د.هبة قطب تشرح في جلسة خاصة للنساء سبل العلاقة الزوجية السعيدة
كتبت نسمة جاد أقام المركز الثقافى بنادي الرحاب مساء الإثنين الماضي ندوة للدكتورة هبة قطب مدرس الطب الشرعي بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، اختصاصية الصحة الجنسية والعلاقات الزوجية، واقتصر الحضور على السيدات فقط. تتضمنت الندوة العديد من الموضوعات مثل المساواة بين الرجل والمرأة، وكيفية التعامل مع الرجل، وأهم النصائح التي تفيد استمرارية السعادة في العلاقة الزوجية، وسن اليأس وغيرها من الموضوعات.
لا مساواة مطلقة
أكدت د.هبة قطب أنه لا توجد مساواة مطلقة بين الرجل والمرأة كونهما نوعين مختلفين فى التركيبة الجسدية، والعقليه، والعاطفية، والمهام المنوطة بكل منهما؛ فالمرأة تفكيرها عرضي تستطيع التركيز فى أكثر من عمل وتجيده، وتلم بكثير من التفاصيل بعكس الرجل، وهناك مهام تسعد بها المرأة وتسعى إليها رغم ما ستجنيه من تعب وارهاق كسعيها وراء عاطفة الأمومة، فأي منطق يجعلنا نسعد بتربية أولادنا والاعتناء بهم سوى غريزة الأمومة، وتختلف هنا غريزة الأبوة فالرجل يحتاج إلى الأطفال لاستكمال الشكل العائلي أمام المجتمع.
وعن كيفية التعامل مع الرجل أكدت قطب أن الموضوع "مش بينج بونج، هات وخد، استنى أسمع كلام حلو وبعدين أبقى أتكلم.. بل يجب مغازلة الزوج, حتى لو كان شكله وحش يبقى فى عين زوجته قمر, فالتمثيل مش غلط، كما يجب محاكاته بشكل لائق" وحذرت قطب من معاملة الرجل "الند بالند" لأن ذلك سيأتي بنتائج عكسية؛ فالرجل لا يحب أن يأخذ أوامر من أحدٍ حتى لو كانت أمه، الرجل يحب من يستجديه ويطلب منه، ومعاملته بالحجة والمنطق يجعله يتمسك برأيه حتى لو خطأ، وذلك فى كل المجتمعات؛ لا الشرقيه وحدها، والدليل على ذلك عدم الإقبال على الزواج بشكل رسمي فى المجتمع الأوروبي وإنما المعايشة على شكل الأصدقاء دون الإلتزام بأي واجبات أو حقوق من كل طرف نحو الآخر، فالرجل شخص لا ينتمي لأي شىء مثل خيوط العنكبوت يبني خيوطه فى أي مكان دون النظر لأي اعتبارات سواء كانت زوجته أو أولاده.
نصائح للسعادة الزوجية
وعن أهم النصائح التي تفيد استمرارية السعادة في العلاقة الزوجية نصحت "قطب" بمحاولة التغيير المستمر في الأركان الثلاثة التي اعتاد عليها الزوجان لكسر الملل وتشمل: المكان الموجود فيه الزوجان، والزمان أي أنه ليس شرطًا التمسك بأن تكون العلاقة ليلاً فقط، أو في وقت محدد سلفًا وتتكرر في نفس الوقت، أما الركن الثالث في العلاقة الزوجية فهو الكيفية ويتمثل في خطوات القيام بالعلاقة من مقدمات إلى تطورات إلى أوضاع إلى كل هذه التفاصيل.. فإذا قمنا ببعض التباديل والتوافيق دائماً (إذا جاز التعبير) مع الحرص على تحري كل من الطرفين رأي الآخر ومقترحاته ورضاه عن العلاقة، سيكون ذلك بمثابة الصيانة الدائمة التي تحفظ لهذه العلاقة جودتها واستمرارها طوال الوقت.
وعلى المرأه تجنب بعض التصرفات الغبية مثل الغيرة، والشك أوالتلميح بالعلاقة الخاصة بينهما أمام الآخرين كالأصدقاء والأهل، فحتى على المستوى الإجتماعي هو أمر غير مقبول فكل هذه التصرفات تجعل الزوج يتجنب التعامل مع زوجته وقد يبحث عن البدائل من خلال مشاهدة القنوات أو مواقع الإنترنت الإباحية.
سن اليأس
وعن سن اليأس قالت د.هبة قطب إنها تعترض على مسمى سن اليأس، فهناك تغيرات تحدث للجسم فى سن معينة، سواء عند المرأة أو عند الرجل لذا أنا أقترح تسميته بسن الاكتمال، لأنه مرحلة اكتمال لكل القدرات العقلية والإنجازات المهنية والعائلية ولكن في مرحلة عمرية معينة يحدث بها بعض التغييرات كانخفاض بعض طاقاتنا الفكرية والجسدية.
البرود الجنسي
وعن رأيها فى ختان الإناث قالت أستاذة الطب الشرعي: الختان – من وجهة نظرها- جريمة "هتك عرض" في المقام الأول، لأن الفتاة تتعرض لقطع جزء من جسمها وهو عضو عامل، بعكس الولد الذي لابد من إجراء هذه العملية له، لأن قطعة الجلد التي يتم إزالتها، قد تصيبه ببعض الأمراض إذا بقيت مكانها, وللأسف الشديد فالكثير من الرجال يأخذون الختان ذريعة أساسية لاتهام المرأة بالبرود الجنسي، وهذا ليس صحيحًا على الإطلاق، لأن البرود الجنسي يرجع غالبًا إلى الجهل الجنسي المصاب به أغلب الرجال، نتيجة نقص الوعي الثقافي في هذا الموضوع، أما السبب الآخر للبرود الجنسي فهو الحياء المذموم، المتمثل في حياء الزوجين من ممارسة العلاقة الجنسية، وإحساسهما بأن هذه العلاقة غير لائقة، كما أن اللاوعي يخبرة الزوجة أنها تفعل شيئا خاطئا وهذا ما يزيد من عدم إحساسها بمتعة العلاقة الزوجية، كما أن سوء التنشئة يلعب دورًا كبيرًا في هذا الموضوع، خاصة إذا كان الحديث عن الجنس من الأمور المكروهة في المنزل.
وهناك سبب آخر للبرود الجنسي يتعلق ببعض الأمور الشكلية، فمثلا قد يعامل الرجل زوجته بأسلوب غير لائق، ولا يهتم بتأثير ذلك علي علاقتهما الجنسية فيما بعد، أو قد لا يهتم الرجل بنظافته الشخصية فتشم الزوجة رائحة العرق الكريهة، أو أسنانه، أو تدخينه المستمر … إلخ، من الأسباب الظاهرية التي قد تحول دون إحساس المرأة بالمتعة الجنسية التي ترغبها, أما ما يتعلق بالغدة الدرقية، فهي قد تؤثر على الجنس سواء بالزيادة أو النقصان وهذا لابد فيه من سؤال الطبيب المعالج للحالة .
وبخصوص الأوضاع الجنسية، تنصح د.هبة بتغيير هذه الأوضاع لكسر حالة البرود مؤكدة أنه ليس هناك ما يسمى بأوضاع سليمة تكسر حاجز الملل الجنسي، بل تغيير هذه الأوضاع هي السبيل الوحيد للوصول لمتعة جنسية متجددة, كما يجب أن يعطي الزوج زوجته الفرصة حتى تصل لمرحلة " الإرجاز " قبله، لأن البعض يعتقد أن وصوله لهذه المرحلة يعد كافيًا، ثم بعد ذلك تصل الزوجة كما يحلو لها، وهذا ليس صحيحًا بالمرة، فوصول المرأة قبل الرجل لهذه المرحلة تثيره جنسيًا أكثر وتفيده، والبعض الآخر يعتقد أنه بالإمكان الوصول لمرحلة النشوة في وقت واحد وهذا لا يحدث إلا نادرًا .
تدريس الثقافة الجنسية بالمدارس
وتنادى د.هبة بتدريس الثقافة الجنسية, وتعليمها في المدارس مشيرة إلى ضرورة وجود خبراء متخصصين يضعون مناهج لهذا الموضوع لما يمثله ذلك من تأثير مستقبلي على المراهقين والمراهقات.
وقالت د.هبة أنا كمتخصصة أقوم بعمل دورات تثقيفية على عدة أشكال، فهناك دورات تدريبية للمتزوجين بالفعل لتجويد حياتهم الجنسية، ومنهج للمقبلين على الزواج للتعرف على الحياة الجنسية من الألف للياء، ومنهج للمراهقين فى مرحلة الثانوي والجامعة، للتعرف على الإطار وليس التفاصيل بأكملها حتى لا يشتاقون للتجربة، أي التعرف مثلا على معنى الجنس، والشهوة .. إلخ .
واختتمت د.هبة كلامها بأن الزوجة هى الأقرب إلى زوجها مستشهده بآيات من القرآن الكريم "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" فالأب والأم يحرم عليهما رؤية عورة أبنائهم بعد سن البلوغ بعكس الزوج والزوجة. |