أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - الشيخ خالد عبد الله.. وحديث عن التغيير - 2010-12-20


الشيخ خالد عبد الله

الشيخ خالد عبد الله.. وحديث عن التغيير

كتبت- أمل أحمد
تناول الداعية الشيخ خالد عبد الله في درس يوم السبت 18 ديسمبر 2010 بمسجد أحمد عفيفي بالرحاب حالة استضعاف بني إسرائيل على يد فرعون، وكيف أنه استباح دماءهم وأعراضهم، ولكن من رحم هذه المعاناة كان هناك تغيير قُدّر له أن يحدث.

لقد جاء الحديث عن بني إسرائيل في القرآن الكريم في مواضع كثيرة؛ فقد سرد لنا الكثير من قصصهم؛ متى انتصروا ومتى انهزموا، وقت قوتهم وحين ضعفهم، وذلك كله له مغزى ومعنى. فبنو إسرائيل هم آخر الأمم التي جاءت قبل ظهور الإسلام، وستواجه الدعوة الإسلامية نفس الظروف التي مر بها بنو إسرائيل، فتلك سنن الله في الكون، ولذلك علينا أن نعي كيف نتعامل مع أحداث التاريخ، وكيف نتعظ من سير من سبقنا.

وفي قصة سيدنا موسى- بصفة خاصة- حديث عن التغيير الذي يشمل أمة بأسرها، ويأتي من اسفل. حديث عن أمة تتشكل. فكيف جاء التغيير عند بني إسرائيل، وكيف يمكن أن يكون عند غيرهم؟

وقد جاءت قصة مولد سيدنا موسى ونشأته في أكثر من موضع في القرآن الكريم؛ جاءت في سورة "طه" موجزة، لكن سورة "القصص" أفردت مساحة كبيرة لتفاصيل القصة، هذه السورة تمثل دائمًا بارقة أمل لمن يطلبون التغيير، وتنشغل عقولهم وقلوبهم بأحوال أمتهم المتردية. ففيها نعرف كيف يُواجَه الطغاة، وكيف يواجِهون دعوات الإصلاح، وكيف تزول دولة الظلم، ويعلم الناس أنه كلما أظلمت كلما كان هناك أمل، "ضاقت حتى إذا استحكمت حلقاتها فرجت".

فبعد استفتاح السورة بحروف "طسم" تقرر الآية الثانية من السورة مباشرة أن "تلك آيات الكتاب المبين"، أي أن طريق الإصلاح والتغيير الحقيقي إنما ذلك الذي يكون مصدره القرآن، وأي طريق خلاف ذلك لا فائدة منه.

"نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون" (آية 3)، والنبأ هو الخبر العظيم، ودائمًا ما يأتي فعل "نتلو" في القرآن متبوعًا بكلمة "بالحق" لنعرف أن نبأ الله هو الحق، وفيه الصدق، فلا نحتاج إلى روايات أخرى جرى عليها التزوير والتدليس، ولا نشغل أنفسنا بتفاصيل لا طائل من ورائها ولا تأثير لها على العظات والعبر والدروس المراد استخلاصها من القصة؛ كأن ينشغل البعض بمعرفة اسم أم موسى أو أخته، أو مكان وقوع الحادثة تحديدًا. وهذا النبأ الذي يتلوه علينا القرآن إنما ينتفع به المؤمنون، أما من أعرضوا فلا يضرون إلا أنفسهم.

ويقول الشيخ خالد عبد الله إن فساد فرعون تمثل في ثلاثة محاور:
1- العلو في الأرض والتكبر، فقد كان مثالا لأسوأ حاكم عرفته الأرض؛ استخف قومه بادعائه الألوهية والربوبية "ما علمت لكم من إله غيري"(القصص 38)، وقال"أنا ربكم الأعلى (النازعات 24)، وهكذا كل من علا وتكبر وسد أذنيه عن سماع النصيحة لا رجاء منه، والسورة ذاتها تشير في موضع آخر لجزاء هؤلاء العالين المستكبرين "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين (آية 83)

2- اتباع سياسة فرق تسد "وجعل أهلها شيعًا"، وأكثر ما تبتلى به الأمم تشتت الأحزاب وتفرق الكلمة.

3- استثمار طاقات البشر بطرق غير مشروعة، فقد كان يذبّح الأبناء حتى لا تتحقق نبوءة الكهان بأنه سيولد من نسل بني إسرائيل من سيكون فناء ملك فرعون على يديه، ويستحيي النساء (أي يبقيهن أحياء) لاستخدامهن في أمور غير مشروعة. وهكذا يمكن أن تباد أمم بأسرها من أجل تحقيق أطماع فرد واحد!
ولكن الله سبحانه وتعالى يقدر الأمور حسبما يشاء، ويجعل في تصاريف قدرته عجائب وعبر أيضًا، فقد وُلد سيدنا موسى في العام الذي كان فرعون يقتل فيه أطفال بني إسرائيل، ولو ولد في العام الذي قبله أو بعده لكانت نجاته أمرًا طبيعيًا.

نجاة أمة بأسرها

ولا يتعلق الأمر بنجاة طفل فحسب، بل نجاة أمة بأسرها:" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أَئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.، أي تحقيق همسة أهداف:

1- انتقال بني إسرائيل من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة القوة.
2- وأن يكونوا أئمة على الناس.

3- التمكين لهم في الأرض، وهناك فارق بين التمكين والتقلب، قال تعالى "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبه الامور" (الحج41)، بينما قال عن التقلب" لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد" (آل عمران 196-197)
فالتمكين منهج تسير عليه أمة بأسرها، وليس عملا فرديًا يجتهد فيه البعض ويتكاسل آخرون.

لقد نزلت سورة "القصص" في مكة وقت أن لم تكن للمسلمين دولة، بل كانوا مستضعفين مضطهدين لتقول لهم وللمسلمين من بعدهم: لا تقلقوا، فالتغيير يمكن أن يحدث مهما كانت حالة الضعف والاستضعاف.. والمهم أن نأخذ بأسبابه ونعمل له.  

 

عدد الزيارات 196

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا