أوتوبيس الرحاب .. للرحاب وما حولها!
• وجود محطة الأوتوبيس في مكان قريب جدًا للسور الخارجي للمدينة، شجع القاطنين خارج أسوار المدينة على أن يتجهوا لموقف الأوتوبيس ويركبونه للذهاب لأعمالهم
• أصبح مسار أوتوبيس الرحاب معروفًا للكثيرين ممن يسكنون في مناطق تقع على خط السير، ويلجأ هؤلاء لركوب الأوتوبيس في رحلة العودة أيضًا
• لماذا لا يتوقف الأوتوبيس الأصلي لنقل الركاب طالما أن به أماكن خالية بدل أن يتركهم في الشارع ينتظرون "الدعم"؟
• جزء كبير من المشكلة يتعلق بالأمن وترك المدينة مفتوحة للجميع، نطالب أن تتضمن الحلول المقترحة لضبط عمل البوابات تنظيم دخول المشاة أيضًا
تحقيق – أمل أحمد
أنشأ جهاز مدينة الرحاب موقفًا كبيرًا لحافلات نقل الركاب، وبعد أن كانت الحافلة ذاتها تسير داخل المدينة وصولاً إلى المحطة النهائية شرق المدينة، أصبحت تنطلق من الموقف القريب من بوابة 13 إلى خارج الرحاب، وفي المقابل دخلت حافلات أصغر الخدمة للتنقل بين مختلف مراحل المدينة.
سيارات الأوتوبيس التي تنطلق للخارج مباشرة من مكان قريب جدًا للسور الخارجي للمدينة، شجعت القاطنين خارج أسوار المدينة وما حولها على أن يتجهوا لموقف الأوتوبيس ويركبونه في اتجاه مدينة نصر أو سراي القبة للذهاب لأعمالهم، وكذلك يفعلون عند العودة، فقد أصبح مسار أوتوبيس الرحاب معروفًا لهم، بل وللكثيرين ممن يسكنون في مناطق تقع على خط السير، ويلجأ هؤلاء لركوب الأوتوبيس في رحلة العودة من محطة الانطلاق، أو المحطات التالية ليتجهوا الي الكيلو "أربعة ونصف"، سواء للنزول هناك أو التوجه من هناك إلى مدينة بدر أو الشروق، أو أي منطقة أخرى مثل التجمع الأول، خاصة وأنه لا توجد أوتوبيسات تعمل على نفس الخطوط وبطريقة منظمة "بالساعة" ويمكن الجلوس فيها بشكل محترم لا يشعر معه الراكب بالإهانة.
أرخص من التاكسي
عند الظهيرة ذات يوم، كان أوتوبيس الرحاب عائدًا من محطة سراي القبة، وطلب أحد الركاب من محصل التذاكر أن ينزل مقابل بوابة المطارعلي شمال طريق مصر السويس، ومن الواضح أن الراكب ليس من سكان الرحاب، ولكنه وجد وسيلة مواصلات سهلة ومحترمة ورخيصة، فالمنطقة لا تصل إليها المواصلات العامة، وبغير ذلك سيضطر لركوب تاكسي.
رفض المحصل توقف الأوتوبيس في هذا المكان، فوجئ الراكب برفض المحصل فلجأ إلى الشجار مع المحصل قائلاً: هذه ليست أول مرة أنزل فيها هنا وأنت لا تستطيع منعي من النزول. تدخلت راكبة من سكان الرحاب محتدة علي المحصل بشدة!! لمنعه الراكب، بحجة أنه لا يراعي ظروف الناس, أمام هذا الموقف المحرج احتكم المحصل للركاب من السكان وسألهم إن كانوا يوافقونه على موقفه أو يرفضوه، مدعمًا موقفه بالقول إن الأوتوبيس خاص بالسكان وقد وقع عليه جزاء في عمله قبل ذلك بسبب خلل النظام. الغريب أن هذا الراكب دفع ثمن تذكرة ساكن لا زائر، وهذا يعني أنه ملم بالتفاصيل ولم يركب الأوتوبيس مصادفة لأول مرة!
لا فرق عن أوتوبيسات النقل العام
عند الصباح تعج الأوتوبيسات بالعمال والخادمات الذين يأتون للعمل في المحلات التجارية بالمولات والأسواق وعاملات النظافة في البيوت ومربيات الأطفال والطباخات والكوافيرات وغيرهم، وعند الوصول يستقلون الأوتوبيسات الداخلية، الأمر الذي جعل الأتوبيس، سواء الخارجي أم الداخلي، لا يختلف عن أتوبيس هيئة النقل العام، لكثرة المشاجرات والصوت المرتفع والمناداة على المحصل والسائق، والزحام وامتلاء المقاعد بينما يضطر الساكن أحيانًا أو الساكنة للوقوف طوال الطريق.
وعن رأي سكان الرحاب في هذا الموضوع، تقول الانسة نهي عبد الله وهي تعمل خارج الرحاب وتركب الأتوبيس إنها لا تفضل ركوب غير السكان للأوتوبيس، وقد حدث أن تحرش أحد الركاب وهو من خارج الرحاب بأختها، وحدثت مشاجرة بسبب ذلك.
وتقول نهي مدحت الطالبة في الصف الثاني الثانوي التي تذهب لمدرستها خارج الرحاب بالأتوبيس إنها تلاحظ ركوب أشخاص غير قانطين بالمدينة، وقد رفض المحصل ذات مرة نزول رجل كبير في الطريق قبل الوصول للرحاب ولكن الركاب تدخلوا وطلبوا إنزاله لأنه كبير السن.
أحمد علي، اعتاد أن يترك سيارته بالرحاب ويستقل الأوتوبيس ثم مترو الأنفاق هربًا من زحام القاهرة، ويقول إنه صادف أكثر من موقف سخيف لا يتناسب مع أوتوبيس الرحاب، ففي إحدى المرات كان بعض الموظفين قد أنهوا نوبة عمل مسائية واستقلوا الأوتوبيس وجلس إثنان خلفه مباشرة وبدأ أحدهم تشغيل الأغاني من تلفونه المحمول بصوت عالٍ ليسمع زميله، وكانت كلها من الأغاني الهابطة، فطلب من المحصل التدخل لوقف هذا الضجيج.
على أن الموقف الأغرب كان في رحلة العودة، فقد ركب شاب وفتاة، ظلا ملتصقين طوال الرحلة، ثم نزلت الفتاة قبل دخول الأوتوبيس للرحاب، وبقي الشاب في الأوتوبيس ليعود به مرة أخرى لسراي القبة.
التعليمات موجودة.. والمهم التنفيذ
"إدارة الحركة" المسئولة عن تشغيل الأتوبيسات حاولت ضبط المسألة فوضعت لافتات داخل الأوتوبيسات كتبت فيها التنبيه التالي:
السيدات والسادة مستخدمي باصات الرحاب.. لا يتم نزول أي راكب في رحلة العودة الي الرحاب قبل المحطة الرئيسية للباصات إلا بعد اظهار كارنيه اثبات الملكية وذلك حفاظا علي راحتكم وعلي ملكية الباص، أي أن الأصل أن يكون الراكب من سكان الرحاب لكنه يرغب في النزول أثناء الطريق لسبب ما، كما أن هذا التنبيه يشير إلى أن الأوتوبيسات ملك لسكان الرحاب. ويبدو أن التجاوزات تتم نتيجة عدم التزام السائق والمحصل بالتعليمات.
لكن أحمد علي يرى أن هذه التعليمات غير كافية لأنها تنظم حركة الركاب من اتجاه واحد وهو القادم للرحاب، هذا إن تم تنفيذها، ويتبقى الشق الثاني وهو المتعلق بالركوب من الرحاب لخارجها، ويطالب بأن يعترض الأمن من يريد الدخول من خارج الرحاب لركوب الأوتوبيس، لأن هذه الأوتوبيسات خاصة بالمدينة شأنها شأن أوتوبيسات المدارس والشركات والبنوك لا يركبها إلا أصحاب الشأن، ويرى أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يتعلق بالأمن وترك المدينة مفتوحة للجميع، ويطلب أن تتضمن الحلول المقترحة لضبط عمل البوابات تنظيم دخول المشاة أيضًا لأن ضبط العنصر البشري لا يقل أهمية عن ضبط حركة السيارات.
في انتظار "الدعم"
سارة محمد، مدرسة تستقل الأوتوبيس إلى مدرستها بمصر الجديدة، وفي طريق العودة تنتظر الأوتوبيس عند سنترال ألماظة، وهي تشتكي من عدم توقف الأوتوبيسات الكبيرة أحيانًا، ويشير إليها السائق لانتظار سيارات "الدعم" التي تتأخر كثيرًا، وتتساءل مستغربة: لماذا لا يتوقف الأوتوبيس الأصلي لنقل الركاب طالما أن به أماكن خالية بدل أن يتركني أنتظر في الشارع، وأنا مرهقة بعد يوم عمل شاق، وإبنتي تنتظر في الشارع أيضًا في الرحاب لأنها تصل من مدرستها قبلي؟
وربما يأتي الأتوبيس مزدحمًأ جدًا ومليئًا بالركاب لدرجة عدم وجود مكان للوقوف حتي على السلم الخلفي للأتوبيس، إلى أن يصل إلي "الدبابة" أي عند تقاطع طريق النصر، فينزل الركاب هناك ليستقلوا أوتوبيس الدعم.
شكوى أخرى لسارة: إذا ركبت أوتوبيس الدعم فعند الوصول إلى الرحاب قد لا أجد الأوتوبيس الداخلي لأنه يكون قد تحرك لنقل الركاب الذين وصلوا في الأوتوبيس الأصلي، وهكذا اضطر للانتظار في الشمس لحين تحرك الأوتوبيس التالي.
الكارنيه.. لو سمحت
أما عن اظهار كارنيه الملكية، فالكثير من السكان أو معظمهم تقريبًا لا يظهرونه، بل إن منهم من يرفض إظهاره إذا طلب منه المحصل ذلك.
والأسوأ من ذلك ما يحدث عند وصول الأوتوبيس لبوابة الدخول، إذ من المفترض أن يصعد أحد أفراد الأمن للتفتيش ليسأل الركاب عن كارنيه الساكن أو تصاريح الدخول للعمل، ومن المفترض أنه لا يسمح للأوتوبيس بالدخول إلا بعد صعود الأمن المكلف عن البوابات الأوتوبيس ورؤية الكرنيهات والتصاريح.
لكن ما يحدث أنه عند صعود الأمن أو عند توقف الأوتوبيس يعرف الركاب أنه توقف للتفتيش فينزل كل من لا يمتلك تصريحًا ويسير علي قدميه ليدخل البوابة سيرًا على الأقدام، ولا يقوم فرد الأمن بتوقيف كل الركاب الذين نزلوا من الأوتوبيس، وقد يسأل بعضهم فيجري هربًا من السؤال، وبالتالي فالوضع ليس محكمًا علي البوابات، ومن يريد دخول المدينة يستطيع أن يدخل دون تصريح.