نقاش حول زكاة الفطر.. في المسجد الأحمر

كتبت – أمل أحمد
شهد مسجد "الرحمن" المعروف بالمسجد الأحمر نقاشًا مطولاً بين المصلين حول زكاة الفطر عقب صلاة الجمعة، اليوم الثالث من سبتمبر. فقد ألقى الشيخ كرم حلمي خطبتي الجمعة الأخيرة من رمضان منبهًا المصلين إلى اغتنام الأيام الأخيرة المتبقية من الشهر، وفي الخطبة الثانية أشار إلى زكاة الفطر، وهي بمقدار "صاع" من طعام أهل البلد، وقد قدر العلماء الصاع بـ 2,5 كيلو جرام، تؤدى قبل صلاة العيد عن كل مسلم ومسلمة، صغيرًا كان أم كبيرًا.

وأشار الشيخ كرم إلى آراء الأئمة في طريقة إخراجها حيث يرى الأئمة الشافعي ومالك وابن حنبل إخراجها "مادة" أي طعامًا، بينما أجاز الإمام أبو حنيفة إخراجها نقدًا، تحقيقًا لمصلحة الفقير.
وعقب الصلاة  طلب الأستاذ الدكتور محمد حسني سليم أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر التعليق، فأشار إلى أن الأفضل هذه الأيام إخراج الزكاة نقدًا، كما قال إن صاع أهل المدينة، وهو المقصود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، يعدل 3 كيلوجرام.

ثم بدأ الدكتور سليم يتشعب في الحديث عن أمور أخرى منها زكاة الذهب والفضة وبعض الأخطاء في هيئة الصلاة، فتدخل الشيخ كرم معتذرًا للدكتور بأن هذه الأمور يمكن مناقشتها في وقت آخر مناسب.

لكن عددًا كبيرًا من المصلين تجمع بعضهم حول الشيخ كرم وآخرون حول الدكتور سليم، سائلين ومستفسرين، خاصة وأن الدكتور سليم أثار قضايا جديدة على كثير من المصلين مثل أن نصاب الذهب هو 85 جرامًا من الذهب الخالص عيار 24 الذي كانت النقود تصنع منه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وليس الحال كذلك بالنسبة للعيارات الأخرى مثل 21 و18 و14، فهذه  تمثل نسبة الذهب بها 21 جزءًا أو 18 أو 14 جزءًا من 24 جزءًا، وبالتالي فإن نصابها أكبر من 85 جرامًا، فكلما قلت نسبة الذهب زاد الوزن المقوم بالجرامات، كما أشار إلى أن النصاب الذي يجب أن نقدر به زكاة المال الآن ليس نصاب الذهب، لأن الأوراق النقدية لم تعد مغطاة بالذهب، والأولى الأخذ بنصاب الفضة وهو 600 جرام تقريبًا، لأن ذلك يحقق مصلحة أكبر للفقراء، لأن عدد من تجب عليهم الزكاة سيكون أكبر.