أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم إيمانيات

إيمانيات - فرعون..ذليلا في بيته - 2011-01-17


الشيخ خالد عبد الله

فرعون..ذليلا في بيته

كتبت- أمل أحمد
يبحر بنا الداعية الشيخ خالد عبد الله في درسه الأسبوعي، عِشاء السبت من كل أسبوع بمسجد أحمد عفيفي في تفاصيل قصة كليم الله سيدنا موسى عليه السلام، وقصة شعب يتحرر من ربق العبودية والاستذلال لفرعون.

وها هي أم موسى قد ألقت رضيعها في الماء استجابة لإلهام الله لها، لكن الشيطان لا يدعها في حالها، إذ يثير في قلبها الشكوك: كيف هان عليها ابنها؟ وهل تجمد قلبها حتى ترمي وليدها في الماء؟ ومن أدراها أن ما جاءها كان وحيًا من الله؟ ثم أخذت تتخيل مصيره لو وقع في قبضة جنود الطاغية.

لكن الله سبحانه أخرجها من تلك الأزمة بأن ربط على قلبها "إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين" (القصص10).

هذا "الربط على القلب" نحتاج إليه دائمًا، وخصوصًا في الأزمات، لنثبت على مواقف الحق. وأمتنا تحتاج إلى أن يربط الله على قلوب أبنائها، فهي تمر اليوم بأزمات كبيرة أهمها ما نراه من تمييع الهوية ومحاولة إلغاء العقيدة لتحل محلها أمور أخرى.

وقد أخبر الله تعالى نبيه موسى بعد بعثته بما جرى له في قصر فرعون، وأعلمه كيف حفظ حياته "وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني" (طه 39)؛ هذه المحبة قذفت في قلب إمرأة فرعون.
ونلاحظ أن الحب له دور في حياة اثنين من أنبياء الله: يوسف وموسى عليهما السلام، وكان ذلك في مصر. الأول تسبب حب إمرأة العزيز له في سجنه بعد أن شغفها حبًا.

والثاني تسبب حب إمرأة فرعون له في نجاته.

وذلك ليدرك الإنسان أنه لا يملك من أمر قلبه شيئًا "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون" (الأنفال24). 
فبمجرد أن رأت الطفل الرضيع قالت: " قرة عين لي ولك لا تقتلوه" وكأنها عرفت أنه من أطفال بني إسرائيل الذين يتعرضون للقتل، وقد اختار الله هذه الوسيلة لنجاة موسى؛ فمن داخل البيت الفاسد يخرج نبي لنصرة الدين، ولا يملك فرعون سوى الاستجابة لطلب زوجته.

إن هذه إشارة مهمة كي تكون عينك على الله، فهو بيده مقاليد الأمور.
ونرى للأسف شخصًا قد يقول غير الحق للمحافظة على مكانه ومكانته، ويغضب الله ليرضى عنه بعض الناس، وينسى أن قلوب الخلق بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ومن أرضى الناس بسخط الله سخطَ الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه من أسخطهم في رضاه.

وعلينا أن نوظف القلب ليحب، وأن نتعامل مع الله؛ فقلوب الخلق بين أصبعيه، وهو القادر على تغيير القلوب من حب إلى بغض، أو من بغض إلى حب.

وإمعانًا في إذلال فرعون وجنوده أراد الله أن يعيش موسى في بيت فرعون، فهو سبحانه فعال لما يريد.

البيت المسلم في الأزمات

ثم نرى كيف يتكاتف البيت المسلم وقت الأزمة؛ فالأم تأمر ابنتها أن تتبع أثر أخيها الرضيع، وهي تفعل ذلك بذكاء وحيطة "فبصرت به عن جنب" تحاول ألا تشعر أحدًا أن لها اتصالًا بالرضيع، وفي الوقت نفسه تريد أن تعرف ما يجري للرضيع.

وقد امتنع موسى عليه السلام عن الرضاع ليتحقق وعد الله لأمه"إنا رادوه إليك"، وحتى لا تفقد الأم ولدها، ولا يحرم الولد حنان أمه.

فكيف يميزالرضيع بين ثدي أمه وثدي أي إمرأة أخرى؟ إن الطفل في المعتاد يرضع من أي إمرأة، خاصة حين يجوع، وقد كان العرب يرسلون أطفالهم مع المرضعات إلى البادية فيرضع الجميع ولا يتوقف أحد عن الرضاعة، لكن سيدنا موسى يأبى أن يلتقم ثدي أي مرضعة.

وبقي آل فرعون في حيرة ودهشة ويبذل فرعون كل المحاولات لانقاذ الرضيع، "وهو الحريص على قتله"!، كما أنه يريد أن ينتهي من هذه المشكلة لأنها تذكره بنقطة ضعفه، فهو لا ينجب، والزوجة تريد أن تشبع عاطفة الأمومة عندها وتربي طفلا.

وتتدخل أخت موسى في الوقت المناسب: "هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون" (القصص12). فلو قدمت أم موسى نفسها إلى آل فرعون لارتابوا فيها وشكوا في دوافعها، ولكنهم هم الذين يبحثون عن مرضعة بحرص واهتمام، حتى إذا عرضت أخت موسى أن توفر لهم مرضعة دخلت الأم قصر فرعون معززة مكرمة، وبذلك أعيد ابنها إليها، وفوق ذلك أصبحت تأخذ أجرًا على إرضاع ابنها.

فرددنا إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون" (القصص13)، فأكثر الناس لا يثقون في يقين الله لأن عقيدتهم غير راسخة في قلوبهم.

ألم يعلموا أنه قد " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز" (المجادلة 21) 
فمن الله؟ إنه القوي العزيز، لكنا لا نقدر عزة الله حق قدرها.
ومن قدرة الله أنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.. إن أخذه أليم شديد
فإذا قال الملك "إنا رادوه إليك" فمن يمنعه عن تنفيذ وعده؟

 

عدد الزيارات 174

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا