أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم تحقيقات و تقارير

تحقيقات و تقارير - للشغالات .. وجهة نظر في الرحاب وسكانها - 2010-08-26


شغالات الرحاب

للشغالات .. وجهة نظر في الرحاب وسكانها


• "سيدة": الأمن يمنعنا من الخروج أو ركوب الباص بأي مقتنيات إلا بورقة موقعة من المدام التى أعمل لديها.. وتشديد الأمن لا يضايقني
• "ليلى جمال": لو رأى من أعمل لديهم أي مشكلة "هيستغنوا عني فورًا.. لأنهم ليسوا مضطرين كل مرة اعطائي نفس التعليمات أو أن تقف ست البيت على رأسي"
• أم محمد: الشغالات مظلومة وحقها مهضوم.. وأعرف حالات استغلال من السكان لحاجتنا للعمل
• الدكتورة عزة صيام أستاذ علم الاجتماع: الشغالات أصناف، وأنا أعامل الشغالة حسب نوع شخصيتها

كتبت نسمة جاد
في الحلقة السابقة قال سكان الرحاب رأيهم في عمل الشغالات؛ بعض السيدات اشتكين من "الكروتة" وعدم الدقة في العمل وفي تنظيف البيت، والبعض اشتكى من طمع الشغالة في أهل البيت واليد الطويلة التي تصل إلى حد السرقة.. بعض الرحابيين يفضلونها مصرية، وأسر أخرى لا ترغب إلا في الأجنبيات.. منهم من يريدها مقيمة، وآخرون يفضلونها بـ"اليومية".
 في المقابل كان من المهم أن نلتقي عددًا من الشغالات اللاتي يعملن داخل الرحاب للتعرف على ظروفهن، ومواجهتهن بما يقال عنهن ورأيهن في سكان الرحاب:

"سيدة إبراهيم" تعمل بالرحاب منذ 6 سنوات ولا تفضل العمل خارجها.. تعمل أربعة أيام فى الأسبوع فقط، إلا إذا طلب منها العمل ليوم إضافي استثنائي، لحفل أو وليمة؛ تقول: المدام التي أعمل لديها ليبيية، وهي ربة منزل، ولكني أفضل العمل عند المصريين أكثر من العرب، لكونهم (أي غير المصريين) دائمًا عصبيين، ويريدون العمل فقط دون النظر إلى ظروفي الصحية "عايزة شغلها وخلاص..  وإذا الواحدة منا اتحرقت تجيب غيرها بفلوسها، لكن المصرية تحس وتتفهم ظروفي من غير ما تسأل".

"سكان الرحاب ناس غير الناس"

وعن أسباب عملها بهذه المهنة تقول "سيدة": أنا مطلقة ولدي ولد، وآخذ مساعدة من الشئون الإجتماعية 110جنيه في الشهر، لأن والدي كان عاملاً ولم يكن له تأمين حتى أستطيع الحصول على معاشه، وقد تزوج زوجي وسافر إلى الصعيد، ولديه الآن سبعة من الأبناء ولا يقوم بالإنفاق علي أنا وابنه، وأسكن في شقة إيجارها 450 جنيهًا في الشهر، وبالطبع المساعدة الإجتماعية لا تغطي تكاليف الحياة اليومية من ايجار، ومأكل، وملبس ودروس خصوصية للولد، والحمد لله أن عندي ابن واحد، والله يكون فى عون من لديهم ثلاثة أو أربعة أوخمسة أبناء.
وأنا الآن أبلغ من العمر 50 سنة وأستطيع العمل لكن بعد ذلك لن أستطيع العمل ولا أعرف ماذا سأفعل.

وعن سبب مجيئها للعمل بالرحاب تقول "سيدة": كنت أعمل بمكتب بالمهندسين، وكان مرتبي بسيطًا، وطلبت مني إحدى زبائن المكتب العمل بمدينة الرحاب بمرتبٍ مجزٍ، ولما جئت أعجبت بالمكان وقررت أن أعمل بالمدينة، فقد فتحت مدينة الرحاب باب الرزق لكثيرٍ من الناس، بالإضافة إلى المعاملة الكريمة من سكانها "سكان الرحاب ناس غير الناس".

وتضيف "سيدة" أسكن بالشرابية وأدفع 10 جنيهات للمواصلات كل يوم، لكن المرتب يغطي التكاليف فمرتبي 1000 جنيه أدفع منها 200 جنيه للمواصلات يتبقى 800 جنيه "كويسين"، وأحيانا أحصل على أجر أكثر من المدام فهي تدفع الحق وزيادة.

