أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم وجوه وحكايات من الرحاب

وجوه وحكايات من الرحاب - الشاعر أشرف عامر: انتظروا صالوني الثقافي بالرحاب - 2010-06-14


الشاعر أشرف عامر

الشاعر أشرف عامر: انتظروا صالوني الثقافي بالرحاب

•  الرحاب في مجملها جميلة ولو ازدحمت سأتركها إلى "مدينتي"
• أكتب مسرحية شعرية تدور أحداثها بالرحاب
• الشعر لا يقاس بالمتر.. وليس كل ما يكتبه الشاعر يتم نشره
• الإبداع الحقيقي هو بحث دائم عن الحرية بكل تجلياتها


حاوره أحمد غانم
قال لي: " قضت العشوائية على سَكينة "الوراق" .. وفضّت الخرسانة براءة النيل، فانتقلت إلى ضاحية المعادي، وهناك أيضًا ضاقت المعادي بسكانها، ففررت هاربًا إلى "الرحاب"..إنه الشاعر أشرف عامر، واحد من أوائل من سكنوا الرحاب، مع نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.

"رحابي.نت" التقت أشرف عامر لتتعرف على رحلته الإبداعية من الوراق حيث النشأة، مرورًا بالمعادي حيث الزواج والأبناء، وانطلاقًا إلى البحرين والرياض وإسبانيا ولبنان وقبرص والأمريكتين، حيث العمل واكتشاف الحياة، وانتهاءًا بالرحاب حيث البحث عن السكينة وهدوء الروح، على حد تعبيره.

دار الحوار على مقهى "شبابيك" ، وهوأول كوفي شوب أقيم بالرحاب، حيث كان أول ملتقى للأدباء والشعراء والفنانين بالرحاب، لدرجة أنه قرر ومجموعة من أصدقائه إقامة صالونٍ ثقافيٍ به مرتين في الشهر(الأحد الأول والثالث من كل شهر) فإلى تفاصيل الحوار:


عرفنا بنفسك
أشرف فتحي عامر من مواليد شبرا، في 19 ينايرعام 1958، خريج قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1981. متزوج ولي ولدان (أحمد وخالد) وكلاهما يعمل بالصحافة، الأول خريج علم نفس ويؤدي الخدمة العسكرية الآن، والثاني خريج صحافة ويعمل صحافيًا بجريدة الشروق.


ولي سبع مجموعات شعرية، صدرت منها ثلاث في طبعات متعددة وهى: "شبابيك"، "فاعلات ليلية"، " هو تقريبًا .. متأكد". وصدر منها ديوانان في نسخ محدودة جدًا وهما "فيما أرى" و"اكتشافات الفراشة" ، وهناك ديوانان تحت الطبع، أحدهما بالعامية "حبة خردة"، والأخر بعنوان " كأنه يعيش". كما صدرت لي مجموعتان شعريتان للأطفال هما "اللون والخيال" و"نجارنا الفنان".
ترجم لي كل من أ. د. محمد أبو العطا ود. عمرو محمد ديواني الأخير "هو تقريبًا متأكد" إلى الإسبانية، حيث صدر لي في محيط مشاركتي في فعاليات مهرجان الشعر العالمى بكولومبيا عام 2008 ، كما أصدرت لي جامعة سان خوسي بكوستاريكا طبعة ثانية بالإسبانية خلال مشاركتي في فعاليات المهرجان الشعري الدولي بكوستاريكا في فبراير 2009 ، كما قام المترجم العراقي محمد الأمين وأستاذ الأدب الإنجليزي د. جمال عبد المقصود بترجمة عدد من قصائدي إلى اللغة الإنجليزية. وتقوم الآن دار نشر فرنسية بترجمة أعمالي إلى الفرنسية.


متى تحديدًا بدأت تكتشف ميلك لكتابة الشعر؟
منذ المرحلة الأبتدائية تقريبًا وأنا أحب أن أخلو بنفسي لـ"أشخبط" على كراريس المدرسة وكتبها برسومات وحكايات أعبر فيها عن غضبي من الدنيا، وسرعان ما تبلورت هذه الشخبطة وأخذت ملامح الشعر، ولكنه كان شعرًا مكتوبًا بالعامية، ولقلة خبرتي وقتها كنت عاجزًا عن الدفاع عن "عاميتي" أمام زملائي الذين كانوا وقتها لا يعتبرون الشعر العامي شعرًا حقيقيًا، وكان من بين هؤلاء صديقي الشاعر عمر الصاوي الذي أصبح بعد ذلك شاعرًا عاميًا معروفًا، وأصبحت أنا أكتب بالفصحى بعد ديواني العامي الأول.. كواحدة من مفارقات الحياة. ولقد ظل الأمر كذلك إلى أن أصبحت في الخامسة عشرة من عمري.. أكتب شعرًا بالعامية أفرح به بيني وبين نفسي وأقرأ بعضه لأمي وأخوتي وزملاء المدرسة علي خجل.
    

وفي أحد الأيام وأنا عائد من سور الأزبكية، حيث كنت دائم الذهاب إليه كلما "حوشت" مبلغًا من المال وقام أبي _ وفق اتفاق أبرمه معي _ بمضاعفته لأشتري كتبًا ودواوين شعر، في أحد تلك الأيام وأنا عائد من الأزبكية مفلسًا ومحملاً بالكتب عن طريق الأتوبيس النهري الذي يربط بين الساحل والوراق تعرفت على الشاعر محمد كشيك، وكان يكبرني بست سنوات تقريبًا، وهو فارق كبير بالقياس إلى عمرينا وقتها، إلاّ أن الكثافة المبكرة لشاربي، والتوحد تحت مظلة كتابة الشعر، العامي تحديدًا، موّهت علينا تلك السنين. تجاذبنا في "الأوتوبيس النهري" أطراف الحديث وأصبحنا منذ ذلك التاريخ صديقين حميمين، تعرف على أشعاري وذهبت معه للإذاعة لنسجل ببرنامج ( مع الأدباء الشبان) الذي كانت تقدمه الأستاذة هدى العجيمي، ثم قام كشيك بعد ذلك بتعريفي بالشاعرين مجدي نجيب وسيد حجاب. بعدها التقينا الشاعر الكبير والدنا جميعًا، فؤاد حداد الذي كان مستمعنا الأهم ومحفزنا الدائم للكتابة، ثم كانت صداقتنا المبكرة بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي غمرنا صداقةً وشعرًا، هذا بالإضافة إلى العبقري صلاح جاهين الذي بذر فينا جميعًا أجمل ما في الشعر، بل وأجمل ما في الدنيا: البساطة العميقة، والعمل الدائم على مصادقة الشعر لحركة الحياة وتفاصيلها الصغيرة النابضة دومًا. وقد كان للشاعر أمل دنقل دور يفوق الجميع في صياغة علاقتي بالشعر وبأهمية دوره ودور الشاعر في الدفاع عن الوجود الإنساني بكل ما تعنيه الكلمة من جمال وعدل وحب وحرية.

وفي المرحلة الثانوية بدأت أنتمي إلى الشارع الثقافي والسياسي المصري فكنت على علاقة ببعض أستاذتي فى الجامعة قبل أن أدخلها وفي مقدمتهم الدكتورعبد المنعم تليمة والدكتور جابر عصفور والراحل الكبير أستاذنا الدكتور عبد المحسن طه بدر.

علاقتك بالشعر بدأت في الوارق فماذا عن هذه الفترة؟
في الوراق كان عندنا ما يشبه الصالون الثقافي دون أن نسميه كذلك، فقد كنا جماعة من الشعراء والكتاب أنا ومحمد كشيك وعمر الصاوي ومدحت الجيار وأيمن عامر ورجب الصاوي، ثم انضم الينا من خارج الوراق الشاعر حسين حمودة، الذي أصبح الآن واحدًا من أفضل نقاد مصر، بعد أن كان شاعرًا جميلاً، ولقد أحدث وجود حسين حمودة بيننا طفرة وعيية (من الوعي) وثقافية مهمة؛ كان قريبا من متوسط أعمارنا، ولكنه كان يكبرنا ثقافة وذائقة فنية كاشفة لمواطن الإبداع الحقيقي. في تلك الفترة بدأت الوراق (القرية النيلية الذاهبة إلى المدينة) تشكل بؤرة جذب للمبدعين والمثقفين والسياسيين، فانضم الينا وإلى سكانها بعد ذلك بقليل الدكتور سيد البحراوي والدكتورة أمينة رشيد، كما أصبح يتردد عليها ويقاسمنا الحوار: الكبيران يحي الطاهر عبدالله، وعبدالرحمن الأبنودي، بالأضافة إلى بهاء جاهين ويوسف أبورية، والفنان التشكيلي صلاح عناني والدكتور نصر حامد أبو زيد والدكتور شاكر عبد الحميد، والملحنان فاروق الشرنوبي وأشرف السركي، والشاعر محمد صالح .. هؤلاء وآخرون كثيرون، لايتسع المجال لذكرهم، كانوا جزءًا مهماً من الحوار الثقافي الممتد في بيوتنا بالوراق، فقد كنا تقريبًا في ندوة يومية متصلة وممتدة عبر سنين، وكانوا جميعًا أصحاب فضل في تشكيل تجربتي الإبداعية والثقافية والإنسانية.

الشاعر أشرف عامر

صالون ثقافي

هل هذه التجربة الثرية هى التي تدفعك الآن لإقامة صالون أدبي بالرحاب؟
بالتأكيد، إنها الحالة التي أحلم الآن بإعادة جزء منها في الرحاب، حيث أتمنى أن يكون هناك صالون أدبي وثقافي يصبح قادرًا على جذب المهتمين بالأدب والثقافة والفن ممن يعيشون خارجها، فضلاً عن سكانها. صحيح أنني وآخرين قمنا خلال الفترة الماضية بإقامة عدد من الندوات والأمسيات الشعرية، إلاّ أنها لم تتسم بالاستمرارية، وهو ما أرجو التغلب عليه مستقبلاً، وسأبدأ ذلك بمشاركة مجموعة من الكتاب، بإقامة صالون ثقافي يعقد في الفترة الأولى مرتين في الشهر، إحداهما ببيتي والأخرى بمقهى "شبابيك" ، على أن يعقد بعد ذلك أسبوعيًا.

 
هل هناك عامل وراثي وراء حبك للشعر والأدب؟
لا يوجد بعائلتي شعراء، باستثناء أخي أيمن وهو أصغر مني بست سنوات، أصدر ديوانًا رائعًا قبل أن يتم عامه الرابع عشر، قدم له الدكتور جابر عصفور والدكتور سيد البحراوي بحفاوة بالغة، واحتفى به أمل دنقل كثيرًا، ولكنه سرعان ما انسحب من ضجيج الحياة الثقافية وتفرغ لدراسة علم النفس وأصبح الآن أحد أساتذته المهمين بجامعة القاهرة. ورغم أنني بالمعنى المحدد أصنف كأول شاعر في عائلتي إلاّ أنني أعتبر فتحي عامر والدي، رحمة الله عليه، كان محامياً بدرجة أديب، فعندما تقرأ مذكراته القانونية تشعر أنك أمام كاتبٍ كبيرٍ. كما أنني عندما قرأ ت مذكراته الشخصية التي حصلت عليها بعد وفاته اكتشفت أنني كنت أعيش مع قاصٍ كبيرٍ جدًا. وبجدية كاملة أفكر الآن في أن أنشر بعضًا منها مصورًا بخط يده.

    ألست معي أنك مقل في انتاجك الأدبي، فخلال أكثر من ثلاثين عاماً لم يصدر لك سوى ست مجموعات شعرية بالإضافة لبعض الكتيبات الشعرية للأطفال؟
  من حيث الكم وبالقياس إلى من يكتبون كتابًا كل شهر.. لديك كل الحق، فأنا بالفعل مقل جدًا، ولكن هل يقاس الإبداع بالمتر؟! هل يقاس الإبداع بعدد الكتب أم يقاس بالقيمة الحقيقية المضافة، سواء كانت هذه القيمة عبر كتاب واحد أو عبر ألف كتاب؟!
لو حسب الأمر بالمتر لذهب والت وايتمان إلى الجحيم ونزل صلاح جاهين وأمل دنقل من أعلى قمة هرم الإبداع الشعري إلى درجاته المنخفضة، بالقياس إلى آخرين ملأوا الدنيا ضجيجًا فارغًا! لو أن المقياس بالمتر والعدد ما كان الراحل علي قنديل استطاع أن يعيش بيننا رغم رحيله منذ أربعة عقود تقريبًا، وأن يسجل اسمه في ذاكرة الشعر بعدد قليل من القصائد.


بالفعل أنا مقل في النشر، وقد يرجع ذلك إلى أنني مؤمن جدًا بدور المونتاج في الفن عامة، والشعر بوجه الخصوص. المونتاج بكل درجاته، ابتداءً من حذف كلمة، وانتهاءً بالتراجع عن نشر ديوان بالكامل، وهذا حدث معي في ديوانين نشرت أغلب قصائدهما بالصحف الأدبية، أيام كنت بالبحرين، وعندما مرّ الزمن اكتشفت أنهما لا يضيفان جديداً إلى مشروعي الشعري ورفضت نشرهما في كتب مستقلة، رغم أني كنت قد أشرت في مناسبات متعددة إلى أنهما تحت الطبع, وهذان الديوانان هما: "فيما أرى" و"نصوصها". بل إنني في ديواني الأول "شبابيك" كنت أكثر قسوة، فقد اخترته من بين ثلاث مجموعات شعرية، كانت جميعها صالحة للنشر، ولكنني فضلت أن أختار القصائد الأهم في كل مجموعة واستبعدت التي لا تضيف جديدًا فنيًا، ثم أصدرت الديوان في طبعته الأولى مقسمًا إلى ثلاثة فصول صغيرة، يحتفظ كل منها بملامحه الخاصة. فأنا أؤمن بشدة بأنه ليس كل ما يكتبه الشاعر يجب أن ينشره، بل يجب أن ينشر  فقط ما يشعر أنه يحقق جزءًا من مشروعه الشعري وأن يكون هذا الجزء جديدًا تماما عما كتبه من قبل، وأن يشكل قيمة جمالية مضافة لما كتبه، لأن قيام الشاعر بنشر كل ما يكتب، حتى وإن كان شاعرًا كبيرًا, سوف يؤدي ذلك إلى تجربة لا تخلو من الإطالة والثرثرة.


هل لك أي أنتماء حزبي أو سياسي؟
  أنتمي إلى الحركة اليسارية المصرية في مجملها، وأؤمن بأن الشاعر، والأديب بشكل عام أخص من أن ينتمي لأي مؤسسة سياسية أوحزبية، فلديه ماهو أهم من أن يكون مجرد "شغالة" في خلية نحل! إن تأثيرالمبدع الحقيقي في تشكيل وعي الناس قد يتجاوز _ بمفرده _ تأثير حزب كبير.

حرية الإبداع

هل تؤمن بالحرية المطلقة في الأدب والإبداع؟
  لا يوجد شئ مطلق في هذه الحياة، وبالتالي لا توجد حرية مطلقة. نحن بشر تحكمنا النسبية، بل وأجمل ما فينا أن النسبية هي التي تحكمنا. وفي إطار النسبي، لاشك في أنني، بل وكل أدباء العالم، نحلم بالحصول على أقصى درجة ممكنة من الحرية، لا في مجال الأدب والإبداع فحسب، بل في الحياة بشكل عام، تلك الحرية التي إذا تحدثنا عن الإبداع الأدبي تكون مستقاه من خصوصية معايير الكتابة الأدبية في تجددها المستمر، وليس من خلال معايير مهنة أو نشاط إنساني مختلف. أما إذا كنا نقصد بحديثنا أن نعيش الحياة أحرارًا دون قيد، وأن نختار بأنفسنا الطريقة التي نفضل أن نحيا بها هذه الحياة، فأنني أؤمن إيمانًا مطلقًا بأن هذا حق أصيل من حقوق الإنسان بشكل عام، والأديب تحديدًا، إذ الإبداع الحقيقي هو بحث دائم عن الحرية بكل تجلياتها، وهو أمر لايتعارض إطلاقًا مع الأخلاق بمعناها الإنساني الواسع، فالشاعر الحقيقي أخلاقي بطبعه، وأقصد بالإخلاق هنا ليس مجرد الالتزام الديني بمعناه الشعائري البسيط لكن الالتزام الأخلاقي بمعناه الأشمل والأعم..أن يكون هذا الشاعر باتجاه الحياة وجمالها وأن يكون إبداعه حالة من حالات تكريس القيم الجمالية والإنسانية الحقيقية لعلاقة الإنسان بالإنسان، والإنسان بالوجود، أما ما يتعلق بالنظرة الضيقة للأخلاق التي يحلو للبعض الاعتماد عليها في مواجهة الأعمال الفنية التي تتشكل بحرية فنية، إن جاز التعبير، فهو أمر بحاجة إلى إعادة تقييم،  فمن المؤكد أن راقصة البالية تقدم فنًا حقيقيًا، وهو فن يختلف تمامًا عن عري كليبات الأغاني، فالنظرة هنا يجب أن تكون موجهة إلى القيمة الفنية المرجوة والمتحققة من العمل الفني وليس إلى أي شئ آخر.

عامر عضو لجنة تحكيم في مسابقة الشعر

شاركت مؤخرًا كعضو لجنة تحكيم في مسابقة "كتاب اليوم" الأدبية التى تقيمها مؤسسة أخبار اليوم، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة فهل هذه أول مشاركة لك؟

نعم هذه أول مشاركة لي كعضو لجنة تحكيم وهي المسابقة الثانية التي تنظمها مؤسسة أخبار اليوم، متمثلة في سلسلة كتاب اليوم برئاسة الكاتبة نوال مصطفى، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وقد تم تشكيل لجنة تحكيم لشعر الفصحى مكونة من الشاعرين الصديقين أحمد الشهاوي وفارس خضر وكنت ثالثهما، حيث عرض علينا أكثر من 100 مجموعة شعرية وقمنا باختيار 10 أعمال؛ منها 6 أعمال فائزة و4 أعمال تم فقط تكريم أصحابها وكان الأصل أن يتم اختيار 3 أعمال فائزة، لكننا فوجئنا بتقارب المستويات وأحقية عدد كبير بالفوز، فاقترحنا على الأستاذة نوال مصطفى أن نرفع عدد الفائزين إلى 6 بحيث يفوز بكل مركز عملان حتى نعطي مساحة أكبر للفرح والإبداع  لشعراء أتوقع أن بعضهم سوف يكون له شأن كبير في القادم القريب، خاصة وأن الجائزة ممنوحة من مؤسسة إعلامية كبيرة، هي مؤسسة أخبار اليوم، بالإضافة إلى قيام عدد كبير من الأدباء والفنانين والمثقفين والقائمين على شئون الثقافة في مصر وبعض الوزراء بحضور الاحتفال، وهو أمر لايخلو من الدعم النفسي لهؤلاء الشعراء الشبان الذي يتمتع بعضهم بنضج فني مرتفع المستوى.

رحابي قديم ومتعصب

نعود إلى الرحاب ما رأيك فيها ولماذا فضلت المجيئ إليها؟
    أنا.. كمواطن رحابي قديم ومتعصب، أراها جميلة وطيبة في مجملها، ولأنها كذلك فعندما تحدث بعض العيوب نقيم نحن الرحابيين الدنيا ولا نقعدها. لقد اعتاد الرحابيون أن تكون الشوارع في غاية النظافة فإذا ما وجدوا ورقة شجر ملقاة بالشارع اشتكوا، واعتادوا أن تكون المواصلات مريحة فإذا ازدحمت قليلا ضجروا، واعتادوا أن يروها هادئة فإذا حضر الضجيج إليها فزعوا، وأنا أولهم. وبقدر الحب يأتي الغضب،  ومن أسباب الغضب أحيانًا ارتفاع مصاريف الصيانة، وترتفع الصيحات أحيانًا أخرى للمطالبة بتعديل آليات أمن البوابات، وقد تم الالتفات إلى ذلك بشكل نسبي،  كما تعلو المطالبة بتفعيل حركة صيانة العمائر وإعادة دهانها بالكامل وعدم الاكتفاء بالعمائر المطلة على النواصي والشوارع الرئيسية ..إلى آخر ملاحظات المحبين الذين يتمنون جمالا كاملاً ونهائيًا لحبيبتهم. ومع ايماني الكبير بوجود نواقص ووجود بعض المشكلات إلاّ أنني _ وهذا ليس تحيزًا _ أراها جميلة وطيبة العيش في مجملها.

أما سبب تفضيلي للرحاب عن غيرها فهذا لسببين: الأول معلن وهو الهدوء الجاذب للكتاب والفنانين.. الهدوء الذي استطاعت الرحاب أن تنادي به على عشرات المبدعين وآلاف الباحثين عن هواء نظيف على أطراف القاهرة الموقد قلبها على مدار اليوم. أما السبب غير المعلن فهو أنني أعشق الصحراء، رمالاً وسماءًا، وكائنات بين الحين والآخر تسعى. تمنيت كثيرًا أن أعيش في لوحة من لوحات سلفادور دالي الصحراوية .. اًن أسكن بجوار أحد أبوابها المشرعة على فضاء الدنيا، أن أشم رائحة الرمل البري فيها، تمنيت أن أسكن في مكان عندما أطل من شرفته أطل على كل الدنيا! ولقد كانت الرحاب كذلك في بدايتها، وقد شملها بعض التغير، فإذا زاد معدله سوف أتركها وأذهب إلى "مدينتي"، بل سأظل على عهدي مع الصحراء حتى مشارف مدينة السويس!

هل أثر جو الرحاب على كتاباتك الأدبية؟
   أعتقد أن الشعر أحيانًا يصطبغ بالأمكنة فمحيطك المكاني يتحكم فيك بشكل أو بآخر. قد لا يبدو الأمر بشكل ميكانيكي لكن المؤكد أن للأماكن رائحة يشمها المبدعون، وملامح يتعرفون عليها وتلتصق بأقلامهم! وبالنسبة لي فإن آخر ديوانين قمت بكتابتهما في الرحاب وهما (هو تقريبا متأكد) وديوان آخر تحت الطبع بعنوان(كأنه يعيش) وهناك مسرحية شعرية أكتبها الآن تدور أحداثها بالرحاب.


علاقة الشعراء بالمقهى علاقة قديمة لماذا يفضل المثقفون والأدباء الجلوس فترات طويلة على المقاهي؟
   هناك علاقة تاريخية بين الكاتب والمقهى، علاقة خاصة جداً، تراث ضخم من المحبة المتبادلة، يعيش الكتاب الحياة على المقاهي بكل تجلياتها، يعيشونها في حركتها بكل ما فيها من توتر وضجيج، بتفاصيلها البسيطة والمعقدة، الحلمية والكابوسية، بشجونها ونزواتها وأحلامها ومخاوفها، وفي الوقت نفسه ترتدي المقاهي أزهى حللها لاستقبال محبيها، حتى أننا نستطيع أن نستعير عبارة "لم الشمل" من صاحبها الشاعر الكبير جمال بخيت، لنصف بها حالة المثقفين على المقاهي، هي فعلاً حالة من الفضفضة وانصهار الحياة ولم الشمل. وللمقهى الثقافى جذور ضاربة في أعماق المثقفين والكتاب والفنانين المصريين طوال القرن الماضي، فمنذ أن ابتدعها اليونانيون في مصر بشكلها الأقرب إلى الكافيهات الغربية منها إلى المقاهي الشعبية، منذ ذلك التاريخ ودائما وأبداً كانت هناك مقاه تجمع المثقفين في كل مدن وقرى ونجوع المحروسة، ابتداءً من طه حسين ولطفي السيد وجمال بدوي، مرورًا ببيرم التونسي وأحمد رامي ونجيب الريحاني ويحيى حقي، ومن بعدهم أمل دنقل ويحي الطاهر عبدالله وجمال الغيطاني، ووصولاً إلى أبناء جيلنا.. وغيرهم الكثير من كبارأدباء مصر فمنذ زمن بعيد والأدباء يلتفون حول بعضهم البعض أحيانًا وحول رموزهم أحيانًا أخرى في مقاه هي أشبه بحلقات نقاش وتعارف ثقافي وتجادل سياسي، وهي ظاهرة مازالت مستمرة، ولكنها تحتاج إلى تنشيط في دورتها الثقافية، بعد أن أخذ لعب "الطاولة" مساحة كبيرة من أجمالي أوقات الحوار. أقول هذا رغم أنني عاشق كبير للعب الطاولة.

شبابيك

مقهى شبابيك


ما سر ارتباطك بمقهى شبابيك؟
  عندنا قدمنا إلى الرحاب كان عدد السكان قليلاً وكنا نجلس على مقهى العمال في السوق المؤقت (ليلاك حاليا) ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مقهى شبابيك وهو أول كافيه قمنا بتدشينه أنا ومجموعة من الأصدقاء فى السوق التجاري بالرحاب، وقد كان ملاذًا للمثقفين والكتاب والمقيمين بالرحاب، ولأنه كان في منطقة بعيدة، تنقطع فيها علاقتنا بالحياة القاهرية، فقد أطلقنا عليه أنا والشاعر عنتر هلال (أحد السكان الأوائل ) أطلقنا عليه ( قهوة خبيني) حيث كانت وقتها تقع في منطقة (هوو) بعيدة تمامًا عن العمران.
 
قمت بكتابة الأغنية لعدد من المطربين المصريين والعرب، كان آخرها أغنية " دفا الأحزان " التي غناها علي الحجار في البومه الأخير" آدم وحوا"، فلماذا رغم نجاحك في الكتابات الغنائية أنت أيضًا مقل؟

ألم أقل لك أنني كسول، وأنني أفضل الحياة مبتعدا، وأفضل من الابتعاد العيش في الصحراء، وأن هذا هو دافعي الأول للمجئ للرحاب، أيام كانت وطنًا بلا عظماء.

فليكن هذا هو السبب الأول، أما السبب الثاني فهو يخص ظروف الأغنية الآن، فهى تعتمد على أشياء كثيرة، آخرها الشعر!
أما علي الحجار فهو فارس لا يقاوم لأنه مثل عدد قليل جدًا في مصر الآن، يأتي دائمًا خارج السياق. 

 

عدد الزيارات 195

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا