الوالدية الإيجابية
ما هي الوالدية؟
هي الصفات التي يجب أن تتوافر في الوالد الذي أنجب وهي تختلف عن صفات الأب الذي يربّي.
وكيف تكون إيجابية؟
بالبرمجة الإيجابية التي يجب أن يمارسها الوالد على ولده في مخاطبته كرسائل لغرس تقدير الذات لديه مع تجنب البرمجة السلبية.
وما هو تقدير الذات؟
إنه إدراك الفرد لأهميته التي تدفعه إلى التصرف بمسؤولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين وتفعيل قدرته على مواجهة تحديات الحياة والشعور بأنه جدير بالسعادة والاحترام.
أي ... أننا سنتحدث عن كيفية إرسال رسائل إيجابية للطفل عن طريق ثلاث وسائل هي الحب والحديث والانصات لنصل به ليكون شخصا مسؤولا قويا جديرا بالحياة السعيدة.
أنا أحب – أنا أتكلم – أنا أنصت
ولكن قبل أن نتكلم عن هذه الأدوار الخاصة بالوالدين يجب أولا أن نعرف كيف يتلقى الطفل كل ما نرسله إليه من رسائل سواء كمشاعر أو أوامر.
كيف يرى الطفل العالم؟
الفيل والاطفال
في تجربة على مجموعة من الأطفال قام العلماء بتغطية عيون الأطفال وأدخلوهم من عدة جهات الى غرفة كبيرة بها فيل وقيل لهم أنهم سيشاهدون الفيل وطلب منهم بعد ذلك وصف ماهية الفيل، ولأن عيونهم مغطاة فانهم اعتمدوا على اللمس فالطفل الذي أمسك قدم الفيل قال في وصفه: إن الفيل مثل الماسورة الكبيرة، والطفل الذي أمسك الذيل قال: إن الفيل رفيع جدا وقصير مثل الثعبان الصغير وهكذا فإن كل طفل وصف الفيل من منظوره الخاص وبالطبع فان هذا المنظور ليس بالضرورة صحيح بل في الغالب خاطيء.
وهذا ما يحدث بالضبط مع الحياة والعالم من حوله، فالطفل بادراكه القليل يرى العالم بمنظوره ويظل هذا المنظور يؤثر فيه طيلة حياته حتى مماته.
وجد العلماء أن الطفل يكتسب 35% من قيمه الحياتية والشعورية حتى السادسة من عمره وتصل الى 75% في الثالثة عشر وتصل 100%في الثامنة عشر ويقضي بقية سنواته التالية للتغلب على مشكلات الخمس سنين الاولى(إن وجدت).
كيف ترى نفسك؟
هل يمكن أن تكره نفسك؟
هل يمكن ان تلقن ابنك كيف يكره نفسه؟
إن كلماتك هي بذور تنمو بداخل طفلك ليرى بها صورة نفسه ويتعامل مع الحياة من منطلق هذه الصورة.
البرمجة:
قانون البرمجة :
(إن ما تركز عليه هو ما ستحصل عليه)
مثال لتفسير البرمجة:
إن قال لك شخص سأعطيك مليون جنيه على ألا تفكر لمدة دقيقتين في القرد الأزرق.
بشكل تلقائي تجد صورة ذهنية للقرد الأزرق برغم أنك بوعيك لا تريد أن تفكر فيه.
كيف نتفهم الصورة الذهنية؟ ..( وهي أول ما تراه في مخيلتك عند سماع كلمة معينة )
استشعر نفسك وانت تتذوق ليمون حامض بالتأكيد ملامح وجهك ستعطي تلقائيا شعور الحموضة لأنك استشعرت الصورة الذهنية بالكامل وتأثرت بها.
كيف يعمل العقل الباطن؟
علينا أن نتعامل مع العقل الباطن على أنه شخص غبي يستقبل كل ما يمر عليه بدون تحليل أو تفكير و يسجله ويصدقه ويتصرف على أساسه.
فاذا قلنا للطفل ( لا تجري في الشارع )، فإن التوجيه السلبي ينقسم في الدماغ الى:
لا : الرسالة أن والدي دائما يقول لا
تركض : صورة ذهنية عن الركض (مثل تذوق الليمون) وبالتالي هذا ما سيرسخ في العقل . وبالتالي هذا ما سوف ينفذه.
والعقل الباطن هو دائما المستهدف في مجال الدعاية و الإعلانات فهم يستغلون البرمجة الايجابية في الإيحاء للعقل الباطن للمستهلك بشراء المنتجات المعلن عنها. في أمريكا مثلاً استفادت بيبسي بالاعلان في منتصف فيلم رعب وفي أكثر اللقطات إثارة والعيون متلهفة لرؤية ماسيحدث بأن قطع الفيلم لمدة ثوان وامتلأت الشاشة بلوجو بيبسي فقط ثم أكمل الفيلم وعند خروج المشاهدين من السينما برغم وجود مبردات بيبسي وكوكا كولا في مكانين متقابلين إلا أن الجميع اتجه الي البيبسي.
المبرمج الأول:
الرباط الالهي والحب الاول :الأم
برغم معرفتنا جميعا (للسنتين الأولتين الرهيبتين) الا أن وعد الله للأم بالجنة يبين مدى حجم المسؤولية المطلوبة منها في تلك السنتين، فالطفل يولد بحاجة الى أن يشعر بأمرين أنه مرغوب به - وأنه ذو قيمة
فاذا حدث خلل أو تقصير من الأم في توصيل هذين الاحساسين ، يظل لديه نقص وجوع عاطفي للحب ويقضي حياته باحثا عن الإشباع العاطفي بدلا من الالتفات لتطوير امكاناته. وتبدأ المشاكل الحقيقية عندما يبحث الابن أو الابنة عن الاشباع العاطفي في المكان والسن الخطأ.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا مبدأ: (طالما أن طفلك شبعان ونظيف لا تستجيبي لبكائه) وخاصة في الشهور الستة الاولى – فتلبية ندائه رسالة عن قيمته لدينا وحبنا له. ربما ستتمكنين فعلا من ضبط أوقات طعامه واستيقاظه ولكن دون ان تدركي ماذا كسرت بداخله بالضبط.