الشغالات في الرحاب.. أشكال وألوان.. والمصرية تكسب (1)
اليومية من 50 جنيهًا إلى 100 جنيه .. والمرتب الشهري لا يقل عن 900 جنيه بعد تجارب مريرة .. سيدات من الرحاب ترفعن شعار مقاطعة الشغالات "الكروتة" وانعدام الضمير و"اليد الطويلة" والطمع في أهل البيت.. أبرز الشكاوى
كتبت نسمة جاد وجود الشغالة في المنزل.. أصبح في بعض الأحيان ضرورةً وليس ترفًا، خاصة في حالات عمل الزوجة والأم كما هو حال العديد من سيدات الرحاب. لكن دخول الشغالة ليس بالأمر الهين، بل يمثل أحيانًا سببًا للقلق.. بعض سيدات الرحاب يشتكين من "كروتة" الشغالات في النظافة، وطمعهن في أهل البيت، ويد بعضهن الطويلة التي تصل إلى حد السرقة.
أيهما تفضل ربة البيت في الرحاب: الشغالة المصرية أم الأجنبية؟ وهل تريدها مقيمة أم باليومية؟ وما مستوى الأجور السائد؟ هذا ما نتناوله في التحقيق التالي:
التقينا في البداية إحدى القاطنات بمدينة الرحاب -رفضت ذكر اسمها- وهي على المعاش حاليًا، وتقول إنها تسكن بالرحاب منذ 4 سنوات، وتحتاج إلى الشغالة مرة كل 15 يومًا، وفي حالة الاحتياج إليها تتصل بها تليفونيًا فتأتي في اليوم المحدد، أما جيرانها فعندهم شغالة سودانية تأخذ مرتبًا شهريًا قدره 1000جنيه لأنها تعمل يوميًا، وتضيف السيدة: أعطي الشغالة 60 جنيهًا في اليوم، وأنا أفضل الشغالة المصرية عن الأجنبية لاختلاف الطبائع والجنسية والخوف من سلوكيات قد تكون غير لائقة، ومعظم الشغالات اللاتي يعملن فى الرحاب مقيمات بالدويقة والكيلو 4,5.
أما مدام "هدى محمود" موظفة ببنك مصر وعلى المعاش حاليًا فتقول: لا أفضل تواجد الشغالات بالبيت أبدًا، وقد خضت هذه التجربة أكثر من مرة وفشلت وقررت فى النهاية الإستغناء عنهن مطلقًا، فأنا كنت أحتاج الشغالة كل أسبوعين مرة لتنظيف المنزل بسبب انشغالي الدائم بعملي، فكنت أنتهي من العمل الساعة السابعة مساءً وأيام الميزانية كنت أتأخر عن ذلك، وكانت إجازتي الجمعة والسبت وعادة لا أقوم بعمل أي شىء يوم الجمعة بسبب ارهاقي طوال الأسبوع ووجود زوجي بالمنزل، وهو لا يحب الإزعاج، وكانت الشغالة عادة تأتي يوم السبت فيذهب زوجي لتنظيف السيارة أو القيام بأي عمل خارج المنزل لحين الانتهاء من ترتيب المنزل. وتروي مدام هدي: تستغل الشغالة ظروف احتياجي إليها وتبدأ بالطلبات منذ وصولها؛ أولاً أقوم بتجهيز الإفطار لها، ثم إعداد الشاي سادة أو باللبن حسب طلبها، كما تطلب مني مساعدتها أثناء التنظيف، وإذا قمت بالرد على التليفون أثناء عملها اكتشف بعد مغادرتها المنزل أن نصف الطلبات التي طلبتها منها لم تنفذها، فلو طلبت منها مثلاً غسل "مشايتين" تصب عليهما المياه وتتركهما بالحمام، وأكتشف بعد مغادرتها أنها لم تقم بتنظيفهما.
مافيش نظافة بضمير
وتضيف مدام هدى قائلة: الشغالة في أول مرة تعمل فى البيت تشتغل بضمير حتى أثق فيها، ولكن بعد ذلك مافيش نظافة بضمير وأحيانا تجلب ابنتها أو أختها بحجة أنها ستساعدها فى الانتهاء سريعًا وتفرضها عليّ من أجل أخذ مزيد من المال فكنت أعطيها 50 جنيهًا فى المواسم والأعياد و10 جنيهات لمن معها، وياريتهم كانوا يشتغلوا؛ إنما تقوم بالثرثرة مع صاحبتها كنوع من التسلية لهما، ومزيد من الإرهاق لي، وبعدما تقوم بتنظيف البيت لازم طبعا أقوم بإعداد الغداء لها، وكانت أحيانًا تطلب مني أن تأخذه معها لتأكله هي وأولادها.
وتذكر مدام هدى أنها ذات مرة طلبت من إحدى صديقاتها شغالة لترتيب المنزل وكان أول طلب لهذه الشغالة سلفة 200 جنيه لأن ابنها محبوس وعايزه تخرجه وستعمل أربع مرات دون مقابل لإتفاقي معها على 50 جنيهًا فى اليوم، لكني إعتذرت لها وحكيت لزميلتي وطلبت منها عدم إرسالها مرة أخرى.. زميلتي استغربت أيضًا من تصرفها، وأعتقد أنها شعرت بالفرق الإجتماعي بيني وبين زميلتي التي تسكن فى شقة مساحتها 60 مترًا، وأنا شقتي 180متر فطمعت, وبالعقل كده كيف أثق في إنسانة من أول مرة وأعطيها المبلغ في أول مرة أراها فيها؟ وأي ضمانات ستقدمها لسداده؟ وربما تقول لزميلتي أي حجة "دي عاملتني وحش.. أو تتهمني زورًا بأي شىء حتى لا تقوم بسداد المبلغ.
جربت 10 شغالات
وعن الحرص من الشغالات تجنبًا لحدوث سرقات، تقول مدام هدى: أنا بطبعي حريصة، وبما أني كنت أعمل في بنك كانت لدي خزينة أضع فيها مجوهراتي بالبنك، وكنت أقوم بغلق دولايب المنزل رغم أني عادة أستعين بشغالات عن طريق صديقاتي أو أقاربي ممن يثقون بهن، وعلى العكس من ذلك والدتي فهي مسنة، ودائمة الشكوى من نقص الملاعق والسكاكين، لكنها مضطرة لأنها لا تستطيع الحركة.. وحتى لو غّيرت الشغالة؛ فهذه الفئة لها نفس الطباع "زي ما يكون لهم ميثاق شرف للمهنة كلهن ماشيين عليه" أنا جربت أشكال وألوان لحد ما قررت أعمل حاجتي بنفسي بعدما جربت أكثر من 10 شغالات، فقررت مقاطعتهن نهائيًا وترتيب البيت بنفسي، كل يوم حجرة بالإضافة إلى إعداد الطعام، وبالنسبة لغسل السجاد والستائر فإني أرسلها للمغسلة، فأنا حاليًا على المعاش ولدي متسع من الوقت وليس لدي أطفال وبالتالي "ما لهاش لازمة الشغالة."
وتقول مدام هدى: لدي صديقة تعمل بشركة بترول عالمية مرتبها حوالى20 ألف جنيه، وعندها ثلاث شغالات: واحدة للتنظيف، وثانية للطبخ وثالثة فلبينية لتربية الأولاد، لكن للأسف لم تقم "الدادا" بتعليم الأطفال الصح والخطأ، فالعادات والتقاليد والسلوك أمور مختلفة، فالشغالة الأجنبية لديها مفهوم للحرية مختلف عن حياتنا نحن الشرقيين.
