الرحاب بعيون سورية
رويدةحمزة: أين ورد الرحاب؟ اختفى وظهرت بدلاً منه الإعلانات!
• أخشى أن تتحول الرحاب بعد خمس سنوات لتصبح مثل مدينة نصر.
• أنظف بنفسي حوائط السلم وشبابيكه وأزرار النور .. بدلا من عامل النظافة.
• سوق العبور البديل لخراب البيوت اللي في الرحاب.
• في مصر ممكن تشتغلي أي حاجة وكل حاجة برأس مال بسيط.
حوار :سارة البحطيطي
رغم أنها غير مصرية إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تخوض تجارب العمل في مصر في أكثر من مجال: إدارة المطاعم، وتعليم قيادة السيارات، وإدارة ورشة لعمل الإكسسوارات الحريمي. أحبت مصر بكل ما فيها، لذا فهي تتكلم عنها بحرقة أبنائها المحبين.. كما أحبت الرحاب من أول زيارة وجاءت للسكن فيها
عرفينا بنفسك ..
مدام رويدة حمزة (أم محمد)
متى وكيف جئت للرحاب؟
حضرت لمصر عام 2003 ، وسكنت في مدينة نصر مدة أربعة أشهر، وبالصدفة دُعيت للغداء عند بعض الأصدقاء في الرحاب، فأعجبتني لأن هواءها نقي بعيدًا عن تلوث المدينة، وأبرد من باقي المناطق، ونظيفة ومنظمة وتشعرك بالأمان. أحببتها وقررت الانتقال للعيش هنا فورًا، إنها تذكرني بمنطقة في سورية اسمها "قرى الأسد" ، ولكن الرحاب فيها خدمات أكثر.
وما رأيك فيها الآن؟
أشياء كثيرة تغيرت فيها، وهذا طبيعي مع زيادة عدد سكانها، ولكن هناك عيوب في الطرقات، كالمطبات التي تتكسر بسبب سوء استخدامها ممن يمشون عكس السير، وحفر الغاز التي لم تردم بعد، وأيضًا البلاعات العالية كسرت سيارة صديقتي، أخشى أن تتحول الرحاب بعد خمس سنوات لتصبح مثل مدينة نصر.
وماذا أيضا؟
عمال النظافة يتركون نصف الزبالة، مؤخرًا اتصلنا بالجهاز بسبب هذه الشكوى ولكن لا حل جذري يُتخذ، عندما تزداد أكياس الزبالة، يكتفي العامل بحمل ما يستطيع حمله على مرة واحدة ولا يصعد مرة أخرى لأخذ ما تبقى، فتترك لليوم التالي وهكذا دواليك، واهتمامهم بالنظافة ليس بالقدر المطلوب، فاضطر أسبوعيًا أن أغسل الحوائط أمام سكني، وأزرار نور السلم لأنها تحولت للون الأسود، بالإضافة لزجاج شبابيك السلم، كل هذا يجب أن ينظف أسبوعيًا، ولا يُكتفى بمسح السلم بقليل من الماء ولا ينظفه بصورة مرضية.
ولنتحدث عن الصيانة؛ فأنا ألتزم بدفع الصيانة كما يُطلب مني لأتمتع بالرحاب مدينتي الجميلة، ولكن ما يحدث أنني عندما أنزل في عطلة نهاية الأسبوع لأقضي بعض الوقت لا أجد مكانًا، فغيري من الغرباء يتمتع بها. حتى أني لا أجد مكانًا لسيارتي في موقف السيارات المخصص للعمارة، فذلك لم يعد متوفرًا، لأن شقتي أمام ليلاك، وزوار ليلاك يحتلون جميع الأماكن الموجودة.
وما رأيك في السوق؟
الأسعار غالية، لماذا يعتقدون أن كل سكان الرحاب أغنياء، (خربوا بيتنا في الرحاب!)، لذلك اتفقت مع صديقاتي أن نشتري طلباتنا من سوق العبور أسبوعيًا، فلو وفرت في كل صنف جنيهين، سنجد فرقًا آخر الشهر. هذا بالاضافة إلى عدم الاهتمام بنظافة السوق، ويجب وضع غرامة مالية على المحلات التي تهمل النظافة.
ولدي سؤال: أين الورد؟ لماذا قل الورد في الرحاب؟ كان يعطي منظرًا رائعًا ومميزًا لأرصفة المدينة. لقد استبدلوا به النخيل والإعلانات للأسف.
لماذا جئت لمصر؟
أنا أعشق مصر بناسها الطيبين ونيلها، وطبيعة مصر شبيهة جدًا بطبيعة سورية، "مصر عاملة لي سحر.. ويمكن علشان شاربة من ميتها" لا أحب أن أتركها رغم عيوبها.
ما عيوبها؟
مصر بكل مدنها جميلة جدًا، لقد سافرت إلى الإسكندرية والعين السخنة والغردقة وشرم الشيخ وطابا ورأس سدر، كلها جميلة جدًا ولكن ينقصها اهتمام أهلها بها لتصبح "تحفة". فمثلا الشرطي الذي يرى كل من يخالف القانون ولا يعاقبه، ما دوره؟ " واقف مع نفسه وخلاص؟!". القاهرة مزدحمة جدًا وغير نظامية، البيروقراطية والبطء في إنجاز الإجراءات الحكومية برغم أنها شبيهة بما لدينا في سورية إلا أنها أسوأ، قابلت مشاكل كثيرة وانا أرخص سيارتي بسبب عدم الترتيب وإهمال الموظف المسؤول.
وماذا عن مزاياها؟
في مصر ممكن تشتغلي أي حاجة وكل حاجة."مافيش حاجة ماتحصلش فيها"، و كثير من السوريين أقاموا مشاريع ناجحة حتى برأس مال بسيط. "الناس كتير والحركة كتير".
خضتي مجالات كثيرة للعمل في مصر، فما هي؟
حاليًا، لدي ورشة في البيت لعمل اكسسوارات حريمي، وأعلّم السيدات والشابات القيادة، كنت أشعر أن السيدات اللاتي يقدن السيارات في مصر "هايجيبوا لي الجلطة"، فقررت أن أعلمهن أصول القيادة السليمة، وكنت أؤكد عليهن أنه مهما أخطأ من حولك التزمي بما علمتك حتى تتفادي الخطر، دربت حتى الآن ما لا يقل عن 5000 سيدة وأتمنى إنشاء مدرسة لتعليم القيادة لو توفر لي رأس المال المطلوب، وأعتقد أن من يقود سيارة في مصر بطريقة (حرب الشوارع) يستطيع أن يقود في أي مكان في العالم. ورغم ذلك فلو استطعت لألغيت تراخيص قيادة نصف من يقودون السيارات في مصر.
وماذا قبل القيادة؟
عملت مديرة مطعم في عدة مطاعم، منها مطعم "أبو مازن" في شارع مصطفى النحاس ومطعمي فاست فوود، وأبو فواز بالرحاب.
ولماذا تركتي العمل في مجال المطاعم؟
العمالة المصرية صعب التعامل معها، لا تستطيعين تغيير طباعهم وما اعتادوا عليه، محاولة فرض نظام ومستوى نظافة معين تجعل العمال يهربون منك، وبالتالي صاحب المحل يستغنى عني لأن العمال لا يتقبلون أوامري.
ما الذي لاحظتيه في مجال المطاعم؟
معظم المطاعم التي تنشر أن لديها شاورمه سوري ليست صادقة، الشاورمه في مصر مختلفة تمامًا عن الشاورمه السورية، فبهاراتنا مختلفة، وغلاء سعر هذه البهارات يجعل القائمين على المطاعم يستغنون عنها مثل المستكة والحبهان فيختلف الطعم تمامًا.