ندوة خواطر من ميدان التحرير
كتبت_ دينا صقر
"خواطر من ميدان التحرير" كان هذا هو عنوان الندوة التي أقامها المركز الثقافي بنادي الرحاب بالتعاون مع مركز "تمكين" للتدريب والتنمية البشرية يوم الجمعة 25 فبراير الماضي، حيث تمحورت حول التغيير الذى حدث للشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير. تلك الثورة التي أثرت وغيرت في كل شخص في مصر، وأظهرت العديد من الصفات الإيجابية في الإنسان المصري والتي ظُن حيناً أنه لا أمل في ظهورها مرة أخرى.
بدأت الندوة مع شاب من الشباب المشاركين في ثورة 25 يناير وهو"يحيى أكرم" طالب في كلية هندسة جامعة عين شمس وأحد سكان الرحاب، قام يحيى بإنشاء جروب علي الفيس بوك باسم “شباب الرحاب” ودعى جميع الشباب الرحابيين للإنضمام له والمشاركة في حملة “خليك إيجابي” وهي دعوة لكل الشباب للتأكيد على مبدأ الإيجابية والتغيير إلي الأفضل، فكما استطاع شباب التحرير أن يغير في مصر وفي سلوك الكثير من المصريين، يستطيع أيضا كل إنسان أن يغير أو يتغير إلي الأفضل ويكون إيجابياً ويشارك في تغيير مصر، وهذا ما تدعو إليه مجموعة "شباب الرحاب".
الفقرة الثانية من الندوة كانت مع فريق الكشافة بنادي الرحاب، فقد قدم القائد “محمود الخطيب” عرضاً لمدة 10 دقائق عرف فيه بمجموعة السلام الكشفية بالرحاب وقدم اثنين من أعضاء الكشافة وهما القائد “مهند أسامة” طالب في كلية هندسة، والمرشدة “مريم إيمن”. وقام القائد "مهند" بالتعريف بفريق الكشافة على نحو مفصل موضحاً أهدافه وأنشطته حيث قال إن الكشافة هي عبارة عن نشاط تربوي يضم كل الأعمار من صغار وكبار، ويطلق على صغار الكشافة من الذكور “أشبال” وكبارها “قُوّاد”، ويطلق على صغار الكشافة من الإناث “زهرات” وكبارها “مرشدات”، وهناك العديد من الأنشطة الثقافية والتربوية والفنية التي تقام في فريق الكشافة والتي تهدف إلي تنمية قدرات الشباب.
وأضافت المرشدة “مريم إيمن” أن الكشافة تقوم بعمل معسكرات ترفيهية وكشفية بالإضافة إلي العديد من الأنشطة المختلفة، ومن أهم الأنشطة التي قام بها فريق الكشافة في الفترة الأخيرة أنشطة ثورة 25 يناير والتي تعاونت فيها مع جمعية جنات الخلود وقاموا بتعبئة حقائب طعام وتوزيعها علي الفقراء في مختلف المناطق في مصر كخطوة إيجابية وفعالة منهم. وتضمن هذا النشاط الخاص بثورة 25 يناير أيضاً فقرة سياسية تهدف إلي تكوين وعي سياسي لدي الشباب حول الثورة ومستقبل مصر وتهدف إلي تقبل الرأي والرأي الأخر، وتفعيل روح الجماعة والقضاء على الفردية.
تخللت الندوة فقرة مع الشاعرة الشابة “نور عبد الله” مؤلفة أغنية "مشربتش من نيلها" وألقت فيها نور مجموعة من الأشعار التي كانت كتبتها قبل قيام الثورة.
ثم بعد ذلك قدم المدرب الدولي “عبد الرحمن محمد عبد الله” عضوالاتحاد الدولي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية بالولايات المتحدة محاضرة بعنوان "خواطر من ميدان التحرير" استعرض فيها خواطر وأفكار وآراء الحاضرين حول الثورة المصرية وماذا غيرت فينا قبل أن تغير في البلد.
بدأ عبد الرحمن محمد كلامه بسؤال الحضور عن رأيهم فى شعب مصر قبل 25 يناير وبعده، وكانت الإجابة أن الشعب عامة والشباب خاصة كان قبل الثورة مغيبًا، ومظلومًا، وسلبيًا، عصبياً، أنانياً، خائفاً، مستهتراً بلا أحلام، يضيع الوقت، ويقتل الفهم والإبداع، ولم يشعر بالنجاح، وصعب التغيير، ضعيف التواصل بين الأجيال المختلفة.
وبعدما ذاق الشباب طعم الأمل أصبح إيجابيًا، مُصِراً على هدفه، متعاونًا، ومبدعًا، حيث ظهر في الميدان العديد من المواهب منها استثمار الوقت، والشجاعة التي ظهرت في المعركة مع البلطجية، والقناعة التي تحلى بها المعتصمون بميدان التحرير.
أي أن الثورة استطاعت أن تغير كل هذه السلبيات إلي قدرات وصفات إيجابية، هي في الواقع أساس الإنسان المصري، وكانت موجودة داخل نفس كل مصري ولكنها كانت مدفونة تنتظر لحظة الإنطلاق التي تعطي لها الفرصة لكي تظهر مرة أخرى، وقد جاءت هذة اللحظة بثورة 25 يناير وأظهرت للعالم كله إن بإمكان المصريين أن يغيروا وأن يحققوا ما كانوا يحلمون به، ومن يستطيع القيام بهذه الثورة ويغير نظام دولة، يستطيع أن يغير أي شيء آخر ويحوله إلي شيء أفضل.
وأكد عبد الرحمن أن هذه الثورة كانت ملهمة؛ فما تفكر فيه تحصل عليه، ولم يتخيل شباب 25 أنهم قادرون على التغيير بهذا الشكل. ثورة 25 يناير جعلت من الإنسان المصري قدوة ومثلاً يحتذى به للعديد من البلدان العربية وحتى الأوروبية، لذلك يجب علي كل مصري أن يفخر بنفسه ويفخر ببلاده ويحارب كي تصبح مصر أفضل وكي يضيف إلى مصر ويعمل على تقدمها و إزدهارها.
وأختتمت الندوة أيضاً مع الشاعرة “نور عبد الله” بإلقائها مجموعة من أجمل الأشعار التي كتبتها بعد الثورة والتي تتكلم فيها عن مدى جمال وعظمة مصر والمصريون.