خالد حافظ خبير التنمية البشرية: الإعلام يؤثر سلبًا على أطفالنا

كتبت نسمة جاد
فى التاسعة من مساء الخميس الخامس من أغسطس الجاري أقام المركز الثقافي بنادي الرحاب بحديقة النادى ندوة للأستاذ خالد حافظ خبير التنمية البشرية تحت عنوان "التحديات التى تواجهنا فى تربية أطفالنا".

أوضح حافظ أن أولادنا أهم ما لدينا في الحياة، ووجه سؤالاً للحضور: هل أطفالنا تلقوا نفس التربية التى نشأنا عليها أم أن هناك مؤثرات تدخلت فى تربيتهم تلقوها من البيئة المحيطة بهم عن طريق الأصدقاء، والمدرسة، والشارع، وأجهزة المحمول، والإنترنت والفضائيات؟.

أجاب حافظ على نفسه قائلاً: على سبيل المثال ماذا يعنى الإنترنت، والفيس بوك واليوتيوب بالنسبة لأطفالنا؟ يسكن الأرض حوالى 6 مليار ونصف مليار نسمة يدخل منهم يوميًا مليار شخص لمشاهدة الأفلام على اليوتيوب، ولا أحد من الآباء يستطيع معرفة نوعية الأفلام التى يشاهدها أبناؤهم وما المحتوى الذى يقدم لهم.

أما بالنسبة للفيس بوك فيجلس الأبناء أمامه بالساعات للتعرف على أصدقاء من كل دول العالم، ولا نستطيع كذلك معرفة من هم أصدقاؤهم وما سلوكياتهم التي نستطيع تقييمهم على أساسها والتي قد تنتقل إلى أبنائنا وتؤثر عليهم بعكس ما كنا عليه نحن في صغرنا؛  إذ كان آباؤنا يتدخلون في اختيار أصدقائنا. ومعنى ذلك أن الإنترنت مثل السكين إما يستخدم لقطع البرتقالة أو قطع أصابعي.

أما الفضائيات فيتنقل فيها الأبناء من قناة للأفلام، إلى أخرى للأغاني أو الكرتون حسب ميولهم، فحوالي 84% من الإعلام الموجه لنا "فاسد" ويؤثر سلبيًا على سلوكيات الأطفال، كما يفتقد الإعلام اليوم للقدوة والمثل الأعلى، فعلى سبيل المثال تتضمن شوارع مدينة الرحاب أسماء لشخصيات أثرت في حياتنا سواء فى الفن كشوارع إسماعيل ياسين، وسيد درويش، ومحمد عبد الوهاب، والأدب مثل يوسف السباعي وهو كاتب (بين الأطلال، ورد قلبى، والسقا مات، وأرض النفاق) والأخير عرض عام 1948 وتضمن انهيار الأخلاق في المجتمع في ذلك الوقت الذي إذا قورن باليوم، فسنجد أن الأمر يزداد سوءًا, فلدينا الآن من 200 إلى 1000 قناة، لو تنقل الأبناء خلالها يوميًا سينتهي اليوم دون عمل شيئ مفيد، كما أن ما يتلقاه من خلال شاشة التليفزيون هو ما سيتربى عليه، سواء كان صوابًا أم خطأ.

وأضاف خالد حافظ إن كل ما نتمناه لأولادنا هو الفلوس والعقارات، دون النظر للأخلاق التي يتحلون بها؛ فسنوات التعب والجهد من الآباء لتأمين حياة أولادهم تضيع هباءً لعدم قدرتهم على المحافظة عليها، وهناك مثل صيني يقول "علمني الصيد ولا تعطني سمكة"، فبدلاً من غرس حب العمل بداخلهم وتقديرهم لقيمته ليكون الابن شخصًا نافعًا بالمجتمع نضع كل همنا فى جمع المال لهم.

وأكد خالد حافظ على ضرورة غرس القيم الإيجابية فى نفوس أبنائنا منذ الصغر مثل التعاون، والرحمة، والشورى، والأمل، والرفق، والحلم، والإيثار، والكرم، والاعتدال، والقناعة، وبر الوالدين، والشهامة، والأمانة، والإحسان، والصدق، والعمل، والعفو، والشجاعة، والكتمان، والستر، والإخلاص، والعزة والعفة، فقد حثت كل الأديان السماوية على الأخلاق؛ ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.