تحقيق-سالي مشالي
أعلنت وزارة الصحة أن من تم تطعيمهم ضد الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير ضمن الحملة القومية لتطعيم طلاب المراحل الابتدائية فى 6 محافظات قد وصل إلى 120 ألف طالب فقط.
وبذلك تكون نسبة الطلاب الذين تم تطعيمهم 6% فقط من إجمالى عدد الطلاب والذى حددته كل من وزارتي الصحة والتربية والتعليم بـ2 مليون و200 ألف طالب
وأعرب كثير من مسئولي الوزارتين عن دهشتهم من رفض المواطنين وأولياء الأمور تطعيم أبنائهم بالمصل ضد فيروس الإنفلونزا المعروف عالميا ب( H1N1) الذي تم إستيراده خصيصاً لتطعيم أطفال المدارس، بإعتبار أنهم أحد الفئات الأضعف والأكثر عُرضة لمضاعفات الإصابة بالمرض.
وأكد المسئولون أن آلاف الحجاج المصريين تلقوا التطعيم ولم يصابوا بأي ضرر، فيما يرد البعض على هذه التصريحات بأن أغلب الحجاج حصلوا على شهادات التطعيم دون أن يُحقنوا بالمصل في الحقيقة، كما أن الأعراض الجانبية التي يخشى منها البعض لن تظهر إلا بعد مرور سنوات.
تساؤلات وتشككات متعددة تحوم حول شركات إنتاج مصل انفلونزا الخنازير والتي اتهمها البعض بالإتجار على حساب صحة الجنس البشري، مع إشارات قوية لمرض حرب الخليج الذي أصاب الجنود الأمريكيين بعد تلقيهم للقاحات شبيهة، بالإضافة إلى فضيحة إحدى شركات الأدوية التي صدرت لقاحا ملوثا بفيروس انفلونزا الخنازير
وزاد من حدة هذه الاتهامات ما صرحت به وزيرة الصحة الفنلندية السابقة بشأن لقاح انفلونزا الطيور– والذي يقع عليه نفس حكم لقاح انفلونزا الخنازير- حيث أكدت أن أمريكا تسعى إلى تقليص عدد سكان العالم بنسبة الثلثين، وأنها أجبرت منظمة الصحة العالمية على إعلان مرض انفلونزا الخنازير كوباء مُهلك لتجعل التطعيم منه إجبارياً وليس إختيارياً وخاصة للشرائح المستهدفة من الجيل القادم من الأطفال والحوامل
وأضافت أن نتائج المصل وأعراضه الجانبية غير معروفة على الإطلاق سواء على المدى القريب (من عام إلى خمسة أعوام) أو على المدى البعيد أي ما يقرب من عشرين عاماً، سواء كانت العقم أو العمى أو السرطان أو الأمراض الوراثية.
وأشارت الوزيرة إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإعفاء شركات الأدوية الأمريكية من أي نتائج أو أعراض جانبية أو مضاعفات للقاح موضحة أن هذا يُعتبر مؤشراً خطيراً على النية المبيتة.
وفي هذا الإطار قام موقع "رحابي" بإستطلاع آراء سكان مدينة الرحاب حول المصل وسبب رفضهم حقن أبنائهم به:
في البداية تؤكد نيفين حسن – ربة منزل- رفضها حقن أبنائها بالمصل، مشيرة إلى أنها سمعت جدلاً كثيراً حول أعراضه الجانبية الضارة، وإن كانت تضيف ضاحكة :"الناس بتبقى قاعدة في البيت وبتعيا" في إشارة إلى أن المرض لا يرتبط بالتواجد في مناطق الزحام أو في المدارس.
وتؤيد أم مريم – مدرسة – وجهة النظر هذه بتأكيدها أن الأطفال أنفسهم أصبح لديهم وعي كبير ويستمعون إلى تقارير التليفزيون ويتناقشون مع زملائهم، لدرجة أن ابنتها عندما أحضرت لها إقرار التطعيم من المدرسة قالت لها – وهي تناولها الاقرار- :"أوعي يا ماما تعملي صح، كل أصحابي عارفين أن التطعيم ممكن يموتنا".
وتتهم مروة صبحي عبد الله – ربة منزل – وسائل الإعلام والأجهزة الحكومية بالمبالغة وتقول :"هم عاملين من الحبة قبة" مؤكدة عدم ثقتها في التطعيم أو في الإرشادات المحلية، مشيرة إلى أن الأطفال في الخارج يمرضون ويتعالجون، ولم نر كل هذا الهلع في أي دولة أخرى غير مصر.
أما المهندس عبد العزيز شوقي فيلفت النظر إلى أنه قرأ وسمع من جهات كثيرة أن التطعيم المتوافر في مصر يختلف عن التطعيمات المستخدمة في دول العالم المتقدم، وعليه فهو لن يغامر بصحة أبنائه، ولن يوافق على تطعيمهم، مشيراً إلى أنه سأل طبيبة تخصصها أمراض حساسية يثق في علمها فأخبرته أن التطعيم غير آمن وأعراضه الجانبية غير معروفة، وأضاف أن إدارة المدرسة الخاصة بأبنائه أخبرت أولياء الأمور أنهم لن يجلبوا التطعيم بالمدرسة وعلى من يريد أن يُطعم ابناءه فعليه أن يذهب بهم إلى وزارة الصحة ليطعمهم هناك.
وتؤكد سلوى محمد نجاح – خريجة سياسة وإقتصاد – رفضها التام تطعيم أبنائها ضد أنفلونزا الخنازير مشيرة إلى أنها تُفضل دائماً في الأمور غير الواضحة أو غير المحسومة، والتي يحيطها القلق على مستوى العالم الانتظار لما تُسفر عنه الأحداث، مؤكدة كلامها بالقول:"ما أحبش نبقى أول ناس يتجرب فيهم".
وهو ما تذهب إليه راندا محمد –مدرسة– والتي رفضت إعطاء ابنائها التطعيم لعدم ثقتها في المصدر الذي نستورد منه هذه التطعيمات.
http://www.youtube.com/watch?v=wzawu6VkBwU&feature=related