بحضور نسائي كبير ..
ندوة تربية الأبناء وكيفية التعامل معهم
كتبت : سمية مصطفى في مقرها بالمركز الإداري في مدينة الرحاب، أقامت جمعية "جنات الخلود" الخيرية أولى ندواتها لعام 2010 صباح الأحد 10يناير، بعنوان "تربية الأبناء وكيفية التعامل معهم" وحاضر فيها الدكتور هشام عادل عبد الرحمن أخصائي الطب النفسي للأطفال والمراهقين بجامعة عين شمس.
اتخذت الندوة نمطا مبتكرا غير معتاد حيث حرص الدكتور هشام على خلق تواصل مع الحضور اعتمد على المناقشة و الحوار المباشر معهم، و الرد على استفساراتهم . وكان أغلب الحضور من الأمهات و ربات البيوت حديثات السن، فيما حضر رجل واحد فحسب، ربما لإثبات اهتمام الآباء بمثل هذه الفعاليات.
لا للرجال
وقد جرى طرح اقتراح لجعل مواعيد الندوات المقبلة مسائية لاتاحة فرصة أكبر للأزواج للمشاركة في مثل هذه النشاطات، إلا أن تأييد هذه الفكرة كان شبه منعدم!، حتى أن إحدى الحاضرات علقت بأن زوجها يرفض فكرة اللجوء للأخصائيين النفسيين كوسيلة مساعدة في تربية الأبناء، و أضافت أخرى بأنها لا ترغب أبدا في حضور زوجها معها في مثل هذا الملتقى
الثواب المبرر.. والعقاب غير المبرر
بدأت المناقشة بأن أعربت أم في مقتبل العمر عن قلقها من فرط هدوء طفلها البالغ من العمر سنتين، وتساءلت عن مدى ارتباط ذلك بقدراته الفكرية والإبداعية؟ فشرح الدكتور هشام أن الطفل في مثل هذا العمر لا يزال صغيرا وغير قادر على استيعاب الكثير من النشاطات، وأن اختلاطه بأطفال في مثل عمره فيما بعد كفيل بإكسابه البعض من مهارات الحياة.
ثم أثيرت قضية الثواب والعقاب حيث أشار الدكتور هشام إلى سلبية العقاب المتكرر من ضرب وصراخ وإهانة على أتفه الأسباب، خاصة أنه في كثير من الأحيان يعاقب الطفل وهو لايعرف ما الخطأ الذي يعاقب عليه ....وأوضح أن العلاج الفعال يكون بإثابة الطفل على التصرفات الحسنة مع تحديد واضح له على سبب الثواب، وفي حالة العقاب يحرم من الثواب المعتاد لعدم فعله التصرف الصائب الذي اعتاد أن يثاب عليه، مع التوضيح للطفل في كلتا الحالتين سبب الثواب وسبب العقاب لكي ننتقل من فكرة العقاب غير المبرر إلى الثواب المبرر.
الثبات على .. لا
ومن أهم القضايا التي تم طرحها؛ قضية الحسم .. فمعظم الآباء و الأمهات يفتقرون لسبل التحكم والحسم مع الأطفال وتكون الاستجابة لهم - بالتراجع عن قرار معين مع أول وسيلة ضغط يمارسها الطفل من إلحاح و بكاء - سريعة جدا، وأوضح الدكتور هشام أن الحسم في هذه الحالة يكون بالثبات على الرأي فـ" لا " تظل " لا "كي يكون الآباء هم الطرف الأقوى في العلاقة الوالدية.
وكحل لمشكلة تدخل أفراد الأسرة خصوصا الجد أو الجدة كوسيط لعدم تنفيذ العقاب أوضح الدكتور هشام عبد الرحمن أنه يجب الاتفاق المسبق بين الآباء والأجداد على عدم التدخل في طريقة تربية الآباء لأبنائهم.
الاستحقاق هو المقياس
وتكررت في الندوة الحوارية شكاوى الأمهات من تعلق الأبناء الشديد بوسائل التكنولوجيا الحديثة من كمبيوتر وانترنت وألعاب الفيديو لدرجة قد تصل بهم إلى العزلة عن باقي أفراد الأسرة، فأجاب الدكتور هشام بأن الحل الأمثل يكون بالتقنين وتحديد ساعات معينة لممارسة مثل هذه النشاطات وفي حالة عدم الاستجابة يجب أن يعاقب الطفل أو المراهق بحرمانه من نشاط آخر يحب ممارسته.
وانتقل الحديث بعد ذلك إلى المراهقين وقضاياهم فأوضح الدكتور هشام أن معاملة المراهقين تختلف عن معاملة الأطفال؛ فالمناقشة والحوار هما أساس التعامل معهم كما أشار إلى أن تلبية رغباتهم يجب أن تتم عن استحقاق وجدارة كأن يفعل عملا طيبا أو يحصل على درجات ممتازة في المدرسة، وألا تلبى طلباتهم بصورة دائمة وبلا عناء، كي لا يكون إفراطا في التدليل يعود عليهم بنتائج وخيمة فيما بعد.
وردَا على سؤال عن صعوبات التعلم لدى الأبناء؛ أجاب الدكتور هشام بأن صعوبات التعلم هي عدم قدرة الطفل على استيعاب القراءة أو الكتابة أو الحساب بشكل خارج عن إرادته، وليس اهمالا أو تكاسلا منه، مما يسبب بعض المشكلات والقلق لدى الآباء، وأكد أن العلاج متاح ولكنه يحتاج إلى متخصصين يستخدمون طرقا مبتكرة وحديثة تساعد الأبناء على الاستيعاب والتعلم بشكل أفضل وأسرع .
كلمة أخيرة .. ضع نفسك مكانه
وفي نهاية الندوة أبدى الدكتور هشام إعجابه بمستوى الوعي لدى الحضور بأهمية الطب النفسي وتأثيره في تربية الأبناء، وأوضح أن المشكلات التي يعاني منها الأطفال والمراهقون سببها المجتمع والأهل؛ إذ يرى الكثير من الأهالي أن المجتمع أصبح مصدر خوف وقلق كبيرين، الأمر الذي يدفعهم لممارسة سبل الضغط والكبت غير المبرر على أبنائهم، كما أن التلفزيون والانترنت من أخطر المشكلات التي يعاني منها الأطفال على وجه التحديد، إذ تكسبهم سلوكيات غير حميدة قد تأتي من منظور كوميدي أو هزلي قد يسئ الطفل فهمه، أما المراهقون فإن الإدمان يتصدر قائمة أخطر مشكلاتهم، كما أن الفراغ أهم أسبابه، ونصح الآباء أن يضعوا أنفسهم دائما في مكان الأبناء قبل توبيخهم أو عقابهم.
|