الشاعرة نور عبد الله وخواطر من ميدان التحرير
كتبت_دينا صقر
"نور عبد الله" شاعرة شابة اتسمت أشعارها بالوطنية وحب مصر، عرفها المصريون من خلال أغنيتها الشهيرة "ما شربتش من نيلها" للمطربة شيرين، وأيضاً أغنية فيلم عسل أسود "بالورقة والقلم" والتي واجهت العديد من المشاكل والضغوط من قبل الرقابة حتي لا يتم عرضها في الفيلم ولكن مع إصرارها وإصرار فريق عمل الفيلم قاموا بتسجيل الأغنية وعرضها، نور لديها أيضاً العديد من الأشعار الوطنية التي كان يتسم معظمها بالنقد اللاذع لمصر والسلبية التي كان يتسم بها المصريون قبل ثورة 25 يناير، وبعد الثورة كتبت أيضاً العديد من الأشعار التي تصف الثورة وتحمس الشباب علي التمسك بالحق وعدم الإستسلام للظلم والفساد.
"نور عبد الله" كانت ضيفة ندوة "خواطر من ميدان التحرير" التي أقيمت في المركز الثقافي بنادي الرحاب، وكان شعار الندوة "خليك إيجابي"، وهو أيضاً كان شعار نور عبد الله التي قدمت لنا العديد من القصائد الوطنية الجميلة بدعوة منها إلي عدم الإستسلام والإيجابية والإصرار على التغيير.
بدأت نور الندوة بإعرابها عن سعادتها البالغة بالتواجد في مدينة الرحاب وسط تجمع سكان المدينة الذين يتطلعون دائما للأفضل لمدينتهم ولوطنهم وهذا بالرغم من أن مدينة الرحاب تعتبر من أفضل المناطق في مصر وليست في حاجة إلي نظافة أو تعديل كبير مثلاً - على حد قولها - ولكن سكانها يصرون علي المطالبة بالأفضل لمصر وللمصريين ككل وليس لمدينتهم فقط.
قسمت نور أشعارها إلى قسمين، شعر ما قبل الثورة، وشعر ما بعد الثورة، وقالت نور أن الشعر قبل الثورة كان له طعم وبعد الثورة طعم مختلف تماماً، فقبل الثورة كانت السلبية والإهمال واللامبالاة هو السائد في مصر وبالتالي كان هذا ما تتسم به أشعارها أيضاً ولكن الثورة أعطت لها ولكل المصريين الأمل في مصر وفي المصريين ككل بشكل كبيراً جداً.
من أهم الأشعار التي كتبتها قبل ثورة 25 يناير هي "ما شربتش من نيلها" وهي القصيدة المحببة لها لأنها سبب شهرتها ومعرفة الناس بها.
وكتبت أيضاً العديد من القصائد والرباعيات في العديد من المناسبات الوطنية الهامة مثل إحتفالات أكتوبر والتي كتبت لها قصيده "ما بقولش فيكي قصايد شعر"، ورباعية "يسلملي قلب الي يحبك"، وقصيدة "البطولة" التي كانت بمناسبة عيد ثورة 1952 الماضي وكانت تنقد فيها المصريين وسلبياتهم وتعريفهم للبطولة بتعريفات ومفاهيم ساذجة وزائفة، فكان لها العديد من الأشعار في هذا الموضوع.
وكان لها قصائد في العديد من الأزمات المصرية مثل القصيدة التي كتبتها بعد حادثة كنيسة القديسين، والتي أثرت فيها بشكل كبير جدا وكتبت القصيدة تحت أسم "ماريا" وهو أسم أبنة أعز صديقة لها، وأعربت نور عن التلاحم والحب الشديد بين المسلمين والمسيحين وكيف اتضح ذلك في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير، وأن هذا التلاحم موجود بداخلنا طوال الوقت ولا يمكن أن يؤثرعليه أحد، فكلنا أخوة وكلنا مصريون.
ولأن شعار الندوة هو "خليك إيجابي" قامت نور بإلقاء قصيدة لها كانت قد كتبتها تحت هذا الشعار أيضا ً"الإيجابية" وتعتبر هذه القصيدة مختلفة في طريقة العرض حيث إنها تشبه السيناريو أكثر من الشعر، وتقول فيها: "واقفة في المترو ومعاها عيلين، وفي إيديها شنطة إنما يعني شنطة، وقبلها المسكينة كانت واقفة بردة على المحطة، وهو قاعد إلا ما فكر يشيل الشنطة عنها، ولايعتبر المكان ده ربنا رزقه أنه يقعد فيه عشانها"...
وكان آخر ما كتبت الشاعرة نور قبل ثورة 25 يناير قصيدة تحت اسم "إنتي يا حاجّة" بالإشارة هنا إلي مصر، وكانت قد كتبتها بعد أن رأت العديد من السلبيات في مصر، وكان هذا قبل الثورة بـ 15 يوم فقط.
أما عن أشعارها التي كتبتها بعد ثورة 25 فكانت مختلفة ولها شكل وطعم مختلف على حد قولها، فأعربت نور عن حبها الشديد لهذة الثورة وأكدت إنها كانت واحدة من المشاركين في ميدان التحرير ليست هي فقط، بل هي ووالدها ووالدتها وأخواتها، ولكن كانت تأتي عليها لحظات تشعر فيها بالخوف والتردد وذلك بسبب الإعلام المصري وما كان يقدم فيه وأيضاً العديد من الشخصيات المشككة في الثورة، ولكن بعد ما قرأت قصيدة "الميدان" للشاعر الكبير "عبد الرحمن الأبنودي"، اكتسبت ثقة هائلة وإيماناً كبيراً بأهمية ما تفعله وأهمية التمسك بالمطالبة بالحق والتغيير.
وكتبت نور قصيدة "ردي يا مصر" في الوقت الذي كان يمارس فيه الإعلام الدور السلبي والتأثير في عقول المصريين على إنهم مخربون ومستهترون وما إلى ذلك، وبعدها كتبت "اللي يحصل منا مرة، سهل يحصل ألف مرة" في تأكيد منها على أن الثوار موجودون ومصرون على مطالبهم ولن يستسلموا ابداً.
وتخللت الندوه فقرة مع شاعرة صغيرة السن من فريق الكشافة بنادي الرحاب وهي "مريم أيمن" وألقت قصيدتين كتبتهما بعد الثورة تحت اسم "سلامي للبلد" و"دي بلدنا".
تقول مريم في القصيدة الأولى: "سلامي للبلد حتة حتة وباقولهم خلاص ما فيش فتة وخلاص باظت الطبخة.. ومصر ما عادتش حلة كل واحد يطبخ فيها اللى هو عايزه وكل واحد عرف فين حقه.. و جايبه جايبه وحلف ماهو سايبه.. بعد ما مشى مبارك ونسايبه.. ومبارك وقته فات.. وفى ديله الفساد مات.. ومع الظلمة هنصفى الحسابات.. وما راحش هدر دم الشهداء.. ودموع الامهات.. وانتهى عصر التزوير فى الاتتخابات.. وماحدش يقدر يضحك علينا بتافهات.. وخلاص يا شعب اضحك وسمعنى الضحكات.. ولا امريكا ولا غيرها تملى علينا حاجات.. دلوقتى الكل يسكت والشعب يأخد القرارات".
وفي نهاية الندوة حيّت الشاعرة نور شهداء الثورة الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا ومن أجل مصر، فهؤلاء الشهداء هم أغلى وأجمل وأفضل ناس في مصر– مثلما وصفتهم، ولذلك كتبت قصيدة في صباح يوم تنحي الرئيس، وأهدتها للشهداء الذين ماتوا من أجل الحق ومن أجل أن نعيش ومصر تعيش، و اختتمت الندوة بإلقائها، وتقول فيها:
رويت التراب وبوست العلم،
ودلوقتي بأقولك يا بلدي السلام،
وسايب رسالة ياريت تتفهم،
كفاية عليا في ترابك أنام،
سكوتنا عن الحق أكبر إهانة،
كرامتي أمانة وبلدي أمانة
وموتي عشانهم شهادة وحياة،
وأموت بس أكونلك طوق النجاة،
بدمي تاريخك يا مصر انكتب،
أمانة تخلي يوم موتي عيد،
أنا حبي كان ليكي من غير سبب،
لكن بسببه بقيت الشهيد.