السيد البابلي يكتب في "المصريون" جريمة في الرحاب..!!
يوم الأحد الماضي وفي سوق ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة أختلف بائع جوارب مع زبون علي ثمن جورب، وأنهي البائع الخلاف بذبح الزبون عزت عبد الخالق أحمد (45 عاما ) بمطواة وسط ذهول المارة والبائعين بالسوق.
ويوم الاثنين الماضي وبعد حادث شبرا الخيمة بيوم وفي منطقة " الرحاب " الراقية فإن نفس الحادث كاد أن يتكرر بشكل أخر.
فقد توجهت سيدة لشراء الفاكهة من أحد محلات الخضر والفاكهة بسوق الرحاب التجاري، وحيث احتل هذا المحل رصيف الشارع بأكمله، وأقام خيمة علي الرصيف تجلس فيها السيدات اللاتي يقمن بتجهيز البامية والكوسة والباذنجان للزبائن، وحيث لا يعترف هذا المحل لا بضرائب ولا بقانون، فعندما سأله مواطن ذات يوم أن يمنحه إيصالا بقيمة ما اشتراه فإن البائع نظر إليه شذرًا وطلب منه مغادرة المكان.
السيدة ذهبت تسأل البائع عن ثمن كيلو المانجه في واقعة كنت شاهدًا عليها، وأخبرها البائع بالثمن فرفضت الشراء وقالت إنه أعلي كثيرًا من السعر الذي تباع به في أي مكان أخر خارج الرحاب.
والبائع رد علي السيدة بوقاحة بالغة، مرددًا أنه لن يبيعها شيئًا لأنها تجرأت وسألت عن الثمن، وارتفع صوته وهو يصب اللعنات علي أمثال هؤلاء الزبائن.
واقترب مواطن يقترب من الستين من عمره من البائع يقدم له النصيحة بأن يحسن معاملة الزبائن، خاصة وأننا في شهر رمضان الكريم..!
البائع " الصعيدي " لم تعجبه النصيحة، واستنكر أن يعلمه هذا الرجل الأدب، ودفع الرجل في صدره حتى كاد أن يسقطة أرضا..!
وقبل أن يدرك الرجل ماذا حدث، وجد نفسه محاطًا بأكثر من عشرة أشخاص من صبية المحل " بلديات " البائع، ومن أصدقائهم الذين يتجمعون بجوار المكان، وكاد أن يسقط مغشيَا عليه من هول الصدمة، ومن الرعب بينما كانت زوجته الجالسة في السيارة أمام المحل تحاول الاستنجاد بالمارة لإنقاذ زوجها الذي لا تراه وسط الزحام، وكان كل ما تسمعه هو مجموعة من الشتائم والبذاءات التي تلعن زوجها وأباه وأهله، لأنه تجرأ وتدخل وحاول إنقاذ كرامة امرأة، فكان نصيبه أن ينال كل أنواع الإهانات..
ولولا بعض الزبائن الآخرين وبعض الحكماء من أصحاب المحلات الأخرى الذين تدخلوا وبعض المارة الذين نجحوا في إدخال الرجل إلي سيارته لكان هو أيضا خبرا في صفحات الحوادث مثل قتيل شبرا الخيمة.
والحادث الذي وقع في الساعة الخامسة قبل الإفطار لم يشهد تدخلا أمنيا من أي نوع لفض التجمهر والمشاجرة لأن السوق التجاري بالرحاب كلها لا يوجد به شرطي واحد متواجد لتوفير الحماية لأي مواطن في أي أزمة مشابهة.
والرجل لم يجد ما يفعل بعد ذلك سوى أن ينصرف إلي منزله حزينًا مهمومًا مكسورًا بعد أن نال ما نال من الإهانات، فهو لن يستطيع أن يفعل شيئًا، ولن يجديه كثيرًا أن يتوجه إلي قسم الشرطة لتحرير بلاغ بما حدث، فلديهم هناك عشرات الحالات والحوادث الأخرى التي يرون أنها أكثر أهمية وإلحاحًا من حالة مواطن كاد أن يموت ولكنه لم يمت..!!
إن هذا هو حالنا..وهذا هو واقعنا الآن في أي مكان وتحت أي ظرف، فما أسهل أن تكون الآن قاتلا أو مقتولا دون أن تعرف كيف ومتي حدث ذلك، لأن الشارع ببساطة أصبح الآن في قبضة البلطجية والفتوات من كل شكل ولون..ولا عزاء للضعفاء..!!
طالع أيضاً
مخالفات السوق التجاري.. على عينك ياتاجر! |