شباب الرحاب ينظمون حملة "خليك إيجابي"
كتب ـ محمود رضا
توزع أكثر من 100 شاب وفتاة من الرحاب يوم الخميس الماضي، 24 فبراير في شوارع الرحاب لتوزيع "فلاير" بعنوان "خليك إيجابي" تجسيدًا للدعوة التي وجهتها مجموعة "شباب الرحاب" على "فيس بوك" مؤخرًا.
ويقول يحيي أكرم، مسئول الصفحة، وهو من قاطني الرحاب: قمت بعمل جروب علي "فيس بوك" لتجميع شباب الرحاب للبدء في عملية التغيير الفعلي وبخطوات جادة في مدينة الرحاب.
ويضيف إن التغيير الذي نقصده يشمل كل مناحي الحياة داخل المدينة ورؤيتنا في هذه الجروب هي أن يكون المجتمع الرحابي من أرقي المجتمعات في مصر، ويشمل ذلك الأخلاق والثقافة والفكر والدين والعقل والعلم والتعايش والاقتصاد، وغيره من صور الرقي الإنساني.
وعن فكرة الجروب قال: استوحيت فكرته مما حدث ورأيته عقب انتهاء الثورة من حملات النظافة المختلفة في شوارع مصر وأولها التي كانت في ميدان التحرير وأبهرت العالم كله بتحضر ورقي الشعب المصري, لكن عندما فكرت في تنظيم حملة نظافة مماثلة تخص مجتمعي "الرحاب" وجدت أن مدينتنا لا تحتاج لمثل هذه الحملة ولكن رغبت أن أفعل شيئًا لمجتمعي قبل النزول في أي مكان آخر .
ويضيف: فكرت في عمل شيئ إيجابي في مدينتي وسرعان ما أدركت أن حملة النظافة هذه ما هي إلا رمز للتطهير والتنقية من بواقي ألوان الفساد الذي طال كل المصريين في شتى المجالات فوجدت أن مجتمعنا أيضًا يحتاج إلى تطهير ولكن من نوع مختلف؛ يحتاج لتطهير الفكر والثقافة والسلوكيات والأخلاق والمعاملات والوجدان ومن هنا جاءت فكرة الجروب.
وأشار أكرم إلى أنه كان يلتقي بعدد كبير من أعضاء جروبه من قبل إنشائه ويقول إنه كانت تجمعهم الأنشطة الموسمية المختلفة التي تتعلق بحدث معين من جمع تبرعات أو مساعدة محتاجين كما أن له صداقات كثيرة جدا عن طريق المشاركة المستمرة في أعمال الشباب الخيرية خصوصا مع جمعية جنات الخلود, وصداقات أخرى تكونت عن طريق النادي والمساجد كما تعرف علي كثير من الشباب حديثا في اللجان الشعبية التي كوٌنها لحماية المدينة.
ويضيف أكرم " اجتمعت بـ 45 شاب من أعضاء الجروب يوم الاثنين الموافق 21 فبراير في قاعة مناسبات المرحلة الثالثة من خلال الجروب "شباب الرحاب " وتمحور اللقاء حول مناقشة أهداف الجروب وعرض أفكار الأعضاء ومقترحاتهم ثم مناقشتها والتحضير لما كنا ننوي القيام به يوم الخميس وتوزيع 10 آلاف فلايرز "خليك إيجابي" وخطط التوزيع.
ولفت إلى أنه ينوي القيام بعدد من الفاعليات والأنشطة مستقبلا بمساعدة أعضاء الجروب حيث أكد أنهم يفكرون في زراعة نخل مثمر بالمدينة وبيع الثمار لتحقيق هامش ربح لاستغلاله في الأنشطة المختلفة
وقال "كما فعلُنا حملة محو الأمية التي يقودها د. عمرو خالد داخل المدينة وأخذ مبادرة التوعية الفكرية للأطفال وأيضا تجميع تذاكر الأتوبيس في سلات للقمامة بدلاً من تناثرها داخل الباص ومشروع إعادة تدوير المخلفات وإنشاء ما يسمى باتحاد سكان الرحاب ويكون به تمثيل للشباب والمساهمة في مساعدة دور الأيتام الفقيرة مثل دور أيتام التجمع الثالث وإقامة ندوات لتطوير النفس والمساعدة في تعبئة الشنط الغذائية والمساعدات للمحتاجين وعمل رقابة على الأماكن سيئة الصيت بالرحاب.
ويرى أكرم أن هناك بعض القضايا التي يجب حلها في أسرع وقت ممكن مثل "مشكلة ضعف السور المطوق للمدينة ومشكلة زيادة أسعار الصيانة بدون سبب واضح ومشكلة قلة أفراد الأمن الموجودين بالرحاب ومشكلة التجمعات المشبوهة في الرحاب والتي تستغل الأماكن المظلمة بالمدينة وما يحدث فيها من سلوكيات منافية للآداب.
