مصر بعيون رحابية: ماذا حدث في بلدنا خلال العشرين سنة الأخيرة؟
د. رفيق حيب: بدأت دورة الحراك السياسي لكن حركتها بطيئة وتأثيرها محدود
هشام علام: هل حدث إعصار أو زلزال شرد ملايين المصريين ليعيشوا في عشش صفيح ويسكنوا المقابر؟
إبراهيم سري: حدث تعمير خرساني للصحراء وليت التعمير " الأخضر " للصحراء يلحق بهذه الظاهرة الإيجابية
ياسمين أوزين: مصر كلها أصبحت كالبيض الفاسد في عيني
محمد عماد: طفرة في شبكة المواصلات
كتب- أحمد غانم ومحمود رضا
هل تغيرت مصر كثيرًا خلال العشرين سنة الأخيرة؟ الإجابة نعم دون تردد، لكن هل كان التغيير للأحسن أم للأسوأ؟ وما حجم هذا التغيير، وما المجالات التي طالها؟ هذه الأسئلة طرحناها على عدد من سكان مدينة الرحاب، وجاءت إجاباتهم عبر سطور التحقيق التالي:
توقف العنف وظهور الاحتجاجات
د.رفيق حبيب المفكر القبطي يقول: حدثت تغييرات متعددة في مصر خلال فترة العشرين سنة الأخيرة، بعضها سار في اتجاه إيجابي، والآخر سار في اتجاه سلبي.
فقد توقفت دوامة العنف بين الحركات الإسلامية المسلحة والدولة، بعد مبادرة وقف العنف للجماعة الإسلامية في مصر، وهو ما مثل أهم تطور إيجابي في تلك السنوات. ثم ظهرت حركات الاحتجاج السياسي، وأيضًا بدأت دورة الحراك السياسي منذ عام 2005، وإن كانت حركتها بطيئة وتأثيرها لا يزال محدودًا. كما ظهرت حركات الاحتجاج الاجتماعي والفئوي، التي ميزت السنوات الأخيرة، وواكبت حركة الاحتجاج السياسي.
لكن الأحوال العامة في مصر سارت إلى الأسوأ؛ فقد بات الوضع الاجتماعي هشًا، ويزداد تفككًا، من حيث أوضاع الفئات المختلفة في المجتمع، خاصة مع تزايد التضخم بصورة أدت إلى تآكل الشرائح الوسطى، ونمو الشريحة الفقيرة بصورة واضحة. وتواكب ذلك مع دخول مصر في مرحلة فشل سياسة الإصلاح المالي والاقتصادي، التي لم تستطع تحقيق نمو اقتصادي متوازن، كما لم تستطع تحقيق توسيع المجال الاقتصادي ليسع فئات واسعة من سوق العمل.
كما أن التطور الصناعي والزراعي أصبح يدور في حلقة مفرغة، ولا يحقق أي طفرة تمكن مصر من الانتقال إلى وضع اقتصادي أفضل، فالعائد الاقتصادي قاصر على فئات بعينها.
كما انتهت مرحلة تطويرالبنية الأساسية بفشل واضح، حيث بدأت البنية الأساسية التي تم بناؤها في العقود الثلاثة الماضية في الانهيار التدريجي، مما ينذر بمشكلة في المستقبل، خاصة مع تردي أوضاع الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتفاقم أزمات المرور وحوادث الطرق.
وقد دارت السياسة العامة للنظام الحاكم في دائرة مغلقة، فأصبح ينتقل من استبداد إلى استبداد أشد، وفشل في تحقيق أي إصلاح سياسي، بل ظهر أنه غير عازم على إجراء أي إصلاح سياسي ولو تدريجي.
وتفاقمت حالة الاحتقان الديني، ووصلت بالفعل إلى المرحلة الخطرة، التي يمكن أن تتطور إلى حالة نزاع ديني واسع المدى، يمكن أن يلحق الخراب ببنية المجتمع ووحدته الاجتماعية والثقافية والحضارية. وبات واضحًا أن النظام الحاكم، والدولة، عاجزان عن مواجهة حالة الاحتقان الديني.
أما عن مستوى الخدمات الحياتية، من التعليم إلى الصحة، فقد تدهور بصورة واضحة، وأتضح أنه خارج اهتمام النظام الذي لا يعمل من أجل تحسين مستوى التعليم أو الصحة، كما أنه غير قادر على تحسين نوعية الحياة بصفة عامة.
ثم ظهر المأزق القانوني، حيث تأكد أن معظم تصرفات النظام الحاكم ومؤسسات الدولة، تشوبها شبهة عدم القانونية، مما فتح الباب أمام اهتزاز المراكز القانونية للمتعاملين مع الدولة، وأصبح القضاء ميدان الصراع بين الناس والحكومة، وبدأت الأسس القانونية لتعامل الدولة في الانكشاف المؤدي إلى البطلان.
لكل ذلك دخلت مصر مرحلة الدولة الفاشلة، ومرحلة ما قبل الفوضى، ولكن النظام لايزال مهتمًا بكيفية بقائه في السلطة، للحفاظ على تحالف المال والسلطة، ولم يدرك بعد أن القارب معرض للغرق، بجميع من فيه.
ولكن يبقى الأمل معقودًا على تحرك الناس في المجتمع، لأن تحركهم يمكن أن يوقف حالة الانهيار التي دخلت فيها الدولة والمجتمع معًا.
تغيرات كبيرة
أما غادة عامر فتشير إلى تغيرات كبيرة حدثت داخل المجتمع خلال السنوات الماضية أهمها عدم المبالاة التي صابت كثيرًا من الناس، وانتشار الجريمة بشكل كبير، وظهور كثير من سلوكيات الشباب الغريبة علينا، والفساد الذي أصبح سمة رئيسة من سمات شعبنا، هذا بجانب غلاء الطعام، مع العلم أننا بلد زراعى أولا.
التعمير الخرساني للصحراء
إبراهيم سري يقول: ظاهرة واحدة إيجابية ظهرت خلال تلك الفترة، ألا وهي خروج المصريين لأول مرة منذ مئات السنين عن الشريط الضيق لوادي النيل وبدء تعمير الصحراء " خرسانيًا"، وليت التعمير " الأخضر " للصحراء يلحق بهذه الظاهرة الإيجابية.
فيما عدا ذلك، فالتغيرات السلبية أصبحت السمة الأبرز في أغلب مناحي الحياة في مصر، وأخص بالذكر تقهقر التعليم في كل مراحله، وتفحش الفساد بين الكبار إلى الحدود التي تنذر المجتمع كله بمخاطر جسيمة؛ بل بكوارث إن صح التعبير، مالم يتدخل أصحاب الخبرة والمختصون ومعهم كل المصريين، قبل أن تصبح الحلول صعبة جدًا وتحتاج إلى عقود طويلة للرجوع إلى نقطة الصفر.
ولا شك أن هذه ليست مكانة مصر أبدًا، وأتمنى أن أعيش ذلك اليوم الذي يمشي فيه المصري في كل مكان داخل مصر وخارجها مرفوع الرأس والهامة.
كلمتين وبس!
طارق سالم قال جملة واحدة: نعم تغيرت مصر للاسوأ بسرعة رهيبة غير متوقعة، وليس هناك أمل قريب أو بعيد للإصلاح، وأيضًا المهندس أحمد مصطفى، أحد الناشظين في الرحاب لم يزد على كلمتين: نعم تغيرت فى جميع المجالات، لكن للاسوأ! واكتفى نائل صبري بالقول: ليس لدي ما أقول سوى “لا حول ولا قوة إلا بالله”
أما أحمد التلاوي فقال: التغير الأكبر أن اكثر الناس يرى السلبيات ولايحرك ساكنًا، ولا يعترض على مايراه من أخطاء وتجاوزات، وكأن الامر لا يعنيهم وهذا يزيد الامر تعقيدًا.
عماد علي قال: أدهشني الإجماع على أن هناك تغييرًا كبيرًا للاسوأ، وفي نفس الوقت لم يدهشني لأن هذا رأيي؛ فأنا أعيش خارج مصر وكلما أعود إليها أشعر بالتغيير بشدة وأتحدث مع نفسي: هل شعوري هذا لانني أقارن بين مايحدث في بلدنا ومايحدث خارجها؟ ولكن الواقع يقول إن هناك تغييرًا كبيرًا للاسوأ فعلا.
المهندس طارق الوراقي يذكر قوله تعالى: "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ" (الزخرف54- 56)، وهذه الآيات نزلت في شعب مصر عن حاله منذ آلاف السنين ولا يزال يُستخف به.
نكبة أخلاقية
أما حسين لطفى محمدين ويسكن في شارع عبد الحليم حافظ بمجموعة ( 13) فيقول: هناك نكبة أخلاقية أصابت مصر خلال العشرين سنة الماضية حيث حدث بها تدهور أخلاقي رهيب، وهو سبب ما نعانيه الآن، وصدق الشاعر حين قال: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وتقول نادية دونللي من سكان الرحاب: للأسف مصر تغيرت إلى الأسوأ جدًا في كافة جوانب الحياة وظروف المعيشة، وقد شمل هذا التغيير التعليم وظروف العمل، وعلاقات الأشخاص مع بعضهم البعض، ونوعية الحياة، والهواء الذي يتنفسه الناس، والماء الذي يشربونه، والطعام الذي يأكلونه، والأخلاق، والذوق الشعبي في الفن والترفيه، وعدم الصدق وتدني مستوى النظافة وارتفاع الأسعار وانخفاض جودة السلع والمنتجات، والنقل، والخدمات.. نحن في حاجة لقوانين مشتركة للسلوك والنظام.
مصر كالبيض الفاسد
أما ياسمين أوزين من الرحاب لكنها مقيمة خارج مصر فقالت: للأسف، أنا الآن لا أثق في أي أحد في مصر على الاطلاق، وأصبحت مرتابة جدًا من كل واحد وكل شيء، وهذه نتيجة طبيعية لكون كل واحد تقريبًا يكن بداخله مشاعر سلبية تجاه الآخر! فأصبحنا هذه الأيام نسمع عن جرائم لا تصدق، وغير متوقعة تمامًا من أشخاص قد يكونون قريبين منا مما أفقدني الثقة فى الأشخاص، أصبحت مصر كلها كالبيض الفاسد في عيني.
37 عامًا من السلم والفقر معًا
أما هشام علام أحد الناشطين في الرحاب فيتذكر حال مصر منذ 20 عامًا مرت ويتساءل في حسرة: كيف أصبحنا على هذا الحال؟ قائلا:عندما تشاهد ما يحدث حولك من فقر مدقع لملايين البشر، ومرضى بالملايين وأغلبهم من الناس الغلابة ستسأل نفسك ماذا أصاب هذا الوطن؟ هل هو إعصار أم زلزال نتج عنه ملايين من المصريين مشردين يعيشون في عشش صفيح ويسكنون المقابر؟ لأنك عندما ترى هؤلاء تشعر بأن شيئًا ما كبيرًا حدث لهذا الوطن أدي لتشرد الملايين ممن يسكنون المقابر والعشش الصفيح؟!
ويضيف علام: رغم أن مصر دولة مسالمة لم تدخل حربًا منذ 37 عامًا، إلا أن شعبها ينخر في جسده السرطان حتي أصبح مرضًا وبائيًا يصيب الإنسان فـي أي وقت من العمر، ناهيك عن التهاب الكبد الوبائي الذي أصبح صديقًا للشعب المصري ينافس مرض السكر، كل هذا بسبب الفساد وغياب الضمير الإنساني وخراب ذمم المسئولين الذين سمحوا بأن تزرع أراضي مصر الخصبة بالمبيدات المسرطنة.
ويتسائل علام: لمصلحة من تخلط مياه الشرب بمياه المجاري، وأن يصبح عاديا جدًا أن يأكل المواطن المصري الخبز وبه المسامير، وأن تستورد الحكومة قمحًا فاسدًا لأن معدة المصريين تعودت على ذلك! لماذا الصمت علي الفساد ولماذا لا يحاكم المسئول عن الفساد وهو في منصبه؟ لماذا الصمت الرهيب والمريب سنوات وسنوات وبعدها نفتح ملف فساد هذا المسئول؟
ويضيف: المواطن يعلم جيدًا أنه لا يوجد مسئول فى الدولة لا يخضع لرقابة صارمة تكاد تعد عليه أنفاسه، وبالتالي فأخطاؤه وفساده معلومان لحظة بلحظة، فلماذا الصمت عليه حتي يخرج من الوزارة؟ ولماذا التستر عليه؟ هل المسئول أهم من ملايين المصريين؟ لماذا لا تكون لدى الحكومة شفافية في كشف كل مسئول فاسد أمام الشعب حتى يثق الناس في الحكومة؟ أليس من حقنا أن نرى المفسدين وهم يحاكمون على فسادهم بدلاً من أن نسمع أو نقرأ خبرًا بأن أحدهم غادر البلاد إلى غير رجعة؟
ويواصل علام قائلا: تذكرون توفيق عبد الحي ملك الدجاج الفاسد؟ أين العقاب الذي وقع عليه وقد أرتكب جرمًا في حق الشعب؟ ثم أين ممدوح إسماعيل الذي تسبب في قتل أكثر من ألف مصري لا حول لهم ولا قوة بسبب جشعه؟ ثم أين الملاح رئيس نادي الشمس الذي هرب بعد مراوغته مع القضاء سنوات وسنوات؟ وغيرهم الكثير.. فلم يشعر المواطن طيلة 20 عامًا أن الحكومة هي المظلة الحقيقية لحمايته من الحيتان المنتشرة لشفط دم المساكين من هذا الشعب الطيب.
ويضيف علام: الشاب في مصر مطالب من بداية حياته بعد تخرجه أن يعمل حتى يتزوج، وطبعًا يصبح على مشارف الأربعين، ثم يبدأ المرحلة الثانية من عمره وهي كيفية إيجاد رغيف العيش اليومي لأولاده، وعليه أن يخرج من الصباح ويأتي منزله في نهاية اليوم منهكًا، وينام ليبدأ المعركة اليومية. ثم المرحلة الثالثة إيجاد سكن لأولاده، وطبعًا لا يستطيع لسبب بسيط هو أن جسده أصبح مليئًا بالأمراض ويحتاج أدوية وعلاجًا، وإذا كان لا يملك طريقًا للعلاج أو مساعدة من أحد المحسنين "يبقى عليه العوض" ليبدأ رحلة البحث عن مدفن! ليصطدم بالواقع المرير وهو أن ثمن المدفن أصبح قريبًا جدًا من ثمن المسكن! هل هذا معقول في دولة تعيش على أقل من ربع مساحتها الشاسعة، بينما هناك دول تبني لمواطنيها مدافن مجانًا، لاسيما أنها لا تكلف بنية تحتية، ولا توجد مرافق لهذا المشروع الإنساني الذي يكرم فيه الإنسان بعد ما أفنى عمره لخدمة وطنه. هل كثير على المصريين أن تتكرم عليهم الدولة وتسلم كل واحد قطعة أرض مساحتها 40 م2 فقط ليبني عليها مدفنًا له ولأولاده؟ أعتقد أنه مطلب عادل.
ويختم علام بقوله: رفقًا بهذا الشعب المحاصر من كل الاتجاهات، المغلوب على أمره.
السبب في الزيادة السكانية
ويرى مصطفى محمد مدير فندق بالمعادى سابقًا أن المشكلة الكبرى بمصر بعد حرب أكتوبر هي الزيادة الرهيبة في السكان، وهذه المشكلة لن تنتهي، والسبب ارتفاع نسبة الأمية وسيطرة ثقافة العادات والتقاليد الخاطئة على عقول أغلب المتعلمين، وبالتالي لم يكن هناك الكثير من الذين يعرفون أضرار الزيادة السكانية وخاصة مع ضعف إمكانيات الدولة وعدم استغلالها بشكل صحيح.
ويقول مصطفى: إذا نظرنا إلى الإقتصاد المصري منذ 20 عامًا سنرى أنه كان بالطبع أفضل من الوقت الراهن، وضرب مثلا بذلك قائلا: إذا كانت معي برتقالة وأعطيتها لفردين بخلاف ما أعطيها الآن لعشرة أفراد.. لذا نشعر الآن بالغلاء يصيب كل شئ فى حياتنا.
وعن الحل يقول مصطفى: يجب الوعى بخطورة الزيادة السكانية أولا، وبعد ذلك الاهتمام وتوجيه موارد الدولة بشكل صحيح لمستحقيها، أما عن المستوى التعليمي فيقول: منذ 20عامًا كان التعليم أفضل لأننا كنا نشعر بمجانية التعليم الحقيقية، أما الآن فالقادر هو الذى ينفق على التعليم في المدارس الخاصة أما غير القادر فيرسل أبناءه للمدارس الحكومية يفشلوا إذا لم يأخذوا دروسًا خصوصية!
وعن المستوى الأخلاقى يقول: انتشر في الفترة الأخيرة الحجاب والنقاب وهناك اهتمام بهما دون القيم والأخلاق الإسلامية الصحيحة. الإسلام لا يكمن فى حجاب أو نقاب بل هو رسالة متكاملة ومنهج حياة كامل، أخلاق الشباب أصبحت أكثر فسادًا لعدم القدرة على الزواج، لذا انتشر الزواج العرفى والزنا والتحرش الجنسي، وطبعًا هذا يرجع للبطالة العالية وتداعياتها.
وعلى المستوى الرياضي يقول: "أهو دا اللي احنا فالحين فيه".. نعم قد أخذنا خطوات حقيقية وجادة في كرة القدم على المستوى الإفريقي ولكن انحدرنا في باقى الرياضات؛ فأين أبطال مصر في السباحة؟ أين عبد اللطيف أبو هيف والشاذلي؟ أين عبد الباقى حسنين؟ لقد شرفوا مصر في السباحة أما الآن فقلما تجد مصريًا يستطيع تحقيق نجاح فردي، فأين لعبة الإسكواش وأين السلة واللاعب المميز مدحت وردة؟
أما على مستوى الصناعة فلا توجد بمصر صناعة حقيقية، ولكن بها تجميع صناعي، وزراعيًا أتساءل: أين القطن طويل التيلة، وأين القمح والذرة والطماطم؟ أين الإنتاج الحيواني؟ أين هبة النيل؟ كنا نصدر القطن لانجلترا أما الآن فنحن نستورده من الخارج.. يا حسرتاه على مصر ومستقبل أولادها.
طفرة فى شبكة المواصلات
ويقول محمد عماد مرشد سياحى 35 سنة إن التعليم فى مصر حاليًا غير مستقر تمامًا، خاصة مع الشرائح الإجتماعية البسيطة، أما عن الطبقة الأرستقراطية فيؤكد أنها في تقدم مستمر لأنها تحرص على الحاق أبنائها بالمدارس الأجنبية بمستوى مختلف. وهو يرى أن الحكومة تضع عقبات كثيرة جدًا أمام من يرغب في بدء مشروع صغير؛ الفواتير التجارية من كهرباء ومياه، وعمالة وارتفاع في أسعار النقل والتأمين والضرائب، في حين أنك لاتجد مساندة من المسئولين. أما على المستوى الإجتماعي فنحن نعد في حالة احتضار نتيجة للغلاء الفاحش، فضلا عن الزيادة السكانية غير المستغلة.
وعن النقل والمواصلات يقول محمد: رأينا طفرة كبرى في شبكة النقل والمواصلات في كافة أنحاء الحمهورية، وخاصة بعد انشاء مترو الأنفاق، ولكن التخطيط السيئ دائمًا يلقى بظلاله على شوارعنا ويجعل هناك اختناقًا مروريًا كما تضخ الحكومة عددًا كبيرًا من السيارات دون دراسة لانعكاس هذه السيارات على شوارعنا.
وثقافيًا يقول محمد: منذ مايقرب من عشرين سنة كان الناس يحبون اللغة العربية حيث كانت منتشرة بشكل كبير وواسع، أما الآن فنجد أن الشباب يتعلمون لغة النت ودبلجة الكلام أما على المستوى الاجتماعي فقد كان الناس يحب بعضهم البعض، وكانوا أكثر شهامة ورجولة.. لكن الآن الكره والغل ملأ القلوب والعقول، والجيران للأسف لا يحب بعضهم بعضًا.