟ هل نذكر الموت في صلاتنا، فنصلي صلاة مودِّع؟ وهل نذكر الموت عند منامنا؟ "اللهم إن أمسكت نفسي فأغفر لها" وهل نذكر الموت في سائر حركاتنا؟

لقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الموت، وعلى العاقل أن يفهم ما وراء رسالة الحبيب، فإذا تصدق ذكر الموت فأخلص وأكثر ثم تواضع وخشع، وإذا ظلم ذكر الموت فتاب على الفور وأدى الحقوق إلى أهلها لا يسوِّف أو ينتظر، لأن الموت لن ينتظر، وإذا دعا ذَكَر الموت فدعا دعاء المخلصين من القلب وكأنه آخر دعاء له في حياته.  إن المنية تقطع الطريق على الأمنية فاقطع عليها الطريق بعزمة فتية.

وإذا سارت حياة الإنسان على هذا النسق وغمرتها هذه الروح في كل جنباتها أحب الإنسان لقاء الله، واشتاق إلى الموت كما فعل بشر بن منصور يرحمه الله حيث قال له من شهد موته: كأني أراك تُسرُّ من الموت فقال: أتعجَّل قدومي على خالقي .. أرجو خيره كمقامي مع مخلوق أخافه.

إنه وعد الله لعباده الصالحين الذي نمرُّ عليه في القرآن دون أن ننتبه له، لكن الأمر

يختلف مع الصحابة، ومنهم أبو الدرداء الذي كان يقول ما من مؤمن إلا والموت خير له، فمن لم يصدقني فإن الله تعالى يقول: " وما عند اللَّه خير للْأَبرار" ( آل عمران- 198)، ومثله حيان بن الأسود الذي كان يقول: " الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب"

وقيل لمكحول: أتحب الجنة؟ قال: ومن لا يحب الجنة.. فأحب الموت، فإنك لن ترى الجنة حتى تموت. يقول الشاعر:

إِذا مَدَحوا الحَياةَ فَأَكثَروا.. ففي المَوتِ أَلفُ فضيلةٍ لا تُعرفُ

مِنها ضمانُ لـقائه بحبيبه.. وَفِراقُ كُلِّ مُعاشِرٍ لا يُنصِفُ

وهذا الأمر يختلف عن تمني الموت بسبب الضر الذي ينزل بالإنسان.

يوم الرحيل .. يوم عرس

لذا فقد استعد هؤلاء ليوم الرحيل وكأنه يوم عرس، يتجهَّزون له بأفضل الأعمال، وينتظرونه على شوق أحر من الجمر. وحين حضر الموت سعد بن أبي وقاص طلب " ُجبة" له مصنوعة من صوف، وقال كفنوني فيها فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر، وإنما كنت أخبأها لهذا اليوم. يروي ابنه مصعب: كان رأس أبي في حجري وهو يقضي فبكيت، فرفع رأسه إلي فقال: أي بني.. ما يبكيك؟ قلت: لمكانك وما أرى بك، فقال:" لا تبكِ، فإن الله لا يعذبني أبدًا، وإني من أهل الجنة.

إنها الراحة التي لا توصف والهدف الذي سعى إليه العاقلون، وهذا كنز لم يصل  إليه إلا ذوو القلوب الحية، وهم قليل، ومنهم أبو عطية الذي كان في قومه يومًا فتذاكروا النعم،  فقالوا فلان وفلان من أنعم الناس ثم سألوه: ما تقول يا أبا عطية؟ فقال " أنا أخبركم من هو أنعم منه... جسد في اللحد قد أمن من العذاب .. ينتظر الثواب". 

وهذا الجسد لو تكلم وهو يدفن لقال:

إذا أمسى فراشي من تراب.. وصرتُ مجاور الربِّ الكريم

فهنُّوني أحبائي وقولوا.. لك البشرى قدِمت على كريم

وعلى النقيض، ما نسي أحدٌ ذكر الموت إلا أساء العمل وفرَّط في المستقبل. سأل سليمان بن عبد الملك أبا حازم: يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمَّرتم دنياكم وخرَّبتم أخراكم، فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب. قال : كيف القدوم على الله عز وجل؟ فقال: يا أمير المؤمنين .. أما المحسن فكالغائب يأتي أهله فرحًا مسرورًا، وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مولاه خائفا محزونا.

كان زياد بن جرير يقول: تجهَّزتم؟! فسمعه رجل فقال: ما يعني بقوله: تجهزتم؟ فقيل: تجهزتم للقاء الله ؟

هل الأمر يحتمل التردد؟ أنريد أن يقال لأحدنا: تريد أن تموت؟ فيقول: لا ، فيقال له: لم؟ فيقول: حتى أتوب وأعمل صالحًا، فيقال له: اعمل، فيقول: سوف أعمل، فلا هو يحب أن يموت، ولا يحب أن يعمل! فيؤخِّر عمل الله تعالى، ولا يُؤخِّر عمل الدنيا

 

عدد الزيارات 170

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا