النشاط الصيفي بالمسجد.. ماذا يقدم للأولاد والبنات؟
تحقيق –أمل أحمد
يشارك عدد كبير من الأولاد والبنات، من سن الحضانة وحتي مرحلة التعليم الثانوي، في النشاط الصيفي الذي يقام بمسجد طلعت مصطفي بالمرحلة الرابعة، وذلك لمدة ثلاثة أيام كل أسبوع منذ بدء النشاط في يونيو الماضي وحتى نهايته في أغسطس المقبل.كيف تسير فاعليات النشاط، وماذا يستفيد المشاركون؟ "رحابي – نت" استطلعت ما يحدث.
يذكرالشيخ أسامة نصار، إنه – بفضل الله - تقدم للتسجيل هذا العام عدد كبير من الأولاد والبنات،منهم من يشترك لأول مرة، ومنهم الحريص على الاشتراك كل سنة نظرًا للفائدة التي يجنيها من النشاط، من علم نافع والتقائه بشيوخه وأصحابه، ومنهم من يستمر أيضًا في النشاط الشتوي بعد انتهاء النشاط الصيفي لمتابعة حفظ القرآن الكريم.
وعن الهدف من النشاط يقول: إن هذا النشاط يستهدف تهذيب أخلاق الطفل أو الصبي أو البنت، وربطه بالمسجد، مع حفظ القرآن والحديث، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واكتساب مهارات جديدة، والتعرف علي أصدقاء جدد، وتنمية روح الجماعة والتعاون والقيادة، من خلال تعاملهم مع بعضهم البعض، ومع الشيوخ المربين بروح الإسلام والأخلاقيات الفاضلة والحب، والعطاء الذي يقدمه المربون لأبنائهم في المسجد، ومن خلال النشاطات الترفيهية المختلفة.
وعن برنامج النشاط بالنسبة للأولاد، يبدأ النشاط بالوضوء وصلاة العصر جماعةً، ثم الجلوس في المجموعات التي تم توزيع الأولاد عليها، وقد وضع مشرفوا النشاط، وهم ائمة المساجد بالرحاب، تحت إشراف الشيخ سعيد جميل، برنامجًا لنشاط كل مجموعة من الأولاد تبعًا لأعمارهم، حيث تقسم المجموعات إلي عشرة طلاب أو أكثرأوأقل وتسمي بأسماء بعض الشخصيات التي تمثل قدوة لنا ولهم، مثل الصحابة (أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وأنس بن مالك وعثمان بن عفان وغيرهم)، ويعرف كل طالب مجموعته ويرتبط بها.
تبدأ المجموعات بالقرآن الكريم، كلٌ علي حسب مقدار ما يحفظ من السور، لحفظ الجديد ومراجعة ما سبق حفظه، ويتابع الشيوخ الذين يشرفون على المجموعات مستوى حفظ الطالب ويدونون ذلك في كراسات المتابعة الخاصة بالطلاب ليطلع عليها أولياء الأمور.بجانب الدرجات التي يدونونها عندهم لمتابعة الطلاب في الحفظ والسلوك والأخلاقيات والأنشطة الترفيهية وغيرها .
نشاط رياضي وترويحي
بعد انتهاء فقرة الحفظ والتسميع، تكون هناك دروس في العقيدة أو الأخلاق، أو"تحفة الأطفال" في التجويد وغيرها، ثم يبدأ النشاط الرياضي والترويحي، حيث تقام مباريات في كرة القدم، ويتم تقسيم الأولاد إلى فرق ينافس بعضها بعضًا، وينظم "دوري كرة قدم" بينهم، ويتم منحهم ميداليات كجوائز.
وإلى جانب اللعب البدني الحقيقي، هناك من يتعلم ويلعب علي الكمبيوتر والبلاي ستيشن ولعبة كرة القدم على "baby foot"
الأذكار
ثم يجلس الأولاد لترديد الأذكار المسائية في فترة ما قبل صلاة المغرب ملتفين حول معلميهم الشيوخ في الحديقة الخلفية للمسجد بعد النشاط الرياضي أو بالمسجد نفسه.
و يعود الأولاد للمسجد للاستماع لقصص الأنبياء،ثم يصلون المغرب جماعة مع المصلين في المسجد، ومنهم من يتابع النشاط العلمي في نادي العلوم، حيث يتعرف على بعض التجارب العلمية والظواهر الكونية تحت اشراف متخصص في ذلك.
وينظم مشرفو النشاط رحلات ترفيهية للمشاركين، ففي العام الماضي تم تنظيم رحلة لمدينة الملاهي "دريم بارك" للبنين ، وفي هذا العام الاشتراك في رياضة "الملاكمة" للبنين في نادي الرحاب من خلال نشاط المسجد.
ويستمر النشاط حتي أول رمضان، وفي النهاية يقام حفل الختام الذي يتميز دائمًا بفقراته الممتعة والهادفة، التي يقدمها المشاركون برعاية شيوخهم ويتم توزيع الجوائز عليهم في هذا الحفل.
وعن رأي الأولاد في النشاط يقول :محمد مصطفي عيسي بالفرقة الثانية الاعدادية إنه اشترك بالنشاط ليستفيد بحفظ القرآن الكريم الذي لا تتاح له الفرصة في المدرسة لمتابعة حفظه، حيث لا توجد حصص مخصصة له، ولقضاء وقت الأجازة بعمل نافع أفضل من الجلوس بالمنزل مع وقت الفراغ.
وقد تقدم معه اخواه؛ يحيي مصطفي بالفرقة السادسة الابتدائية، وعز الدين مصطفي بالصف الرابع الابتدائي وهم يستمتعون ببرنامج النشاط، ودوري كرة القدم، وكانوا يرجون جميعًا حفظ قدر أكبر من الأحاديث النبوية الشريفة والقيام برحلات أكثر.
وعن رأي محمد أحمد بالصف الخامس الابتدائي يقول: النشاط جميل وأنا أحفظ القرآن وألعب الكرة والبلاي ستيشن مع أصحاب جدد وأحصل علي جوائز.
أما عن نشاط البنات الصيفي فقد قُسم إلى مجموعتين: الأولي من التاسعة صباحًا وحتي صلاة الظهر لمرحلة من سن خمس سنوات وحتي الابتدائية، والثانية من العصر إلى المغرب للمرحلتين الإعدادية والثانوية أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع.
وقد تم تقسيمهن لمستويات في الحفظ حتي يتسنى لهن حفظ قدر جديد من السور، مع مراجعة ما تم حفظه سابقًا، والاستعانة بالقصص لسهولة الاستيعاب لشرح العقيدة والسيرة والعبادات وفقه الوضوء والصلاة وآداب المسجد وآداب الطعام.
ومن الأنشطة الأخري عرض قصة وقيام البنات بتمثيلها بأنفسهن مع حفظ نشيد "غايتي" الذي كتبته وأعدته الأخوات المشرفات علي النشاط، مع الكثير من الأنشطة الرياضية وإقامة المسابقات، والرحلات، وقد نظمت لهن رحلة إلى حديقة الأزهر هذا العام، وفي العام الماضي حضرن حفلاً لفرقة "طيور الجنة"، وكذلك الأعمال اليدوية الفنية، والرسم الهادف من خلال صنع بطاقات "كروت" ملونة معبرة عن المناسبات المختلفة، ولوحات إرشادية في تقييم العبادات لتكتب كل بنت بنفسها ما أدته في يومها من صلاة وصوم وطاعة والدين، وغيرها الكثير مما تستمتع به البنات والأمهات لما له من أثر في تنمية المواهب الفنية لدي البنات وشغلهن بعمل مفيد، ومنحهن أفكارًا يسرن عليها ويبدعن وينتجن بأنفسهن، بما يقدم لهن من خبرة الأخوات المتطوعات، يجزيهن الله خيرًا لتعليم البنات دينهن وافادتهن بالمجالات المتنوعة.
وتستعد المعلمات والبنات حاليًا لإقامة حفل انتهاء النشاط وتوزيع الجوائز في الأسبوع المقبل إن شاء الله.