أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - اجعل لنفسك هدفًا تحققه في رمضان - 2010-08-09


الشيخ بلال

اجعل لنفسك هدفًا تحققه في رمضان

الشيخ بلال عبد المحسن: جعلتي هدفي تحقيق محبة الله.. وهذه هي الوسائل

ما هدفنا من رمضان؟ وما الوسائل التي نتخذها لتحقيق هذا الهدف؟

إن لكل إنسان هدف في الحياة؛ قد يكون هدفًا دنيويًا رخيصًا، وقد يكون هدفًا عظيمًا مثل مرضاة الله وتحقيق محبته.

فبم تريد أن تخرج من رمضان هذا العام؟ إن المسلم يجب أن يدور عمله حول رضا الله عز وجل، فليكن هدفه أن يخرج من رمضان وقد رضي الله عنه، وقد أحبه الله، وحدثت بينه وبين الله صلة قوية. 
ذلك كان محور درس الشيخ بلال عبد المحسن بعد مغرب السبت، الموافق للسابع من أغسطس 2010 بمسجد أحمد عفيفي بمدينة الرحاب.

بالنسبة لي، أي المتحدث الشيخ بلال، سأضع هدفًا أتمنى أن أصل إليه؛ أن أخرج من رمضان وقد أصبحت بيني وبين الله صلة محبة، أحبه ويحبني، تخيل لو أن الله عز وجل ذكرك بالاسم وقال إنه يحب فلانًا ابن فلان! من أنت في هذا الكون؟ تخيل نفسك إلى جانب جبل.. كم تساوي؟ فما بالك بالكرة الأرضية؟ فما بالك بالمجموعة الشمسية؟ فما بالك بالمجرة التي ننتمي إليها وبها ملايين الشموس؟ فما بالك بالكون الفسيح وبه مليارات المجرات؟ هذا المخلوق الذي لا يساوي شيئًا في الكون بالمقياس المادي يمكن أن يذكرَ اللهُ عز وجل اسمه، ففي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة، قَال: قَال رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ إذا أَحبَّ عبدًا دعا جبريلَ عليهِ السَّلام، فقالَ: " إنِّي أُحبُّ فُلانًا فأَحبَّهُ فَيحبُّهُ جِبريلُ، ثُم يُنَادِي فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فلانًا فَأَحِبُّوه فَيُحِبُّهُ أَهلُ السَّماءِ، ثُمَّ يَضَعُ لَه الْقَبُول في الأَرضِ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ الأَرْضِ.

كيف نقيم علاقة الحب؟


 إنه أمر في غاية الأهمية أن تحدث علاقة حب بينك وبين الله. ولكن كيف نقيم هذه العلاقة؟ لنبدأ  في رمضان إنشاء هذه العلاقة وسيتم الله لنا الأمر. علينا أن نضع أقدامنا على طريق الجنة، لكن الوصول للدرجات العليا ليس بإرادتنا، بل سيكمل الله لك الطريق "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى"

إن الناس متفاوتون في درجة الصلة بالله؛ فهناك مطيعون لله ورسوله، وهناك مُنعم عليهم، هم الصالحون والشهداء والصديقون والنبيون والرسل فأولي العزم من الرسل ثم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

المطيع إذا بلغ قمة الطاعة لله ورسوله فهو على أول درجة يدخل بعدها درجة الصالحين، والصالحون حين يرتقون يبلغون درجة الشهداء وهكذا حالة الارتقاء، وقد كانت للنبي صلى الله عليه وسلم "حالة وصل" حتى جاء فى بعض الراويات أنه قال: "ياعائشة إن لى ساعةً لا يسعنى فيها غير ربي".

كيف تحصل المحبة؟


في كتاب "مدارج السالكين" تكلم ابن القيم عن منزلة المحبة، على أنها المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وبروح نسيمها تروح العابدون، وهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب.
ثم ذكر عشرة أسباب لجلب محبة الله, أي أن يكون في منزلة المحبوب من الله:

1- كثرة قراءة القرآن بتدبرٍ وفهم، لمعايشته، فمن أحب أن يكلمه الله تعالى فليقرأ كتاب الله، قال الحسن بن على: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار"

وقال ابن الجوزي: "ينبغي لتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصاله معاني كلامه إلى أفهامهم وأن يعلم أن ما يقرأه ليس من كلام البشر، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه، بتدبر كلامه"، ويقول النووي: "أول ما يجب على القارىء، أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى"

فمن أراد حب الله فليقرأ كلامه. أكثر من قراءته وتدبره وتفهمه. ولو عاش الإنسان بالقرآن مع القرآن لكفاه القرآن في المحبة، ولوصل لمنزلة عالية. كان الإمام نافع عبدًا مملوكًا لكنه كان أحد أئمة القراءات العشرة، وكان بالمدينة المنورة مع الإمام مالك بن أنس، وكان إذا قرأ القرآن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تخرج من فمه رائحة الطيب، فسئل عن ذلك فقال نمت ليلةً فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقرأ القرآن في فمي، فما قرأت القرآن إلا خرج الطيب.

2-الإكثار من النوافل بعد الفرائض، فإنها توصل إلى درجة المحبوبية التي هي أعلى من المحبة:صيام في غير رمضان، صلاةٌ غير الفريضة، صدقةٌ بعد الزكاة، عمرة بعد الحج، وفي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه" رواه البخاري.

3-دوام ذكر الله تعالى على كل حال؛ باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر، قال الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (البقرة-152)، وفي الحديث: "إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" (صحيح ابن ماجه)

وقال صلى الله عليه وسلم:"قد سبق المفردون" قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات (رواه مسلم)

وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم تلك الوصية وفقهوا معناها حتى إن أبا الدرداء قيل له: "إن رجلاً أعتق مائة نسمة. قال: إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطباً من ذكر الله عز وجل" (رواه أحمد في الزهد)

ولما مرضَ معاذ بن جبل، إمام العلماء مَرَضَ وفاته قال في الليلة التي تُوفي فيها: أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت، حبيبًا جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الليل ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَقِ الذكر. كان هذا أسفه على الدنيا، وحزنه على فراقها!

4-إيثار محاب الله على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى: يقول ابن القيم :"إيثار رضى الله عز وجل على غيره، وهو يريد أن يفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلق، وهي درجة الإيثار" فإن آثرت ما يحب الله على ما تحب كنت محبًا صادقًا.

5- مشاهدة بره وإحسانه، وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته؛ فكل شمس تشرق، وكل نَفَسٍ يخرج، وكل نظرة من عينيك، وكل كلمة تصل لأذنيك، هي من نعم الله وآلائه؛ فمن أسمعك؟ ومن أبصرك؟ ومن أنطقك؟

إن العبد أسير الإحسان، مدفوع إلى محبة من يسدي إليه النعمة ويهدي إليه المعروف. ولا منعم على الحقيقة ولا محسن إلا الله، فلا محبوب في الحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى، ولا مستحق للمحبة كلها سواه، فالمحسن هو الله سبحانه وتعالى، وأنواع إحسانه لا يحيط بها حصر: "وإِن تَعُدُوا نِعمَتَ اللّهِ لاَ تُحصُوهَآ إنّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفّارٌ" (إبراهيم-34)

ومن نماذج محبة الله عز وجل وجزاء تحقق تلك المحبة، يسرد الشيخ بلال قصة عبد الله بن حرام التي رواها ابنه جابر وكان عمره حينها ثمانية عشر عامًا تقريبًا: لما حضر "أُحُد" دعاني أبي من الليل، فقال: ما أُراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا عليَّ دينٌ فاقضِ، واستوصِ بأخواتك خيرًا، يقول جابر: فأصبحنا فكان أول قتيل.
قُتل الأب الذي لم يتخلف أو يجد لنفسه عذرًا وترك وراءه سبعًا، وقيل تسعًا من البنات، ودينًا يطلب من ابنه الصغير سداده.
وذهب جابر يبحث عن أبيه، فوجده بين الشهداء، وقد مثّلَ به المشركون، فكان أن أكرمه الله بالشهادة.

ووقف جابر وبعض أهله يبكون على شهيدهم، فمرَّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت أخته تبكي، فقال لها: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه" متفق عليه، فلذلك سمّيَ ظليل الملائكة.

يقول جابر: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا جابر، مالي أراك منكرًا مهتمًّا؟" قلت: يا رسول الله، استشهد أبي، وترك عيالاً وعليه دين، فقال الرسول: "ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحًا (أي مواجهة ليس بينهما حجاب)، فقال: يا عبدي سلني أعطك، فقال، أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيًا، فقال الله له: إنه قد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون، فقال عبد الله: يا رب، أبلغ من ورائي، فأنزل الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (آل عمران 196-197) الترمذي وابن ماجه
وبعد مرور سنين على دفنه، نزل سيل شديد غطى أرض القبور، فسارع المسلمون لنقل جثث الشهداء، وكان جابر لا يزال حيًّا، فذهب مع أهله لينقل رفات أبيه ورفات زوج عمته عمرو بن الجموح، فوجدهما في قبرهما نائمين كأنهما ماتا بالأمس لم يتغيرا.

أما الدين فقد شكى جابر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة الدين وعدم صبر الدائنين – وكانوا من اليهود- فدخل رسول الله البستان ودعا بالبركة، فكثر التمر حتى أخذ الدائنون حقهم، وتبقى لجابر وأهل بيته ما يكفيهم.

أما الأسباب الخمسة الباقية التي لم يتسع المجال لشرحها فهي:
6-انكسار القلب بكليته، بين يدي الله تعالى
7- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب، والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة
9- مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
 
كما يشير الشيخ بلال إلى كتاب "محاور القرآن الخمسة" الذي حوى فصلاً عن محبة الله ذكر فيه الشيخ محمد الغزالي ما يحبه الله ومالا يحبه الله، حبذا لو نجعل منه برنامجًا عمليًا في حياتنا.
كما يشير إلى نقطة لطيفة؛ فالطواف حول الكعبة يبدأ باستلام الحجر وتقبيله، وينتهي بمثل ذلك، وهي إشارة ذات دلالة، فالطواف دائرة لا تنقطع، وطريق الله تعالى يبدأ بالحب وينتهي بالحب، لكن الحب في أول الطريق ليس كالحب في آخره، ومن كانت حالته الإيمانية في القبلتين سواء فهو حجر يقبل حجرًا.

وفي النهاية يذكرنا الشيخ بلال بالفرصة السانحة في رمضان التي إن فقدناها فلن تستطيع تعويضها، فالعمر يحسب بالثواني، ومن فقد شيئًا منه فقد خسر الكثير.

 

عدد الزيارات 169

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا