الاحتراف في كتابة السيرة الذاتية
• علينا أن نعطي انطباعًا أوليًا جيدًا من خلال سيرتنا الذاتية عندما يراها أصحاب العمل المرتقبون. إن الـ30 ثانية التي سيقضيها القارئ في الإطلاع عليها سوف تجعله يعلم الكثير عنك
في عصر تزداد فيه مسؤوليتنا عن تطوير مستقبلنا المهني الخاص، علينا أن نعلم أن "سيرتنا الذاتية" هي جواز سفرنا إلى الفرص الجديدة، وبالتالي فهي من أهم الوثائق المهنية التي نقوم بصياغتها. ولأن كل منا متفرد عن الآخر؛ فليست هناك "طريقة مثلى وحيدة" لصياغة السيرة الذاتية الناجحة، لكن يبقى بإمكاننا تحديد "تفردنا". وهذا ما يتطلب منا احترافًا في صياغة السيرة الذاتية وعرض مهاراتنا الخاصة.
وفي كتابنا لهذا الشهر: ( الصياغة الناجحة للسيرة الذاتية) الذي نشرته مكتبة لبنان بالتعاون مع دورلنج كندرسلي، تتعرف على كيفية كتابة وتنسيق سيرتك الذاتية، وترتيبها، وصياغتها، واستخدامها بعد إمعان الفكر في إسهاماتك كفرد وفي مهاراتك كمحترف، وفي آمالك للمستقبل.
ما الهدف؟
السيرة الذاتية - المشهورة بالـ C.V ، أو Resume ـ الغرض منها تزويد أصحاب العمل المرتقبين أو وكلائهم بالمعلومات الكافية التي تثير الاهتمام عن مقدم السيرة الذاتية وإمكاناته. وتبقى غايتنا من صياغة السيرة الذاتية هي الانتقال إلى المرحلة التالية من عملية التوظيف، والتي قد تكون في شكل مقابلة شخصية رسمية.
الأنماط الرئيسة للسير الذاتية
النمط |
الاستخدامات |
تاريخية: تحتوي علي سجل لتاريخك الوظيفي بترتيب زمني عكسي {من الحاضر رجوعًا للماضي} |
هذا النمط أكثر فعالية عندما تقدم طلبًا وظيفيًا في نفس مجال العمل؛ حيث تعرض السيرة الذاتية تسجيلا واضحًا لتطورك المهني والوظيفي. |
وظيفية: تلقى الضوء علي مهاراتك الأساسية ونقاط تفوقك أكثر من كونها تأريخًا مهنيًا |
هذا النمط أكثر فائدة لاقتناص الوظيفة لأول مرة، وكذلك للذين يرغبون في تغيير مسارهم المهني؛ إذ إن التركيز ينصب علي المهارات المكتسبة وليس التاريخ المهني |
ملخص من صفحة واحدة: يلخص تاريخك المهني، ويقدم سجلا لمسارك المهني باختصار شديد |
هذا النمط أكثر فعالية لمستوى الإدارة العليا أو للذين يبحثون عن عمل تعاقدي محدود وعمل مؤقت، وقد يكون ذلك مطلوبًا؛ خاصة ممن يسعون لاستقطاب مهارات وخبرات معينة من أصحاب العمل. |
.في كل الأحوال، وفي أي نمط من الأنماط يبقى شئ مهم: الترتيب المريح سهل الفهم.
خطة الـ 30 ثانية
علينا أن نعطي انطباعًا أوليًا جيدًا من خلال سيرتنا الذاتية عندما يراها أصحاب العمل المرتقبون. إن الـ30 ثانية التي سيقضيها القارئ في الإطلاع علي سيرتك الذاتية سوف تجعله يعلم الكثير عنك كمرشح مرتقب. فكل ما يتعلق بالسيرة الذاتية؛ من نوع المعلومات المدرجة، إلى الورق المستخدم، والأظرف التي تختارها؛ كلها تشير إلى جوانب تتعلق بشخصيتك كفرد. ولهذا فعليك الانتباه للتالي:
• كلما زاد تركيزك على أهدافك كلما كانت سيرتك الذاتية أكثر توفيقًا.
• التعلم من الخبرة السابقة سوف يساعدك في وضع مسارك المهني في بؤرة الضوء بتحديد ما تتطلع إليه في الوظيفة الجديدة التي تتقدم إليها.
كيف تبدأ؟
هناك أربعة مسارات أساسية للبحث عن الوظيفة:
1ـ الرد على إعلانات الوظائف الشاغرة، ويمكن تتبعها من خلال الصحف والمجلات المهنية.
2ـ الاتصال بشركات التوظيف عن طريق دليل الشركات أو شبكة الانترنت، وعادة فهي تجد الشخص المناسب للوظيفة، لا الوظيفة المناسبة للشخص.
3ـ تقديم طلبات للوظائف المرغوب فيها، وتسليم طلب العمل لقسم الموارد البشرية في حالة وجود مكان بعينه نريد التقدم للعمل به.
4ـ شبكة الاتصالات الشخصية: إبلاغ من حولنا من معارف ـ بموضوعية ـ عن رغبتنا في البحث عن وظيفة.
وكما نبحث عن الوسائل الخارجية التي تساعدنا على الوصول للوظيفة المنشودة، يجب أيضًا أن نطور ذواتنا داخليًا بالوسائل التالية:
• التحلي بالمرونة: فالالتحاق بوظيفة جديدة لا يحدث فقط من خلال التقدم للوظائف الدائمة، بل على عكس ذلك؛ يقوم الكثيرون بالالتحاق بالمؤسسات من خلال القيام بعمل استشاري في بادئ الأمر، أو بعمل مؤقت حتى يستطيعون إثبات ذواتهم والوصول إلى هدفهم الحقيقي (الوظيفة المنشودة)، وبالنسبة لهم فإن المرونة هي كلمة السر.
• تفهم مهاراتنا الشخصية: المهارات هي تلك الجوانب والصفات التي نتحلى بها كأفراد، والتي تشير إلى مدى مناسبتنا لمهمة بعينها، وكلما زاد إدراكنا للمهارات التي نتصف بها كلما زادت القدرة على التعبير عنها في سيرتنا الذاتية. وتنقسم تلك المهارات إلى:
1ـ الصفات الإدارية: كالقيادة، والإعداد والتنظيم، والالتزام بمعايير الجودة، والقدرة على الإقناع.
2ـ صفات المبادرة في العمل: كالوعي التجاري، والخلق والابداع، وتوجيه الأفعال، والتفكير التخطيطي.
3ـ الصفات المهنية: كالمعرفة التخصصية، وتحليل المشكلات وحلها، والاتصال الشفهي والكتابي.
4ـ الصفات الشخصية: القدرة على التواصل الشخصي، والمرونة، والتكيف والتطويع، والتحفيز الذاتي.
التأكد من مهاراتك
ولكن انتبه .. فقد يدعي أي شخص أنه ممتاز في جميع المهارات، وهذا أمر غير قابل للتصديق ما لم يستطع إثبات امتلاكه لتلك المهارات من خلال إنجازاته السابقة، وكلما أصبحت سيرتك الذاتية أكثر موضوعية، كلما كانت أكثر تصديقًا وتأثيرًا.
ولمعرفة كيفية تحديد المهارات الذاتية، اتبع الخطوات البسيطة التالية:
1. اذكر عشرة انجازات أتممتها.
2. حدد المهارات اللازمة لتحقيق تلك الإنجازات.
3. قدر مستوى الاستمتاع والرغبة في إعادة استخدام تلك المهارات ( درجات من 1-5).
4. ناقش التقييم مع زميل يعرفك جيدًا.
5. راجع النتائج لتعرف أولوياتك ومهاراتك الحقيقية.
المكونات الرئيسية للسير الذاتية:
هناك ثلاثة عناصر رئيسية للسيرة الذاتية، ينبغي أن يكون كل عنصر فيها سهل التمييز بالنسبة للقارئ كقسم مستقل، وهذه هي:
1- المعلومات الشخصية ووسيلة الاتصال، ولهما من الأهمية ما يستدعي تقديمهما في الصفحة الأولي.
2- التاريخ الوظيفي المتمشي مع الوظيفة المطلوبة.
3- أي معلومات شخصية إضافية متمشية مع طبيعة الوظيفة المنشودة.
صياغة السيرة الذاتية:
بصورة عامة، ينبغي أن تصاغ سيرتنا الذاتية بما يلائم الوظيفة المتقدم إلىها ووفقًا لاحتياجاتها، وأن تكون المفردات المستخدمة في كل سيرة هي تلك الواردة في الإعلان، مع تسليط الضوء علي قدراتنا في الوفاء بتلك المتطلبات، والأخذ في الاعتبار أن من سيقوم بقراءة طلباتنا أفرادٌ مختلفون تتفاوت مفاهيمهم واتجاهاتهم، لذا علينا إدراج كلمات أساسية خاصة بالوظيفة عند تقديم الطلب؛ خاصة مع إحتمالية ألا تتم قراءة السيرة الذاتية عن طريق العيون البشرية؛ إذ قد يقوم بعض أصحاب العمل الكبار وشركات التوظيف بإدخال السير الذاتية في نظم الحاسب الإلى للقراءة والمسح الإلكتروني.
أما بالتفصيل فإن السيرة الذاتية يجب أن تضم النقاط التالية:
1- إعطاء التفاصيل عن الحياة الشخصية وإبراز الاهتمامات الشخصية:
فما تقوم بعمله في أوقات فراغك يقول الكثير عن شخصيتك؛ عليك الانتباه إلى أن ما تقوم باختياره من اهتمامات لإدراجها في السيرة الذاتية سوف يرسم صورة لك عند القارئ؛ فبينما تشير رياضة المشي مثلا إلى شخص نشيط، تكون اهتمامات مثل: الآثار أو القراءة إشارة إلى عقل متسائل متشوق للمعرفة. وقد يوضح ميلك للقيام بالأعمال اليدوية بنفسك أنك شخص عملي، في حين أن الرسم أو حب الموسيقي يشير إلى الإبداع، وإذا كنت تساهم في الأعمال الخيرية قد يستنبط القارئ وعيك الاجتماعي، في حين أن القيام برئاسة جهات تطوعية يشير إلى قدرتك القيادية. وقد تشير الرياضة إلى كونك فردًا منافسًا وتجيد العمل في فريق.
حين تتكلم عن ظروفك واهتماماتك الخاصة عليك أن تتذكر:
• أن الاهتمامات التي تستغرق وقتًا كبيرًا للقيام بها قد توحي بقلة الوقت الذي تقضيه في العمل.
• أن أصحاب العمل يهتمون بحياتك المنزلية، فقط في حالة تأثيرها على حياتك العملية.
• سوف يستنتج أصحاب العمل نوعية شخصيتك من اهتماماتك الخاصة.
• يجب إظهار أي نجاحات أو إنجازات شخصية تمت خارج مكان العمل.
• تجنب المبالغة في توفير المعلومات عن الاهتمامات التي قد تستخدم في غير صالحك في النهاية.
2- توصيف التعليم:
لدينا هنا مفتاح إرشادي بسيط؛ فكلما كان تعليمنا حديثًا كلما زاد احتياجنا لتوصيفه مكتملا؛ فعندما يكون عمرنا 22 عامًا فسوف يمثل التعليم جزءًا مهمًا من إنجازنا، أما عندما نبلغ43 عامًا فإن سجلنا الوظيفي يصبح أكثر أهمية، ولن يمثل التعليم سوى أهمية منقضية. ولعل الخط الفاصل لكل ما حصلنا عليه من شهادات تعليمية أو مؤهلات مهنية أنها كلما كانت قريبة وأكثر توافقًا مع طلبنا الوظيفي كلما زادت أهمية التوصيف بدقة وبشكل كامل، وكلما كان من الأجدى أن يدون في بداية السيرة الذاتية. أما المؤهلات الأقل توافقًا والأقدم فلا بد من تركها للصفحة الأخيرة.
3- إبراز التنمية الشخصية والمهنية:
إذا كان لدينا مؤهلات مهنية رسمية، علينا إدراجها بالتفصيل في تاريخنا التعليمي.، إن تفاصيل أي دورات تدريبية قمنا باجتيازها لا تستحق الظهور في أول السيرة الذاتية إلا إذا كان ذلك ضروريًا بالنسبة للطلب الوظيفي. ويمكن أن نضع في الاعتبار إمكان تصميم جزء في الصفحة الثانية عن "التنمية الشخصية والمهنية " وتحت هذا العنوان يمكننا إدراج أي مبادرات قمنا بها غير موثقة، ولكنها مهمة بالنسبة لتنميتنا المهنية. وعلي أي حال فعلينا ذكر تواريخ تلك الدورات التدريبية، مع الاقتصار على الحديثة منها والمتعلقة بموضوع الطلب.
4- استثمارك وانجازاتك في مجال خبرتك
بعد القيام بتوصيف أنفسنا وتوصيف مؤهلاتنا، يبقى أن نقوم بإقناع المستخدم أننا نملك الخبرة والسلوك المناسبين، ومن هنا تتأكد أهمية أن تكون صيغة ذلك الجزء من السيرة الذاتية إيجابية وخالية من المصطلحات المتخصصة، وموجزة. وذلك بالانتباه للنقاط التالية:
استخدام الكلمات المناسبة:
علينا التأكد من كل جملة وكلمة بحرص، والتخلص من الكلمات غير اللازمة وغير المناسبة. كما ينبغي عمل قائمة بالكلمات المناسبة للوظيفة والمهارات اللازمة، ويجب توفير الوقت اللازم لإيجاد الكلمات والجمل البديلة لتجنب التكرار. ولا يجب أبدًا استخدام "أنا" أو "لي"؛ فقد يبدو ذلك تعاليًا أو ثقة زائدة عن الحد، في حين أنك تحاول جعل سيرتك الذاتية مستحبة وموضوعية.
استخدام لغة إيجابية
إن كتابة السيرة الذاتية والخطاب المرفق بثقة تعد غاية قصوى، ولعل أفضل طريقة لإظهار تلك الثقة هي استخدام لغة إيجابية لوصف موقف إيجابي.
وإلىك بعض الأمثلة لكيفية تحسين صياغة الجمل:
" مسئول عن برامج الإصلاح"، تصبح "رئيس برامج الإصلاح".
"تنفيذ إجراءات توكيد الجودة"، تصبح" إدارة برامج توكيد الجودة".
"تقديم الاقتراحات لتطوير المنتجات"، تصبح "ابتكار لتحسين المنتجات".
اجعلها سهلة الفهم
الجمل القصيرة تسهل قراءتها وفهمها، أما الطويلة منها والتي تحتوي على أفكار عديدة، فإنها تفقد القارئ تتبعها. والسيرة الذاتية التي تكتب كلها مسترسلة يصبح من الصعب الاطلاع عليها بشكل سريع، كما أن السيرة الذاتية التي تحتوي على قوائم ونقاط لانهاية لها قد تصبح مملة وخالية من التشويق، ومن هنا يجب علينا موازنة الأمور.
5- توصيفك لخبراتك وقدراتك:
يقوم المستخدم صاحب العمل بالبحث عن القدرة أكثر من البحث عن الخبرة؛ إذ إن القدرة تشير إلى المستقبل.
6- تعريف النجاح:
يجب أن تكون هناك ملامح لكافة النجاحات المذكورة في سيرتك الذاتية، وأن تكون محسوبة ومدعمة بالنتائج والعوائد. فعلى سبيل المثال: "قيادة فريق لتنمية برامج الحاسب الإلى" يمكن التعبير عنه كميًا: قيادة فريق يتكون من6 متخصصين لتنمية البرامج لمشروع قيمته 2مليون جنيه مدته 12 شهرًا، وإنجاز المشروع في المدة الزمنية المستهدفة، مع الحصول علي 30 % أرباح إنتاجية لمستخدمي البرنامج: (الحدث- التقدير الكمي – النتيجة).
7- تفاصيل المستخدمين السابقين:
لا يمكن افتراض معرفة القارئ بالمستخدمين المذكورين في سيرتك الذاتية، فحتى إذا كنت تعمل في مؤسسة كبيرة فلن يعرف القارئ تفاصيل القسم الذي تعمل به أو الذي كنت تعمل به في الماضي. ومن هنا يجب توفير موجز عن الأنشطة الأساسية للمستخدم مع ذكر بعض التفاصيل، وقد تكون ثقافة ومفاهيم مؤسستنا الحالية مصدر اهتمام بالنسبة للمستخدم المرتقب.
8- استخدام شرح لأسماء للوظائف:
سوف يحتاج اسم الوظيفة الحالية ومكوناتها إلى بعض التوضيح؛ فقد يختلف معنى اسم وظيفة من مؤسسة لأخرى، ومن ثم يجب استخدام اسم وظيفي شامل كلما أمكن.
9- تحديد التواريخ:
لا يستحسن الكثيرون وجود فجوات زمنية فيما يقرأون، ولكن هذه الفجوات الزمنية قد تكون موجودة لا محالة في حياتنا المهنية. ونحن نحتاج لأن نطرح سجلا لتطورنا، ولكن لا يعنى ذلك أن نقدم حسابًا عن كل شهر من حياتنا، فإذا قمنا بأكثر من وظيفة عند نفس المستخدم فلنحدد عنوانًا إجماليًا واحدًا لهذا المستخدم، مع تحديد تواريخ الالتحاق وترك الخدمة. ثم علينا أن نتعامل مع كل دور وظيفي بعنوان فرعي مع إعطاء التواريخ لكل منها، فإذا لم نكن مرتبطين بعمل في الوقت الحاضر، فلا يجوز أن نذكر ذلك؛ إذ إن وضعك الحالى سيكون واضحًا في هذا الشأن.
وإذا كانت وظائفنا الأولى غير متمشية مع طلبنا الوظيفي الحالي، فلا ينبغي أن نحاول شرحها علي الإطلاق، وعلينا أن نكتفي بتحديد التواريخ واسم المستخدم دون تفصيل (المعروف أن كثرة الانتقال في الماضي القريب يمكن أن تعطي تأثيرًا سلبيًا عن السيرة الذاتية).
تحديد الشكل العام للسيرة الذاتية
ليس هناك أسلوب أمثل لتنسيق السيرة الذاتية، وإن كانت هناك أمور يجب مراعاتها:
التنسيق البسيط هو الأكثر فاعلية، دون إكثار من مستويات العناوين أو أسإلىب الخطوط
ليكن هدفنا هو سهولة الاطلاع، ولا نتوقع أن نحصل على جائزة في التصميم.
ليكن طراز الخط بسيطًا؛ فلن نسجل أي نقاط تميز باستخدام الخطوط المبهرة. والأكثر من هذا، فإننا لو أرسلنا السيرة الذاتية بالبريد الإلكتروني فلن نضمن أن يكون الحاسب الشخصي للمرسل إليه مزودًا بنفس أنواع الخطوط المبهرة غير النمطية التي نستخدمها. وإذا كانت السيرة الذاتية سيتم الاطلاع عليها إلكترونيا فالبساطة هي الأفضل.
علينا أن نتبع الممارسات المألوفة في كتابة المراسلات، وعلي سبيل الاسترشاد: في حالة كتابة السيرة الذاتية باللغة الإنجليزية نستخدم بنط 10 أو 12 لمتن النص ولا نتجاوز بنط 16 للعناوين، كما أن الاقتصاد في استخدام الخطوط الثقيلة سوف يساعد القارئ علي التقاط الحقائق الرئيسية بوضوح.
اختيار الورق والأظرف:
علينا استخدام الورق الأبيض مقاسA4 ومن نوعية جيدة يسهل تصويرها، وعند اختيار الورق نراعي الحالة التي سيتم استلام السيرة الذاتية عليها؛ فالورق الخفيف جدًا سيبدو مهلهلا، بينما يبدو الورق السميك جدًا مزعجا في تداوله. وعند إرسال السيرة الذاتية بالبريد يكفي طيها مرة واحدة فحسب، واختيار حجم الظرف المناسب لذلك.
استخدام النماذج الإلكترونية:
يحتوي الكثير من برامج معالجة الكلمات علي نماذج نمطية لكتابة السيرة الذاتية، تزيل عن كاهلنا عبء تجهيز السيرة الذاتية، وعلي ذلك فهي تستحق الاعتبار. إلا أنه لابد أن نحذر من الانسياق وراء مثل هذه النماذج؛ بحيث نضمنها معلومات لا لزوم لها أو نبدد من خلال استخدامها حيزًا كبيرًا. ولنتذكر أن النماذج النمطية هي مجرد (نمطية ومعتادة)، ولكن المهم أن تكون السيرة الذاتية متفردة وفوق العادة.
الإعداد السديد للسيرة الذاتية:
بعد الانتهاء من إكمال السيرة الذاتية تقريبًا ـ وقد أمضينا وقتًا طويلا في إعداد محتوياتها وتنسيقهاـ تأتي مرحلة ضبط الجودة؛ فمن المهم أن نتمم علي السيرة الذاتية بعناية لاكتشاف الأخطاء، ومن المستحب أن نعهد إلى صديق بقراءتها النهائية.
ولننتبه للجدول التالي الذي يبين تأثير كل بند من البنود السابقة:
استخدام ورق ذي جودة عالية وشكل نهائي واضح ومريح |
يشير إلى استعدادك المهني وقدرتك التنظيمية |
الكتابة بأسلوب سهل القراءة، والاستخدام الجيد للغة الإنجليزية |
يشير إلى وجود مهارات اتصال وأسلوب كتابة جيد |
توصيل المعلومات المعقدة بشكل بسيط وواضح |
يشير إلى التفكير الدقيق |
التأكد من عدم وجود أخطاء لغوية |
يشير إلى الاهتمام الجيد بالتفاصيل |
انتقاء تفاصيل المعلومات |
يشير إلى القدرة على الحكم الجيد |
إدراج المؤهلات والسجل الوظيفي المناسب |
يشير إلى التأهل للقيام بالوظيفة |
ما ينبغي تجنبه:
تجنب الكذب: من المقبول أن تكون السيرة الذاتية إعلامًا إيجابيًا عن حياتنا المهنية حتي الوقت الحالي، وعلي أي حال فإن هناك خطًا فاصلا بين ما هو مستحب من التقديم، وما يشكل غشًا واضحًا غير مقبول. فلا يجوز الادعاء بأننا حصلنا علي مؤهلات لم ننلها، أو حضرنا برامج تدريبية لم نحضرها، أو قمنا بدور لم نؤده، فإذا اكتشف الأمر فإن المستخدم يحق له فسخ العقد بسبب هذا التضليل.
لا تذكر تفاصيل المرتب: نذكر المرتب فقط إذا طُلب منا أن نحدد تفاصيل مرتبنا الحالي أو سجلا للزيادة المطردة في راتبنا. ومن المستحسن حينها تحديد ذلك في الخطاب المرفق بالسيرة الذاتية.
لا ترفق الصورة الشخصية: يعد إعداد السيرة الذاتية في حد ذاته وثيقة يمكنها أن تسوق القارئ لتكوين فكرة إيجابية وموضوعية عنا، ولعل إرفاق الصورة الشخصية يؤدي بالقارئ إلى اتخاذ قرار نوعي مبني علي مظهرنا. وعلي أي حال فإن صناعات السياحة وما إلى ذلك قد تتطلب إرفاق الصورة، وفي هذه الحالة علينا أن نستجيب.
تطويع سيرتك الذاتية كعملية دورية
يكتب الكثير من الأشخاص أول سيرة ذاتية لهم ثم يقضون باقي حياتهم المهنية في تعديل نفس الوثيقة، ولكن الواقع يتطلب منا أن نعيد صياغة سيرة ذاتية جديدة ومختلفة تمامًا في مرحلة معينة من حياتنا، ففي بعض مواقف حياتنا المهنية قد نقدم على بيع جهدنا وطاقتنا، وفي مواقف مغايرة قد نقدم تاريخنا الوظيفي فحسب، وفي نهاية المطاف فإن قدرتنا على تقديم مهاراتنا هي دائمًا التي تكسبنا الأحقية في الوظيفة. وتختلف السيرة الذاتية التي نقدمها حسب المرحلة المهنية التي نمر بها كالتالي:
1- التقدم لشغل أول وظيفة:
عند هذه المرحلة تحتاج السيرة الذاتية أن تبين جهدك وطاقتك، وأنك فرد تستحق أن يُستثمر فيه.
الوظيفة الأولي.. سيرة ذاتية وظيفية تحتاج إلى:
• نبدأ بالسجل التعليمي بالتفصيل
• تلخيص إنجازاتنا السابقة
• تضمين أهدافنا المهنية في حالة تقريرها
• وصف أي خبرات عملية ومهارات مرتبطة بالوظيفة
2- القيام بأول تغيير للمهنة:
ينبغي أن تزودنا خبرة العمل التي حصلنا عليها من وظيفتنا الأولي بالثقة لنتقدم بخطى إيجابية في مستقبلنا المهني، ولعلنا نكون أيضًا أكثر وضوحًا بشأن ما نريده من مهمتنا في الوظيفة التالية، وبالتالي فالسيرة الذاتية تحتاج إلى:
• البدء بموجز مختصر لسجلنا التعليمي
• وصف لوظيفتنا المهنية مع تركيز الضوء علي إنجازاتنا
• تلخيص للمهارات الوظيفية المختلفة وغيرها من المهارات
• نختتم بالمعلومات الشخصية وغيرها مما يتماشى مع الطلب
3- تغيير الوظائف خلال الحياة المهنية
عندما تزيد سنوات خبرتنا عن عشر سنوات، تصبح السيرة الذاتية أكثر الوثائق المهنية أهمية، ويتحتم أن توضح وتعكس كل الأعباء التي قمنا بها في المهنة، مع الإنجازات التي تجعلنا في وضع تنافسي بسوق العمل. وبالتالي فهي تتضمن التالي:
• البدء ببيان مفصل لعملنا في الوقت الحاضر
• تدوين قائمة كاملة بكل إنجازاتنا البارزة
• تلخيص لأدوارنا ووظائفنا السابقة
• ندون في النهاية أي تفاصيل تعليمية أو شخصية متمشية مع الطلب
4-التطلع إلى تغيير توجهك الوظيفي
قد تكون الوظيفة في مرحلة ما وسيلة لكسب العيش، ولكن مع التطور الوظيفي يختلف الوضع؛ فقد يتغير توجهنا الوظيفى للعديد من الأسباب. ومهما كان السبب فإننا نحتاج إلى أن نبرز خبراتنا بطريقة جذابة لهؤلاء العاملين خارج القطاع الذي نعمل به بالطريقة التالية:
• نبدأ بتسليط الضوء على مهاراتنا المنقولة والمكتسبة.
• نذكر أهدافنا المهنية إذا كانت محددة لدينا.
• نقدم ملخصًا لتاريخنا المهني المرتبط بالوظيفة.
• ندرج المناهج والدراسات اللاحقة والمتمشية مع الطلب.
الاستخدام الفعال لسيرتنا الذاتية:
الآن .. وبعد تجهيز سيرتنا الذاتية علينا إرسالها مع الخطاب المرفق للأشخاص المناسبين.
الاستجابة لإعلانات الوظائف:
علينا قراءة تعليمات الرد على الإعلانات بشكل حذر، فأكثر الأسباب شيوعًا لرفض الطلبات من أول وهلة، تلك التي لم يتم فيها اتباع تعليمات الرد، وعادة ما يتطلب الإعلان أن نذكر رقمًا مرجعيًا معينًا.
ولا تنس:
• الحفاظ على صورة مؤرخة من كل إعلان وظيفي تمت الاستجابة له.
• التأكد من آخر ميعاد لتلقي الردود على الإعلان، على أن يتم الرد بوقت كاف قبل ذلك.
• التأكد من أن طلبك سوف ينجح في اختبار الـ30 ثانية.
• يتحتم كتابة خطاب مرفق مناسب مع كل طلب. ولكتابة الخطاب المرفق النموذجى انتبه إلى أنه من أجل استقطاب أكثر المتقدمين توافقًا مع الاعلان تتم صياغة الإعلانات الوظيفية بحذر شديد، فعند الاستجابة لإعلان معين يجب أن يشير خطابك المرفق لفهمك لطبيعة الوظيفة التى يتم الإعلان عنها، وأن يلخص الأسباب التي توضح لماذا يجب أن يحظي طلبكم بالاعتبار الجدي.
• يتحتم التنويه بانتظار الحصول على إجابة: من المعتاد أن يصلك إخطار باستلام الخطاب الذي أرسلته، ولكن لا يمكنك الاعتماد على ذلك في جميع الأحوال؛ فعند كتابة الخطاب من الحكمة التلميح بأنك ستتابع من خلال الاتصال لمعرفة مدى استحقاق الأمر لعقد لقاء . ويظهر ذلك سلوكًا إيجابيًا من جانبك، وقد يشجع على حدوث استجابة من صاحب العمل المرتقب.
• كتابة الاستمارات والإستبيانات: قد يستجيب صاحب العمل في بعض الأحيان بإرسال استمارة طلب أو استبيان منظم، وفي كلتا الحالتين فإن ذلك أفضل من الرفض المباشر. وفي هذه الحالات ينبغي قراءتها بشكل جيد قبل الشروع في ملئها.
• الحصول علي التغذية المرتدة(Feedback) : إذا تم رفضك في المرحلة الأولي، عليك قبول حقيقة أن هناك مرشحين أكثر تأهيلا منك. ولكن قد يحدث في بعض الأحيان أن تشعر بأنك كنت قريبًا جدًا من المواصفات بحيث ترغب في الحصول علي بعض التوضيح من شركة التوظيف عن سبب رفضك. في هذه الحالة تجنب التساؤل عن مدn حكمتهم في التقدير، مع الاقتصار علي طلب تغذية مرتدة بناءة عن سبب رفضهم لك، بهدف الاستفادة من ذلك عند تقديم نفسك في المستقبل.
أخيرًا .. الإعداد للمقابلة الشخصية:
عندما تحقق السيرة الذاتية مهمتها يتم الاستدعاء لمقابلة شخصية مع المستخدم أو من مثله، وربما تمثل السيرة الذاتية جدول أعمال هذا اللقاء. وعلينا الاستعداد للإجابة عن أي أسئلة صعبة قد تثار في المقابلة، وأن نفكر في الإجابة التي نسوقها حتي نقوي الانطباع الإيجابي الذي حققته السيرة الذاتية.
ولا تنس أهمية الظهور بمظهر الواثق؛ فمن الضروري أن يكون باستطاعتنا الاستطراد وإثبات كل ما جاء من البيانات في السيرة الذاتية. وعلينا لقاء من يُجري معنا المقابلة الشخصية بسلوك إيجابى مماثل لما جاء في السيرة الذاتية وفي خطاب التغطية المرفق.