أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - كيف تطبق مع نفسك معنى الحساب والمحاسبة؟ - 2010-10-05


الشيخ بلال عبد المحسن

كيف تطبق مع نفسك معنى الحساب والمحاسبة؟

كتبت- أمل أحمد
الشيخ بلال عبد المحسن أحد أئمة مدينة الرحاب المتميزين، وهو شغوف بالعلم، مهتمٌ بنقله إلى رواد مساجد الرحاب. ويوم السبت الماضي الثاني من أكتوبر 2010 تحدث الشيخ بلال في الدرس الأسبوعي بمسجد أحمد عفيفي عن اسم الله "الحسيب" ضمن سلسلة دروسه عن أسماء الله الحسنى. فمعرفة أسماء الله الحسنى من الأمور التى يرى الشيخ أنها ذات أولوية كبيرة، فهي أصل الإيمان وغايته، إذا عرفناها زاد الإيمان فينا وازداد يقيننا في الله تعالى. والعلم بها أشرف العلوم وأجلها لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم هنا هو الله تعالى، وهي معرفة تعطي الإنسان قيمة، كما أن الجهل بها يخفض من قيمته.
و كلمة الحسيب هي صيغة مبالغة اشتقت من كلمتين هما الحساب والمحاسبة:

الحساب بمعنى الكفاية

أما الحساب فهو بمعنى الكفاية، أي أن الله مبالغ في كفايته للمؤمنين. فالله لا يخذل عباده أبدًا، وإن لم يعطهم ما سألوه فإنه يلقي عليهم السكينة والتسليم والاستقرار النفسي. ولكي تدخل في كفاية الله تعالى عليك أن تتوكل على الله "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" (الطلاق- 3)، وأساس التوكل هو الثقة في الله.

وفي هذا الصدد حدثنا القرآن عن موقف المسلمين في غزوة بدر " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة" (آل عمران -123) وعن تلك الواقعة جاءت الآيات: "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" (الانفال- 64) والواو هنا فيها ثلاثة أوجه:

1- حرف عطف و"من" معطوفة على "النبي" أي أن الله يكفيك ويكفي المؤمنين، فالكفاية والحسب والتأييد للنبي وللمؤمنين.
2- الواو استئنافية، والمعنى أن الله يكفيك كفاية خاصة ونصرة خاصة، أما من اتبعك من المؤمنين فلهم كفاية على قدرهم لاختلاف قدرهم عن قدر النبي صلى الله عليه وسلم.

3- الوجه الثالث ممتنع، وهو أن "و" حرف عطف، و"من اتبعك من المؤمنين" معطوفة على اسم الجلالة، وهو معنى غير جائز لأن الأدنى (المؤمنين) لا يكون حسيبًا للأعلى (النبي). ويستدل على ذلك من آية أخرى في قوله تعالى:" ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون" (التوبة -59) ففي هذه الآية لم يشرك الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الحسب، فكيف يشرك المؤمنين معه وهم أقل منزلة من النبي؟

غزوة بدر

وعلى قدر الثقة في الله تكون الطمأنينة والهدوء وراحة البال، ففي غزوة بدر كيف نتخيل أن يراود النوم أجفان أحدٍ من الصحابة وهم على وشك مواجهة قريش، وهم لم يخرجوا من المدينة للقتال، كما أن قريشًا تزيد عنهم في العدد ثلاثة أضعاف وفي العتاد أكثر من ذلك، ولكن الله تعالى هو الذي أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام" (الأنفال - 11)

وفي الغزوة ذاتها قال سعد بن معاذ كلامًا سر له النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد أخذ النبي البيعة من الأنصار على أن يحموه في المدينة لا خارجها، فلما قدر الله أن تكون الحرب مع قريش خارج المدينة أراد النبي صلى الله عليه وسلم استيضاح رأي الأنصار فتكلم سعد بن معاذ لصالح المواجهة العسكرية وقال:  " لَقَد آمنّا بك وصدقناك، وشهدنا أَن ما جئت به هو الْحق، وأَعطيْناك على ذلِك عُهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة .. فامض يا رسول الله لما أَردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فَخُضته لخضْنَاه معك، ما تخلف منا رجلٌ واحدٌ وما نكرهُ أَن تلقى بنا عدونا غدا، إنّا لَصُبُرٌ في الْحربِ صُدُقٌ في اللّقَاء. لَعلّ الله يُرِيك منا مَا تَقر به عينُك، فَسر بنا على بركة اللّه " فاستبشر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه التوكل على الله وقال إني لأنظر إلى مصارع القوم وأشار إلى مواضع مقتل كبار المشركين، وقد قتلوا بالفعل في تلك المواضع.

وفي هذا المعنى أيضًا قوله تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقال حسبنا الله ونعم الوكيل" (آل عمران-173)، أي الرجوع إلى الله القادر على أن يمنحنا الحماية والكفاية.

غزوة الأحزاب

المثال الثاني هو غزوة الأحزاب حين اجتمعت الجيوش على أبواب المدينة " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًا"(الأحزاب -9)، ولكن لثقة المسلمين العالية في نصر الله "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبًا" (الأحزاب -39) سلط الله الريح والبرد على الأحزاب فولوا مدبرين.

إن ثقتك في الله يجب أن تكون أكبر من ثقتك في ملك ينزل إليك، وهذا حال سيدنا إبراهيم إذ جاءه الملك بعد أن ألقي في النار يسأله هل لك حاجة فقال: "أما إليك فلا، وأما حاجتي فإلى الله"، رغم أنه يعلم أن الملك مرسلٌ من ربه.

الحسيب بمعنى المحاسب

المعنى الثاني لكلمة الحسيب هو المحاسب: والمحاسبة ترجع للعلم، فالله سبحانه أعرف بك من نفسك، فهو عليم بذات الصدور، ويعلم ما توسوس به النفس، ويعلم السر وأخفى. "لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير" (البقرة -284).

كما أن الحسيب أيضًا شديد الحساب، وسريع الحساب.
 "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدًا" (الكهف-49).

التخلق باسم الحسيب

وهنا نأتي للجانب العملي الذي نستخلصه من الدرس وهو أن نتخلق باسم الحسيب؛ بأن يكون كل منا حسيبًا للحق ناصرًا له، محاسبًا لنفسه، وقد كان عمر بن الخطاب يحاسب نفسه ويخشى من الحساب يوم القيامة فيقول: ليت أم عمر لم تلد عمر.
ومن المحاسبة أن تشترط على نفسك فعل الخير وترك المنكر
وأن تجعل لنفسك موعدًا للحساب في آخر اليوم لترى إن كان ما فعلته يمكن أن يكون سببًا لدخول الجنة أو غير ذلك.

 

عدد الزيارات 170

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا