د. نبيل فاروق يكتب عن سباق الموت في الرحاب(2)
سباق الموت في الرحاب صار أكبر رعب يواجه السكان هناك، وخاصة بعد منتصف الليل، عندما ينطلق عدد من الشبان في سرعة مخيفة، ورعونة كاملة، وبلطجة بلا حدود بسياراتهم مع ضحكات مرتفعة، وعبارات نابية، يشقون طرقات الرحاب، وخاصة تلك التي لم يكتمل سكانها بعد، ومع انطلاقهم تسمع صرخات المارة وآهات الرعب وصرخات الأطفال والشيوخ....ولقد شاهدت بنفسي السيارة ( ن دع 675) تكاد تدهس مجموعة من الأطفال، وسائقها الشاب غير مبال، إلا بسباق السرعة مع سيارة أخري حمراء اللون، لم يسعفني الوقت لالتقاط رقمها، وشاهدت زوجين يرتجفان رعبًا، والزوجة تكاد تفقد وعيها، عندما دارت تلك السيارة حول نفسها عدة دورات، علي مقربة منهما، وشاهدت أمًا منهارة، لأن سباق السيارات كاد يودي بولديها.
وكل هذا في غياب مروري تام، فالمرور في الرحاب، من وجهة نظر غضنفرات الداخلية، هو كمين ثابت وبلطجة على كل من يعبر، ومراجعة الرخص، وكأن من يتجاوز قواعد المرور لا يحمل رخصة في المعتاد، أما أن تجدهم عندما تريدهم فهذا أشبه بالخيال العلمي، فالجميع في الرحاب - تقريبًا - أصبحوا يسيرون عكس الاتجاه، ولا يحترمون أية قواعد مرور، من منطلق: إن غاب القط العب يا فار.
ولست أكتب هذا لأنني أتوقع أن يفعل الأمن أو تفعل إدارة المرور شيئًا، وإنما أتوقع، وبنسبة كبيرة، أن يؤدي سباق الموت أو تؤدي مشاجرات البلطجة إلي كارثة، وهذا احتمال ضخم للغاية، وعندما يحدث هذا سيمكنني تجريسهم بهذا المقال، الذي نشر وأبلغهم، ولم يبالوا بأرواح البشر، فقد اعتادوا إزهاقها من باب الغطرسة، علي أيدي زبانيتهم من المخبرين وأمناء الشرطة، والإسكندرية مازالت تشهد علي هذا.
الموت سيحدث في الرحاب، مادام أمنها عاجزًا عن حماية سكانها، ومادام أمن البلد مهملاً وكسولاً، وعندما يأتي الموت، سيثبت هذا المقال أنهم هم من يستحقونه... وعن جدارة
* جريدة الدستور اليومية – الأول من أغسطس 2010
اقرأ أيضًا
د. نبيل فاروق يكتب في جريدة الدستور: الموت في الرحاب (1)