كتب أحمد غانم وسالى مشالي
أكد الشيخ سلامة عبد القوي إمام وخطيب بمحافظة 6 أكتوبر على ضرورة التغيير فى حياتنا بالعودة إلى الله وعدم التسويف فى اتخاذ قرار التوبة والإنابة، مؤكدا أن الأيام تمر بلا فائدة والعمر يضيع سدى ويمضي سريعا ونحن فى غفلة عن ديننا، متسائلا متى سنصحح المسار ونكتب بأيدينا لحظة الميلاد الحقيقية فى كنف الله وطاعته.
واستشهد الشيخ سلامة إمام وخطيب مسجد الحصري بمدينة أكتوبر فى المحاضرة التى ألقاها بالمركز الثقافي بنادي الرحاب الرياضي مساء الجمعة 1-1-2010 تحت عنوان " فلنبدأ بأنفسنا" بمقولة الإمام الحسن البصري "ما من يوم ينشق فجره إلا ومناد ينادي: أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
وأوضح الشيخ سلامة أن من الأهمية بمكان معرفة الحكمة من خلق الله تبارك وتعالى للإنسان مشيرا إلى أن كثيرا من الناس لا يعرفون للحياة هدفا ولا للطريق معلما "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام" مؤكدا أن عمارة الأرض وعبادة الله تعالى كانت الغاية من الخلق "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون".
وأضاف سلامة أن البعض يحصر الإسلام فى العبادة فحسب؛ من صلاة وصوم وحج وزكاة وينسى أن الإسلام عبادة وعقيدة وأخلاق، فقد ترى إنسانا صواما قواما لكنه سيئ الخلق، مثل المرأة التى قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنها صوامة قوامة لكنها تؤذي جيرانها فقال النبي "هي فى النار" فالسلوك والمعاملات والأخلاق ركن أصيل من أركان الإسلام ولا يكتمل إيمان المسلم إلا به "قل إن صلاتى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".
وألمح الشيخ سلامة إلى أن قدوم عام هجرى جديد يمثل عبئا ثقيلا على من يعي ذلك لأن طول العمر معناه عسرة الحساب ومن يعش طويلا يحاسب طويلا. وطالب الشيخ الحضور بأن يحسنوا فن صناعة الموت مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
وأبكي الشيخ سلامة الحاضرين عندما شرع فى سرد قصتين كان هو شاهد عيان عليهما: القصة الأولى لفتاة حباها الله جمالا وحسبا، عاشت حياتها طولا وعرضا لم تراعِ لله حرمة، ولم تعرف للطاعة طريقا إلى أن ابتلاها الله بسرطان المعدة فلزمت البيت وانتابها الشعور بالندم على ما فاتها من عمر ضيعته خلف سراب العصيان واتصلت بالشيخ سلامة تسأله ماذا تفعل فنصحها بالتوبة والندم والمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، عل الله أن يتوب عليها ففعلت وطلبت من أمها أن تفرش لها سجادة الصلاة رغم مرضها وعدم قدرتها على الحركة رغبة منها فى أن تضع جبهتها على الأرض سجودا وتذللا لخالقها وبارئها فما أن سجدت وطال سجودها حتى فاضت الروح لبارئها.
أما القصة الثانية فيسردها الشيخ سلامة بقوله "ذات يوم تلقيت اتصالا هاتفيا من شاب يبكي بحرقة ويطلب مقابلتى فوعدته بلقاء بعد يومين فقال: يومين بعيد وحتى ألقاك سأحكي لك قصتى باختصار فنحن "شلة" أصحاب، ومنذ أيام استأجرنا مكانا لنعصي الله فيه واتفقنا أن من يشرب "بانجو" أكثر له جائزة فشرب أحدنا حتى مات ومن ساعتها وأنا لا أنام شعورا بالندم وإحساسا بالذنب لأننا قتلنا صاحبنا.
ويكمل الشيخ سلامة القصة بقوله "نصحته بالتوبة والصلاة والذكر والاستغفار حتى يأتيني وظل خلال يومين على اتصال بي ليل نهار يبكي بحرقة إلى أن جاء الموعد فلم يحضر وفوجئت بصديق له يتصل بي ويبلغني أنه أثناء مجيئه لى توفي فى حادث سيارة وأحسب أن الله قد قبل توبته لكن انتابني حب الفضول أن أعرف لماذا أراد الله أن ُتقبض روح صاحبه الأول على معصية ليصبح عظة له، ويموت هو على توبة فذهبت أعزى أسرة الأول ووجدت أمه تقسم لى أنها كانت تدعو الله وهى ساجدة أن يقبض روحه لسوء معاملته وضربه لها فعلمت أنه كان عاقا لوالديه فمات عاصيا لله وجعل الله فى موته عظة لصاحبه الذي تاب إلى الله تعالى قبل موته".
وطالب الشيخ سلامة الحضور أن يضعوا هدفا واضحا لعامهم الجديد؛ كأن يصبح عام الصلاة لمن لا يصلى، أو عام قراءة القرآن، أو عام المحافظة على صلاة الفجر، أو صلة الأرحام، أو بر الوالدين، أو حفظ 10 أحاديث فحسب من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.