أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - يشرفني أن أكون عبدًا! - 2011-01-07


القرشي

يشرفني أن أكون عبدًا!

كتبت- أمل أحمد
ينفر الناس من العبودية باعتبارها قيدًا على الإنسان يحرمه من حريته ويحط من كرامته، لكن العبودية لله تعالى أمر مختلف فهي شرف لنا. وإذا كان المعروف أن العبد يجلب الخير لسيده، فإن عبوديتنا لله تعالى تجلب الخير لنا نحن، بينما لا تضر الله ولا تنفعه، فهو الغني عن عباده.

عن هذه المعاني كان درس الأربعاء الماضي؛ الخامس من يناير 2011 بمسجد أحمد عفيفي للشيخ الدكتور عمر عبد العزيز القرشي.

فعبوديتنا لله شرف لنا، بل هي شرف حتى للأنبياء والرسل وهم خيرة البشر. وقد امتدح القرآن الكريم الأنبياء والرسل بشرف العبودية فقال تعالى: "واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب" (سورة ص- 17).

وقال تعالى في السورة ذاتها: "ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب"(30).

"واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب" (41).وعن أيوب عليه السلام أيضًا: "وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب"(44).

"واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار" (45).

كما امتدح أشرف الخليقة محمدًا صلى الله عليه وسلم في أشرف المواقف وهو نزول القرآن: "سبحان الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عجوًا" (الكهف1)

"تبارك الذي نزل الفرقان على عبده" (الفرقان1)
"فأوحى إلى عبده ما أوحى" (النجم 10)

وفي موضع الإعجاز والتحدي: " وإن كنتم في ريبٍ ممَّا نزلنَا علَى عبدنا فَأْتوا بسورةٍ من مثْله وادْعوا شُهداءَكم من دون اللَّه إِن كُنتم صادقين فَإِن لَمْ تَفعلوا ولَن تَفعلوا فاتقوا النار التي وقودها النّاس وَالْحجارة  أُعدت للكَافرين" (البقرة 23-24)

وعن رحلة المعراج؛ رحلة التشريف والتكريم وحفاوة أهل السماء بعد جفاوة أهل الأرض يقول القرآن الكريم: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً" (الإسراء 1)

ولم يقل بمصطفاه أو مجتباه أو حبيبه، إذ لا اصطفاء ولا اجتباء ولا حب إلا بالعبودية.

وفي شرف العبودية لله يقول الشاعر:
ومما زادني شرفاً وتيهًا      وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي   وأن صيرت أحمد لي نبيا

وإذا انقطعت صلة العبودية لله انقطعت الصلة بالله، ولا يبالي الله بذلك العبد الآبق في أي أودية الدنيا هلك.

صحيح أن الرحمن يطعم الكافر أو المشرك، ويعطيه ويمهله، وقد يعطيه من الدنيا أكثر مما يعطي المؤمن، ولكن هذا نوع من الاستدراج، وكلما بَعُدَ عن الله كلما زاد سعةً ورغدًا، تصديقًا لقوله تعالى:" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغته فإذا هم مبلسون" (الأنعام44).

شرط الإقرار بالعبودية

فلا يكفي الاعتقاد بأن الله خالق رازق مدبر مصور، بل لا بد من الإقرار بالعبودية "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (ا لذاريات56). هذه الآية لخصت المهمة التي خلقنا من أجلها وهي العبودية.  يقول أهل اللغة إن هناك فرقًا كبيرًا بين نص الآية وبين القول: "خلقت الجن والأنس ليعبدون". فإضافة"ما" و"إلا" أفادت الحصر والقصر؛ فما من معبود إلا الله، وما لنا من مهمة سوى العبادة.

هل نتفرغ للعبادة؟

فهل يعني ذلك أن نتفرغ للعبادة ونترك كل شئون الدنيا؟ لو كانت العبادة المقصودة تنحصر في معناها الضيق لكان من المستحيل تحقيق معنى العبادة.

العبادة لا تعني التقسيم الفقهي الموجود في كتب الفقه، ما بين عبادات ومعاملات، ثم تقسيم العبادات إلى طهارة وصلاة وصيام وزكاة وحج، لكنها في منظور القرآن والسنة منهاج حياة "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" ( الأنعام 162).
"ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم  والذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة21)

ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين  بل الله فاعبد وكن من الشاكرين" (الزمر65-66)

هذا العنوان العريض؛ العبادة بالمعنى العقدي الواسع، تندرج تحته أمور عدة؛ ومفردات كثيرة؛ فهي تشمل كل شئ في الحياة؛ الأكل والشرب، والترويح والسفر، والزواج والعمل وغير ذلك. فكل أمور الحياة من العبادة، لأن الحياة محراب عبادة من ساعة الميلاد وحتى الممات. فهي إذًا اسم جامع لكل ما يرضاه الله عز وجل من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.

بين العبادة والطاعة

ومن معاني العبادة الطاعة، لكن الطاعة بالنسبة للعبادة جزء من كل، وبين المعنيين عموم وخصوص:
في العموم: إذا قلت: أطيع الله، فالمعنى أي أعبد الله.
لكن في الخصوص بينهما اختلاف، فالعبادة لا تكون- شرعًا- إلا لله، أما الطاعة فهي لله ولغير الله.

وحب العبادة لا يكون إلا لله "والذين آمنوا أشد حبًا لله"(البقرة 165)

والحمد يكون لله وحده.. أما الشكر فيمكن أن يكون للناس.
وقد أكدت ألفاظ القرآن الكريم على تلك المعاني ففي سورة الفاتحة: "إياك نعبد وإياك نستعين"، نجد أن المفعول مقدمٌ على الفعل، ولم تأت الآية بلفظ:"نعبدك ونستعينك" رغم أن الضمير المتصل في الثانية أقوى من المنفصل "إياك"، كما أن الإيجاز بلاغة، والقرآن آية في البلاغة، وذلك لأن كلمة "نعبدك" تحتمل معنى: نعبدك ونعبد غيرك، أما إياك نعبد فتعني أننا لا نعبد سواك.
والغريب أننا نردد هذه الكلمات 17 مرة على الأقل كل يوم وليلة في الصلوات المفروضة ومع ذلك تجد من يعبد غير الله.

الطاعة لمن؟

والطاعة لها معنى واسع لا تقتصر فيه على الله وحده؛
"من يطع الرسول فقد أطاع الله" ( النساء80)، فالطاعة تكون لله ولغيره.

والطاعة لله ضرب من العبودية، والطاعة للرسول باتباع سننه، والطاعة للوالدين برٌ بهما.

ومن تكريم الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن جعل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل"من يطع الرسول فقد أطاع الله"( النساء80).

"يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" (النساء 59). وقد جاء الأمر في هذه الآية بطاعة الله طاعة مطلقة، وجاء الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة، وجاءت طاعة أولي الأمر مقيدة، إذ لم يكرر فعل "أطيعوا" مع أولي الأمر؛ فطاعة أولي الأمر ليست مطلقة في كل شئ، وهذا يعني أنه لا طاعة لأولي الأمر إلا إذا كانت من جنس طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. أما المعنى الثاني فهو في قوله تعالى "منكم":أي منكم يا معشر المسلمين.

 

عدد الزيارات 224

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا