"البيه ابني لازم ينزلني في نصاص الليالي علشان نلف بالعربية، وبالرغم من إني بأبقى راجع خلصان بعد يوم شغل طويل جداً ، بس لازم أسمع الكلام وإلا مش هينام وهتبقى ليلة سودا"
"بنتي مستحيل تخليني أسرّحلها شعرها إلا لو كان التلفزيون شغال"
هذه بعض العينات التي تصلنا من شكاوى الآباء، يلتمسون فيها الحل مع هؤلاء الأبناء "المستبدين"، ويسألون عن أفضل الوسائل التربوية لمواجهة هذا العذاب اليومي.
نصيحتنا لك كأب أو كأم هي ألا تترك الأمور حتى تصل إلى هذا الحد، فعندما يدرك الطفل وهو لازال في "اللفّة" أن جميع رغبات سيادته أوامر تنفذ فوراً، يتحول شيئاً فشيئاً لملك متوّج، ويصبح حينها من الصعب جداً على الآباء انتزاع "صولجانه" منه.
لذلك إليك هذه النصيحة الذهبية: "الأطفال يحتاجون منذ الصغر إلى معرفة أن هناك حدود واضحة لا يمكن تجاوزها"
طبعاً تسأل .. كيف؟
إليك الطريقة:
o ضع قواعد واضحة، ليس فقط لطفلك بل للأسرة كلها وكذلك لك أنت شخصياً. يجب أن تحدد ما الذي يمكن التغاضي عنه وما الذي يعتبر تجاوزاً للخطوط الحمراء، وإياك أن تحيد عن هذه القواعد لأي سبب، حتى ولو كنت مرهقاً جداً، وحتى ولو أصبح "زن" طفلك فوق الاحتمال. بل يجب أن تظل حازماً وثابتاً على مبدئك دوماً.
o لا تطلق تهديدات جوفاء يعلم الجميع أنك لن تنفذها، كأن تهدده بلسعة الكبريت أو أنك ستقطعه بالسكينة .. الخ. هدّده بما تعلم أنت ويعلم هو أنك قادر على تنفيذه، ورجاء حار .. عندما يفعل ما حذرته منه، نفذ تهديدك فوراً.
o وضح لطفلك أنه لا يجدي معك أسلوب "إما أن تدللوني أو سأحيل حياتكم لجحيم"، وامتدحه كثيراً عندما يتوقف عن ذلك.
o احذر أن يشعر طفلك بأنه انتصر وحصل على ما يريد بأساليبه "الاستبدادية"، وإنما يجب أن يصبح لديه يقين أن تلك الأساليب لا ولن تفيد شيئاً، وذلك بأن تتجاهله تماماً وتكمل نشاطك أو حوارك السابق وكأنه غير موجود. ولا تلتفت إليه إلا عندما يعود للوضع الطبيعي. بالطبع ستكون أول مرة غاية في الصعوبة، وسيزيده هذا التجاهل غضباً، لكنه مع مرور الوقت سيعلم علم اليقين أنه لا أمل في تلك الأساليب فيتركها.
o في جميع الأحوال يجب أن تبقى هادئاً وموضوعياً، وإن حدث مرة أن علا صوتك، اعتذر له عن ذلك، ففي النهاية أنت لست إنساناً آلياً بل بشر.
عزبزي الرحابي ...
هل لديك طفل "صعب جداً" أنت أيضاً؟
أرسل لنا بعض المواقف وأخبرنا كيف تجاوزتها وما الذي تعلمته منها،
فربما يقرأ تجربتك هذه من يستفيد منها.