وعن اتهام البعض للشغالات بالسرقة، تقول "سيدة": الأمن يمنعنا من الخروج أو ركوب الباص بأي مقتنيات إلا بورقة موقعة من المدام التى أعمل لديها حفاظًا على الأمن ومنعًا للسرقة داخل المدينة، وبسبب التصرفات الخاطئة للبعض لابد أن يحدث تشديد من الأمن، وأنا لست متضايقة من هذا الموضوع.

"رضا أحمد"..  كانت تعمل بمدينة نصر وكان المرتب بسيطًا، لأن كل مكان وله امكانياته كما تقول، لذا لجأت للعمل بالرحاب منذ 7 أشهر، وهي تعمل يوميًا من الساعة 12 ظهرًا حتى السابعة مساءً عدا يوم واحد إجازة كل أسبوع.

ولا تستطيع "رضا" العمل كمقيمة، فلديها ثلاثة أبناء لا تستطيع تركهم، وتقول: كنت أستبعد المشوار من بيتي، فأنا أسكن بغمرة، لكن المرتب غطى تكاليف المواصلات، كما شعرت بالإرتياح منذ أن بدأت العمل مع الأسرة التي أعمل لديها "ومش ناوية أفرط فيهم" وسينتقلون بعد قليل إلى "مدينتي" وسأذهب معهم.

"كريمة بكرى" توفي زوجها منذ أكثر من عشرين عامًا تاركًا لها 3 أطفال دون مأوى، ورغم أنها حاصلة على دبلوم تجارة إلا أنها لم تعمل من قبل، "ولا أستطيع العمل بعد وفاة زوجي لصغر سن أطفالي لأن العمل يتطلب وقتًا طويلاً، فتكفلت والدتي بي وبأبنائي، وكانت والدتي تعمل خادمة عند أسرة بالزمالك، وكلما كبر الأولاد زادت متطلباتهم واحتياجاتهم؛ فإبنى الأكبر يدرس بكلية الآداب، وابنتى تدرس بمعهد الخدمة الإجتماعية والأصغر في الثانوي، وكذلك كبرت والدتي ولم تعد تتحمل "شغل البيوت".

وعند بداية عملها تقول: جاءت فكرة العمل بعد سفر والدتي العام الماضي للعمرة وذهبت بديلة عنها مؤقتًا خوفًا من فقدان مصدر الرزق الذي نعيش منه، بعدها قررت النزول للعمل لمساعدة والدتي، وطلبت من المدام التي تعمل والدتي لديها مساعدتي على ايجاد عمل فاتصلت بصديقة لها واشتغلت عندها بالرحاب منذ ستة أشهر، فالشقة بها مجموعة من الطالبات العربيات اللاتي يدرسن بالجامعات المصرية، واحتياجاتهن بسيطة تقتصرعلى تنظيف المنزل، وأعمل يومًا واحدًا بالإسبوع بسبب ظروفي الصحية، ورغم بعد المدينة عن سكني بعزبة النخل إلا أن المرتب الذى أحصل عليه مناسب.

أكره جدًا حد يزعق لي

وتقص "زينب طه" حكايتها قائلة: عندي 21 سنة، خرجت من المدرسة بعد الإعدادية وأعيش بطنطا. جئت إلى القاهرة للعمل لمساعدة والدي بعد وفاة والدتي، وأنا الوحيدة التي تعمل من بين خمس أخوات. اشتغلت عند ناس من طنطا يعيشون بالرحاب منذ أربع سنوات، لكنهم سافروا للخارج، فاشتغلت فى المعادي، وعند علمي بعودة معارفي السابقين من الخارجٍ فضلت العودة للعمل لديهم لإعجابي بجمال الرحاب ونظامها وهدوئها.

وتقول "زينب" أنا مقيمة عند الناس الذين أعمل لديهم، وهم من نفس بلدى لذا أفضل العمل لديهم لمعاملتهم الحسنة "وأنا أكره حد يزعق لي من غير سبب".

سوزان محمد.. تعمل من سنة.. "بسبب ظروف الحياة الصعبة، ولمعاونة زوجي على أعباء المعيشة.. وبسبب عدم اكمال دراستي لجأت لهذه المهنة.. جاءت الفكرة عن طريق إحدى صديقاتي، وأعمل بالمدينة 5 أيام في الأسبوع؛ 3 منها مع دكتورة في الجامعة، ويومين مع زبائن مختلفين سواء في تنظيف المنازل أو تجهيز حفلات مقابل 60 جنيهًا في اليوم، وأفضل العمل لدى العرب لأنهم يكرمونا "ناس تأتي إلى مصر في زيارة ومؤجرين شقة بمبلغ باهظ.. مش هتفرق معاهم 100 جنيه للشغالة في اليوم".

لسنا حرامية

ليلى جمال تعمل بالرحاب منذ 11 سنة يومين بالأسبوع؛ الأحد والأربعاء، كما تعمل عند آخرين بمدينة نصر، أي أنها تعمل باليومية.. "من أعمل لديهم لا يتعاملون معي أبدًا على أني شغالة عندهم، فهم أناس طيبون، ولا يمكنهم الاستغناء عني مطلقًا، فهم يعتبروني ركنًا أساسيًا فى البيت.

أما بالنسبه للشكوى الموجهة للشغالات مثل الكروتة والتنظيف "نص نص"، فترجعه ليلى إلى الضمير قائلة: لو رأى من أعمل لديهم أي مشكلة "هيستغنوا عني فورًا لأنهم ليسوا مضطرين كل مرة اعطائي نفس التعليمات أو أن تقف ست البيت على رأسي لتراقبني وأنا أعمل، فالأسهل هو الاستعانة بغيري، وعامة هم قد تعودوا علي وأنا كذلك فأعاملهم وكأنهم أهلي, وإذا لم تكن هناك ثقة بيني وبين من أعمل لديهم فلا يمكن أن أستمر كل هذه المدة، فعند ترتيب الأغراض بحجرة النوم عادة ما أجد مجوهرات ست البيت وفلوسها موجودة في الحجرة، فأقوم بجمعها في مكان واحد وأعطيها لها, فالغنى غنى النفس، وإذا لم أكن أمينة مش هقعد عند حد كل المدة الطويلة دي، فصاحبة المنزل تفتح لي الباب وتدخل تنام لثقتها بي".

مع كل العائلة

أم محمد تعمل بالرحاب منذ 10 سنوات، " يعني أنا من أول ما عملوا المدينة، أشتغل عند عائلة واحدة عبارة من مجموعة أخوات يقسمن الأسبوع على بعضهن حسب احتياج كل منهن، فمنهن من تحتاجني مرة واحدة، ومنهن من تحتاجني مرتين في الأسبوع، وهم أسر محترمة ويعرفوا ربنا، لكن هذا لا يمنع من وجود ناس لا يتقون الله في الشغالة "مش كل سكان الرحاب ملائكة" حيث أعرف ملاكًا يتفقوا مع الشغالة على أعمال معينة مقابل 100 جنيه، وعند ذهابها تجد أعمالاً أكثر مما اتفقت عليه، ولا يعطوها ربع المبلغ المتفق عليه، ولو الشغالة اتكلمت لن تستطيع الحصول على حقها.. ممكن ست البيت تتبلى عليها وتشيّلها مصيبة.. ولن يقف بجوارها أحد وبالتالى تريح نفسها وتكبر دماغها ويبقى مهضوم حقها وممكن تترك أجرها بالكامل وتمشى حرصًا على سمعتها وتجنبًا لمنعها من دخول المدينة مرة أخرى".

وتحكي أم محمد موقفًا تعرضت له إحدى صديقاتها ممن يعملن بالرحاب حيث عملت لمدة 3 شهور عند إحدى سيدات الرحاب امتنعت خلالها عن الدفع بحجة انتظار أموال ستأتيها من الخارج، وسيحولوها إلى جنيهات مصرية، وبعد توسط أحد سائقي الباصات بالرحاب لديهم حصلت على 500 جنيه فقط من مستحقاتها التي وصلت إلى 3000 جنيه، وهددها صاحب الشقة إن لم تقبل الفلوس سيتهمها بسرقة 200 ألف جنيه.

وتقول أم محمد: الشغالات مظلومة.. وحقها مهضوم، فالحاجة إلى العمل هي ما تفعل بنا ذلك، فهناك بنات في سن العشرينات تدخل الرحاب وتترك بطاقتها على البوابة حتى تبحث عن لقمة العيش، لكنها تتعرض للتحرش أو الاغتصاب والعياذ بالله؛ فعلى يدي.. طلب مني رجل عربي شغالة وأحضرتها له على سبيل الخدمة وذهبت معه إلى المنزل وبسؤالها عن المدام قال لها موجودة، ولكن عندما دخلت المنزل لم تجدها فطلبت منه كوبًا من الشاي وعندما دخل المطبخ سارعت بالهرب.

مسئولية "الست الهانم"

وعن اتهام بعض سيدات الرحاب للشغالات بالسرقة، تقول أم محمد: أحيانًا تستعين ربة المنزل بشغالة تتعرف عليها فى الباص بالصدفة، وتدخل الشغالة الشقة وتقوم بسرقة المنزل، وهذه النماذج هي السبب في تلويث سمعتنا, والخطأ هنا برأيي يكون في "الست الهانم" التي يجب أن تستعين بشغالة عن طريق جهة موثوق فيها، كما يجب فتح مكتب عمالة بالرحاب يتم عن طريقه تقديم أوراق مثل صورة البطاقة، وفيش وتشبيه، حتى لا يتعرض أحد للأذى.

وعن أجرها تقول أم محمد: المرتب مناسب، ولكن كل ما الأسعار ترتفع أريد زيادة حتى أستطيع مواجهة أعباء الحياة.

وتؤكد أم محمد أن من حق صاحبة المنزل أن تنتقد شغلي وتطلب مني تنظيفه مرة أخرى، وإذا كنت مريضة تقول لي اعمليه في وقت تاني، ودي مش مشكلة، وأنا شخصيًا لو لم أكن أعمل بضمير عند الست الهانم لم أكن أستمر معها طيلة 11 سنة.
د.عزة صيام

الشغالات أنواع

الدكتورة "عزة صيام" أستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث ببنها ومدير مركز الدراسات الإنسانية وخدمة قضايا المجتمع، تصنف الشغالات إلى عدة أصناف، وهي تعامل الشغالة حسب نوع شخصيتها، ففي حالة عدم توافر الأمانة - وليس المقصود بها السرقة إنما الإهمال مثل تكسير الأشياء باهظة الثمن كالتحف والأنتيكات التي نتعامل معها بمزيد من الحرص– يتم التشديد على الشغالة بعدم الإقتراب منها، وبالتالي فإن صاحبة المنزل هي التي تفرض هذا النوع من التعامل، وهناك الشغالة غير الحريصة على الوقت التي تشتغل من الصباح إلى المساء فى عمل لا يستحق وتضيع الوقت، والشغاله المستغلة التي تستخدم التليفون دون استئذان، والشغالة العدوانية التي لو تُرك معها طفل تضربه، وهناك الحاسدة أو الشامتة التي تكره الخير لأصحاب المنزل الذي تعمل به، وهناك الناقلة لأسرار البيت أو تدعي الكلام على أصحاب البيت وهذه يجب تحجيمها ومعاتبتها، وهناك الشغالة المشخصة وهي شخصية جامعة للأخبار، تريد التعرف على كل تفاصيل البيت، وهناك "الحشرية" التي تتصور لمجرد معاملتها بالحسنى أنها وصاحبة المنزل سواسية لهما نفس الحقوق وتتصرف بناءً على ذلك، وتناقشك فى أمور حياتك كاملة، وتعتبر نفسها صديقة الأسرة فتتدخل في حياة الأبناء وتُنصّب نفسها أمًا ثانيةً لتشكل جبهة بالبيت.

وتؤكد د.عزة أن شعور الشغالة بأهميتها في البيت يجعلها تحس بالمسئولية تجاهه إما بالمحافظة عليه أو الانتقام منه.

وعن مميزات الشغالات بالنسبة لها شخصيًا تقول د.عزة: الشغالة عنصر مهم وإيجابي داخل البيت حيث تقوم بترتيبه وتنظيفه وتخاف على فلوسي وصحتي ووقتي, فوجود شغالة بالبيت نوع من التنمية لدي، فبعد يوم عمل مرهق أرجع البيت فأجده نظيفًا مما يتيح لي الوقت لتأليف كتاب أو القيام بإنتاج علمي جديد، وتجعل لي رصيدًا من الصحة والصبر والأعصاب للقيام بأعبائى الأكاديمية.

وعن السلوك الذى يجب اتباعه تجاه الشغالة تقول د.عزة: يجب الإبتعاد عن خدش حياء الشغالة؛ فعند الشعور بأنها "حرامية" يجب أن أتحفظ على الفلوس والمجوهرات بعيدًا عنها فى خزينة وتحذيرها من اختفاء المقتنيات الثمينة بشكل غير مباشر، وبالتالي أضعها حارسة على المقتنيات وتحميلها مسئولية الأشياء الموجودة بالبيت، وأوضح لها أن لدي وعيًا قانونيًا دون الإشارة لها بالتحديد، فمثلاً عن طريق مشاهدة مسلسل تليفزيوني وحدوث حالة سرقة أتظاهر بمعرفة الإجراءات القانونية التي يجب اتباعها في هذه الحالة.

كما يجب أن أشعرها بخوفي على البيت ومقتنياته وأني لا أحب الإستهتار, فمع مزيد من الحرص والمتابعة, وتوصيل مدى حبي لها سنصل إلى سلوك سويّ من الشغالة.

وتوصي الدكتورة "عزة صيام" باتباع القواعد الدينية، والأخلاقية، والقانونية والسلوك العام فى معاملة الشغالة.

معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للخادم

خدم أنس بن مالك رضي الله عنه النبيَ صلى الله عليه وسلم تسع سنين ونقل عنه الأحاديث، وكان معه كظله، وهو يحدثنا عن شفقته صلى الله عليه وسلم بالخدم فيقول: والله لقد خدمتهُ تسع سنين، ما عَلمته قال لشيءٍ صنعته: لمَ فعلت كذا وكذا؟ أَو لشيءٍ تركتهُ: هلاّ فعلتَ كذا وَكذا.

وإذا لام أحدٌ الخادم لتقصيره في الخدمة، قال صلى الله عليه وسلم: "دعوه ! فلو قُدر أن يكون كان!"، وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالعفو عن الخدم، فعن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت. فلما كان في الثالثة قال: "أعفوا عنه في كلِّ يومٍ سبعين مرَّةً "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا ولا امرأة قط.

كما رغّب صلى الله عليه وسلم في إطعام الخادم: " ما أَطعمت نفسَك فهو لك صدَقة، وما أَطعمت ولدك فهو لك صدَقة، وما أطعمت زوجك فهو لك صدَقة، وما أَطعَمت خَادمَك فهو لك صدقة"
ونهى عن الدعاء على الخادم، فعن جَابر بن عَبد الله قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أَنفسكم، وَلا تدعوا على أولادكم، وَلا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أَموالكم، لا تُوافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نَيلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتجِيبَ لكم".

الشيخ ناظم المسباح الداعية الكويتي

مراقبة الخدم والتجسس عليهم

وعن حكم مراقبة الخدم والتجسس عليهم يقول الشيخ ناظم المسباح الداعية الكويتي: يقول الله تعالى في سورة الحجرات ( ولا تجسسوا) فالتجسس لا يجوز، ففي ذلك إطلاع على العورات وانتهاك لخصوصيات الآخرين، لكن إذا وُجدت الحاجة لتحقيق مصلحة ودرءًا لمفسدة، كما قد يقتضي الأمر في حالة بعض الخدم، فإنه يجوز التجسس عليهم ومتابعة سلوكياتهم لاسيما إذا شعر المخدوم بأن هناك ريبة معينة في سلوك الخادم أو الخادمة، وهذا التجسس يكون بهدف تقويم الاعوجاج، والمحافظة على استقامة الأخلاق.. ولكيلا يقع الزوج في أخطاء شرعية؛ ينبغي إذا اقتضت الضرورة متابعة سلوكيات بعض الخدم أن تقوم الزوجة بمتابعة الخادمة، والرجل يراقب الخادم.

وإذا اكتشف رب العمل أن خادمه قد ارتكب سلوكًا مشينًا كالسرقة ونحوها، فلا بأس بأن يعاقبه في حدود صلاحيته، كأن يكون العقاب معنويًا بالتأنيب والزجر، أو الخصم من المرتب، وتكون العقوبة  بقدر ما يقوم به من سلوك، أو أن يرفع أمر خادمه إلى ولاة الأمور، كأن يرفع الأمر إلى القضاء ونحوه من الجهات المعنية بأمر الخدم.

ويؤكد الشيخ ناظم أن الخادمة تأخذ حكم المرأة الأجنبية، فلا يجوز أن تتحقق الخلوة بها، ويجب على الزوج والأولاد أن يغضوا من أبصارهم. وينسحب الحكم على علاقة الزوجة والبنات بالخادم، فلا يجوز أن تتحقق الخلوة به لأن الخادم أجنبي عنهم، كما أنه لابد من غض البصر لقوله تعالى: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)، ويجب الانتباه إلى أن كثيرًا من الجرائم والمخالفات والانحرافات التي تقع في ملف الخدم تعود إلى عدم تطبيق حدود الله، ويجب على الخادمة غير المسلمة أن تراعي آداب وأخلاق المسلمين فتستر جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين، حتى لا تكون فتنة، لاسيما إذا كانت جميلة، والأمر بالمثل فلا يجب أن تظهر الزوجة وبناتها أمام الخادم إلا في كامل حجابهن.

طالع أيضا

الشغالات في الرحاب.. أشكال وألوان.. والمصرية تكسب (1)

 

عدد الزيارات 212

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا