د.نبيل فاروق "رجل المستحيل": أنا زهقت!
* يؤرقني في الرحاب: السير عكس الاتجاه والتواجد الشكلي لرجال الأمن
* سأعلن عن الاسم الحقيقي لرجل المستحيل عندما يأتى الوقت المناسب
* طردتني أربع دور نشر.. أحدهم كان يصر على تسليمي للأمن لمجرد أني ناقشته
* متفائل خيرًا بمستقبل مصر.. والتاريخ يثبت ذلك
حوار نسمة جاد
د.نبيل فاروق أو "رجل المستحيل" هو أشهر روائي عربي في أدب الجاسوسية والخيال العلمي، له مجموعة كبيرة من القصص الموجهة أساسًا للشباب، يقرأ له الكثير من المراهقين والشباب العرب، قدم عدة سلاسل قصصية من أشهرها "ملف المستقبل"، و"رجل المستحيل"، و"كوكتيل 2000", وقد سكن في الرحاب حديثًت.. التقيناه عبر سطور هذا الحوار
حدثنا عن نفسك
أنا من مواليد 9 فبراير عام 1956 بمدينة طنطا، نشأت فيها في عائلة متوسطة الحال وبدأ اهتمامي بالقراءة منذ طفولتي، وكان والدي يشجعني على ذلك, وبدأت الكتابة منذ المرحلة الإعدادية، وفي المرحلة الثانوية التحقت بجماعة الصحافة والتصوير والتمثيل المسرحي في مدرستي, وتخرجت في كلية الطب عام 1980 وقبل تخرجي بعام واحد؛ أي في عام 1979 وكان عمري وقتها 23عامًا حصلت على جائزة من قصر ثقافة طنطا عن قصة "النبوءة". بدأت عملي كطبيب في بلدتي أبو دياب شرق، حيث تعرفت بالدكتورة ميرفت راغب، وتزوجت بها عام 1985 ورزقت بثلاثة أبناء شريف وريهام ونورهان.
هل النشأة الريفية كونك من مدينة طنطا أثرت على كتابتك الروائية والقدرة على التخيل؟
طنطا مدينة، ولا يوجد بها أى سمة من سمات القرية، والإبداع موهبة، ليس له علاقة بالنشأة.
هواياتك بخلاف القراءة؟
لا تعد القراءة هواية، إنما هى أساس من أسس الحياة، وهواياتي جمع الطوابع، والعزف على الجيتار، والرسم، وكنت أمين اللجنة الفنية بالكلية وكنت معروفًا أثناء درستى الجامعية كرسام وليس كاتبًا نهائيًا، أما الآن فلا أحد يعلم أنى كنت رسامًا، والتصوير الفوتوغرافى هى الهواية التى مارستها طيلة حياتى وحصلت على دبلومة من الولايات المتحدة الأمريكية بها.
مثلك الأعلى في الأدب العالمي والمصري؟
كلمة مثلك الأعلى سؤال خادع يتردد عبر التاريخ، وهو خاطىء تمامًا، فلا يوجد مثل أعلى إنما هي مُثلٌ عليا، لأن الشخص يُعجب بأكثر من كاتب لسبب ما فأنا أحب آرثر كونان دويل مبتكر شخصية شارلوك هولمز فى منطقيته، وتوفيق الحكيم لخياله الجامح، وعبد الحميد جودة السحار فى البساطة والسلاسة فى الأسلوب حيث يستطيع أى شخص أن يفهمه، وأجاثا كريستي وهى كانت بالنسبة لى التطوير لأسلوب آرثر كونان دويل.
هل تحب كتابة القصص البوليسية؟
لا.. فأنا كتبت قصص جاسوسية، وخيال علمي ورومانسي، ونلت جائزة الدولة التقديرية في كتابة الخيال العلمي.
لماذا تميزت في كتابة الروايات الجاسوسية وقصص الخيال العلمي؟ وهل تختار نوعية القصص التي تكتبها أم أن تفكيرك يرشدك لنوعية معينة؟
لاأؤمن بتخصص الكاتب في نوعية معينة من الكتابات؛ فالفكرة هي سيدة القرار وطالما تواجدت بأبعادها أكتبها سواء كانت اجتماعية أو رومانسية، فأنا لا أتخصص في نمط واحد من الكتابات وإذا تم تصنيفي سيكون في كتابة قصص الخيال العلميـ إنما أدب الجاسوسية ناتج عن الخبرة والقراءة المتعددة عن هذا العالم والالتقاء قبل الكتابة بمجموعة من الأشخاص قاموا بعمليات جاسوسية.
لماذا لاتسعى لتحويل رواياتك إلى عمل درامى سواء أفلام سينمائية أو مسلسلات؟
لست منتجًا كى أقوم بتحويل روياتى إلى أفلام أو مسلسلات، والمنتجون هم من يسعون إلى ذلك ولا أعتقد أن نجيب محفوظ بذل أي جهد لتحويل رواياته إلى أعمال درامية، إنما السينما هي التى جرت وراءه.. وأنا لم أحاول ولن أحاول في هذا المجال.
لو عرضت عليك الفكرة ستوافق أم تتخوف من تغيير الأحداث وتشوية العمل؟
سأوافق.. فما المانع، مثلا نجيب محفوظ تحولت قصته "بين القصرين" إلى فيلم, وإذا تم التغير في الأحداث لا يحق له الاعتراض لأنها في النهاية رؤية سيناريست ومخرج العمل، لاختلاف اللغة الدرامية عن لغة الكتابة. وسيظل كتاب نجيب محفوظ في السوق يحمل اسمه وهو المرجع الأساسي، فتلك الفكرة ليس لها معنى.. فكل عمالقة الأدب تحولت أعمالهم إلى قصص سينمائية.
متى ستعلن عن اسم أدهم صبرى الحقيقي والذي ظللت تكتب عنه في رواياتك لمدة 25 سنة؟
عندما يأتى الوقت المناسب.
ومتى سيأتى الوقت المناسب؟
عندما يحب صاحب الشخصية الحقيقية الإعلان عن نفسه.
هل تعتقد أن أسرائيل تكره رجل المستحيل؟
لا.. لكن كُتب في أحدى الجرائد الإسرائيلية أن رجل المستحيل جعل جيلاً لم يعش الحرب يكره اسرائيل، وفي قناة الجزيرة قيل عنه إنه تحول إلى رد فعل الشارع بمعنى أنه حين تحدث مشكلة العراق تتصدر القصة قائمة المبيعات، أو يغضب بوش من مصر فيصبح أدهم صبرى ضد الإدارة الأمريكية, وهكذا تحولت الشخصية إلى رد فعل الشارع العربي، وهو كل ما كتب عن رجل المستحيل رغم أنه لا يمثل وجهة نظري الخاصة.
وما وجهة نظرك تجاه رجل المستحيل؟
لا أستطع وضع وجهة نظر.. أنا أقوم بكتابة الشخصية وعلى الآخرين أن يصرحوا إن كانت أثرت فيهم أم لا، ولكنى أشعر أن قراءة الشباب للقصة هو العيش بإحساس وطنى لناس لم يعيشوا حلمًا قوميًا.
كتبت مقالة بعنوان "الحرافيش" وفرقت بين حرافيش نجيب محفوظ وحرافيش 2010 ؟
نجيب محفوظ كان دائمًا يرمز إلى الشعب بالحرافيش، والسلطة بالفتوات، على أساس أن السلطة تمارس الفتونة على الناس كونها سلطة غير شرعية مستخدمةً القوة، والقهر، والعافية، وتقوم بتزوير الانتخابات مستخدمةً الشرطة التي تحولت إلى عصا الطاغية وبالتالى امتهن رجل الشرطة المهنة التي ينبغى عليه محاربتها.
فأنا قارنت بين حرافيش نجيب محفوظ وحرافيش اليوم ولم أفرق بينهم، وكتبت أن الحرافيش هم الشعب، والسلطة أصبحت الفتوة تطغى بجبروتها بالنبوت وتخضع الشعب غصبًا عنه وتأخذ منه إتاوات وتفرض عليه رسومًا دون وجه حق.
وفى رأيك أين الخطأ؟
"فينا احنا.. طالما الشعب ساكت يستاهل كل اللى يجرى له"
متى يمكن أن يفيق الناس. هل لابد أن تحدث كارثة حتى يدركوا ما وصلوا إليه؟
أفهم من كده أن الناس لا تشعر أنها تعيش بمجتمع انتشر فيه القهر، والارهاب، وغياب الحريات، والقمع، والتعذيب، والرشوة، والاحتجاز دون وجه حق، وغياب القانون، والفساد والتعسفية؟ أليس كل هذا كارثة؟
ولكنهم لا يشعرون بأهمية كل هذه النقاط ويعيشون دوامة ارتفاع الأسعار؟
إذًا يستحقون ما يعيشونه.. إذا كان تفكيرهم يقتصر على الطعام، وكما قال الفيلسوف قديمًا: "من لا يفكر ينام شبعانًا كالبهائم" فالبهائم طالما أكلت تنام فليست لديها مشاكل، ولو الشعب كل مشاكله تقتصر على الطعام فما الفرق بينه وبين الجاموسة؟.
صورت مصر بعد ثورة 1952 على أنها أصبحت عزبة قرر الضباط الأحرار الاستيلاء عليها لخدمة مصالحهم وتعاملوا من منطق ملاك العزبة وليس نظارها.. أليس هذا تشويهًا للتاريخ ؟
مصر عرفت الديكتاتورية بعد ثورة 1952، فالملك فاروق كان يملك ولا يحكم بموجب الدستور المصري في ذاك الوقت؛ إذًا لم يكن ديكتاتورًا وكان من يحكم هي الحكومة المنتخبة لأحد الأحزاب من قبل الشعب، وبذلك تنتقل السلطة من حزب لآخر. وعلى سبيل المثال عندما طلب فاروق سلفة من البرلمان لشراء حجرة نوم لزوجته ناريمان رفض البرلمان اعطاءه المبلغ المالي، وأتحدى واحدًا يتحدث عن الديمقراطية اليوم يقول كم تكلفت غرفة الرئيس مبارك. ثم نتحدث عن حركة يوليو التي وضعت قاعدة رؤساء لا يغادرون الكرسي إلا إذا فارقوا الحياة فليس لدينا منذ ثورة 52 رئيس سابق يمشي بقدميه على أرض مصر حتى هذه اللحظة بعكس ما كان في عصر ما قبل حركة يوليو؛ كان رؤساء الوزراء يجلسون على كرسي المعارضة عندما يكسب الحزب المنافس.
والإنجازات التي حدثت في عهد الثورة، وإعادة توزيع الثروات على المصريين كنوع من المساواة الاجتماعية بين الأفراد.. ألا تعد هذه ايجابيات؟
أنا ممكن أعطي الناس الذهب وفي نفس الوقت أضربهم بالكرباج، فإذا كانوا يقبلون هذه الحياة أقبل الانجازات، ومعنى ذلك أنه قبل الثورة لم تكن هناك انجازات! فمشروع السد العالي الذي أعتبروه أهم انجازات الثورة كان مخططًا تنفيذه قبل ثورة 1952. قاموا بتأميم الأراضي الزراعية ووزعوها على الفلاحين فماذا كانت النتيجة؟ هل تطورت الزراعة؟ بالعكس فكان أصحاب الأراضي الكبيرة قادرين على شراء جرارات زراعية لـ500 فدان، ولكن إذا امتلكت خمسة أفدنة بالطبع لن أشترى جرارًا. بعد الثورة ترك الفلاحون الأرض واشتغلوا موظفين واشتروا "عيش" الحكومة بدلا من إعداد الخبز فى البيت وامتنعوا عن تربية الفراخ ويشترون الفراخ البيضاء.، أنشأت الدولة مدارس مجانية لكن الخريجين اليوم فى الشارع يعانون البطالة. فالانجاز هو الذي يظهر تأثيره على المدى البعيد. يجب أن ننظر على الواقع بعيدًا عن كلام الكتب. كل شىء سموه انجازات كانت تداعياته في النهاية خرابًا لم نستطع الخلاص منه حتى الآن، واليوم نحاول العودة إلى ما كان عليه الحال قبل الثورة حتى تنمو بلدنا وتتنفس؛ بمعنى أن كل خطوة في الاصلاح هي خطوة للرجوع إلى ما قبل الثورة.
كتبت أن التفاؤل حتمي ووجهت اللوم للشباب في كثير من الأمور واتهمتهم بأنهم يضعون العراقيل والصعاب مبررًا لإحباطهم؟
بسبب وجود وظائف كثيرة تبحث عن مشتغلين، لكن الشباب عايز شغل بـ1000 جنيه دون كفاءة ولايزال يتصور دور وزارة القوى العاملة، وأن الوظيفة عبارة عن مكتب يجلس عليه، فالشباب قوة كبيرة بالمجتمع نحتاج اليها, فمثلا فى شركات الاتصالات بل وكل من يعمل بإدارة القطاع الخاص بمصر شباب، ومع ذلك هناك الكثير من الشباب الذي لايريد أن يكتسب أي مهارة بعد التخرج، فخريج التجارة معه 5000 خريج مثله، وهو لا يرغب في التفوق عليهم داخل سوق عمل يكتفى بـ300 شخص ويختار أفضلهم.
شباب اكتفى بالجلوس في البيت والشكوى طوال الوقت، فمن يسعى للعمل هو الذي يعمل دون النظر إلى التفاصيل، هناك شاب نائم على الكنبة يتفرج على التليفزيون مستسلم للواقع ويطلب ديليفرى في التليفون، هذا الديليفري هو شاب آخر قد يكون خريج نفس الكلية. أنا أحترم عامل الديلفيرى أكثر من الأول لأنه سعى للعمل وعارف أنه سيتدرج فى هذه المهنة وسيصبح مشرفًا ثم مديرًا أو يعمل إلى أن يجد فرصة أفضل.
أما من جهة انعدام التفاؤل فناتج عن ضعف الإيمان. قال الله سبحانه وتعالى" ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" (النساء -79)، والشخص المتشائم يرى بكرة أسوأ من النهاردة، لكن حتمًا التاريخ يقول: غدًا أفضل، فكلما اشتد الظلام كلما كانت هذه هى بداية الفجر.
لماذا تنازل الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للمجالس النيابية عن البلاغ المقدم ضدك أنت وإبراهيم عيسى بسبب مقال "حمار شهاب الدين آخر نكتة"؟
لأنه رجل محترم، عندما تكلمنا في البداية كان غضبانًا واعتذرت له، وفوجئت أثناء سفري للعلاج بأمريكا بتقديم البلاغ للنيابة وطلب مني بعدها المحامى العام الإدلاء بأقوالي، وتكلم معي محامى الدكتور مفيد وقلت له: أصبح لا يصح الاعتذار بعد تقديم البلاغ لأنه في هذه الحالة سيعتبر نوعًا من الجبن، وفوجئت باتصال من أحد أصدقائي يخبرني بتنازل الدكتور مفيد عن البلاغ المقدم ضدي فاعتذرت في ذلك الوقت وقفلت الموضوع.
كيف كان تأثير زوجتك الدكتورة ميرفت راغب على حياتك؟ وهل حقيقي وراء كل رجل عظيم امرأة؟
نعم، هي أقتنعت بى منذ صغرى وقد صرحت لها بأنى "عايز أكون كاتب" ولم يتأثر ارتباطنا على الرغم من أنه لم تكن هناك بوادر تشير إلى نجاحي، والحمد لله بعد كفاح طويل وطردي من أربع دور نشر؛ أحدهم كان يصر على تسليمي للأمن لمجرد أني ناقشته ورفضه تمامًا فكرة أن تبنى القصة على شخصية فردية، مع ذلك لم تتخل عنى زوجتي طوال الوقت رغم أني استقلت من مهنة الطب وتفرغت للكتابة واستمرت هى في عملها كطبيبة ورغم أننا في مجالين مختلفين إلا أن المساندة موجودة.
الأهم بالنسبة لك.. العمل الاعلامى أم العمل الروائي والكتابة؟
ولم الإصرار على المقارنة بين مجالين مختلفين؟ إذا قلنا أيهما أهم شرب الماء أم التنفس فماذا سيكون اختيارنا؟ لا يوجد تعارض أو اتفاق بين الاثنين، وأهميتهما بالنسبة لي على قدر من المساواة كما أني أقوم بأعمال أخرى من كتابة سيناريو وإعداد برامج، وقمت بتقديم برنامج إذاعى وبرنامج على قناة النيل الثقافية، وآخر على قناة أزهري.
تحمل مذكراتك عنوان "أنا زهقت".. لماذا؟
زهقت لأن المجتمع لم يصبح بسيطًا مثلما كان، زمان كان كل شىء بسيطًا وهادئًا، والناس كانت تأخذ الأشياء ببساطة وسلاسة، أما الآن فقد دخل التعقيد فى كل شىء، وينتاب الناس شعور مستمر بالخوف تجاه أشياء لا تدعو لذلك، يعنى لو سألت شخصًا سؤالا سيرد بسؤال.. مثلا لو سألت شخصًا وقلت له: أنت خارج؟ سيرد: أنت عايز حاجة؟ والمفروض أن تكون إجابته بنعم أو لا. طول الوقت جرس الباب يضرب والتليفون يرن.. حاجة مزعجة لدرجة أنى أتسائل: متى يشتغل الناس؟ كيف يحدث انتاج مع كل هذا الكم من الإزعاج والأطفال الذين يلعبون فى الشارع ويسببون الإزعاج ولا يمنعهم أحد، فكل هذه الأشياء هى تداعيات زهقي. فكل المعاني والمبادىء الجميلة فُقدت، حتى المبادىء أصبحت ترهقني مع الآخرين لأنهم غير قادرين على تخيلها والبعض يعتبرها تمثيلاً، في حين أنها أفكاري ومبادئي طيلة حياتي، لكن كل شىء مشكوك فيه ومرفوض من الآخرين.
متى ستنتهى من كتابة مذكراتك؟
دا التعقيد الذي أتحدث عنه. أنا أكتب مذكراتي ولا أعرف متى "أقفلها".. بعد أسبوع، أو شهر، أو 15سنة.. ليست قضيتي.. أنا أكتب بانسيابية، فكتابة الأفكار لا تنتهي، فلماذا التحديد؟ فالأدب، والخيال والفن إبداع لا يتم تحديده بمواعيد فإذا جاء التعسف وانتهت التلقائية أصبح الفن حرفة.
من المقرر إذاعة برنامج لك قريبًا على قناة الحياة.. فماذا سيكون مضمونه؟ وما الجديد الذى ستقدمه من خلاله؟
سأقدم بعض المعلومات عن المخابرات وأسرار الكرة واللاعبين مع تقديم أفلام كرتونية لبعض القصص.
قصتي مع الرحاب
منذ متى وأنت تسكن بالرحاب؟
سكنت بالرحاب هذا العام ولكنى أملك مكتبًا بالمدينة منذ أربع سنوات.
لماذا اخترت الرحاب للسكن بها؟
وقع اختياري على مدينة الرحاب لبحثي عن مكان هادىء بعيدًا عن زحام القاهرة. يكفى أنها مقسمة؛ فالمناطق السكنية فى مكان، والأماكن المزدحمة كالفود كورت فى مكان آخر, فلا يوجد في المناطق السكنية ازعاج؛ ويكفى عدم وجود محلات بالدور الأرضي كما هو شائع فى مصر بأكملها ولا يوجد صاحب محل يشغل قرآن الساعة السادسة صباحًا بصوت مرتفع اعتقادًا منه أنه سيأخذ ثوابًا كبيرًا ولا يحق للآخرين أن يشكوا أو ينزعجوا من الصوت المرتفع حتى لو كانوا مرضى، فلديه قناعة بالمفاهيم الدينية بشكل معكوس، فهو لا يعلم أن الدين لا ضرر ولا ضرار، بحيث لا يعتدي على حرية الآخرين.
وأشعر الآن في الرحاب أني بعيد عن هذا الجو خصوصًا أن أمامي مساحة واسعة حتى لو هناك صوت عالٍ يذوب ولا أشعر به.
وما السلبيات التى تراها بالمدينة؟
حدوث خلل كبير في النظام، كانت هناك حواجز عند مداخل ومخارج الطرق تجبر قائدي السيارات على اتخاذ اتجاه واحد أما الآن فقد أزيلت هذه الحواجز مما يسمح للناس بالسير في عكس الاتجاه وسيؤدى ذلك إلى حوادث كثيرة فى المستقبل.
والمشكلة الثانية ضياع سلطة الأمن، والتواجد غير المحسوس للشرطة؛ فكل ما فعلته نقطة الرحاب منذ مجيئها هو احتلال جزء من الطريق، لأنها ليست شرطة خدمة، ففكر رجل الشرطة لم يعد يسعى لخدمة المواطنين بقدر ما هو فكر استحواذي.
نشرت مقالا عن سباق الموت فى الرحاب فهل تم اتخاذ موقف من هؤلاء الشباب؟
أصبح الموضوع أهدأ كثيرًا بعد كتابة المقال ولم أر السيارة التى كانت مداومة على هذه السباقات والتي كتبت رقمها فى المقال ولا أعلم ماذا حدث بعد ذلك.
ما النصيحة التى تقدمها لشباب الرحاب بسبب الشكوى المستمرة من سلوكهم الذي لا يراعى العادات والتقاليد؟
أعتقد أن أغلب الشباب الذين تنتج عنهم أساليب غير لائقة بالمدينة هم من خارج الرحاب، فمنطقة الفود كورت تجذب عددًا كبيرًا من الشباب غير القاطنين بالمدينة، ومن هنا تأتي الفوضى وعلى سكان المدينة التصدي لهؤلاء الذين ليس لديهم احترام للآخرين.
من رجل المستحيل فى حياة نبيل فاروق؟ وكيف ترى ملف مستقبل مصر؟
لا يوجد بذهني رجل المستحيل لأني من الأشخاص الذين لا ينبهرون بأحد، ولكن عن أصدقائي فمعظمهم سافر خارج مصر، والصديق الوحيد لي هو حمدى صاحب المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع أتحدث معه دون حواجز وأشعر أن مصلحتي تهمه.
وعن مستقبل مصر فأنا متفائل وأراه خيرًا والتاريخ يقول ذلك، وأنا أؤمن به فكل الأنظمة تتغير للأحسن، فأمريكا سنة 1929 كانت مليئة بالمرتشين من الشرطة وأعضاء الكونجرس، فكل شىء بالوقت يتحسن والتطور قادم.
طالع أيضا
د. نبيل فاروق صاحب "رجل المستحيل" يروي رحلته مع الخيال.. ونظرته للمجتمع