المضطر يركب الصعب
وتقول"هبة نبيل" سورية وتعمل مدرسة لغة فرنسية وتسكن بالرحاب منذ خمس سنوات: كنت دائمًا أعطف على الشغالات وأعطيهن بعض الأشياء كالمكنسة، والمروحة وكثير من الملابس، وكانت الشغالة دائمًا ما تأتي ومعها ابنتها لترتيب المنزل مرة كل شهر بسبب انشغالي بعملي، كان الأجر60 جنيهًا فى اليوم، ثم طالبت برفعه إلى100 جنيه وواصلت إلحاحها فى طلب الزيادة المستمرة إلى أن وصل أجرها إلى 200 جنيه في اليوم، وفي الأسبوع الماضي وبعد مرور سنتين على عملها عندي طلبت زيادة أجرها إلى 275 جنيهًا وبشكل غير لائق! استغربت من طلبها وقلت لها "لو كان حبيبك عسل ماتلحسوش كله.. فأنا أدفع زيادة كنوع من الصدقة، مش لأنى عبيطة مش عارفة سعر اليومية"، وطلبت منها عدم الحضور مرة أخرى. وأعتقد أن البحث عن شغالة بديلة سيكون كارثة لذا أفكر بشكل جدي القيام بعمل البيت بنفسي.
وتضيف "هبة": غير محبب بالنسبة لي الشغالة المقيمة بالبيت فأنا لا أطيق أن يشاركني أحد حياتى وبيتى، عندي ولد واحد ولست في حاجة لإقامة شخص آخر معنا" .. وتحكي عن صديقة لها، لديها شغالة مقيمة عندها منذ 14 سنة، وقد اكتشفت مؤخرًا أنها تقوم بسرقتها وأن ابنة الشغالة تقيم علاقات مع شباب الدليفيرى بمنزلها! ولذلك لا يمكنني القيام بمثل هذه التجربة. "ماهي هاني " ربة منزل تسكن بالرحاب منذ 3 سنوات تقول: ألجأ إلى الشغالة لإنشغالي بتربية ثلاثة أبناء، وهي تأتي مرة كل أسبوعين، وتتقاضى 65 جنيهًا فى اليوم، وأنا أعرف هذه الشغالة حتى قبل زواجي ولست راضية عن مستواها في النظافة، لكني سبق أن استعنت بكثير من الشغالات قبلها واكتشفت عدم وجود ضمير عند كثير منهن، ولاحظت أن مستوى النظافة واحد عندهن.. "كروته" .. ولكن المضطر يركب الصعب.
المصرية تكسب
وعن الشغالات غير المصريات تقول "ماهى": لا أستطيع الحكم عليهن ولكنني ألاحظ وجود عدد لا بأس به من الشغالات من بلاد شرق آسيا وإفريقيا عند سكان الرحاب، وأعتقد أنهن مطيعات أكثر، ومستوى النظافة لديهن أعلى، ولكن أكيد الأسعار تختلف وأغلى من المصرية.
وتؤكد "سلوى عبد العظيم" ربة منزل وهي من سكان الرحاب منذ 4 سنوات: استعنت بثلاث شغالات منذ سكني بالرحاب إلى أن وجدت من أثق بها الآن، وهي تأتي يوميًا لتنظيف البيت، ويتراوح مرتبها من 900 إلى 1000 جنيه شهريًا، وأعتقد أن مستوى النظافة لديها جيد، ولا أطلب منها أن تكون مقيمة في المنزل حفاظًا على الخصوصية.. " مش معقول يكون فيه واحد قاعد على قلبك طول الوقت".
وتفضل مدام سلوى الشغالة المصرية على الأجنبية لأنها حسب قولها تستطيع التعرف على شخصيتها وطباعها، وتحكم عليها، لكن "الأجنبية أكيد لها طباع وعادات مختلفه عنى".
لكن "نيللي عمرو" ربة منزل وتعيش فى الرحاب منذ 3 سنوات تستعين بشغالة "فلبينية" والسبب كما تقول: لكونها أكثر أمانة فى تنظيف المنزل مرة أو مرتين فى الأسبوع، وأجرها لا يختلف عن أجر المصرية، فهي تأخذ 60 جنيهًا فى اليوم.
"فاطمة حسين" ربة منزل تقطن بالرحاب منذ سنتين, استعانت بأكثر من شغالة حتى استقر الحال على واحدة منذ ستة أشهر ولكن يعيبها أن صحتها ضعيفة.. فبمجرد أن تقوم بتنظيف حجرتين تتعب! ولكنها في المقابل هي أمينة وهذا سبب كافٍ كي تتمسك بها، وهي لا تفضل إلا الشغالة المصرية، تقليلا لحجم المصائب التى قد تقع بسببها.
مقاطعة الشغالات
مدام "سعاد فضل" المحامية أعلنت مقاطعتها للشغالات منذ عام قائلة: "الشغالة لا تنتظم فى مواعيدها مما يضطرنى إلى اللجوء إلى أخرى، لكن السبب الأساسي فى ابتعادي عن الشغالات هو حدوث أكثر من حادث سرقة في العمارة التي نسكن فيها بسبب الشغالة، فشعرت بالخوف بسبب صعوبة العثور على شغالة تتواجد لدي طوال الوقت وتتميز بالأمانة فأقلعت عن فكرة الاستعانة بشغالة.
"رانيا جمال" ربة منزل تسكن بالرحاب منذ 3 سنوات، جاءت إلى المدينة بصحبة الشغالة التي تعرفها منذ زمن، وهي تشعر أنها أنظف شغالة تعاملت معها منذ أن جاءت الرحاب، كما أن أجرها مناسب بالنسبة لها، فهي تأخذ 70 جنيهًا في اليوم. ولا تحبذ رانيا أبدًا فكرة الشغالة الأجنبية، وتعتقد أن الشغالات الأجنبيات في الرحاب معظمهن مقيمات ولا يقبلن العمل باليومية.
الشباب ينافسون الشغالات
وتقول "جيهان منصور" ربة منزل أقطن بالرحاب منذ سنة وثلاثة أشهر ولجأت إلى مكتب خدمات بالرحاب يقدم خدمة تنظيف المنازل عن طريق مجموعة من الشباب، وقد أعجبتني الفكرة خاصة أنه سيتم التعامل على حسب مساحة المنزل بسعر جنيه للمتر، وهي فكرة جيدة خاصة لأصحاب المساحات الصغيرة، لكن المشكلة أن الشركة ترسل مجموعة مكونة من بنتين وولد يقومون بتنظيف البيت وغسل الثلاجة.. الخ، ولكن ما جعلني أتراجع لشعوري بأن جيشًا سيدخل لتنظيف المنزل.. وطلبت من الشركة الإستعانة بالبنتين فقط لأني لا أحتاج أكثر من ذلك، كما أني أرفض دخول شباب لتنظيف بيتي، فهو شىء غير مقبول اجتماعيًا.. للأسف الشركة رفضت، وما زلت حتى الآن أبحث عن شغالة.
"نانسى عامر" -محاسبة- تسكن بالرحاب منذ عام 2001 وتقول: عندي شغالتي التي جئت بها إلى الرحاب، فهي في الأصل تعمل عند والدتي منذ 30 عامًا، لذا أثق بها ثقة عمياء وأستعين بها مرتين في الأسبوع، ومعها مفتاح منزلي فهي تقوم بتنظيف المنزل وتغادره قبل مجيئي من العمل، ولا يمكن أن أستعين بغيرها لأمانتها ونظافتها التي يصعب ايجاد مثلها في الشغالات الآن حتى الأجنبيات.
طالع أيضا.
للشغالات .. وجهة نظر في الرحاب وسكانها |