العميل رقم 1 شاهد عيان على ما حدث في الرحاب
اشتريت شقتي قبل ظهور إعلانات البيع.. بسعر مميز وكان عقدنا أول وآخر عقد بهذا السعر
كنت إذا ذهبت لمحطة الباص ولم أجده، أتصل بالإدارة فيرسلوا لي باص فورًا!، وكي يريحوا أنفسهم كانوا يتصلون بي يسألوني: " حضرتك خارج النهاردة"!
هم السبب في أن أغير رأيي فيهم.. أين الوعود وأين اللائحة الداخلية التي لم يتحقق منها شيء؟ ألم يكن مكتوبًا بها "ممنوع الكلاب"؟ أليس هذا ما اشترينا على أساسه؟ قس على ذلك كل ما وعدونا به، "ودلوقتي يقولوا احمدوا ربنا"
في يوليو 2008 ذهبت للإدارة أشتكي من الكلاب خوفًا على الأطفال عامة.. بعدها بأيام هجم كلب صحراوي على إبنتي وهي بجواري، وعضها في وجهها نغزة واحدة ولو كان مكان العضة اختلف ولو قليلا للأسفل لماتت
ومؤخرًا.. ذهب أخي للإدارة بعد أن هاجم كلبٌ إبنه وهو خارج من المسجد، وحكى لعقيد هناك ما حدث، استمع له ثم وجه له سؤالًا:"حضرتك تشتكي من إيه بالضبط؟، مش السلم في عمارتك بيتمسح؟ والزبالة بتتشال؟ ونور السلم منور؟ دة اللي لك عندنا.. غير كدة مالكش دعوة بالمدينة ولا الجناين ولا الكلاب!
حوار: سمية مصطفى
العميل رقم 1 في الرحاب، شاهد عيان، عاصر الرحاب منذ نشأتها، حجز شقته سنة 1996 أي قبل الإعلان عن المدينة ..تمتع بها منذ يومها الأول؛ بهدوئها وجمالها وتفاني العاملين عليها، كتب إحدى مدوناته يصف الرحاب بأنها حلم لم يكن يحلم به أو يتوقع حدوثه في مصر، ثم كتب مدونة ثانية عندما تعرضت ابنته لهجوم كلب صحراوي شوه طفولتها، ورغم ألم التجربة إلا أنه كان حياديًا تمامًا.
إنه الدكتور علي محمد صلاح، أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة حلوان،بعد مرور عامين على حادث الهجوم على ابنته.. رأت "رحابي.نت" أن تستضيفه لنسمع قصته مع المدينة وكيف اشترى شقته؟ وما تداعيات حادثة ابنته، ولنعرف هل لا يزال يرى الرحاب حلمه الذي لم يحلم به؟
شراء قبل إعلان البيع
قابلت أحد أقربائي وهو يعمل في بنك مصر بعد اجتماع حضره للتخطيط لتسويق مدينة جديدة، وكانت تسود في هذه الأثناء تخوفات كثيرة من السوق العقاري في مصر إثر عمليات نصب متكررة لمشاريع وهمية على الورق. ولكنه أكد لي أن هذه المدينة حقيقة، لأنها إحدى مشروعات شركة طلعت مصطفى المعروفة، وعندما رأيت الرسومات والتخطيطات لم أصدق أن مثل هذا الجمال يمكن أن يتحقق في مصر تنفيذيًا بنفس مستوى التصميمات المرسومة. وعندما خطبت وقررت أن أشتري شقة سألت عن "السيرة الذاتية" لشركة طلعت مصطفى، واطمأننت فتوجهت لفرع الدقي، وهناك سألوني: كيف عرفت ونحن لم نعلن بعد؟ فقصصت عليهم القصة، وكان لدي علم أيضًا بأن الشركة تقدم عرضًا للدفع الفوري خصمًا نسبته 28-30% من السعر الكلي، وعرضًا آخر بخصم تعجيل دفع شهري 9%، وهذا ما اخترته لأن مجموعه أكبر من الـ 30% ، فاشتريت بسعر مميز، ولم يكونوا قد أعدوا عقود البيع الفوري.. في اعتقادي لم يتوقعوا أن هناك من سيشتري – نقدًا -شقة في الصحراء على الورق. كان العرض دعاية ليس أكثر، وكتبوا لي عقدًا بخط اليد، ثم قابلت مسئول المبيعات بمقر الشركة بشارع مصدق بالدقي الذي سألني عن سبب اختياري لهذا النوع من الخصم، فاكتشف خطأ في حسابات الفرق بين الخصمين، فغيرت الشركة هذا النظام ليقبل الناس على الشراء الفوري، فكان عقدنا أول وآخر عقد بهذا السعر.
تفاني لإرضاء السكان .. "الخمسة"
متى استلمت شقتك؟
استلمنا الشقة في شهر يونيو سنة 2000، وكنت أحاول ألا أتمادى في أحلامي، بل أخفض سقف أملي حتى لا أصطدم بالواقع فأحبط، ولكن النتيجة كانت أروع مما كنت أتمنى، فالتخطيط نفذ بدقة، و ما لم ينفذ كان فعلا "غصبًا عنهم"، كانت هناك محاولات مستميتة من الشركة في إيجاد حلول لأي مشكلة طارئة تجعلني أعذرهم في أي تقصير يحدث، مثال على ذلك حل مشكلة المياه بقرار فوري بعمل خزانات ماء لكل العمارات حتى التي لم تسكن بعد، وكانت الباصات مجانية؛ خط سيرها من الرحاب حتى ميدان رمسيس، فظهرت مشكلة وهي أن الشركة لم تستطع توفير موقف للباصات في رمسيس، فتناقشنا مع الأستاذ ناجي التوني الذي كان يفتح بابه للجميع، (الجميع دول كانوا خمسة أو ستة أشخاص!)، وكان القرار أن تتوقف الباصات عند محطة المترو في سراي القبة، ثم عدلوا مسار الباصات لتمر بكلية البنات لكل من يريد الوصول إلى مدينة نصر والسيدة عائشة.
وتقبلنا التغيير بصدر رحب، لأننا كنا نشعر أنهم يقومون بأكثر مما في استطاعتهم لارضائنا، "واللي مش قادرينه فعلا تحس إنهم مش قادرين عليه".
باص خصوصي
ما أكثر ما علق بذهنك عن تلك المرحلة؟
من أطرف ما كنت أقابله أنني لو ذهبت لمحطة الباص ولم أجده، أتصل بالإدارة فيرسلوا لي باص فورًا!، وكي يريحوا أنفسهم كانوا يتصلون بي يسألوني: " حضرتك خارج النهاردة" حتى يرسلوا الباص أو لا، فقد كنت الراكب الوحيد حتى أن السائق لم يكن يلتزم بخط سير، بل يوصلنا للمكان الذي نريد.
الغريب أن عدد السكان أصحاب ودائع الصيانة في ذاك الوقت كان محدودًا، وخطوط سير الباصات كان محدودة أيضًا، وكان من البدهي زيادة الخطوط مع زيادة السكان وودائعهم، فزيادة السكان تعني زيادة الودائع فزيادة الخدمات، ولكن الحاصل أن الخدمات ثابتة برغم أن الودائع ازدادت، بل إن منحنى الخدمات يهبط.
سياسة أنجح الفاشلين
والآن كيف ترى الرحاب؟
الرحاب ما زالت أجمل مكان متكامل في مصر؛ ولكن النجاح له زاويتان: نجاح إيجابي ونجاح سلبي؛ النجاح الإيجابي نجاح مقارنة بالأفضل، أما النجاح الإنهزامي أو السلبي فهو المقارنة بالأسوأ، أي أن أكون "أنجح واحد في الفاشلين"، والشركة تتعامل بالمقياسين في آن واحد؛ فإدارة المدينة بالنسبة لمن اشتروا وسكنوا بالفعل تتعامل بمنطق "كدة إحنا أحسن الموجودين محليًا يا جماعة وكدة كفاية عليكم"، أما في المبيعات والدعاية فيعلنون مقارنةً بالمستويات العالمية.
وهذا ليس عدلًا، فنحن اشترينا الحلم بالأفضل دائمًا، أين الوعود وأين اللائحة الداخلية التي لم يتحقق منها شيء؟ ألم يكن مكتوبًا بها "ممنوع الكلاب"؟ أليس هذا ما اشترينا على أساسه؟ وقس على ذلك كل ما وعدونا به، "ودلوقتي يقولوا احمدوا ربنا".
أنا جئت هنا لأعيش في "امتياز" ولا أقبل بالـ"مقبول" حتى لو كان كل من حولي من الساقطين. ولكن للأسف فسياسة النجاح الانهزامي، لن يزيد من نجاح المدينة بل لن يثبت ذلك النجاح، ولكن سينخفض مع المدى، فالمصري يقارن نفسه بالأقل منه ويقول "هو انا هندي.. ماقالش هو أنا أوروبي" وبهذه الطريقة يمكن أن تصبح الرحاب أسوأ من خارجها، وسيأتي يوم لو انخفضت خدمات التجمع الأول سيقول السكان فيه للقائمين عليه: ليه انتو فاكرينا عايشين في الرحاب؟
مالكش دعوة بالمدينة
أفهم من هذا أنك غيرت رأيك في الرحاب والقائمين عليها؟
نعم، هم السبب في أن أغير رأيي فيهم، فمؤخرًا ذهب أخي للإدارة بعد أن هاجم كلبٌ إبنه وهو خارج من المسجد، وحكى لعقيد هناك ما حدث، استمع له ثم وجه له سؤالًا:"حضرتك تشتكي من إيه بالضبط؟"، فقال له:" اللي قلته لك وخاصة أنه كان فيه وعود بحل موضوع الكلاب دة بعد حادثة البنت اللي عضها كلب صحراوي"،فرد العقيد:" مش السلم في عمارتك بيتمسح؟ والزبالة بتتشال؟ ونور السلم منور؟ دة اللي لك عندنا.. غير كدة مالكش دعوة بالمدينة ولا الجناين ولا الكلاب".. وتوجه لباب المكتب وقال:" كدة تعتبر الزيارة انتهت"، أخي صدم وانفعل وثار فحضر سامي زكي وهدأ الموقف بدبلوماسيته المعهودة.
الحادث معجزة إلهية
وماذا عن حادثة ابنتك؟
حادثة إبنتي نعمة، أنا أكرر دائمًا أنني عندما اشتكيت من الحادث لم يكن عدم رضا، بل كنت أشتكي من إهمال بشري، ولكني أحمد الله على إنقاذه إبنتي في معجزة إلهية وقدرة فائقة ربانية.
وكيف حدثت؟
في أحد أيام شهر يوليو 2008 كنت أقف بجانب ابنتي في الحديقة في مجموعة 86 وهجم كلب صحراوي عليها، وعضها في وجهها نغزة واحدة ولو كان مكان العضة اختلف ولو قليلا للأسفل لماتت، والمصادفة أنني قبل الحادث ذهبت للإدارة أشتكي من الكلاب خوفًا على الأطفال عامة، ولم أكن أعلم أن قلقي سيكون من نصيب إبنتي وتكون ضحية تلك الكلاب الضالة. الحادث وقع المغرب فحملتها بدمائها إلى قسم الطواريء بالمركز الطبي، نظف الطبيب الجرح بالبيتادين وضمده وأغلقه، وقال لي "ممكن بكرة أو بعده تروح تديها مصل"، وأحمد الله أنني لم أستمع لكلامه بل ذهبت لعدة مستشفيات بحثًا عن المصل فلم أجده حتى هداني أحدهم في مركز المصل واللقاح أن أتوجه لمستشفى المنيرة لعلي أجد المصل مؤكدًا علي ضرورة البحث عن واسطة حتى يعطوها هذا المصل النادر، وعندما دخلت وبسرعة أمر الطبيب بالمصل وحمد الله أنني أحضرت ابنتي لأن اغلاق جرح العضة أمر بالغ الخطورة قد يؤدي للوفاة، وكتبوا لي تقريرًا مفاده أن هذه العضة تسببت في تشويه خلقي، وعندما توجهت لجهاز المدينة وواجهتهم بمسؤليتهم رفضوا التقرير متحججين بأن الشركة لا تقبل إلا تقارير مستشفى السلام، وعندما توجهت بإبنتي لمستشفى السلام، رفضوا كتابة تقرير يفيد بالضرر بل قال الطبيب دون أن ينظر لابنتي: عضة كلب لا تؤدي الى شيء، وكأنه ملقن وخائف، الغريب أننا ذهبنا إلى كثير من أطباء التجميل الذين أكدوا أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، وأن النتيجة الربانية للجرح والتئامه أفضل ما يمكن عمله، وقال أحدهم مازحًا " الكلب اللي عضها كلب جراح تجميل". وبرغم الأزمة تجد أن بداخلها رسالة لتزداد ايمانًا ويقينًا "عين اليقين" بأن الحل ليس من الناس بل الحل من عند الله.
بعد مرور الأزمة تذكرت أنه في بدايات الرحاب كان العقيد المسؤول عن المجموعة لو اشتكى له أحد السكان ببلاغ بأنه رأى كلبًا، كانت سيارات الأمن تدور بحثًا عن ذلك الكلب، أما الآن فالرحاب مليئة بالكلاب ولا داعي للبحث عنها ومع ذلك فلا حل لها.
http://www.rehaby.net/forum_view_topic.php?id=824&cat=7&subcat=35&page=2
هل لديك كلمة أخيرة؟
أوجه كلامي للملاك: اطلبوا أشياء منطقية حتى لا يختلط الحابل بالنابل، لأن رجال الجهاز يستخدمون الطلبات غير المنطقية لاثبات صحة موقفهم وكسب مؤيدين لهم من الملاك أيضًا.
فلنحدد ما نريد .. نريد كشف حساب للميزانية، وتحديدًا واضحًا لعلاقتنا بالمدينة ؟ فإذا لم يكن لنا حق في المدينة والحدائق فلماذا ندفع صيانتها؟ فليحددوا في الحالين: في الدفع وفي الاستفادة .
وأخيرا أترحم على روح طلعت مصطفى فهو من حفر في الصخر، وهو الشخص الملتزم الذي خطط الرحاب، ومنذ 2004 أي منذ وفاته كل شيء بدأ يتغير للأسوأ، كنا نرى زيارة طلعت مصطفى للمدينة.. لم يكن هناك موكب ولا أعلام .. كان يمشي معنا "عادي" بلا أمن وبلا بودي جارد، فليرحمه الله. وأتمنى أن تثبت براءة هشام طلعت لو كان بريئًا.
مداخلة من الزوجة
السيدة دعاء حرم د. علي عقبت على الحوار بقولها: إبنتي ما زالت متأثرة من الحادث نفسيًا وأخشى أن يزداد الأمر سوءا عندما تكبر؟
وتضيف:نحن حزانى للسلبيات التي ظهرت في الرحاب الجميلة، أهمها النادي فاشتراكات الألعاب أصبحت مبالغًا بها؛ اشتراك تدريب السباحة وصل إلى 250 جنيهًا شهريًا بعد أن أجّر النادي جزءًا من حمام السباحة لشركة خاصة، فإذا اشتركت لأبنائي الثلاثة في السباحة وأي لعبة أخرى كم يتكلف هذا الأمر؟
وسلبية أخرى تتحدث عنها فتقول: الأمن "مالوش لازمة " فالأفعال المخلة تحدث في كل مكان، والأمن يقول" احنا مش بوليس اداب"، بدأنا نشعر أن فرد الامن لا يكلف بالأمن حقا بل برصد الأحداث للجهاز "من يهدم ومن يبني"، لكنه غير منوط بالأمن وإلا لوضعوا لكل عمارتين فردًا يتابع كل عمارة من بابيها، ولكنهم كحل لذلك يغلقون أحد البابين وليتضرر السكان.
كما نرى الاهتمام بالشوارع الخارجية فقط وكأن الهدف منطق دعائي للزوار فقطوليس خدمة للسكان، لهذا أوجه كلامي لكل من يعمل في الجهاز أن" يحلل القرش اللي بياخده"، ويراعي الله فينا ويحمونا.
http://www.rehaby.net/blogs_more.php?menu=blogs&ID=141
http://www.rehaby.net/forum_view_topic.php?id=838&cat=7&subcat=17