د. هشام عبد الرحمن يناقش صعوبات التعلم عند الأطفال
كتبت- نسمة جاد
أقام برنامج تمكين Tamkeen Eve ندوة للدكتور هشام عبد الرحمن أخصائي الطب النفسي للأطفال والمراهقين، بعنوان "صعوبات التعلم عند الأطفال" ناقش فيها كيف يتم منح الثواب أو توقيع العقاب، والجو التعليمى المحيط بالطفل، والمشاكل السلوكية في قصور الانتباه للأطفال مفرطي الحركة ADHD))، واضطرابات التعلم وتأثيرها على الطفل مثل اضطراب التعبير الكتابي، وصعوبة القراءة ومشاكل الرياضيات والعمليات الحسابية عند الأطفال.
كيف يكون الثواب والعقاب؟
شرح د. هشام كيفية التعامل مع الأطفال وإجراء الثواب والعقاب، قائلا "عندما يبدأ الطفل في فعل سلوك خطأ أمام الناس اشرح له أنه لابد من الإقلاع عن هذا السلوك في الأماكن العامة، دون زجر أو عقاب في المرات الأولى، كما يجب أن تعطي للطفل طرقًا أخرى للتنفيس عن غضبه بمحاولة إلهائه باقتراح نشاط آخر يقوم به، وتثمين كل السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها الطفل على شكل نجوم، في مقابلها يحصل على ما يحب، فمثلا (30 نجمة= لعبة جديدة، و12 نجمة =الذهاب إلى حديقة الحيوان، و3 نجوم= كيس شيبسي).
ويجب تثمين ما يحبه الطفل حسب أهمية الشىء بالنسبة له، وعمل قوائم عبارة عن أوراق معلقة على باب غرفته مكتوب عليها: ما يحبه، وعدد النجوم المطلوب تحصيلها للحصول على ما يريد، ولا يجب أن يعطى أي من الأشياء التي تم تثمينها إلا بمقابل عدد النجوم التي تم تحصيلها، وعند القيام بعمل حسن ومقبول نسمح له بوضع نجمة في القائمة التي يريد الحصول عليها، والعكس في حالة القيام بتصرف غير لائق يجب حذف نجمة أو اثنتين حسب حجم الخطأ الذي ارتكبه، ولا يجب التنازل أو التسامح في وضع النجوم أو حذفها.
جدول لفترة ما بعد العودة من المدرسة
وعن الجو التعليمي الذي يجب أن يتاح للطفل قال د. عبد الرحمن: يجب عمل جدول بعد العودة من المدرسة مباشرة يحدد وقتًا لإنهاء الواجبات المنزلية، والدراسة، واللعب ووقتًا لمساعدة الأم في بعض النشاطات، وبعد انتهاء الوقت المحدد يُشجع الطفل على اللعب والحركة، على ألا يتم أثناء ذلك التعرض لموضوعات الدراسة، والتجاهل الكامل للأشياء السلبية؛ وهذا لا يعني تجاهل الطفل كشخص ولكن المقصود تجاهل التركيز على جوانب الضعف والقصور، مع التشجيع الإيجابي للانجاز ومظاهر السلوك الدال على العمل والنشاط، كما يتمثل في الاستجابة للتعليمات بدقة والانتهاء من النشاط المحدد، ويجب أن يكون المكان المعد للعمل خاليًا من المشتتات بحيث تحتوي الطاولة على الورق والقلم والكتب فقط، وتكون في مواجهة الحائط في أحد أركان الحجرة، وتقسيم العمل الصعب إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة البسيطة، وجعل عملية التعلم شيقة ومصدرًا للمتعة، وامتداح العمل من حيث جودته والوقت الذي قضي فيه سواء نجح الطفل أو لم ينجح، والمفترض ألا ينتهي وقت الدراسة بمسألة صعبة أو معقدة حتى لا نخلق إحباطًا للطفل.
مواقع مفيدة للأطفال
وذكر الدكتور هشام العديد من المواقع الالكترونية المفيدة للطفل والتي تساعده على اكتساب مهارات مختلفة مثل مواقع WWW.ixl.com لمهارات الحساب
WWW.eslkid.com للمهارات اللغوية والنطق WWW.funbrain.org للألعاب التعليمية WWW.kidshealth.org لتعليم أجزاء الجسم وكيف يعمل
WWW.readingrockets.orgلتعليم القراءة WWW.kids.islamweb.net موقع ترفيهي WWW.kids.joأناشيد وقرآن
WWW.harfkids.comحفظ القرآن WWW.viti4kids.gov.eg تلوين وحكايات وموسيقى وألعاب WWW.starfall.com لتعليم القراءة
WWW.baby-place.com/games.php للرياضيات والتلوين والألعاب.
مشكلات الأطفال مفرطي الحركة
وتطرق د.عبد الرحمن إلى المشاكل السلوكية فى قصور الانتباه وفرط الحركة لأطفال (ADHD) والتي عادة ما تظهر قبل سن سبع سنوات، وكثير من المدارس والمنازل لديهم أطفال يعانون من هذه المشكلة لكن قلةً من الآباء والمعلمين لديهم معلومات كافية عن كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من كثرة النشاط الحركي الذي دائمًا ما يوصف بأنه "مشاغب وعديم التربية"، لكنهم أطفال لديهم مشكلة مرضية لها تأثير سيىء على التطور النفسي للطفل وتطور ذكاءه وعلاقاته الاجتماعية.
وعن السمات السلوكية لطفل (ADHD) ما بين سن الثلاث إلى خمس سنوات، عادة ما يكون الطفل في حالة حركة مستمرة ولا يهدأ أبدًا، ويجد صعوبة بالغة فيوى البقاء جالسًا حتى انتهاء وقت تناول الطعام، ويلعب لفترة قصيرة بلعبه، وينتقل بسرعة من عمل إلى آخر، ويجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة، وفى انتظار دوره في أمر ما والحفاظ على أصدقائه، ويلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال، ولا يتوقف عن الكلام ويقاطع الآخرين، ويأخذ الأشياء من بقية الأطفال دون اكتراث لمشاعرهم، ويسىء التصرف دائمًا ويصفه معلموه بأنه صعب التعامل.
أما بالنسبة لأطفال (ADHD) من سن 6 سنوات إلى 12 سنة فعادة ما تتسم سلوكياتهم في القيام بأعمال خطيرة دون أن يحسبوا النتائج، ويخرج الطفل من مقعده أثناء الدرس ويتجول في الصف، ومن السهل شد انتباهه لأشياء أخرى غير التيوى يقوم بها، ولا ينجز ما يطلب منه بشكل كامل، ويجد صعوبة في اتباع التعليمات، ويلعب بطريقة عدوانية، ويتكلم في أوقات غير ملائمة ويجيب على الأسئلة بسرعة دون تفكير، ويجد صعوبة في انتظار دوره ، وهو مشوش دائمًا ويضيع أشياءه الشخصية، ويتردى أداءه الدراسي، وغير ناضج اجتماعيًا ويصفه مدرسوه بأنه غير متكيف، وغارق في أحلام اليقظة.
وأكد الدكتور هشام على ضرورة عرض هذا الطفل على طبيب نفسي، فأعراض هذا المرض تتداخل مع أمراض أخرى مثل التوحد، ويتم تحديد حجم سلوك الطفل عن طريق بعض الاستبيانات والمقاييس من قبل أهله ومعلميه، وبذلك يستطيع الطبيب المعالج وضع برنامج خاص للطفل ينفذ في البيت والمدرسة، يعتمد على تعزيز التصرفات الجيدة، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تقلل الحركة الزائدة وتساعد على رفع الأداء العقلي وزيادة قوة التركيز.
اضطرابات التعلم
أما اضطرابات التعلم وتأثيرها على الطفل كاضطراب التعبير الكتابي فيرجعها د.هشام إلى ضعف الأداء الأكاديمي بالنسبة للقراءة والكتابة والرياضيات بالمقارنة بذكاء الطفل وقدراته العقلية، ويمكن التعرف على مشاكل التعلم من خلال التقييم التعليمي والسيكولوجي، وغالبًا ما يعانى 5% من الأطفال من
صعوبة في التحصيل والتعليم بصفة عامة، حيث تمثل بالنسبة لهم عملية معقدة تتطلب قدرات خاصة للتميز.
ويعد التعبير الكتابي من أصعب المهارات المكتسبة والتى تعد وسيلة مهمة من وسائل التعبير حيث تتطلب المعرفة الجيدة باللغة للتعبير عن الأفكار والميول، وترتبط مهارة الكتابة عند كثير من الأطفال بمهارة القراءة وعادة ما يتصف هؤلاء الأطفال بضعف مستواهم وأدائهم المدرسي، وعدم قدرتهم على الهجاء ووضع الكلمات في الأماكن المناسبة وضعف الكتابة وترتيب القصص المكتوبة وتنظيمها والافتقاد إلى استخدام المحسنات اللفظية، مقارنة بأطفال في نفس المرحلة العمرية ونفس معدل الذكاء.
ويتلخص علاج المشكلة في استخدام طريقة واحدة للكتابة التعبيرية ومساندة الطفل من الأسرة والمدرس.
اضطرابات صعوبة القراءة
أما بالنسبة إلى اضطربات صعوبة القراءة Dyslexia فإنها تمثل 75% من مشاكل التعلم التي تواجه الأطفال والمراهقين، إذ يعاني منها 4% من أطفال المدارس ويصيب الأولاد أكثر من البنات ما بين ثلاثة أو أربعة أضعاف، بالإضافة إلى مشاكل في التركيز والانتباه والنشاط الزائد لذلك يجب وضع برنامج مخصص للقراءة يتم فيه تقييم نقاط الضعف والاضطراب في القراءة، ومساندة الطفل ومساعدته، وتوفير مناخ مناسب، ومعالجة أى مشاكل عاطفية أو سلوكية تخص المريض، ويجب على الآباء مساندة الطفل ومساعدته.
وعن مشاكل الرياضيات والعمليات الحسابية يقول هشام عبد الرحمن: هناك صعوبة في القيام بأربع مجموعات من المهارات مثل المهارة اللغوية التي تتمثل في فهم المسائل اللفظية وتحويلها إلى أرقام حسابية، والمهارات الحسية وهي افتقاد القدرة على التعرف وفهم الرموز وترتيب الأرقام، والمهارات الحسابية (كالجمع والطرح والقسمة والضرب) والمهارات الخاصة بالانتباه مثل القدرة على نسخ الشكل بدرجة صحيحة والملاحظة الجيدة. وعادة ما يعاني الطفل من نقص في القدرات الحسابية بشكل أقل من المتوقع بالنسبة لطفل في نفس العمر ومستوى الذكاء والمرحلة التعليمية. وبصفة عامة تحدث هذه المشكلة مصاحبة لاضطربات أخرى مثل اضطربات القراءة أو الكتابة أو القدرات والتطور.
وفي النهاية اعتبر د. هشام عبد الرحمن أن العملية التعليمية معقدة بالنسبة للطفل، وهي مسئولية تلقى على عاتقه، فهو في الفصل يجب أن يكون مثل زملائه أو أكثر تفوقًا، وفي البيت عليه أن يصبح مثل أشقائه. وفي حالة المعاناة من هذه الاضطرابات يعاني الطفل من نوبات رسوب في المدرسة، مما ينتج عنه إحباط للطفل وإحساسه بأنه أقل من الآخرين، لذا يجب التدخل المبكر بوضع برنامج علاجي متخصص بواسطة طبيب نفسي للأطفال لمعالجة هذه الاضطرابات.