سكان الرحاب يجيبون على السؤال: هل أنتم كائنات انعزالية؟

•  منى ربيع:  الانعزالية ظاهرة بوضوح في جيراني
•  محمود مصطفى: النشاطات التي تحدث في المسجد والنادي والجمعيات تساعد على كسر الانعزالية
•  المستشار سامي أمين: كلبي أذاب الجليد بيني وبين الجيران!
•  محمد رضا: لا يوجد جليد من أصله

تحقيق ـ أحمد غانم ومحمود رضا
تجمع سكان مدينة الرحاب من أماكن وبيئات وطبقات مختلفة، ليكونوا مجتمعًا سكنيًا جديدًا، بعيدًا عن مشكلات المناطق التي كانوا يسكنون فيها قبل ذلك، حالمبن بالرفاهية والاستمتاع بالجمال مع الهدوء. ولكن ماذا عن العلاقات الاجتماعية فيما بينهم؟ هل يعرف بعضهم بعضًا؟ هل يتزاورون؟ هل يجامل بعضهم بعضًا في المناسبات السعيدة والحزينة، أم تسود بينهم الانعزالية والانطوائية و(الأنامالية)؟
 أحد الملاك حاول جمع شمل جميع سكان عمارته على مائدة إفطار واحدة في شهر رمضان الماضي كي يتعارف الجيران فيما بينهم، وتنشأ مفاهيم الحب والجيرة, إلا أنه فوجئ بهم يعتذرون واحدًا تلو الآخر! ما جعله يتساءل في حيرة: هل الرحابيون كائنات انعزالية؟
"رحابي. نت" طرحت السؤال على عدد من سكان الرحاب، وكان التحقيق التالي:

مني أبو العلا ربيع تقيم بالمجموعة (4) سألناها: هل الرحابيون كائنات انعزالية؟

فأجابت: نعم؛ فقد لاحظت على أغلبهم تلك الصفة. كان معظم السكان منفتحين قبل مجيئهم الرحاب, وعندما أتوا وعاشوا في الرحاب أصبحوا انعزاليين للغاية، ولا أقصد بأن كل الرحابيين انعزاليون بل أجد الانعزالية ظاهرة بوضوح في جيراني فعلا، وأراها أيضًا بالعمارة التي أسكن بها، ولكن في نفس المجموعة هناك بعض الصديقات اللاتي تعرفت عليهن عن طريق المسجد.
 
 ما سبب الانعزالية من وجهة نظرك؟
ربما لأن المجتمع الرحابي مجتمع مغلق بذاته، كل إنسان مختص بذاته، لا يحتاج لجيرانه ولا يحتك بهم، ولا يسأل عنهم، لأن الكل يريد الخصوصية في حياته، وأحيانًا الإنسان يفتقد الخصوصية مع الجيران وفضولهم.
 
هل تشعرين بأنك كائن اجتماعي أم انعزالي؟
 الشعور بالانطوائية لم يكن المسيطر علي شخصيتي أغلب الأوقات، فأنا إنسانة اجتماعية بالفطرة، وهذا ما أشعر به.
 
هل لفصول السنة تأثير في اجتماعية أو انعزالية الأشخاص؟
 بالطبع، فالانعزالية تظهر صورتها بوضوح في الشتاء عنها في الصيف؛ ففي الشتاء نظل في الشقة، لأن الجو في الرحاب جو صحراوي شديد البرودة في الشتاء, أما الصيف فتكون هناك فرص أكبر للخروج من الشقة والذهاب لأي مكان.
 
هل حاولتِ التغلب علي الانعزالية وكيف؟
 أكيد.. حاولت التغلب علي الانعزالية، عن طريق الذهاب للمسجد، والاهتمام بالأنشطة التي أراها مناسبة لعمري داخل المسجد، وهناك تعرفت علي الكثير من الصديقات، وهن دائمًا يسألن عني إن تغيبت، وأنا أيضًا مهتمة جدًا بالمواظبة علي الحضور في كافة الأنشطة التي يقيمها المسجد؛ فهناك أشعر بتآلف قلوبنا في بوتقة الإسلام فأغلبهن يتعرفن عليّ دون مصالح، بل ابتغاء مرضاة الله.
 
هل تغلبتِ علي الانعزالية عن طريق المسجد فحسب؟
لا، أذهب أيضًا للنادي، وأتابع الأنشطة كما أحاول أن أجعل أولادي يشتركون في الأنشطة المتنوعة التي يقيمها المركز الثقافي مثل الكشافة والندوات المختلفة، بالإضافة للسباحة والكرة وغيرها كنوع من التعرف على الناس من حولهم، فضلا عن الاستزادة الثقافية من خلال الاحتكاك بالناس من حولهم.
 
هل حاولت التقرب من جيرانك وتفقد أحوالهم وزيارتهم؟
 لا؛ لأن أغلب الوقت يضيع مع الأولاد، كما أني لا أشعر بالأمان مع الجيران، هناك أشخاص في نفس العمارة ألقي عليهم السلام فلا يردون حتي السلام، كما أن الوقت أصبح منزوع البركة، والانشغال الدائم بظروف الحياة، وغلبة الماديات على نفوس الناس، هذه أسباب تفضيل البعد عن الجيران من وجهة نظري.
 
هل حاول بعض جيرانكم التقرب والتعرف على أسرتك؟
إلي الآن لا؛ ولكن أي إنسان سيحاول التقرب منا فلابد أن نرد الإحسان بالإحسان، وأنا من طبيعتي أحب رد الزيارات، فأنا إنسانة ودودة وعشرية.
 
لو جارة لك عزمتك..هل ستلبين دعوتها؟ 
بالطبع سأحضر، إن لم تكن هذه العزومة بهدف المصلحة بمفهومها المصري, فالمعروف عن البعض أنه يريد التعرف علي الناس بهدف مصالح وأهداف وصولية، وأنا لا أحب ذلك النوع، أما إذا كانت الدعوة بهدف التقرب والتآلف فبالتأكيد سأرحب بالتعارف، خاصة أني بدأت أشعر بالوحدة نتيجة للبعد عن الجيران والناس، ولولا المسجد والنادي، وتعلقي بهما ما كنت تحملت العيش بالرحاب كل تلك المدة.
 
هل الرجال أكثر انعزالية من النساء أم العكس؟
 أري أن الرجال أصبحوا اجتماعيين أكثر من النساء في الرحاب، ويستمتعون بكافة الأنشطة عن النساء، فالمرأة دائمًا منشغلة بأمور الأولاد وزوجها، أما الرجال فهم منشغلون بأعمالهم، وعند عودتهم من العمل يتفرغون لأمور أخرى؛ منها التقرب من الأصدقاء الجدد الذين تعرفوا عليهم من خلال الأنشطة في المسجد أو النادي، كما أن الشباب الذكور أكثر اجتماعية من البنات، فزوجي وابني مثلا يحرصان دائمًا علي صلاة الفجر، وفي المسجد توجد مسابقات ثقافية يتسنى لهما من خلالها التعرف علي شخصيات كثيرة، وفي رمضان أيضًا يوجد تعارف وحب، يصل لذروته في الاعتكاف في المسجد، وفي تغليف شنط رمضان وتزيين الأشجار؛ كل هذه الأنشطة تتيح لهم الفرص للتعارف على الكثير من الأفراد.

انطوائيون بسبب اختلاف الجنسيات والثقافات

هويدا حسين تقيم بالمجموعة (21) سألناها أيضًا: هل ترين الرحابيين كائنات انعزالية؟
فقالت نعم؛ أرى أن أغلب الرحابيين انطوائيون، وذلك لوجود جنسيات وثقافات مختلفة في عمارة أو مجموعة واحدة، وهذا الاختلاف لا يمكنهم من التواصل الثقافي والفكري مع الآخرين.
 
 هل حاولت التقرب للجيران؟
بالطبع.. وقد فكرت كثيرًا في عمل مشروع يكون تحت إشراف جهاز المدينة، وفيه يتم عمل نشاطات مختلفة تجمع سكان كل مجموعة، وتوزيع جوائز بسيطة، ومن خلالها نتقارب ونتعارف علي بعضنا البعض، وتذوب الاختلافات، وربما ذلك يساعدنا في إبراز مواهبنا؛ فمثلا من يستطع الخطابة يتكلم معنا في أمور الدين، ومن يستطيع أن يعلمنا شيئًا معينًا أو مهارةً معينة يساعدنا بها، فنتآلف ونتقارب وتتلاشي الخلافات إن وجدت، وربما ذلك يساعد الجنسيات المختلفة على التعرف علي اللغة العربية والإسلام الذي يدعونا دائمًا إلي التعارف كما في قوله تعالي "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم", وربما من خلال هذه الفكرة تصبح كل مجموعة سكنية كالأسرة الواحدةن ومن ثم تتقارب الثقافات وتتلاشي الاختلافات.
 
وتضيف هويدا قائلة: أنا بالفعل تعرفت علي أمريكية تعيش معي بنفس المجموعة، وقد أعلنت إسلامها منذ فترة قريبة وتحتاج لتعلم اللغة العربية والتعرف على قيم الإسلام وعندئذ تفهم القرآن الكريم, وأنا بصدد تعليمها لأني متخصصة في اللغة العربية، وقد درست في معهد إعداد الدعاة, لذا أحاول تعليم الناس القرآن واللغة، كما أحاول غرس قيم وسلوكيات إسلامية صحيحة.
 
هل مساعدتك للآخرين أتاحت لك فرصة التواصل مع جيرانك؟
للأسف لا, فرغم ذلك كان بعض الجيران في نفس العمارة عندهم تحفظات في التعامل معي، ولا أدري لماذا؟ هل ذلك لارتدائي النقاب أم لالتزامي الخلقي والديني، فأنا دائمًا أسعي لأن أكون إنسانة بسيطة غير متعالية مطلقًا، ولكن هناك أشخاص في نفس العمارة ينفرون مني بالرغم من حفاظي على مشاعرهم.
 
هل تقتصر صداقاتك على الأمريكية فحسب؟
لا, فقد استطعت التعرف على مجموعة كبيرة من الصديقات داخل المجموعة، ولكن العلاقة لم تصل لدرجة الحميمية، من بينهن أمريكية ومغربية وجزائرية وصومالية، لكن الغريب أن علاقتي مع جاراتي المصريات لا تتعدى السلام العادي.
 
هل ترين وجود أي سلبيات في التقرب من الجيران؟
لا، بالعكس، نحن نضيف لبعضنا البعض، وإذا شعرت بوجود أي انحراف في العلاقة سأفضل البعد عن صديقتي.
 
هل حاولت أن تهادي جيرانك كنوع من التقرب؟
نعم، كنت أحاول عمل ذلك مع الجنسيات الأخرى، كي أطلعهم علي بعض الأكلات المصرية التي لا يعرفنها ومن ثم يطلعنني علي بعض الأكلات الغريبة عني.
 
هل الرجال اجتماعيون أكثر من النساء أم العكس ولماذا؟
النساء أكثر اجتماعية من الرجال، وذلك لأنهن بطبيعتهن اجتماعيات، فضلا عن الجلوس في البيت لفترة كبيرة، بينما الرجال منشغلون دائمًا في أعمالهم ومباشرتها، ففرص التعارف على الغير لديهم ضعيفة. 
    

التعارف يستغرق وقتًا

أما محمود مصطفى، 24 سنة، الذي يقيم بالمجموعة (42) فيقول في رده على سؤال: هل الرحابيون كائنات انعزالية؟
لا, لأن المجتمع الرحابي مجتمع جديد يضم مجموعة من البيئات، والثقافات المختلفة بل والطبقات المتنوعة, فلابد عند احتكاكهم ببعضهم البعض أن تمضي بعض الوقت حتى يحدث تعارف ثم تآلف وبعده صداقة وحب, وأكبر دليل على ذلك المسجد والنادي، وما يحدث فيهما من نشاطات؛ فتجد أن التعارف على أغلب الشخصيات له بعض الأطوار، وبعدها نكون أصدقاء، ثم تنشب بيننا علاقة وثيقة جدًا.
 
هل ترى للبيئة والثقافة يدًا في التعارف؟
بالطبع؛ فسكان الرحاب القادمون من الأرياف يتعارفون علي بعضهم البعض بسرعة كبيرة، والشباب الذين تخرجوا من مدارس أجنبية يتفاهمون ويتعارفون أسرع من غيرهم من خريجي المدارس العادية. فالثقافة والبيئة لهما دور كبير في التقارب والتعارف، فقد يحدث التعارف بسبب تقارب الميول والتوجهات، ويظهر ذلك بوضوح نتيجة للأنشطة المختلفة التي قد تحدث في المساجد والنادي والجمعيات الخيرية والأنشطة التي تحدث في المدينة عمومًا.
 
 هل تشعر بأنك كائن اجتماعي أم أنعزالي؟ ولماذا؟
 أرى نفسي اجتماعيًا، فقد سكنت بالرحاب منذ ما يقرب من خمس سنوات، وأصبح لدي الآن أكثر من 200 صديق رحابي سواء في نفس سني أو أكبر أو أصغر، وكلنا نحب بعضنا بعضًا جدًا، ونسأل عن بعضنا. وعلى النقيض هناك أفراد يعيشون بالرحاب منذ عشر سنوات، ولم يتعرفوا على عشرة أشخاص، وذلك لبعدهم عن الأنشطة، ورغبتهم في البعد عن الناس، كما يقول المثل المصري الخاطئ: "البعد عن الناس غنيمة".
 
كيف تعرفت على هذا العدد؟
عن طريق المسجد والنادي والجمعيات الخيرية، فضلا عن الاحتكاك بالأنشطة المختلفة, فعلى سبيل المثال تعرف جاري في نفس المجموعة علي وطلب مني مساعدته في تعبئة وتغليف وتوزيع شنط رمضان، فاتصلت بمجموعة من الأصدقاء الذين تعرفت عليهم منذ فترة، وشرحت لهم الموضوع، وقد حضرت مجموعة كبيرة، وقمنا بمساعدة صديقي الجديد، وبعدها بدأت صداقة شديدة جدًا معه، ومن هنا نشأت ثقة متبادلة بيننا, ونتجمع وننظم دورات كروية بالنادي ورحلات رائعة، وكل ذلك بهدف التقارب والتآلف, فالإنسان إذا أراد أن يكون انعزاليًا فهذا بيده، وإن أراد أن يكون اجتماعيًا فبإرادته أيضًا, فإذا احتك بالناس في الأنشطة المختلفة، وباحترامه وأدبه، ربما يضفي ذلك عليه رونقًا خاصًا يجعل الناس تحبه، وتريد التقرب منه، وترتبط به وتنشأ معه صداقات متنوعة وكثيرة.

هل أحد من جيرانك حاول التعرف عليك عن طريق عزومة مثلا؟
نعم، فقد دعاني أحد جيراني إلى عزومة، وقال لي إنه عزم مجموعة من الأصدقاء في منزله فاستجبت لدعوته، وهناك تعرفت على مجموعة كبيرة من الأصدقاء، وحاليًا هم من أكثر الناس قربًا لقلبي، وخرجت من هذه العزومة بصداقات جديدة.
 
هل ترى أي سلبيات فى التعرف علي الجيران؟
لا أري أي سلبيات في التعارف، والتقارب مع الجيران مادامت العلاقة قائمة علي أساس سليم وحب وتآلف.

ما الذي يمكن أن يبعد البعض عن جيرانه؟
الإنسان دائمًا يخشى من المجهول، وربما لاختلاف الميول والاتجاهات والثقافات والنظرة الطبقية فضلا عن عدم حب خوض تجارب جديدة حتى يبعد عن التجارب السيئة التي ربما مر بها في السابق.
 
هل الرجال اجتماعيون أكثر من النساء أم العكس ولماذا؟
النساء أكثر اجتماعية من الرجال؛ لأنهن يجلسن لفترات كبيرة في المنزل فيسألن عن طريقة طبخ جديدة لصنف من أصناف الطعام أو قد يحدث التعارف عن طريق احتكاك أولاد العمارة ببعضهم، وبذلك يتيح الأبناء لأمهاتهم الفرصة للتعارف، بينما الرجال منشغلون بأعمالهم وأشغالهم، وبالرغم من ذلك ستجد رجالا اجتماعيين جدًا.

جئنا للرحاب هربًا من مشكلات الجيران

سألنا فوزية خالد 39 سنة تقيم بالمجموعة (5): هل الرحابيون كائنات انعزاليه؟
فقالت: نعم

لماذا؟
في الحقيقة عندما انتقلت للعيش في الرحاب منذ سنتين، كان هدفي أنا وزوجي الاستقلال بعيدًا عن مشاكل الجيران التي كنا فيها في السابق, فقد كنت أعيش بزهراء مدينة نصر، وكانت تحدث دائمًا مشاكل بين جميع سكان العمارة لأتفه الأسباب، فقررنا بيع قطعة أرض بالإضافة لشقتنا بمدينة نصر، واشترينا شقة بالرحاب لنبتعد عن الجيرة السيئة, وعندما انتقلت، وعشت بالرحاب وجدت زوجي يشدد علي في وجوب الاستقلالية، والبعد عن الاحتكاك بالجيران، واتفق معي أنه سيعوضني وأولادي عن الاحتكاك بالناس والجيران بأن يأخذنا بشكل دوري، ونخرج في الفود كورت أو النادي أو نتمشى في المدينة أو خارجها، كنوع من التعويض عن الاختلاط بالجيران حتى لا نشعر بالعزلة. وبالرغم من ذلك أحب أن ألقي السلام على جاراتي حتى لا يشعرن مني بالتعالي أو التكبر.
 
 هل تشعرين بأنك كائنة اجتماعية أم انعزالية؟
 أنا لست كائنة انعزالية مطلقًا، لكن اضطرتني الظروف لأن أكون انعزالية حفاظًا على مشاعر ومطالب زوجي، وللبعد عن المشاكل التي تظهر من الجيران عقب التعارف, فأحيانًا تتعرف علي جار لك، وتجده يبدي لك الحب والصداقة والكلام المعسول في أول العلاقة، وسرعان ما تحدث المشاكل لأتفه الأسباب، كما حدث في تجربتي السابقة, فأنا  في غنى عن الجيرة التي تأتي من وراءها مشاكل ومصائب، خاصة أني حريصة علي مستقبل الأولاد، ومذاكرتهم خير ألف مرة من مليون جار. 
 
هل حاولتِ التغلب على الانعزالية التي أصبحتِ فيها بعد السكن بالرحاب؟
بالطبع فأنا أعمل ببنك، وأرجع من العمل للبيت وأنشغل بأمور البيت من إعداد الأكل، وبعدها أبدأ مذاكرة الأولاد ثم يعود زوجي من عمله، فنأكل ثم نخرج لنتنزه في أي مكان، كما يوجد كمبيوتر وتلفزيون، فالحياة أصبحت مليئة بكافة الأشياء التي تجعلك لا تشعر بالانعزالية كما أني تأقلمت علي هذه الحياة بدون جيران.
 
هل تشعرين أحيانا بالوحدة والانطواء، والملل من الانطواء على نفسك؟
أحيانًا، ولكن أرى أن الحياة التي تخلو من جيراني السابقين أفضل بكثير, ومن واقع تجاربي فالمشاكل مع جيراني السابقين وصلت لدرجة الاعتداء عليّ وعلى زوجي وأصبحت مطاردات في أقسام الشرطة، وقد صدرت عدة أحكام ضدنا وضد جيراننا وبفضل الله تم النقض في تلك الأحكام وانتهت تلك القضايا بعد أن كلفتنا الكثير من الوقت والتعب والتفكير والإرهاق, لذا لا أحاول الاختلاط مع الجيران تلافيًا للمشاكل السابقة.

ظاهرة عامة

المستشار سامي أمين أحد النشطاء الفاعلين داخل مدينة الرحاب سألناه: هل فعلا الرحابيون كائنات انعزالية؟

فقال: ليس الرحابيون فقط، ولكنها طبيعة مجتمعنا الحالي الذي يطبق المثل القائل "صباح الخير ياجاري أنت في حالك وأنا في حالي".

لماذا الجيران في الرحاب كل واحد في حاله ويخاف أن يقترب من الآخر ويتعرف عليه؟
كما سبق وذكرت أن هذا لا يخص الرحاب وحدها.. وفى رأيي المتواضع أن عدم الاقتراب ليس مرجعه الخوف ولكنه "الرتم" السريع للحياة وسط موجة من الغلاء والوباء وسيف الأعداء.

علاقتك أنت شخصيًا بجيرانك.. كيف تصفها؟
كنت فى البداية من أنصار ذات المثل، ولكن بعد أن اقتنيت كلبًا صارت الرحاب تعرفنا من خلال أطفال الجيران ومداعبتهم للكلب.

هل جربت الاقتراب منهم أو جربوا الاقتراب منك؟
نعم.

هل العلاقة بينكم تقف عند القاء التحية؟
كان ذلك فى السابق حتى اقتنيت الكلب.

هل جربت أن تعزم أحدًا منهم في رمضان أو عزمك أحد؟
لا

لو حصل.. هل ستوافق؟
 طبعًا.

ما الطريق لإذابة الجليد في العلاقات بين الجيران في الرحاب؟
قد يضحك البعض، وقد يستعجب البعض الآخر ولكنها الحقيقة.. أن الكلب أذاب الجليد.

التقينا غادة عامر وسألناها: هل فعلا الرحابيون كائنات انعزالية؟

فقالت: نعم معظم الرحابيين كائنات انعزالية.

لماذا؟
للأسف لا أعلم لماذا. ربما لسفر الكثير منهم خارج البلد معظم الوقت.  

لماذا الجيران في الرحاب كل واحد في حاله ويخاف أن يقترب من الآخر ويتعرف عليه؟
للأسف هذه أصبحت طبيعة في الشعب المصري وليس في الرحاب فقط.

علاقتك أنت شخصيًا بجيرانك كيف تصفيها؟
لي علاقة بالجيران من داخل مجموعتي، وأتبادل المكالمات التليفونية مع البعض وزيارات للبعض الآخر.

هل جربت أن تدعى أحدًا منهم في رمضان أو عزمك أحد؟
للأسف لا أكون فى رمضان بالرحاب، ولكن إذا تواجدت فسوف أفعل ذلك، فمعرفة الناس ثروة.

ما الطريق لإذابة الجليد في العلاقات بين الجيران في الرحاب؟
عندما يتوحد الهدف ونجتمع على شئ واحد وهو المحافظة على مدينتنا ربما يذوب الجليد.

أما محمد رضا فلما سألناه: هل فعلا الرحابيون كائنات انعزالية قال:
أكيد.. لا
لماذا الجيران في الرحاب كل واحد في حاله ويخاف أن يقترب من الآخر ويتعرف عليه؟
غير صحيح

علاقتك أنت شخصيًا بجيرانك كيف تصفها؟
ممتازة

هل جربت الاقتراب منهم أو جرب جارك الاقتراب منك؟
طبعًا.. مرات كثيرة

هل العلاقة بينكم تقف عند كلمة السلام عليكم؟
أكيد.. لا

هل جربت أن تعزم أحدًا منهم في رمضان أو عزمك أحد؟
مرات كثيرة.

ما الطريق لإذابة الجليد في العلاقات بين الجيران في الرحاب؟
جليد ايه؟ لا يوجد جليد من أصله.