د. محمد أبو فرحة لمرتادي مسجد الهداية: كيف تصبح خطيبًا مؤثرًا؟
كتبت – أمل أحمد
كيف تصبح خطيبًا مؤثرًا؟ كيف تحقق التواصل مع الجماهير وتمتلك فن الإقناع؟
كيف تعرف أنواع البشر وطرق التواصل مع كل نوع؟ كانت هذه محاور الدورة التدريبية التي قدمها الدكتور محمد أبو فرحة، الخبير والمدرب في التنمية البشرية، في مسجد الهداية عقب صلاة العصر يومي الثلاثاء والأربعاء 31 أغسطس والأول من سبتمبر، وقد عقدت بالمسجد لارتباطها بإعداد الأئمة والدعاة، وليستفيد منها من يمكن أن يمارس هذا العمل في تحقيق التواصل مع الناس، وتوصيل المعلومة وفتح القلوب.
في البداية ناقش الدكتور أبو فرحة أسباب الخوف التي يمكن أن تعتري البعض من تقديم أو عرض أفكاره وآرائه أمام الناس، ومن هذه الأسباب:
-عدم الاستعداد بما فيه الكفاية.
-الخوف من المجهول أو غير المتوقع
- الخجل
- الخوف من نسيان الكلام أثناء الحديث
- احتمال أن يفقد الإنسان أعصابه إذا تعرض لموقف صعب
- وجود ذكريات مريرة من تجارب سابقة
- عدم الثقة بالنفس (شكلي مضحك)
أسلوب المعالجة
ثم ناقش أبو فرحة أسلوب معالجة هذه المشكلات وطرق التغلب على الخوف:
1-جهز نفسك بالمعلومات المطلوبة، بحيث تتوفر لك إحاطة جيدة بالموضوع، وفي هذا الصدد ينقل د.أبو فرحة عن أحد الصحفيين أنه قبل لقائه أحد الوزراء بحث جيدًا بحيث توفرت لديه معلومات أدهشت الوزير نفسه فعقب بقوله إن تلك المعلومات لا تتوفر لدى وكيل الوزارة.
2-الثقة بالنفس؛ وليس المقصود بذلك أننا نتحدث عن شخص فاقد الثقة في نفسه، ولكن المقصود تعظيم الثقة بالنفس عن طريق التفكير الإيجابي، وهناك أمور تساعد في تعزيز الثقة بالنفس مثل نغمة الصوت التي تتحدث بها، وطريقة الجلوس وغيرهما.
3-تخيل النجاح؛ والسعي إليه لما فيه من فائدة، ونتذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم" البخاري.
4-تذكر أشياء طريفة أو جديدة بدلا من الذكريات المريرة.
5-المظهر العام والهندام الجيد.
6-التدريب على الإلقاء، وهناك من يقف أمام المرآة ويراقب أداء نفسه.
7-التنفس الصحيح والنوم الكافي دون زيادة أو نقصان.
8- اعرف المشاهدين أو المستمعين: من هم؟ وما خلفياتهم؟ وكذلك السن والنوع والمستوى الثقافي والمهن واللغة، لتختار طريقة الكلام المناسبة لهم، واهتماماتهم: ما الذي يريدون سماعه: أرقام – قصص –احصاءات أو غير ذلك.
9-المكان الذي ستقدم فيه العرض وطريقة الوصول إليه إن كنت تذهب إليه لأول مرة، والأجهزة المتوفرة التي تساعد على تقديم العرض.
10- هل ستقدم العرض منفردًا أم سيكون هناك آخرون، وعم يتحدثون؟
11- العمل على تحقيق التواصل مع الجمهور بالنظر إليهم وسؤالهم وتبادل البيانات معهم.
بناء الموضوع
إذا تغلبت على المعوقات وقررت تقديم العرض فإن الخطوة التالية هي بناء الموضوع الذي ستعرضه، مع تذكر أن الناس تحتاج إلى طريقة عرض جيدة. ولنتذكر حكاية الرجل الأعمى الذي كان يحلس في الطرقات ينتظر صدقات الناس وأمامه لوحة مكتوب عليها: "أنا ضرير .. ساعدوني"، وفي أحد الأيام مر عليه رجل فقال له إنه سيساعده بأن يغير له اللوحة الموجودة أمامه، ولاحظ الضرير أن الصدقات قد زادت بعد تغيير اللوحة، فقد وضغ الرجل لوحة رسم فيها صورة قلب وأزهار ومعها طلب من الناس للمساعدة كي يسترد نظره ويرى جمال الأزهار.
وينصح أبو فرحة بأن نكتب كل ما نريد أن نقوله.. ولا نهتم في هذه المرحلة بترتيب الأفكار بل نكتب كل ما يرد على الذهن، ثم نقسم الأفكار إلى مجموعات رئيسة، ونحن نفكر في المستمعين؛ ما الذي يعرفونه بالفعل وما الذي يريدون معرفته؟ وما الذي تريدهم أن يعرفوه.
مقومات نجاح التقديم
ليس شرطًا أن تكون أكثر المتحدثين علمًا، وإنما المهم:
قبل التقديم:
التدريب الجيد لاستيعاب المادة
ترتيب الهندام وارتداء الملابس الرسمية المريحة المناسبة من حيث المظهر واللون .. الخ، مع مراعاة تجنب المبالغة في التزين
الحضور في وقت مناسب قبل العرض.
أثناء العرض:
استخدام اللغة المناسبة للمستمعين
حسن استعمال الصوت (وضوح المخارج – الرسم الصوتي للأشكال والأحاسيس – الإيقاع المناسب)
العمل على الاستحواذ على انتباه المستمعين
الثقة بالنفس وعدم التوتر
استخدام روح الدعابة
تناغم حركة الجسد مع الصوت؛ فقد وجد أن أكثر العناصر تأثيرًا هي لغة الجسد وقد نالت 58% من التأثير، تليها نبرة الصوت بنسبة 37% ثم الكلام بنسبة 5% فقط.
حسن العرض
حسن الفهم
حسن الإدراك
حسن الاستماع
رفع مستوى مشاركة المتدرب ليكون عنصرًا من عناصر النجاح
إظهار الاهتمام، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل على السائل بكليته، أي يعطيه كل الاهتمام
والشعور بحرية في إبداء الرأي والأسئلة
الاحترام
مراحل الأداء
1- مقدمة عامة عن الموضوع
2- استعراض الموضوع
3- خلق علاقة بين الموضوع والمستمع بغرض جذب الاهتمام
4- تحديد النقاط الرئيسة لكل جزء من أجزاء الإطار العام وترتيبها بحيث تصير مترابطة.
5- التقديم
6- الاستعانة بالأمثلة والحكم والأقوال والتجارب التي يعرضها مقدم العرض أو يطلب من المتدربين تقديمها
7- العصف الذهني، والتفكير ومحاولة إيجاد الحلول
8- الختام وتلخيص ما سبق
9- فقرة الأسئلة
10- التحلي بمهارات التقديم أي الانتباه والملاحظة
ومن عناصر الانتباه أن تضع نفسك في مكان يراه الجميع، مع توزيع النظر على كل الحضور، والتحرك وسط الحضور أثناء الحديث، والابتسام، والتناغم بين لغة الجسد والحديث (حركات الرأس واليدين وتعبيرات الوجه)، والحضور الذهني الدائم، مع ملاحظة مختلف التفاصيل أثناء العرض.