الشيخ بلال عبد المحسن.. وحديث عن اسم الله "الملك"
كتبت – أمل أحمد
عن اسم الله "الملك" تحدث فضيلة الشيخ بلال عبد المحسن في درس يوم السبت الماضي بمسجد أحمد عفيفي بالرحاب عقب صلاة المغرب، وذلك بعد اعتذار الشيخ خالد عبد الله عن عدم الحضور في ذلك اليوم.
(قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم*سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون) (المؤمنون 84-89 )
فالله سبحانه وتعالى هو الملك والمالك؛ فهو يحكم ويملك كل من في السموات والأرض، والعبد الحقيقي يري الملكية التامة لله عز وجل، وتصرفه الكامل في الكون، كما يري المؤمن أن كل ما يملكه في الدنيا من مال وعقار وسيارة وغيره.. كله لله.. وحين سئل رجل صالح: لمن هذه ..........؟ أجاب: (هي لله عندي)
كيف يكون الإنسان ملكًا؟ حول هذا المعنى تحدث الشيخ بلال، وأشار إلى ترتيب خلق جسم الإنسان حيث نجد أن الله الخلق سبحانه قد جعل العقل في أول الجسم وأعلاه، ثم القلب في وسطه لتقلبه، ثم يكون البطن؛ فالعقل يتحكم في الانسان ويسير بقية جسمه، والقلب يتقلب ولا يكون علي حال واحدة في عمل الطاعات، والشهوات يمكن أن تتملك الإنسان وتكون هي كل همه، فكيف تصبح ملكًا؟ الإجابة بأن لا تكن عبدًا للمال، وألا تملكك شهوة، لا شهوة البطن ولا الفرج، ولا شهوة الجاه والمنصب، فالمَلكُ الحقيقي هو من يتحكم في نفسه ويسيطر عليها، ويملك شهوته.. فإما أن تتحكم الشهوة في الإنسان وتملكه فيصير عبدًا لها، وإما أن يغلبها ويظل هكذا حتي موته فتصير شهوته تحت قدميه.
(الملك من عبادي من لا يملكه هواه)
ويقول القرآن الكريم على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: (رب قد آتيتني من الملك)، وقد فسر العلماء الملك بأن الله قد جعل يوسف عليه السلام أمينًا علي خزائن الأرض، وفي القصة ذاتها قالت إمرأة العزيز ليوسف: (سبحان من جعل العبيد ملوكًا بطاعته وجعل الملوك عبيدًا بمعصيته) فالملك إنما يكون بطاعة الله.
وضرب الشيخ مثالا لعبد الملك بن مروان الذي ملك الدنيا عشرين سنة من الصين شرقًا إلي رنسا غربا ولم تملكه شهوة .
فمن ملكية الله لعباده الصالحين أنك حين تسألهم: ما همكم في الدنيا؟ يقولون: أن نعيش في رضوان الله وأن يرضى عنا.
ماذا يستفيد المسلم من علمه بملكية الله المطلقة؟
حبن بتبقن المسلم من ذلك فإنه:
- يرمي حمله وهمه على الله
- ينشغل بملك الله
- يقصده دون سواه
- وعندما يقع في مشكلة يعلم أن الله وحده لا شريك له، ويعلم أن الله الملك فيقول (لا إله إلا الله الحليم العظيم؛ لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم)
وقد سأل موسي ربه: من أدني أهل الجنة منزلة؟ فقال عز وجل من يملك مثل خمسين ملكًا من ملوك الدنيا