وقد تم عرض هذه الأفكار وتم الاتفاق على مناقشتها لاحقاً على صفحات الجروب مشيرا إلى أن بعض المشكلات التي تعوقه عن تنفيذ أغلب الأفكار هي ضعف المساهمة المادية من السكان لدعم تلك المشاريع مؤكدا أنه جاري التغلب على هذه المشكلة عن طريق تأسيس مجموعة مسئولة عن جمع التبرعات.
وعن عدد الشباب الذين شاركوا في توزيع الفلايرز يقول إنه لم يتوقع هذا العدد الهائل من الشباب الذي أقبل علي توزيع الفلايرز معهم وألمح أنه فوجئ بهذا القدر الهائل من الشباب الذين تبنوا فكرة الجروب بمجرد عرضها عليهم وكذلك الكثير من الشباب الذين عرضوا مساعدتهم ومشاركتهم .
ويقول أحمد أسامه أحد أعضاء الجروب وهو طالب بالأكاديمية البحرية "وجدت الرحاب بها العديد من السلوكيات الخاطئة ولكن بعد الثورة يجب علينا تصحيح الخطأ وأنا بصفتي شاب رحابي بحب الرحاب وشبابها اشتركت معهم بهذا الجروب لتصحيح الخطأ مقتنعا بأنه يجب التغيير للأفضل".
ويضيف أسامه "يحيي أكرم مسئول الجروب رشحني لأكون أدمن معهم في صفحة الجروب وينبغي علينا ترجمة الفلايرز بعدة لغات ليتسنى لغير العرب قراءة وفهم ماذا نريد من الفلايرز وليروا أيضا تحضر الشباب المصري ومدى حبه لبلده وتغيير الصورة الخاطئة التي ترسخت عنا" .
ويشير أحمد إلى تأثير جروب "شباب الرحاب " وقيمه التي بدأ يطبقها في حياته حتى إنه بدأ ينصح من يقدم على سلوك خاطئ داخل المدينة وألمح إلى أنه وجد شابا يقود سيارة في الاتجاه المعاكس فاستوقف الشاب المخالف ونصحه بوجوب تغيير سلوكياتنا وعدم السير بالطريق المعاكس فوجد الشاب يستجيب لدعوته.
وقالت نيفين علاء طالبه بإعلام القاهرة أنها اشتركت في توزيع الفلايرز والمساهمة في هذا العمل عوضا عن عدم تمكنها من المشاركة في تظاهرات التحرير لذا تحاول حاليا التفاعل مع أي عمل إيجابي يفيد المجتمع .
وتضيف نيفين أنها تعشق الأعمال التطوعية والخيرية وتقول "قمت بعد جمعة الغضب وما شهدتها مصر من انفلات أمني بجمع أموال من أقاربي وأصدقائي في الرحاب واشتريت بها أكل لأفراد الجيش وأفراد أمن المجموعة ووجدت أحد المطاعم بالرحاب يتفهم ما أقوم به من عمل تطوعي خيري فكان يقدم لنا خصما كبيرا على السندوتشات وكنت أقوم بإعداد مشروبات ساخنة وأعطيها للجان الشعبية.
وأوضحت أنها تريد مناقشة موضوع إنشاء بوابات حديدية على كل عمارة بدلا من البوابات الالومنتال سهلة الكسر حتى نكون أكثر أمان.
أما حسين علي وهو يمني الجنسية فيقول "أحب مصر كثيرا وأرى أنها أم الدنيا فعلا وأردت أن أشارك في التغيير بمصر وأنا حاليا أحاول اكتساب خبرة في الحملات الإيجابية من الشباب المصري لتطبيقها في اليمن إن شاء الله عند العودة, وأتمنى أن تتم مناقشة كيفية مكافحة الكلاب الضالة في الرحاب على وول الجروب لتقليص عددها بالرحاب ثم منعها من دخول المدينة"
ويقول د.محمود رشيدي بكالوريوس طب أسنان ويقيم بالمجموعة 62 إنه شارك في هذا اليوم لأنه معجب بفكرة التغيير بدءا من تغيير سلوكيات النفس للأفضل مرورا بتغيير سلوكيات الأسرة فسلوكيات المجتمع ثم النهوض بمصر.
ويري أنه يجب مناقشة موضوع الغرباء الذين يدخلون الرحاب دون وجه حق ويقول إنه يجب وضع رقابة أمنية حقيقية للحد من دخول الغرباء الذين يقومون بتخريب المدينة.
طالع صفحة "شباب الرحاب" على موقع الفيس بوك