أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - مداومة ذكر الموت .. ودعوة الناس إلى تذكره - 2010-06-06


الشيخ خالد عبد الله

مداومة ذكر الموت .. ودعوة الناس إلى تذكره

كتبت- أمل أحمد

يتواصل حديث الداعية الشيخ خالد عبد الله عن أهمية مداومة ذكر الموت باعتباره أحد أساليب العلاج لتزكية الأنفس والارتثاء بها في معارج الإيمان، وذلك في درسه الأسبوعي كل سبت عقب صلاة المغرب بمسجد أحمد عفيفي بالرحاب

ويقول الشيخ إن من المهم أن يستقر في أذهاننا أن كثرة ذكر الموت تدفعنا لاعادة النظر في المرحلة التي مرت من حياتنا، لنعرف أين نقف؟ وما الأخطاء التي ارتكبناها لنتداركها قبل فوات الأوان. وليس المقصود بمداومة ذكر الموت العزلة عن الدنيا والأزواج والأولاد والأصحاب وترك العمل بالدنيا ولها، ولكن أن نعلم أننا لسنا من أبناء هذه الدنيا، وأن الحياة الدنيا هي مرحلة من حياتنا ننتقل بعدها لمرحلة أخرى هي الأصل. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الدنيا ارتحلت مدبرة، وىلآخرة ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.

إن مداومة ذكر الموت تكسب الإنسان خصالاً عدة:

فهي تجعل للعبادة مذاقًا آخر في القلب، ووزنًا آخر في ميزان الأعمال؛ وتعيننا على الثبات في خضم الفتن والمدلهمات التي تحيط بنا، لأن الذكر يخرج من قلب مُقبِل على الآخرة معرِض عن شواغل الدنيا، والله يطلع على قلب العبد قبل أن يطلع على عمله، فإذا رأى فيه هذا ضاعف ثواب عمله حتى يسبق العبد كثيرًا من أصحاب الأعمال الكثيرة لكنهم عن ذكر الموت غافلون.

وهي تقطع على الإنسان طريق الانتكاس؛ فلقد رأينا أناسًا يتذكرون الموت في أوقات معينة فيعملون له، لكنهم – للأسف- سرعان ما ينسونه فينتكسون ويعودون لما كانوا عليه من غفلة. لذا كان الأوزاعي يقول: " من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير من العمل"، وقال يحيى بن معاذ: " من أكثر ذكر الموت لم يمت قبل أجله"، وهو يكسب ثلاث خصال من الخير؛ أولها: المبادرة إلى التوبة، والثاني: القناعة برزق يسير، والثالث: النشاط في العبادة، أما من عدّ غدًا من أجله فقد أساء صحبة الموت.

وتجعل الناس في سباق للكسب: سباقٌ يجري بين أحياء القلوب وأمواتها، بين الذاكرين للموت والغافلين عنه؛ كل منهم يجري في اتجاه عكس الآخر؛ فأحياء القلوب يركضون نحو الموت عملا واجتهادًا، وأموات القلوب يركضون بعيدًا عنه كسلا وانشغالاً، وتجرفهم الأيام نحو الموت قسرًا على نحو مذل مهين، فلا الدنيا بقيت لهم، ولا الآخرة سعدت بهم.

وفي النهاية يلتقي الفريقان تحت التراب في ظلمة القبر

ودوام الاستعداد: فإنك إن سألت شخصأ ناجحًا أو طالبًا متفوقًا عن سبب نجاحه وتفوقه فإنه يقول إن الهدف أو الامتحان لم يغب عن ناظريه لحظة، فهو دائم التذكر له ومن ثم الاستعداد له.

وهي توسع عليك الدنيا كلما ضاقت


دعوة الناس لتذكر الموت

   ويتضاعف الأثر إذا صاحب ذكر الموت تحذير الناس مما هم فيه من غفلة، وحثهم على العمل، السعي إلى النجاة مما بعد الموت، ولقد رأينا السلف الصالح يحرصون وهم على على فراش الموت على تذكيرنا بالموت:

لما احتضر يزيد الرقاشي بكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي والله على ما يفوتني من قيام الليل وصيام النهار، ثم قال: " من يصلي لك يا يزيد؟ ومن يصوم؟ ومن يتقرب لك إلى الله بالأعمال بعدك؟ ومن يتوب لك إليه من الذنوب السالفة؟

وتكررت النصيحة مع محتضر آخر هو المغيرة بن حكيم، فعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: دخلت على المغيرة بن حكيم في مرضه الذي مات فيه قلت: أوصني، فقال: " اعمل لهذا المضجع"

ومن قبلهما أبو الدرداء رضي الله عنه، فعن محمد بن قيس قال: " جاء رجل إلى أبي الدرداء وهو في الموت، فقال: يا أبا الدرداء عِظني بشيء لعل الله ينفعني به وأذكرك قال: إنك في أمة مرحومة .. أقم الصلاة المكتوبة، وآت الزكاة المفروضة، وصُمْ رمضان، واجتنب الكبائر أو قال المعاصي، وأبشر...  وعند النزع الأخير وبينما هو يجود بنفسه تحامل على نفسه لينطق بكلماته الأخيرة قبل الوداع: " ألا رجلٌ يعمل لمثل مصرعي هذا؟ ألا رجلٌ يعمل لمثل يومي هذا؟ ألا رجلٌ يعمل لمثل ساعتي هذه؟ ثم قُبِض.

وهل ننتظر حتى يأتينا الموت فنعظ؟ لماذا لا نستغل الصحة والعافية التي نحن فيها لنذكر من حولنا؟

إن الدعوة عند الاحتضار علامة حسن الخاتمة، لكنها أصعب بكثير من الدعوة في حال العافية، فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه ومع ذلك تمكن منه الشيطان وأغفل قلبه وعطَّل لسانه عن ذكر الله تعالى، وجوارحه عن طاعته، فكيف به عند سقوط قواه واشتغال قلبه بما هو فيه من ألم خروج الروح، وقد جمع الشيطان له كل قوته وهمته لينال منه فرصته، فهي الفرصة الأخيرة له فيكون عليك أقوى مايكون في ذلك الوقت، وأنت أضعف ما تكون تلك الحالة، فمن تري يسلم من ذلك الموقف؟ " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ويفعل الله ما يشاء" (إبراهيم 27) 

تحذيرات للدعاة من الحديث عن الموت!

ويقول الشيخ خالد عبد الله إنه من العجيب أن نسمع تحذيرات للدعاة من الحديث عن الموت والقبر (وكأن المراد أن ينسى الناس الموت فلا يعملون له)، وأن يُطلب منهم الحديث عن فقه الزبالة!، والحديث عن الجنة. ولكن ألا نسأل أنفسنا: كيف الوصول إلى الجنة؟ وهل نصل للجنة إلا بعد الموت؟ وهل نصل لها دون عمل؟

شهد الحسن البصري جنازة فقال: إن أمرًا هذا الموت آخره لجدير أن يُزهد في أوله، ثم قال بعد الدفن: إن أمرًا هذا الموت أوله لحقيق أن يُخاف آخره.

ولنحرص على أن نزور الصالحين إذا أحسسنا دنو أجلهم ونلتمس منهم النصيحة، كما أن الصالحين يحرصون على تذكير الناس وهم على مشارف الآخرة، فالدال على الخير كفاعله.

ولما شهد النبي صلى الله عليه وسلم دفن أحد الموتى بعث للمسلمين رسالة وجيزة بليغة فقال: لمثل هذا فأعملوا.

 

عدد الزيارات 170

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا